تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : في تونس الخضراء رعديد يتصدع وجبار عنيد يتهاوى-بيان : جبهة علماء الأزهر



مقاوم
01-15-2011, 08:39 AM
في تونس الخضراء رعديد يتصدع وجبار عنيد يتهاوى
بيان : جبهة علماء الأزهر
أخيرا نطق بها الجبار العنيد بعد ربع قرن من حكمه، وبعد أكثر من نصف قرن من جرائم حزبه ، تلك الجرائم التي بدأت باغتصاب السلطة، فجعل منها كما جعل غيره سُلَّماً للعسف الطاغي، ومغنما لملأ الخزائن ،فاستباح الدماء الزكية سبيلا لنزواته ،وطارد أحرار شعبه تأمينا لشهواته، ووأد المكارم إرضاء لسادته الذين أسلموه إلى مصيره الأسود المحتوم، بعد أن استرخص الأعراض، وعقرالفضائل، ولم يدع شاردة ولا واردة من معالم الجرائم حتى أتي بها وجمعها على أمته ، وفاءً بمهمته التي انتدبه لها الشيطان الرجيم في أمته، فنجح فيها حتى أعجز شيطانه، وكان على أمته فيها أجرأ من خاصي الأسد، فإذا به بعد أن زوّر المجالس، وبذل الوعود، ووثق الأيمان، إذا به بعد أن خادع الأمة يحوَّل المساجد العظام بدولته عن رسالتها ، ويمنع غيرها من أن يذكر فيها اسم الله كثيرا، ويسعى بدأب في خرابها ، وذلك حتى تطمئن الفواحش في أرضه...
أرضه التي أنبتت من قبل الأعلام الصناديد، وأثمرت الشم الرواسي من ذوي العقول والنهى فإذا ببورقيبة زعيم هذا الفأر المذعور وشيخه ومؤسس حزبه يصرح بكل قحة لمجلة "الليموند" الفرنسية في يوليو عام 1976م بأنه قام بأمر عظيم عندما أغلق جامع الزيتونة، وأن هذا العمل منه لم تفهمه أوربا ولم تقدر فرنسا قيمته" ،قالها بعد ان خدع شعبه وغره بالله الغرور، فانقلب على رسالته شر انقلاب وخان أمانته، فإذا بمسجد الزيتونة شقيق الجامع الأزهر الشريف ومسجد القيروان العتيق يكون أول مقاصده في إعلان الحرب على الله تعالى منه ، وليمهد الطريق لخليفته "زين العرب" –كما كان يسميه ويلقبه أخ له من قبل- فيتخذ من مآذن بقية المساجد أخيرا إرصادا لقنص الثائرين على فجوره من الشيوخ والمستضعفين بعد أن جعل من المساجد مصيدة للقانتين والعابدين والركع السجود، لا يدخلونها إلا ببطاقة من بطاقات الهوان كبطاقات التموين التي ما حُكمت شعوب بأقبح منها ، وطارد العفاف في أزقة تونس وفجاجها.....
فلم تعد تونس الخضراء تألف في شوارعها حجابا ساترا، ولا نقابا ذاكرا، تونس بلد "مسجد الزيتونة" المسجد الذي خرَّج الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي أحيا الله به الإسلام في تونس ومن ثم ببلاد المغرب الإسلامي وعضد به في العالمين الأستاذ الإمام محمد عبده بمصر، والشيخ البشير الإبراهيمي في الجزائر، ثم شيخ الأزهر الأستاذ الأكبر" محمد الخضر حسين" التونسي ، وشيخ الإسلام الإمام الأكبر الشيخ محمد الطاهر بن عاشور صاحب التحرير والتنوير الذي ضبط للأمة الإسلامية أحوال نظامها الاجتماعي في تصاريف الحياة كلها مما أثر في فكر وعمل الإمام محمد عبده، ثم آخرهم فضيلة العلامة الشيخ محمد الحبيب بن الخوجة أمين عام مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة. هذا الجامع الأشم – جامع الزيتونة- صار على أيدي الأوغاد الذين طغوا باسم الاستقلال الكاذب في البلاد صار بهم مرقصا وملهى لإخوانهم الساقطين الذين أتوا بهم من فجاج الأرض ليعبثوا بكرامة الإسلام حول أحواض السباحة التي حفرها في صحنه وأشادوها في عرصاته، تيسيرا لمسيرة الفجور في بقية مساجد الإسلام وبلاد المسلمين.
لقد أمهل الله هذا الحزب المالك حتى أعذر إليه ، وما كان الله ليذر الفاجر طويلا ( وما كان الله ليطلعكم على الغيب) فهاهو رأس النظام يخرج على الناس كالفأر المذعور –والفأر خير منه- يقول بكلام اصطبغ بمعالم الخنوع والخنا " لقد عرفتك اليوم يا تونس، ولقد غشوني فيك- يعني حاشيته ولن يكون منها الكوافيرة التي هي " الصاحب بالجنب"- وسأحاسبهم ولن يفلتوا من العقاب!!!

كلام ينكره الحق ولا ينكره الباطل، الباطل الذي عُرف به، وأخلص أيما إخلاص له، بعد أن بُوِّئ بهذا الحزب مكانة لم تكن له ولا لحزبه، وما أشقى من يعاني مهنة بلا مجد؟
فهل يعتبر الطغاة، إن من قبل هذا " الزين" كان كسرى يوم أن كان كسرى، كان أضخم سلطانا، وأعظم بنيانا، وأكثر أعوانا، فأباد الزمان السلطان، ودك البنيان، وأهلك الأعوان كما يفعل الله به اليوم فيه.
وإلى أهل تونس الخضراء. هنيئا لكم وقفاتكم، وهنيئا لكم ثباتكم، وهنيئا لدمائكم الزاكية الزكية التي غسلتم بها العار عن أمتكم، وعن تاريخكم الوضاء بالإسلام الذي مافتئ هذا النظام الغاصب يحاربه ، ويعاديه.
هنيئا لهذه الدماء الزاكية الزكية مكانها السامق عند الله وعند الناس، وهنيئا لها ما تلقى الآن في روضات الله من جنات عدن، وهنيئا بمن سيلحق بها على درب الشرف والجهاد، هنيئا لهم الصحبة العالية الغالية الراقية ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون* فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون* يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين).
وهنيئا لتونس الخضراء وللأمة من خلفها سبقها ، وهنيئا لها الكرامة التي أتتها تجرر أذيالها بالثمن الغالي والعزم الرشيد. ( فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ) واعلموا أن الشجاعة صبر ساعة فلا تخدعوا عن شرفكم بمعسول القول وزوره .
ثم هنيئا لك يا أبا القاسم الشابي يابن الإسلام وابن العروبة الصادق بتونس الخضراء هنيئا لك في رقدتك اليوم سعادتك وأنت عند ربك ترى أثر كلامك في أمتك، هذا الكلام الذي أرسلته منذ ثمانين عاما وكنا نتغنى به مع أهلك في مدارسنا ومعاهدنا :


إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر

ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخَّر في جوها واندثر

ومن لا يُحبّ صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
رحمك الله اليوم رحمة تليق بجلال الموقف بعد جلال الله تعالى، لقد سننت لأمتك فما أضاع الله لك قولا، ألستَ القائل :


إذا ما طمحتُ إلى غاية ركبتُ المنى ونسيتُ الحذر

وأطرقتُ أُصغي لقصف الرعود وعزف الرياح ووقع المطر

وقالت لي الأرض لما سألتُ " أيا أمُّ هل تكرهين البشر"؟

أبارك في الناس أهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر

وألعنُ من لا يُماشي الزمان ويقنع بالعيش بين الحفر

هو الكون يحب الحياة ويحتقر المَيْتَ مهما كبُر

فلا الأفق يحضن ميت الطيور ولا النحل يلثم ميت الزهر

ولولا أمومة قلبي الرءوم لما ضمَّتِ الميْتَ تلك الحفر

فويل لمن لم تشُقْه الحياةُ من لعنة العدم المنتصر "
رحمك الله أبا القاسم الشابي في الخالدين ،ورحم الله زمانا كان هذا الكلام بعض أغانيه ،ورحم الله من تغنى به عنك للأمة . ورحم الله من أعاد إلى الأمة بعض كلامك في محنتها هذا الكلام الذي جعلت عنوانه من قبل ما يزيد على الثمانين عاما: " إلى الطاغية" ثم قلت له:


يقولون "صوت المستذلين خافت وسمع طغاة الأرض أطرش أصخم"

وفي صيحة الشعب المُسخرِّ زعزعٌ تخرُّ لها العروش وتُهدمُ

ولعلعةُ الحق الغضوب لها صدى ودمدمة الحرب الضروس لها فمُ

هو الحق يُغفي ثم ينهض ساخطا فيهدم ما شاد الظِّلامُ ويحطم .
هذا والله هو الشعر الحلال الذي عَدِمَ في معركة العيش مغنيه، وغاب أو غُيِّب لصالح الفجور لاحنوه، وذلك لأن أول السياسة في استعباد أمم الشرق كما يقول الأستاذ الرافعي هو" أن يترك لهم الاستقلال التام في حرية الرذيلة!
· وإلى علماء الأمة الأبرار :
إن العِلْم الذي لا يُقال به ككنز لا ينفق منه - على ما حكم به أهل ملتنا وأئمة شريعتنا- ، والعلم المكتوم –كما قال الإمام ابن تيمية- كالإمام المعدوم- كلاهما لا ينتفع به، فقبل أن يحسبكم الطغاة ممن غشهم كما حسب هذا الرعديد حاشيته كونوا بحقٍّ في أمتكم ورثة الأنبياء، وليس النبي –كما قلنا لكم من قبل- من الأنبياء إلا تاريخ شدائد ومحن، ومجاهدة في هداية الناس ومراغمة للوجود الفاسد، ومكابدة التصحيح للزور والتزوير في الأمة، فهذا كله هو الذي يورث عن الأنبياء لا العلم فقط، وقد كان من كلام الرافعي –عليه رحمة الله ورضوانه- " ألا ليت المنابر الإسلامية لا يخطب عليها إلا رجال فيهم أرواح المدافع لا رجال في أيديهم سيوف من خشب.
وإلى الأمة المكلومة، المظلومة الحيرى ، كم من صعب تشدد ثم لان ؟


أولئك الناس إن عُدُّوا وإن ذُكروا ومن سواهم فلغوٌ غير معدود
فمَن كان يظنُّ أن من كان بالأمس الدابر أسدا حطوما يرغي ويزبد سيهوى به كبرياؤه بهذه السرعة في مكان سحيق، من كان يُرغي ويزبد بالباطل ليدحض به الحق هو ذا اليوم ينافق الأمة ويتسول منها أمنه بما بقي له من ماء وجه صفيق، كان أحد معجزاته في حيله ونفاقه لم يعد بعد اليوم أسدا، ولن يصلح أن يكون على جرحه النازف "أسدية" . والحمد لله على نقاء سمائنا وخصوبة أرضنا ، فهي سماء لا تعبس ،كما أن أرضنا لا تيبس .
وإلى الذين ساروا على درب الطاغية ولا يزالون، هذا حظكم من كلام أبي القاسم الشابي رجل الموقف اليوم من قبره ولن تفقهوه، لن تفقهوه لأن الله العليم الخبير قضي في محكم تنزيله أنه ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ) ولكن لعله يجد من غيركم ممن سيأتي على أعقابكم قريبا سامعين، يقول أبو القاسم الشابي:


ألا أيها الظالم المستبد حبيبَ الظلام عدوَّ الحياة

سخِرْتَ بأنات شعب ضعيف وكفك مخضوبة من دماه

وسرت تشوِّهُ سِحْر الوجود وتبذَر شوك الأسى في رباه

رُويدك لا يخدعنْك الربيعُ وصحوُ الفضاء وضوء الصباح

ففي الأفق الرحب هولُ الظلام وقصفُ الرعود وعصفُ الرياح

حذارِ

حذارِ فتَحْتَ الرمادِ اللهيبُ فمن يبذر الشوك يجن الجراح

سيجرفك السيلُ سيل الدماء ويأكلك العاصف المشتعل.
يا ليت قومي يعلمون!
لقد تعددت الأصنام والشرك واحد !
وإن الشقي بكل حبل يُشنق .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
· صدر عن جبهة علماء الأزهر صبيحة الجمعة 10من صفر الخير 1432هـ 14 يناير 2011

من هناك
01-15-2011, 11:58 AM
اسمعي يا كنة وافهمي يا جارة

مقاوم
01-15-2011, 01:00 PM
اسمعي يا كنة وافهمي يا جارة

لا شك ولا ريب