تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المفتون الجدد والدعاة الجدد



من هناك
12-26-2010, 05:45 AM
المفتون الجدد هم أعضاء الهيئات الشرعية من ذوي الأجور العالية، والدعاة الجدد هم الذين يحصلون على أجور عالية أيضًا لقاء دروسهم ومحاضراتهم وكتبهم وبرامجهم التلفزيونية ودوراتهم التدريبية.

ومن العجيب أن الصحافة الأجنبية هي التي سبقتنا في تسليط الأضواء على هاتين الظاهرتين، ومدى الثروات والدخول التي يجنيها هؤلاء الأثرياء الجدد، في المجال الإسلامي.

يتسم الدعاة الجدد بأنهم يتكلمون العامية أحيانًا، ويحاولون الابتسام دائمًا ولو تكلفًا، خلافًا لما يشاع عن المشايخ بأنهم ذوو وجوه عابسة. كما أنهم يؤثرون الاختلاط بكبار الأمراء وكبار رجال الأموال والأعمال، واختاروا زبائنهم في المعاهد والدورات من الطبقة المخملية التي قد تصل إلى عوائل الحكام والرؤساء. واختاروا لمجالسهم حضورًا مختلطًا من الشباب والشابات، كما اختاروا لأنفسهم آراء متساهلة جدًا حيال الغناء والفن والمسرح والسينما، ويحاولون الابتعاد عن أي صدام مع الحكام والتجار، بل على العكس يسعون للوصول إليهم والاستفادة منهم ومن المقرّبين إليهم. وربما يحاكونهم في السعي إلى المال والجاه ومظاهر السعة والثراء، وهؤلاء هم الذين احتلوا الفضائيات والمعاهد ومراكز التدريب لقاء أجور مرتفعة.

واهتموا بالقيادة والإبداع والابتكار وكأن شعوبنا بحاجة إلى حكام ورؤساء وقياديين، وعزفوا على هذه الأوتار المحببة للنفوس والتي يقبل الناس أن يهرولوا إليها سراعًا، ويبذلوا فيها أموالهم بسخاء. والذي يتابع أعمالهم يكاد يحس بأنهم يفعلون في مجالهم ما يفعله إخواننا في الاقتصاد الإسلامي، فيأتون بالكتب الأجنبية في القيادة والإبداع، يترجمونها ويلخصونها، ويزينونها بالصور والألوان والتجليد الفاخر، ويستهلونها بالبسملة، ويختمونها بالحمدلة، فإذا هي قد أعلنت إسلامها. ولا ينسون أحيانًا أن يحشّوا أعمالهم ببعض أبيات من الشعر العربي، أو ببعض الحِكَم العطائية، أو ببعض الأقوال من إحياء علوم الدين وكتب التراث الأخرى.

ويتعاون هؤلاء النجوم الجدد مع عدد كبير من المعاونين والمعاونات والمساعدين والمساعدات في مجالات مختلفة : الإسلام، الأخلاق، التربية، علم النفس، الإدارة ... إلخ. ولكن زعماءهم لا يكادون يذكرون أسماءهم، وإذا ذكروها فإنما يفعلون ذلك خطفًا أو بخط صغير. فمرة كنت أسمع أحدهم يلقي شعرًا فأردت أن أعرف الشاعر، فقفزت إلى شاشة التلفزيون لأقرأ اسم الشاعر، ولكن للأسف طار الاسم بسرعة كبيرة من الشاشة قبل أن أصل إليها، هذا فضلاً عن أنه كان كتب بخط صغير لا يستطيع المشاهد أن يقرأه.

صحيح أن المال بحاجة إلى العمل، والعمل بحاجة إلى المال، لكن في نهاية المطاف في مجتمع رأسمالي، وحتى في مجتمع إسلامي، فإن المال يطمس العمل، لاسيما إذا كان العمل محتاجًا إلى المال، أي إذا كان العاملون ينتمون إلى بلدان فقيرة، أو عوائل فقيرة، فهؤلاء تهضم حقوقهم وهم ساكتون، ليس لهم بلد يحميهم، ولا سفارة، ولا نقابة، ولا مجتمع مدني ولا عسكري.

وتصدر الأعمال والمجلات والكتب والبرامج باسم النجم، وهي أعمال كثيرة وواسعة التشكيلة، ولا يتصور أن تكون من صنع صاحبنا، بل قد يكون دور النجم فيها كدور النجم الوحيد أو الأوحد في الدراما، أو كدور المطرب أو المطربة الحسناء التي تغني قصيدة لأحد الشعراء، أو كدور المذيع أو المذيعة الجميلة التي تقدم برنامجًا أعدّه مفكر قبيح الشكل. وترى هؤلاء النجوم يستغلون الإمكانات المادية والمالية والبشرية والتقنيات الحديثة لكي يُظهروا أنفسهم بمظهر الملائكة أو الأنبياء، ولكن الأنبياء غير مسموح بتصويرهم، وأعوانهم يزينون لهم ذلك ويتملقونهم بدل أن ينصحوهم، أما هم فإنهم يَصّورون في السماء بين السحب وبين النجوم، وعلى أغلفة الكتب والمجلات والسيديات. ويأتون بجمهور كثيف لكي يصفق لهم بالأجرة، ويستخدمون الأضواء وفنون العرض والتمثيل والإخراج وخطف الأبصار.

وعندما تسمع بشهرتهم وأجورهم، وتستمع إليهم فإنك تكاد تحس أن في الأمر لغزًا، فإذا كان أحدهم يسوى 100 فإنه يحصل على 100 ألف أو مليون، فإذا ما نسبت الأجر إلى المقدرة وجدت أن الأجر أجر تميّز باهظ جدًا، قد يمكن تبريره وفق قوانين الاقتصاد الرأسمالي أو الإقطاعي، ولكن لا يمكن تبريره وفق قوانين الاقتصاد الإسلامي ومبادئه وآدابه. لا يمكن تبريره إلا بأن هناك وراءهم من الكبراء من له حصة غير قليلة في الكعكة، أو ثمة مَن وراء الكواليس من يدعمهم من هنا وهناك، ويلفت الأنظار إليهم، ويحشر لهم الجمهور بكل سبيل. أما من يكتب عنهم ويحلل أوضاعهم ويدرسها دراسة علمية فإنهم قد يتهمونه بأنه من ( أعداء النجاح )!

أذكر عندما كنت في فرنسا قدم البروفسور محمد حميد الله من باريس حيث كان يقيم، إلى رين حيث كنت أقيم، واستقبلته متطوعًا في محطة القطار بسيارتي البيجو التي اشتريتها بـ 700 فرنك وبعد سنة بعتها بـ 100 فرنك، وألقى محاضرة في جامعة رين، فصرفت له الجامعة مبلغًا من المال فلم يقبله!

فماذا نختار : نموذج حميد الله أم نموذج دعاتنا الجدد الذين يتقاضون مبالغ خيالية على جهودهم ومحاضراتهم؟ والفرق في العلم الصافي بين النموذجين كبير!

جدة في 19/12/1431هـ
25/11/2010م.
رفيق يونس المصري

أم ورقة
12-26-2010, 06:24 AM
الحق على الذي يكون " مَفتون " بهم

عبد الله بوراي
12-26-2010, 09:29 AM
أخشى أن يكون التلميح مدموم
والتصريح ( هنا ) محمود
والتعميم فيه من التجنى على المحمود منهم
فهل من أسماء بعينها ..........؟
ينصب عليها ما فى المقال
رحمكم الله
عبدالله

من هناك
12-26-2010, 02:04 PM
يمكننا ان نسأل الكاتب عن الأسماء بعينها

كما قالت الأخت ام ورقة، الحق على اولئك المفتونين بهؤلاء المفتون

عبد الله بوراي
12-26-2010, 02:23 PM
و( لن ) تحصل منه على إجابة
فالغرض من المقال هو الطعن فى الكثير من علمائنا الأجلاء
حفظهم الله
وغايته خلط الحابل بالنابل
والقصد تعميم السوء حتى يظلم الشرفاء منهم
ليس إلا
عبدالله

من هناك
12-26-2010, 02:27 PM
كلا يا اخي الرجل صاحب علم وعمر وخبرة وليس طاعناً في الجميع

عبد الله بوراي
12-26-2010, 02:30 PM
مُشَارَكَتِى رَقِمٌ 3 هِىَ مَا أُحَاجَجُكُمْ بِهِ بَيْنَ يَدَىِ الْلَّهِ

سائر في رحاب الله
12-26-2010, 10:57 PM
في أحيان كثيرة .... التلميح يكون أفضل من التصريح العلني .....

" وليذكر أولو الألباب " ....

عبد الله بوراي
12-27-2010, 02:51 PM
يقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (الأحزاب:70)