تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : 11 سبتمبر .. إعادة قراءة و تركيب !!



هديب الشام
09-16-2002, 11:15 AM
من لا يعرف التاريخ .. ولا يقرأه .. لا يستطيع استشراف الحاضر ..

ولا معرفة المستقبل !

إقرأوا التاريخ إذ فيه العبر ** ضل قوم ليس يدرون الخبر !

بعد أزمة الخليج الماضية .. يعلن الرئيس الأمريكي .( الأب ) .. إن القرن الواحد والعشرين بات قرناً أمريكياً .. بعد انتصار أمريكا على نظام البعث العراقي ... ثم جاءت بعده هذه الإحداث التي بددت الحلم الأمريكي !!

في الحادي عشر من سبتمبر .. صحى الناس على وقع تلك الضربات التي وجهت إلى الولايات المتحدة الأمريكية ..

طائرة تتجه .. فإذا هي تدك مبنى التجارة ( البرج الاول ) .. وإذا بطائرة أخرى تتجه إلى البرج الأخر ... فتلحقه بصاحبه ...بينما تتجه الثالثة إلى مبنى البنتاجون .. فتسقط عليه .. والرابعة .. تتجه إلى البيت الأبيض فلم تصبه .. وتسقط في صحراء بنسلفانيا !!

الأولى والثانية : تدك صرح معلم النظام الاقتصادي الأمريكي !!

والثالثة : تتجه لتحطيم رمز الأمن القومي الأمريكي !!

والرابعة : تتجه إلى رمز الأمن السياسي الأمريكي !!

بعد هذه الضربات .. التي هزت العالم بأسره .. وغيرت مجرى التاريخ .. بل إنها بدأت الأمم والشعوب تؤرخ بها ...

كانت هناك عدة خيارات أمريكية لمواجهة هذا الحدث الضخم .. التي لم يمض وقت طويل .. حتى أعلنت إن القائم بهذا هو ( تنظيم القاعدة !! ) .. بقيادة الشيخ : أسامة بن لادن !!

ومع مضي الأيام بعد الحدث .. بدأت تتكشف الحقائق .. وتقترب من إن من خطط لها هو فعلا تنظيم القاعدة من خلال الأشرطة التي بثت .. والوصايا التي نشرت في الإعلام ... !

كانت الخيارات الأمريكية المطروحة بعد الحدث على النحو الآتي :

1- الخيار الأمني ... وهو توجيه ضربة عسكرية محدودة الزمان والمكان إلى تنظيم القاعدة ومن يؤويه ..

2- الخيار السياسي : وهو حل القضية سياسيًا .. دون اللجوء إلى القوة لمعالجة الأمر .. وهذا نادى به كتاب كثيرون في أمريكا !!

3- الخيار الاستراتيجي : وهو الخيار المطروح من قبل الولايات الأمريكية قبل الإحداث .. وهي تسمي هذا الخيار ــ ( الحرب على الإرهاب لتحقيق مكاسب كبيرة ومتنوعة منه !! إلا أنها كانت تنتظر فرصة للقيام به .. وقد جاءتها الفرصة على طبق من ذهب .. وأعطتها إشارة البدء بالقيام بهذه العملية الكبيرة والطويلة ... وكانت أهدافها :

- الهدف الاقتصادي .. وهو آت من شعور أمريكا بقرب انهيار اقتصادي كبير ، وهو ما تتسامع به الناس الآن .. وضرورة إيجاد بدائل .. تكمن في القرب من منابع الثروات .. كالخليج العربي ..

وبحر قزوين .. وديار أفغانستان .. التي رصدت لها أمريكا .. 60 مليون دولار لترسيم خرائطها .. بعد اكتشاف الثروات الهائلة التي تتمتع بها ..

وخاصة الغاز .. والنحاس الأصفر وغيرها !! وقد كانت طالبان .. والقاعدة تشكل أمام أمريكا عائقاً قويًا للقيام بهذه الخطوة لنهب الثروات في ارض أفغانستان المسلمة !!

وكذا .. فإن اكتشاف ثروات بحر قزوين .. وطمع أمريكا في اقتسام ثروات هذا البحر الذي يسمى ( الخليج رقم 2 ) .. مع الدول المجاورة له .. بمسمى استخراج الثروات ... عاملاً مهماً يفسر لنا الجزء المهم من هذه الاستراتيجية الأمريكية .. ومن يطالع كتاب الإفلاس الذي نشر قبل أربع سنوات من أحداث سبتمبر يدرك إن الأمريكان يعلمون بهذه النكسة الاقتصادية .. التي ستمر بها أمريكا !!

حامد كرزاي .. رئيس الحكومة الأفغانية الحالية .. كان مستشارا لأحدى شركات النفط الأجنبية الأمريكية ... وقد وقع عقودً مع أمريكا بتمريرر أنابيب الغاز والنفط من داخل أفغانستان .. وهي الطريق السالك لأمريكا حتى تصل الثروات إلى بحر العرب !!

- حصار التيارات الإسلامية .. ( الجهادية والدعوية ) ....وهذا الهدف .. يأتي من خلال شعور أمريكا .. بان الخطر القادم والعدوالمرتقب لها هو الإسلام .. الذي تمثله هذه التيارات الدعوية والجهادية !!

وقد صنفت الإدارة الأمريكية .. التيارات الإسلامية على النحو الآتي :

• التيارات الجهادية المقاتلة .. وهذه علاجها القتل .. ولا شي غير القتل وهم الذين يحملون السلاح .. وهذا يفسر لنا ما فعلته أمريكا من قصف القتلي.في قلعة جاجي في السجن المشهور في أفغانستان !!

وهم كذلك يتعاملون مع الجماعات التي تقوم بمواجهة الاستعمار مثل حركة( حماس ) و ( الجهاد الإسلامي ) ( وحركة التحرير الكشميرية ( بوصفها جماعات إرهابية . تدرك في قائمة الإرهاب الدولة ويتم التضييق عليها .. من خلال تجميد الحسابات . وملاحقة الداعمين لها !

• التيارات الدعوية ... ويكمن التعامل معها .. من خلال التضييق عليها ودفع الحكومات إلى تقليص نشاطاتها .. لأنهم يرون فيها تغذية للنزعة الجهادية .. ومنبت لهذا الفكر المناهض لأمريكا !!

وقد شرعت أمريكا بعد الحدث .. قانون الاغتيالات للناشطين في الدعوة من خلال اتهامهم بالإرهاب .. تغذية وممارسة !!

• الدول التي تؤوي الإرهاب .. وهذه تتعامل معها أمريكا بعنف .. كما حدث مع طالبان في أفغانستان .. وهذا ما يفسر الحملة الشرسة التي تشنها أمريكا على المملكة العربية السعودية . لأنها ترى أنها من الدول التي تفرخ
الإرهاب من خلال مناهجها التعليمية .. ونظامها القيمي .. ولذا فهي تمارس معها ضغوطًا كبيرة يصل إلى التهديد العسكري والتقسيم .. حتى تجبرها بالتعامل مع الحركة الإسلامية والمناهج التعليمية .. على النهج الذي تريده أمريكا ...

وفعلا .. فقد بدأت أمريكا بتنفيذ هذا الجزء من الهدف الاستراتيجي .. من خلال تلك الضربة القوية التي وجهتها إلى أفغانستان .. وتنظيم القاعدة !!

وهي الآن .. تتجه إلى ضرب العراق .. وإسقاط نظام صدام .. حتى يتسنى لها إيجاد بدائل نفطية .. وتغيير الخارطة الجغرافية في منطقة الشرق اأاوسط – كما يسمونها – وإحلال النظام الذي يتماشى مع السياسة

الأمريكية ... ويكون ضاغطاً على دول الخليج العربي .. لتنفيذ السياسة الأمريكية في المنطقة !!

- هدف .. حماية امن إسرائيل .. وتوسيع نفوذها في المنطقة – سواء النفوذ السياسي ... أو العسكري .. أو الاقتصادي .. وهو هدف واضح للعيان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ..

- هدف القرب من المفاعلات النووية الإسلامية ... في باكستان .

والضغط على باكستان سياسيًا ... حتى تخضع للسياسة الأمريكية ..

وترشيح الهند لتكون شرطي المنطقة في آسيا الوسطى ..

- هدف القرب من إيران .. من خلال القواعد التي تزرعها أمريكا في أفغانستان .. وقطر . والهند . وتركيا .. لأنها ترى في إيران دولة غير مروضة !!

- هدف القرب مع خط التماس .. مع روسيا .. والصين .. باعتبارها قوى ناهضة .. ربما تشكل خطراً على مستقبل ريادة أمريكا في العالم ..

في مثل هذه الإحداث .. الأولى أن يهتم الناس .. وتنصب نقاشاتهم على من فعل أحداث الحادي عشر من سبتمبر .. ولا .. هل الأمريكان وراء الحدث أم لا !!

لانا نعلم إن أمريكا إن لم تصنع الحدث .. فهي خبيرة في استثماره ..

فعلينا الآن .. أن نتحاور. ونتعمق . في كيفية مواجهة مثل هذه الاستراتيجية الأمريكية الخطيرة !!

إن القضية الآن . ليست قضية بقعة من الأرض .. أو توجه من التوجهات !

إن المشكلة تكمن في حرب شاملة و طاحنة على الأمة الإسلامية جمعاء

حرب .. تريد تحويل العالم الإسلامي إلى سوق للفكر والاقتصاد الأمريكي

حرب .. تريد فرض النمط الغربي على العالم الإسلامي بالقسر ...

إن السقطة التي سقطت فيها أمريكا .. حينما كررت النهج السوفيتي في اعتبار الشيوعية هي نهاية المطاف للجنس البشري ..

وهاهي أمريكا .. تبشر بنهاية التاريخ .. وانها ستقف على أعتاب النمط الليبرالي الغربي ...

ماهي الفوائد التي استفدناها .. من هذه الإحداث ؟؟

الحدث .. مع ما يحمل من مآسي كبيرة إلا انه يحتوي على ثمار طيبة ونتائج ايجابية .. وان كنت لا أنكر عظم الخسائر التي منيت فيها الأمة

وخاصة الدعوة الإسلامية .. والجهادية !!

من هذه الفوائد المستفادة من الحدث :

1- شعور الأمة الإسلامية .. بوجوب الوحدة في مواجهة الأخطار الخارجية التي تستهدف قطع شأفة الأمة .. وتحطيم كينونتها !!

2- القناعة بإنه مامن أمة من الأمم .. ولا قوة من القوى إلا وهي تحت قوة الله تعالى وجبروته وقهره .. فهاهي أمريكا .. بقضها وقضيضها. .وقوتها وجبروتها .. تصفع على أيدي فتية صغار ... فكيف لو واجهت
جيوشًا جرارة كبيرة !!

وهذا يذكرنا بقول النبي عليه السلام كما في الصحيح : (( حق على الله إلا يرتفع شي من الدنيا إلا وضعه )) وهي أمريكا .. تشعر بقرب الاحتضار .. والزواال .. !

3- تكشف الوجه القبيح الليبرالي .. والذي كانت تتغنى به أمريكا ...وفضح تلك القيم الزائفة التي كانت تتشدق بها ... فأين العدل .. وأين الحرية .. وأين حقوق الإنسان .. وهي تتصرف هذه التصرفات المشينة التي لا تحترم قانوناً .. لا سماوياً . ولا بشرياً !!

4- إنفضاح العملاء من الداخل .. الذين اشربوا حب الغرب . وقيمه وثقافته .. وأخلاقه .. فإذا هي تنهار أمام أعينهم .. وتتهاوى صروح الأفكار الغربية .. كما تهاوى ذينك البرجين في نيويورك وواشنطن !!

إن بداية إفلاس العلمانية . وفصل القيم الدينية عن القيم الاجتماعية بدا بانهيار النمط الكاذب الخداع الغربي ... وسقط معه أصحاب الأقنعة المزيفة الذين يتسللون داخل الصف الإسلامي لواذا !!

5- شعور الأمة بضرورة دراسة الغرب .. واختراقه من داخله .. وتوجيه الإعلام الصحيح .. الذي يعرض الإسلام الصحيح إلى أولئك القابعين في الديار العلمانية .. حتى يسلموا لله الواحد القهار.. مع استشعار ضرورة دراسة الاستغراب .. والنظر في الثغرات التي يمكن اختراق الغرب .. ومنظماته ومؤسساته من خلالها .. حتى

يمكن صياغة خطاب إسلامي يخاطب العقلية الغربية .. ويضايق المد الصهيوني الذي استحكم على الغرب .. وجيشه عاطفياً وعقلياً لدعم محاربة الأمة الإسلامية في كل مكان !!

6- كشفت الأحداث .. ضخامة التقصير الذي وقعت فيه الأمة الإسلامية من ناحية الإعداد العقدي .. والمنهجي .. والعسكري .. والتقني . والذي لا تستطيع إن تواجه عدوها مجتمعة .. فكيف وهي تواجهه متفرقة .. وهذا يحتم عليها .. وخاصة الحكام .. وجوب مراجعة القرارات .. وأساليب الحكم وخاصة .. إعطاء الأمة أعظم حق تطالب فيه .. وهو حكمها بالشريعة وترك القوانين الغربية التي تحكم بها . بأموالها وأعراضها وأديانها .. وأن الأمة لا خلاص لها إلا بالرجوع إلى كتاب ربها وسنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم .. وترميم ما بينها وبين شعوبها .. من هوة عظيمة وترك الظلم الذي هو سبب في انهيار الأمم وسقوطها !!

( منقول )
up up up

مجاهده
09-16-2002, 12:18 PM
مقال اكثر من رائع.........جزاك الله خيرا..و على فكره قد احدثت احداث سبتمبر صحوه عجيبه بين صفوف الشباب و الفتيات و قد جعلتهم يتعلقون بهذا الدين بزياده و لله الحمد........اسأل الله ان يحمي شيخ الإسلام و ان يمد في عمره....و لا ادري اذ كنت انت او احد من الاعضاء قد قرأء هذا المقال عن تدمير المواقع الأمريكيه.... http://islammemo.com/newsdb/one_news.asp?IDnews=3302
الله اكبر

هديب الشام
09-22-2002, 07:36 PM
والأروع أن أختي في الله ( مجاهدة ) قرأته ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛:D :D :D