تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أولئك آبائي: أحمد بن حنبل



من هناك
11-21-2010, 01:12 PM
قال الطبراني: (حدثنا محمد بن موسى بن حماد قال: حمل إلى الحسن بن عبد العزيز الجروي ميراثه من مصر مائة ألف دينار، فحمل إلى أحمد بن حنبل ثلاثة أكياس كل كيس ألف دينار، فقال: يا أبا عبد الله هذه من ميراث حلال فخذها فاستعن بها على عيلتك، قال: لا حاجة لي بها، أنا في كفاية، فردها ولم يقبل منها شيئا).

وقال صالح بن أحمد: (ربما رأيت أبي يأخذ الكسرة ينفض الغبار عنها ويصيرها في قصعة، ويصب عليها ماء ثم يأكلها بالملح، وما رأيته (قط) اشترى رمانًا ولا سفرجلا ولا شيئًا من الفاكهة إلا أن يكون بطيخة فيأكلها بخبز وعنبًا وتمرًا)

قال: (وكان إذا توضأ لا يدع من يستقي له وربما اعتللت فيأخذ قدحًا فيه ماء فيقرأ فيه، ثم يقول: اشرب منه، واغسل وجهك ويديك، وكان ربما خرج إلى البقال فيشتري الجزرة الحطب والشيء فيحمله بيده، وكنت أسمعه كثيرًا يقول: "اللهم سلم سلم".

وقال المروذي: (قلت لأبي عبد الله: ما أكثر الداعي لك، قال: أخاف أن يكون هذا استدراجا، بأي شيء هذا، وقلت له: قدم رجل من طرسوس فقال: كنا في بلاد الروم في الغزو إذا هدأ الليل، رفعوا أصواتهم بالدعاء: ادعو لأبي عبد الله، وكنا نمد المنجنيق ونرمي عن أبي عبد الله، ولقد رمي بحجر، والعلج على الحصن متترس بدرقة، فذهب برأسه وبالدرقة، قال: فتغير وجه أبي عبد الله، وقال ليته لا يكون استدراجًا).

وقال المروذي أيضا: (رأيت طبيبًا نصرانيًا خرج من عند أحمد، ومعه راهب، فقال: إنه سألني أن يجيء معي ليرى أبا عبد الله).

وأدخلت نصرانيا على أبي عبد الله فقال له: إني لاشتهي أن أراك منذ سنين ما بقاؤك صلاح للمسلمين وحدهم بل للخلق جميعا، وليس من أصحابنا أحد إلا وقد رضي بك، فقلت لأبي عبد الله: إني لأرجو أن يكون يدعى لك في جميع الأمصار، فقال: يا أبا بكر إذا عرف الرجل نفسه، فما ينفعه كلام الناس) .

وقال أيضا: (قال لي أحمد: ما كتبت حديثا إلا وقد عملت به حتى مر بي أن النبي احتجم وأعطى أبا طيبة دينارا فأعطيت الحجام دينارا حين احتجمت.

وقال كان: أبو عبد الله إذا ذكر الموت خنقته العبرة، وكان يقول: الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب، وإذا ذكرت الموت هان علي كل أمر الدنيا، إنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، فإنها أيام قلائل ما أعدل بالفقر شيئًا ولو وجدت السبيل لخرجت حتى لا يكون لي ذكر).

وقال أريد أن أكون في شعب مكة حتى لا أعرف قد بليت بالشهرة، إني أتمنى الموت صباحا ومساءً) .

وقال المروذي: (لم أر الفقير في مجلس أعز منه في مجلس أبي عبد الله، كان مائلا إليهم، مقصرا عن أهل الدنيا، وكان فيه حلم، ولم يكن بالعجول، وكان كثير التواضع، تعلوه السكينة والوقار، وإذا جلس في مجلسه بعد العصر للفتيا لا يتكلم حتى يسأل، وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدر).

وقال: رأيت أبا عبد الله وقد وهب لرجل قميصه، وكان ربما واسى من قوته، وكان شديد الحياء، كريم الأخلاق يعجبه السخاء) .

وقال أيضا: (كان أبو عبد الله لا يجهل، وإن جهل عليه حلم واحتمل، ويقول: يكفي الله، ولم يكن بالحقود، ولا العجول، كثير التواضع، حسن الخلق، دائم البشر، لين الجانب، ليس بفظ، وكان يحب في الله، ويبغض في الله، وإذا كان في أمر من الدين اشتد له غضبه، وكان يحتمل الأذى من الجيران) .

وقال عبد الله: (كان أبي يصوم ويدمن، ثم يفطر ماء شاء الله، ولا يترك صوم الاثنين والخميس، وأيام البيض، فلما رجع من العسكر أدمن الصوم إلى أن مات).

وقال فتح بن نوح: (سمعت أحمد بن حنبل يقول: أشتهي ما لا يكون، أشتهي مكانا لا يكون فيه أحد من الناس).

وقال محمد بن الحسن بن هارون: (رأيت أبا عبد الله إذا مشى في الطريق يكره أن يتبعه أحد).

وقال غيره: (كان أبو عبد الله يحب الخمول والانزواء عن الناس، ويعود المريض، كان يكره المشي في الأسواق، ويؤثر الوحدة).

وقال عبد الله: (سمعت أبي يقول: وددت أني نجوت من هذا الأمر كفافا لا علي ولا لي).

وقال إبراهيم بن هانئ النيسابوري: (كان أبو عبد الله حيث توارى من السلطان عندي وذكر من اجتهاده في العبادة أمرًا عجبًا، قال: وكنت لا أقوى معه على العبادة، وأفطر يومًا واحدًا، واحتجم).

وقال إبراهيم بن شماس: (كنت أعرف أحمد بن حنبل وهو غلام وهو يحيي الليل).

وقال عبد الله بن أحمد: (لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي، فكان كثير المذاكرة له، فسمعت أبي يوما يقول: ما صليت اليوم غير الفريضة، استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي).

وقال ابن الجوزي: (وبلغني عن قاضي القضاة علي بن الحسين الزينبي أنه حكى: (أن الحريق وقع في دارهم، فأحرق ما فيها إلا كتابا كان فيه شيء بخط الإمام أحمد، قال: ولما وقع الغرق ببغداد في سنة أربع وخمسين وخمسمائة، وغرق كتبي سلم لي مجلد فيه ورقتان بخط الإمام أحمد).

وقال غيره: (وكذا استفاض وثبت أن الغرق الكائن بعد العشرين وسبعمائة ببغداد ارتفع الماء فيه على مقابر مقبرة الإمام أحمد، ودخل في الدهليز علو ذراع، ووقف بقدرة الله، وبقيت الحصر حول قبر أحمد بغبارها، وكان ذلك آية).

وقال أبو الحسن الميموني: ( قال لي علي بن المديني بالبصرة قبل أن يمتحن علي، وبعدما امتحن أحمد بن حنبل وضرب وحبس وأخرج: يا ميموني ما قام أحد في الإسلام ما قام به أحمد بن حنبل، فتعجبت من هذا عجبا شديدا، وأبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ وقد قام في الردة وأمر الإسلام ما قام به).

وقال الميموني: (فأتيت أبا عبيد القاسم بن سلام فتعجبت إليه من قول علي، قال: فقال لي أبو عبيد مجيبًا: إذا يخصمك، قلت: بأي شيء يا أبا عبيد وذكرت له أمر أبي بكر، قال: إن أبا بكر وجد أنصارا وأعوانا، وأن أحمد بن حنبل لم يجد ناصرًا، وأقبل أبو عبيد يطري أبا عبد الله ويقول: لست أعلم في الإسلام مثله).

وقال محمد بن الحسين الأنماطي: (كنا في مجلس فيه يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وجماعة من كبار العلماء فجعلوا يثنون على أحمد بن حنبل، ويذكرون فضائله، فقال رجل: لا تكثروا، بعض هذا القول، فقال يحيى بن معين وكثرة الثناء على أحمد بن حنبل تستنكر؛ لو جلسنا مجلسنا بالثناء عليه ما ذكرنا فضائله لكمالها).

عبد الله بوراي
11-21-2010, 01:59 PM
قال الشافعي وهو من شيوخ الإمام أحمد : خرجتُ من بغداد فما خلَّفتُ بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفْـقَـه من أحمد بن حنبل.

جزاك الله خيراً فقد عطْرتَ المنتدى بذكرهِ
عبدالله