تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رغم الأسى كل عام وأنتم بخير !



قمر الدين
11-18-2010, 03:50 PM
رغم المحن كل عام وأنتم بخير


د. محمد صالح المسفر

15-11-2010


لا شك أن أمتنا العربية والإسلامية تعيش فترة عصيبة في تاريخها المعاصر، الأعداء يحيطون بها من كل جانب، والطامعون في خيراتها يترقبون الفرص للانقضاض على وطننا العربي قطرا بعد قطر، وحاقدون يعيشون بين صفوفنا هم منا ولكنهم ليسوا معنا يدهم ممدودة لعدو أو لطامع خارجي يعينهم على القفز إلى هرم السلطة في أي قطر عربي ولو أدى ذلك لتمزيقه وتفتيت وحدته.

هذا عراق العرب قد أمعنوا في تفتيت وحدته وتنصيب جحافل من اللصوص لقيادته تحت مظلة طائفية دكتاتورية شرسة، نادوا بالعملية السياسية ودعوا الكل للمشاركة فكان لهم ما أرادوا، لكنهم لم يقبلوا بما أفرزت صناديق الانتخابات من نتائج، وتواصوا وتعاونوا واستعانوا بكل قوى الشر من اجل السيطرة على مقاليد الأمور في العراق الشقيق وهكذا كان بعد سبع سنين عجاف منذ الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق الشقيق .

السودان يساق في طريق تأكيد التجربة التي تمت في العراق لكن بأدوات مختلفة منها حق الاستفتاء على الوحدة أو الانفصال ولا ثالث لهما، ودعوة موازية إلى ' أقلمة ' السودان سيرا إلى ما آل إليه الوضع في جنوب السودان، والصومال الذي نسيه العرب تفتك به قوى باغية طامعة فتتت وحدته وجرته إلى حروب لا نهاية لها، وذلك اليمن وما يحاك له من مؤامرات قد تعصف به في قادم الأيام، ولبنان لا ينتهي من أزمة إلا ويخلق له أزمة اشد وطأة. وهو اليوم في دائرة العواصف السياسية التي قد تؤدي به إلى أتون حرب أهلية بفعل قوى خارجية وعلى رأسها ما يعرف 'بمحكمة الجنايات الدولية' أما المواطن الفلسطيني اليوم لا يعرف هل هذه السلطة من اجل تأمين مستقبل أجيال ذلك الشعب واستعادة حقوقه المنهوبة أم هي فقط من اجل تلقي الصدقات من العرب والغرب وتوزيعها على أفراد السلطة وحراس المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس، اعني جيش السلطة الذي تدربه إسرائيل وجهات أخرى من اجل حماية إسرائيل من الفلسطينيين المطالبين بحقوقهم المشروعة. تقول أوثق التقارير الإسرائيلية انه تم عقد 303 اجتماعات مشتركة مع قيادات أمنية فلسطينية في الضفة الغربية خلال عام 2010 م، وان هناك عمليات أمنية مشتركة بين الجانبين بلغت 1424 عملية أمنية خلال هذا العام. فأي رجاء نتوقع من هذه السلطة؟!!

إن الحديث يطول لو تناولنا قضايا المسلمين دولا وجماعات والمساحة المحددة للكاتب محدودة بعدد من الكلمات ، لكني اذكر بحال إخواننا في الإسلام في أفغانستان وما يتعرضون له من إبادة جماعية، وكذلك حال إخواننا في باكستان، وما يتعرض له المسلمون على مستويات فردية وجماعية في دول أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

بكل صبر وصفاء ذهن جلست أمام التلفاز استمع إلى خطبة يوم عرفة التي ألقاها فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أمام حشد من المصلين الذين أتوا من كل فج عميق بلغ تعدادهم ما يقارب الثلاثة ملايين نسمة. تناول فضيلته خصائص العقيدة الإسلامية وأسهب في شرحها، وانتقل إلى موضوع العبادات ، الفرائض والنوافل، وأسهب في شرحها مبينا خصائص تلك العبادات، وتناول المعاملات وخصائصها، وكذلك الأسرة والعقوبات وخصائصها، وراح يتناول الإسلام كدين وخصائصه التي كان أهمها عنده الوسطية، وعرج على الإرهاب دون تفصيل إلا انه ذكر في ثنايا الموضوع طاعة ولي الأمر، ولم يقف فضيلته مفصلا حقوق الإنسان عندما تناول موضعها في خطبته .

كم تمنيت أن يتناول فقيهنا ومرجعنا الديني السني ما يتعرض له الإسلام من إهانات لرموزه وقادة فقهه، وما تتعرض له الأمة العربية والإسلامية من مظالم سواء خارجية أم داخلية.

لقد كانت فرصة العمر السياسي والديني لأكبر مرجعية سنية حنبلية أن تبين موقف الإسلام والمسلمين مما يتعرضون له من إهانات وإذلال وتحقير في وسائل الإعلام الغربية والأمريكية وكذلك ما يتعرضون له من قتل وإرهاب منظم من قبل تلك القوى مثل إرسال طائرات بدون طيار لقتل أبرياء في اليمن وباكستان وافغانستان. كنت أتمنى على فقيهنا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن يتناول في خطابه إلى العالم كافة يوم عرفة فشل النظام الرأسمالي في معالجة أزماته المالية والتي صدرها إلى العالم بأسره وألحق بنا ذلك النظام الرأسمالي الشرس الدمار الاقتصادي والاستيلاء على أرصدة أجيالنا المودعة في خزائنهم وطاردتنا تلك الأزمة إلى داخل أقطارنا وألحقت بنا أضرارا لن نتعافى منها في الأجل القصير.
آخر القول: بالرغم من كل المحن التي تمر بنا وتستهدفنا إلا إننا امة لا بد أن تستعيد دورها وما ذلك على الله بعزيز.