تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا التنافر بيننا



صرخة حق
10-06-2010, 06:37 AM
كنت أسأل أمه العجوز عن أمور ... كان واقفا بجوارها ... تنحى قليلا عندما رأى هيئتي

ثم التفت عليه .... لأوجه له أسئلة ...

ورسخت تلك الصورة في مخيلتي .....................

شاب ربما في الثلاثينات من عمره رغم أن المعلومات كانت لدي في أوراقي

نحيل يبدو أن التدخين نحت جسمه وربما يكون متعاطيا والعياذ بالله

التفت عليه فإذا هو يختلس النظرات لي وأمه خجلا مني كما يبدو

وعند التفاتتي كان مطأطئ الرأس منحرجا

عاطل عن العمل ......... غير متزوج ......... جرحني شكله والبؤس المرسوم عليه ، وخجله وتأتاته عندما كان يرد علي

ويشهد الله أني كنت أشجعه على النطق وأمده ببعض الكلمات ليكمل

أنهيت المقابلة .. دون أي تعليق وتقوية لشخصيته لاختلاف الجنس ولأنه ليس من ضمن عملي

والأمر مختلف مع النساء

لكن شكله ما زال عالقا في ذهني حتى اليوم رغم مرور أكثر من سنتين على الموقف

وأخذني عقلي إلى أمر قد يكون صحيحا

لماذا يهمش المتدينون العصاة المتمردين

لماذا احتقرنا شارب الخمر أو متعاطي المخدرات حفظنا الله وإياكم لدرجة أننا نخرجه من الملة

لماذا كرهناه شخصيا لكرهنا فعله

نفرنا الآخرين من المتدينين

لنفورنا نحن منهم لصنائعهم

وأعجبني موقف نجم الدين أربكان عندما عامل فتيات الدعارة بأنهم ضحايا وكان ينعتهم بأختي




ونحن لنا في رسول الله الهين اللين الرحيم بصحبة أسوة عليه الصلاة والسلام هذا الصحابي ماعز بن مالك ارتكب كبيرة الزنا -وهي أكبر كبيرة بعد الشرك والقتل- فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! طهرني، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : (ويحك! ارجع استغفر الله، وتب إليه) فيرجع ماعز بن مالك، ثم ما يلبث أن يعود إلى النبي ويقول: يا رسول الله! طهرني للمرة الثانية؛ فيرد عليه الحبيب صلى الله عليه وسلم: (ويحك! ارجع استغفر الله، وتب إليه) فيرجع ماعز بن مالك ، ثم يأتي ويقول : يا رسول الله! طهرني -للمرة الثالثة- فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: (ويحك! ارجع استغفر الله، وتب إليه، فيقول له: يا رسول الله! طهرني وأخبره بأنه زنى) ومع كل ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (هل شرب خمراً؟)، أي: هل شرب خمراً فلعبت الخمر برأسه، فلا يعي ما يقول؟ (فقام أحد الصحابة فاستنكهه -أي: شم نكهة ورائحة فمه- فقال: لا يا رسول الله! لم يشرب الخمر، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: أبه جنون؟ قالوا: لا يا رسول الله! لا نعرف عنه جنوناً؛ فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ فرجم، ثم بعد ثلاثة أيام يقول صلى الله عليه وسلم -بأبي هو وأمي- للصحابة رضوان الله عليهم: استغفروا لأخيكم ماعز بن مالك )، ولم يخرجه من دائرة الأخوة، ويأمر الصحابة أن يستغفروا له، وقال

صلى الله عليه وسلم: (لقد تاب إلى الله توبة لو قسمت بين سبعين رجلاً لوسعتهم، أو لو قسمت بين أهل المدينة لوسعتهم)


فمتى نكون إخوة لأولئك ولنشعرهم أننا نحبهم ونكره طبعهم

مقاوم
10-06-2010, 09:45 AM
هذا هو الفقه الحقيقي .. هذا هو الدين

بوركت أختي الفاضلة وكثر الله من أمثالك .. كم نحتاج إلى بث هذه الروح في الأمة.

صرخة حق
10-06-2010, 09:04 PM
وإياكم أخي مقاوم


الأمة فيهل خير كبير ولله الحمد


ولكن نحن المقصرون