تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السيدة عائشة رضي الله عنها.. وإفك بعض المفترين



عائشة محمد
10-04-2010, 07:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السيدة عائشة رضي الله عنها.. وإفك بعض المفترين



"إن سيرة السيدة عائشة قبل حادث الإفك وبعده لتوجب علينا أن نعتقد ببراءتها من التهمة".
الكاتب والمؤرخ المستشرق وليم موير في كتابه سيرة محمد.

إن هذا الرجل المفكر النصراني قد دفعه البحث والدراسة عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وبعد أن انتقد بعض مواقفها، أن يقرر في المحصلة رأيه الأخير، ولذا شكره المؤرخ العالم المفكر السيد سليمان الندوي في كتابه سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها "ص 139" على هذا الموقف، حيث استبعد كلياً حادثة الإفك التي أشاعها المنافقون وبعض من اغتروا بقولهم فيها، ولعمري إن هذا لمنهج القرآن الحكيم الذي يدعو فيه رب العزة بقوله: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) "المائدة: 8".

وإن هذا ليمثل موقفا صحيحاً من الآخر المختلف معه مما يؤدي إلى حسن التعايش الديني في الحياة، خاصة أننا نعيش في زمن يدعى فيه التركيز على الحوار وأنه لا بديل عن هذا الحوار على مختلف الأصعدة والمستويات، أقول إن هذا لمن جعل العقل قائده لا من ساقه المزاج والهوى بل والحقد والعته وكراهية الآخر إلى مواقف ينال فيها من أم المؤمنين ومن الصحابة الكرام رضي الله عنهم.

إننا قد لا نكون بحاجة فعلاً إلى الرد على الآخر لولا أن ذلك الأمر بات خطباً جسيماً عندما وصل إلى السيدة عائشة وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ولكننا نقول: إننا يجب أن نبين ونذكر بالحق المبين والإفك المبين الذي عبر عنه الله تعالى في سورة النور (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين) "الآية: 12".

وكذلك فإن مسلك السلف الصالح من علمائنا الأجلاء كان على هذا النحو بين موضح للأحكام وبين متعجب من البهتان ناصح بالسبيل القويم، فهذه هي عائشة نفسها عندما بلغها أن بعضاً في الشام ومصر والعراق يسبون أبا بكر وعمر قالت: إن الله قطع عنهما العمل بوفاتهما فأحب ألا يقطع عنهما الأجر، وإن الله أمرهم بالاستغفار لأصحاب رسول الله فسبّوهم!

أجل، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيما رواه البخاري برقم 3673 عن أبي سعيد الخدري (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه). وفي حديث آخر خرجه الهيثمي في المجمع (7/202) عن ابن مسعود عنه صلى الله عليه وسلم: "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا" لكن الرافضة يسبونهم، ومن هنا رأى علماء السلف أنه يتعين تبيين أمر هؤلاء والتحذير من حالهم وقد عقد العلامة ابن حجر المكي الهيثمي الشافعي في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر فصلاً عن حكم هؤلاء "2/508"، موضحاً أن من سب أحدا من الصحابة فضلا عن الخلفاء وهم من العشرة المبشرين بالجنة، أيضا فقد وقع في أكبر الكبائر وأن من سب عائشة وقذفها بالفاحشة فقد كفر بالإجماع لأن فيه إنكاراً للقرآن النازل ببراءتها، وكذلك من أنكر صحبة أبيها أبي بكر للرسول صلى الله عليه وسلم.

ويقول ابن حجر في الموضع نفسه وإنني صنفت كتاباً حافلاً لم يصنف فيما أظن مثله في محاسن الصحابة وافتضاح الرافضة لافترائهم عليهم وهو كتاب الصواعق المحرقة لاخوان الشياطين أهل الضلال والزندقة، وأما ابن تيمية العلامة فعقد فصلاً في كتابه الصارم المسلول على شاتم الرسول "ص 539" في حكم ساب أزواج رسول الله وصحابته وأن من سب عائشة وقذفها فهو كافر يقتل وعلى هذا الإجماع، ولا ننسى كيف كشف حجة الإسلام أبو حامد الغزالي أمور الباطنيين في كتابه "فضائح الباطنية"، وهكذا فإذا اقتضت المصلحة هذا البيان فلا يجوز تأخيره عن وقته بكل موضوعية وعلمية دون تشنج ولا إثارة ثورة فعلم أن طريقتي السلف في التبيين مطلوبة ولكل مقام مقال.

وعوداً على بدء فرُب سائل يسأل فلماذا يجب على أبناء عائشة أن يوضحوا للجميع براءة عائشة وقد برأها الله من سابع سماء بقرآن يُتلى إلى يوم الدين ؟ وهنا نقول إن ضعاف الإيمان ربما يشوش المنافقون عقيدتهم بما يبثونه عبر الفضائيات، فلا بد من التذكير .. ومن منا حتى الخواص لا يحتاج إلى تذكير من جانب، ومن جانب آخر لكشف أولئك الذين يتربصون بالصحابة الدوائر وتنكيس أعلامهم بالحجة البالغة وإنه كما قال المستشرق وليم موير إن سيرة عائشة قبل الحادثة وبعدها لتبرئها من التهمة .

أقول وهذه فرصة سانحة لنقتبس من نورها رضي الله عنها، أما قبل الحادثة وقد وقعت في القفول من غزوة بني المصطلق في السنة الخامسة للهجرة على ما رجحه أكثر العلماء فنقول: إن جمهور المحققين قد اختاروا أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة في السنة نفسها التي ماتت فيها خديجة رضي الله عنها، حيث توفيت في رمضان السنة العاشرة من البعثة قبل الهجرة بثلاث سنوات وبنى الرسول بعائشة في شوال كما في الاستيعاب في معرفة الأصحاب "4/1881" لابن عبد البر ونعلم من قصة زواجها كيف أن الله اختارها لرسوله.

روى البخاري في كتابه "التعبير رقم 2/70" عن عائشة قالت: قال لي رسول الله أريتك قبل أن أتزوجك مرتين رأيت الملك يحملك في سرقة من حرير فقلت له اكشف فكشف فإذا هي أنت فقلت إن يكن هذا من عند الله يمضه، وكذلك في المرة الثانية) .

ويكفي أنه اختيار من الله، ورداً على ما غمز به المغرضون أنه تزوجها لصغرها وجمالها فإن العلماء بينوا أنه إنما تزوجها بعد أن نقضت خطبتها من حبير بن مطعم، ولأن البنات في زمانهم وبلادهم الحارة وطبيعة بيئتهم كن يتزوجن صغيرات ما بين 9-15 عادة ، وعائشة بنت تسع بينما اليوم ما بين 18-25 عادة بسبب الدراسة وظروف أخرى، ونحن عهدنا قبل خمسين سنة أن آباءنا كانوا ينكحون الصغيرات، بل إنه موجود في المناطق الجبلية بأمريكا من لا يتزوج إلا الصغيرات، وأما الجمال فقد كانت جويرية وصفية وزينب من الجميلات، فلا حجة لهؤلاء وإنما كان الهدف من زواج عائشة تمتين العلاقة بين النبوة والخلافة وحفظ تراث رسول الله من الأحاديث والأحوال وهو ما كان متوافراً فيها أكثر من جميع أزواجه صلى الله عليه وسلم، واعلم دقة محبتها لفاطمة بنت رسول الله واشتراكها في تجهيزها للعرس بعلي رضي الله عنهما، حيث قالت كما روى ابن ماجة برقم "1911" عنها : "ما رأيت عرساً أحسن من عرس فاطمة، وما رأيت أحداً أحسن من فاطمة غير أبيها " كما خرج الطبراني عن عائشة برقم "2721"، وفاطمة سيدة نساء الجنة، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام أو تهامة على ما سواها من الأرض كما في البخاري رقم "3411"، وأبي نعيم في فضائل الصحابة كما في موسوعة حياة الصحابيات لسعيد المبيض "ص 537".

وقد كانت مشهورة بالحجاب حتى في الطواف إذا حاذاها الرجال وحتى أمام العميان كما في قصة ابن اسحاق الضرير وحجابها منه وقولها: إني أراك وكانت مشهورة بالورع ومساعدة النساء والخوف من الله والحساب حتى قالت: "يا ليتني ورقة من هذه الشجرة" ، واشتهرت بجرأتها في كلمة الحق وبجهادها فقد كانت تسقي الجرحى في غزوة أحد، وأما بعد حادثة الإفك في المريسيع السنة الخامسة فقد اشتركت في غزوة الخندق (الأحزاب) في السنة نفسها وكانت في الصفوف الأمامية، وكان من أخلاقها أنها لم تغتب أحداً حتى عفت عمن اتهمها بعد نزول براءتها في آيات لا يتسع المجال لشرحها كما في سورة النور.

أما عن علمها وإفتائها، فهذا ما يتطلب مقالاً آخر كي يقتنع الآخر أو نقول له:

يا ناطح الجبل العالي ليجرحه * * * أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل

http://www.dar-alarqm.com/vb/alfatek/misc/progress.gif

من هناك
10-04-2010, 01:48 PM
جزاك الله خيراً

عائشة محمد
10-04-2010, 07:38 PM
شكرا على مروركم وجزاكم الله خيرا