تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ملحد بعد إصابته بالسرطان: لا تصلّوا من أجلي



من هناك
09-24-2010, 12:23 PM
صلاح أحمد من لندن -

اشتهر الكاتب الأميركي الأنكليزي كريستوفر هيتشينز، الذي اكتشف مؤخراً إصابته بسرطان المريء، بآرائه اللاذعة في المسائل الدينيّة والسياسيّة والفكريّة. وينتقد هيتشينز من يصلي من أجل شفائه من المرض ويقول كان بوسع المؤمنين أن يصلوا من أجلي لـ "أرى نور الإيمان عندما كنت معافى ولا أواجه الموت، لكنهم لم يفعلوا".
كريستوفر هيتشينز كاتب وصحافي أميركي - انكليزي اشتهر بآرائه التصادمية ولكن خصوصا بإلحاده الذي شرح أسبابه في كتاب لا يقل شهرة وهو God Is Not Great "الإله ليس أكبر".
وآخر مؤلفاته كتاب مذكراته المنشور العام الحالي Hitch-22: A Memoir "هيتش-22: مذكرات" الذي بدأ يروّج له بجولة على المدن الرئيسة لكن تشخيصه بسرطان المريء قبل حوالى ثلاثة أشهر قطع عليه هذه الجولة.
وفي حوار متلفز مع قسم On Faith "حول الإيمان" في صحيفة "واشنطن بوست" يتحدث هيتشينز (61 عاما) عن مرضه وآفاق المستقبل أمامه. فيقول إنه سأل الطبيب عن الوقت المتبقي له على قيد الحياة بغرض توزيعه على النحو الذي يريد.
وقال إن الطبيب أخبره بألا يتوقع سوى أشهر معدودة من دون العلاج الكيماوي الذي سيطيل، كما هو مرجو، هذه الفترة وقد يعالج السرطان نفسه. لكن هذا الاحتمال الأخير ضعيف بسبب انتشار السرطان الى أجزاء أخرى من أعضاء جسده كالرئتين مثلا. ويقول أيضا إن أباه توفي بسرطان المريء نفسه في العام 1987 وهو في التاسعة والسبعين من عمره.
ويقول: "ثمة شيء من الغرابة أن يصاب المرء بمرض كهذا، إذ يصبح من الواجب عليه أن يعد للموت وفي الوقت نفسه لبقية حياته". ويضيف مازحا في معرض شرحه لهذا: "يزورني المحامون في الصباح، والأطباء بعد الظهر. ولكن لا قساوسة لحسن الحظ". لكنه قال إن ثمة أملا، وإن كان ضئيلا، في شفائه مع كل ذلك لأن العلاج الكيماوي أدى إلى انكماش الورم الذي كان باستطاعته تحسسه من خارج جلده.
وفي مقال قصير لا يخلو من مرح مصاحب لشريط الفيديو يقول هيتشينز بالعنوان الاستنكاري "تصلون من أجلي أنا كرستوفر هيتشينز؟"، يخلص هذا الكاتب الملحد الى أنه حتى المتدينين الأكثر لطفا لا يتنبهون الى أنهم في الكثير من الأحيان "مجردون من أبسط قواعد اللياقة والأدب" على حد قوله. وكان الكاتب يرد بذلك في ما يبدو على أناس عبروا بشكل أو آخر عن ضرورة عودته الى "حظيرة" الدين قبل وفاته خاصة وأنه يحصي الآن أيامه الأخيرة.
ويشرح مفهوم غياب اللياقة هذا بقوله: "على سبيل المثال، من غياب التأدب الكامل أن يفترض شخص أنني إذا كنت غير مؤمن بإلهه شخصيا فهذا يعني تجردي من الأخلاق. ومن الافتراض الخطأ وغير المنطقي أيضا أن تغير مظهري (بفعل العلاج الكيماوي وتساقط شعره) يفرض عليّ تغيير حالتي العقلية والفكرية بالضرورة".
ويمضي قائلا: "إذا نحينا جانبا اولئك الذي يحمدون السماء على إصابتي بالسرطان وعلى المصير الذي ينتظرني في الجحيم، فهناك الذين عرضوا أن يصلوا من أجلي. على أن لهذا الأمر أحد معنيين أو كليهما: إما أن تلك الصلوات أمنية من أجل شفائي من المرض، أو أمنية من أجل شفائي من الإلحاد".
وإلى هؤلاء يقول هيتشينز: "عن الأمنية الأولى، فربما كانت بطاقة أمنيات طيبة مصحوبة بكتاب جيد أو قنينة خمر إقتراحاً لا يقل جودة إن لم يكن أفضل. وعن الثانية، اعتقد أنها تعني أن اولئك الناس يقولون لي: "هيتشينز، أخيرا سيتغلب خوفك على آرائك". لكنني أقول لهم: "ما أبعدكم من هذا الحلم"!
ويمضي قائلا إن ثمة مفارقة تكمن في الأمر وهي أنه من دون هذه المحاكاة الساخرة، يفقد الدين جزءا كبيرا من قوته. ويضيف: "إذا كنت مخطئا في هذا التصور، فقد كان بوسع اولئك المؤمنين الصلاة من أجل أن أرى نور الإيمان عندما كنت معافى ولا أواجه الموت، لكنهم لم يفعلوا".
ويختتم قائلا إن الإله الذي يرجو المؤمنون تدخله "قوي عليم بكل شيء وموجود في كل مكان، وبوسعه أن يحصل على إيماني به إذا قرر نفض هذا السرطان عني. ولكن لماذا يقتنع هذا الإله بتوسلات مجموعة من الآثمين؟ والنتيجة التي وصلت اليها حاليا هي أن من الصحيح أن اولئك الذين يصلّون ويرفعون أيديهم بالتهلل يفعلون ذلك من أجلي، ولكن من الصحيح أنهم يفعلون من أجلهم هم أيضا. لا ضرر في هذا والنتيجة في كل الأحوال هي نفسها".
نبذة عنه

ولد كريستوفر هيتشينز في 13 أبريل / نيسان 1949 لأبيه إيريك وأمه ايفون اللذين التقيا للمرة الأولى في اسكتلندا عندما كان كلاهما يخدم في سلاح البحرية الملكي. وقد كتب كريستوفر في "الغارديان"، العام 2002، إنه ربما كان يهوديا لأن أمه سليلة عائلة يهودية، وإن كانت هي نفسها مسيحية.
وإضافة الى مؤلفاته من الكتب، يتمتع هيتشينز بأعمدة ثابتة في العديد من كبرى الدوريات مثل "ذي أتلانتيك" و"فانيتي فير" و"سليت" و"ويرلد أفيرز" و"ذس نيشن". وفي 2008 حصل على زمالة بنك العقول في معهد "هوفر نستيتيوت" الأميركي.
وهو متحدث ومحاضر لاذع اللسان في المسائل الدينية والسياسية والفكرية عموما ويعتبر "نجما تلفزيونيا" في هذا المجال. وفي 2005 احتل المرتبة الخامسة في لائحة كبار مثقفي العالم في استطلاع دولي أجرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية المرموقة.
ورغم بداياته اليسارية التي مهدت له طريق الشهرة في بريطانيا والولايات المتحدة ثم دولياً، فقد هجر التيار اليساري الرئيس في العام 1989 بعد ما أسماه "ردة الفعل الفاترة" من اليسار الأوروبي إزاء فتوى الخميني ضد الكاتب البريطاني - الهندي سلمان رشدي في أعقاب نشره روايته "آيات شيطانية".
وقد أدت هجمات 9/11 الإرهابية على الولايات المتحدة الى تعزيز آرائه وبلورتها في ما يتعلق بمفهوم "التدخل الحاسم" في السياسة الخارجية لإنهاء ما أسماه "الفاشية بوجه إسلامي".
وهو يقول إن وصفه بأنه ملحد غير صحيح لأن "الشخص يمكن أن يكون ملحدا ويتمنى وجود إله في الوقت نفسه". ولذا فهو يدعو الناس لوصفه بـأنه "رافض لفكرة الإله" لأن "هذا الرافض يجد الراحة في حقيقة أن لا إله للكون".

أبو طه
09-24-2010, 02:42 PM
لا إله إلا الله
والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم

من هناك
09-24-2010, 02:48 PM
شكراً لك على المرور يا صديقي المحبوب
وينك يا زلمي مختفي :)

أبو طه
09-24-2010, 03:49 PM
شكراً لك على المرور يا صديقي المحبوب
وينك يا زلمي مختفي :)

والله مشتاق لكم جدا
للأسف كان هناك مشروع إجازة في رمضان ولكن لم يتيسر وقضينا العيد سجناء هنا
سامحونا على التقصير