تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أحداث برج أبي حيدر تخلط الأوراق إسلامياً...قاسم قصير



مقاوم
09-05-2010, 12:09 PM
أحداث برج أبي حيدر تخلط الأوراق إسلامياً:
هل من «خريطة طريق» لمواجهة الفتنة القادمة؟

شكّلت أحداث برج أبي حيدر في العاصمة بيروت، تطوراً خطيراً على صعيد الواقع الإسلامي، ورغم أن الحادث بدأ فردياً بسبب خلاف على (رَكن سيارة)، فإنه تطور على نحو سريع وخطير، ما أدى الى مقتل ثلاثة وجرح العشرات بينهم اثنان من مسؤولي حزب الله المحليين وآخر من جمعية المشاريع (الأحباش)، إضافة الى الأضرار والدمار والحريق الذي طاول أحد المساجد وموسسات أخرى، مع احتمال دخول أطراف أخرى على خط الصراع بين حزب الله والأحباش.

ومع ان العلاقة بين الطرفين المتقاتلين كانت قوية ومبنية على تحالف سياسي، وهما على علاقة جيدة مع سوريا، فإن الصراع العسكري والأمني بينهما طرح أسئلة عديدة عن الأبعاد والدلالات. وقد عمد الطرفان الى تجاوز المشكلة الخطيرة وعقدا سلسلة لقاءات برعاية استخبارات الجيش اللبناني وصولاً الى اللقاء بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس جمعية المشاريع الشيخ حسام قراقيرة.

وقد أدت الأحداث الى خلط الأوراق على الصعيد الإسلامي حيث عمدت دار الفتوى و«تيار المستقبل» الى الالتفاف حول الأحباش، فيما أثارت بعض القوى الإسلامية الكثير من علامات الاستفهام حول ما جرى في بيروت، وترافق ذلك مع استمرار وجود بعض الاشكالات في العلاقة بين عدد من القوى الإسلامية بسبب وجود خلافات في وجهات النظر حول كيفية التعاطي مع الحكمة الدولية وقضية اغتيال الحريري وتداعيات القرار الظني.

فما هي نقاط الخلاف والاتفاق بين الأطراف الإسلامية ازاء التطورات المختلفة؟ وهل من «خريطة طريق» يمكن تنفيذها لمنع الفتنة القادمة؟

نقاط الخلاف والاتفاق

بداية، ما هي نقاط الخلاف والاتفاق بين القوى والحركات الإسلامية، ولا سيما في ضوء تداعيات أحداث برج أبي حيدر؟

خلال شهر رمضان المبارك عقدت سلسلة لقاءات وافطارات جمعت قياديين ومسؤولين من أحزاب وحركات اسلامية لبنانية وفلسطينية، حيث جرى خلالها التداول في الأوضاع الإسلامية في لبنان والمنطقة وكيفية مواجهة المشاريع الهادفة لضرب قوى المقاومة أو اثارة الفتن المذهبية.

ورغم اتفاق معظم القيادات الإسلامية المشاركة في اللقاءات على ان هناك مشاريع اميركية واسرائيلية لضرب قوى المقاومة أو السعي الى فرض عملية التسوية، فإن وجهات النظر اختلفت حول بعض القضايا التفصيلة، ولا سيما حول ملف المحكمة الدولية والتقرير الظني المتوقع صدوره خلال الأشهر المقبلة وكيفية مواجهة آثاره.

ففيما يعتبر المسؤولون في حزب الله ان رأس الحزب والمقاومة مستهدفان وان من حقهم مواجهة ذلك ويؤكدون رفضهم لأسلوب عمل المحكمة الدولية، فإن قيادة الجماعة الإسلامية تتحفظ على هذا الموقف وتفضل الالتزام بالحذر والصمت بانتظار صدور التقرير الظني وترفض توجيه الاتهامات للمحكمة الدولية وتدعو للهدوء في الخطاب السياسي والإعلامي.

اما مسؤولو حزب التحرير فقد ركّزوا على ضرورة الابتعاد عن «الخطاب التصعيدي» لأنه يساهم في ايجاد أجواء مهيئة للفتنة التي ينبغي العمل لمنع حصولها.

من جهتها قيادة حركة حماس تؤكد ضرورة التركيز على المشاريع الأميركية والاسرائيلية في المنطقة وتعتبر انه رغم كل الصعوبات التي تواجهها قوى المقاومة، فإنها حققت انجازات مهمة على صعيد مواجهة المشروع الأميركي في أفغانستان والعراق ولبنان، اضافة الى الصمود في مواجهة الضغوط في فلسطين.

إذاً نحن أمام قراءات اسلامية متنوعة للتطورات والأحداث، ورغم الاتفاق على الرؤية العامة، فإن الخلافات على التفاصيل وأساليب العمل والخطاب لا تزال موجودة بين بعض القوى الإسلامية.

خريطة طريق لمواجهة الفتنة

لكن هل هناك امكانية لتوحد القوى الإسلامية وخصوصاً في لبنان وفلسطين لمواجهة الفتنة القادمة؟ وهل يمكن هذه القوى ان تستفيد مما جرى من أحداث في برج أبو حيدر من أجل توحيد الموقف الإسلامي والتوافق على «خريطة طريق» مشتركة للتعاطي مع المحكمة الدولية وتداعياتها؟

رغم مرور بعض الخلافات في مواقف بعض القوى الإسلامية والتباينات على صعيد الأداء والعمل، فإن التوصل الى «خريطة عمل مشتركة» ليس أمراً صعباً، والدليل على ذلك ان هذه القوى نجحت خلال السنوات الثماني والعشرين الماضية (أي منذ الاحتلال الاسرائيلي للبنان عام 1982) في تجاوز الكثير من المطبات والصعوبات من «اتفاق 17 أيار» الى «حرب المخيمات» مروراً بحرب بيروت وأحداث طرابلس، وصولاً للمواجهات العسكرية مع الجيش الاسرائيلي في السنوات 1993 و1996 و2006، وقد بقيت الساحة الإسلامية موجودة، وان حدثت بعض الانتكاسات في المرحلة الممتدة من بين 2006 و2009 ولكن بقي التواصل والحوار قائماً بين القوى الإسلامية على اختلاف آرائها ومواقفها.

والمطلوب اليوم القيام بسلسلة خطوات للاستعداد لمواجهة المرحلة المقبلة، ومن هذه الخطوات:
1- بدء حوار معمق وحقيقي بين مختلف الأطراف الإسلامية، يتناول كل المشاكل والأخطاء التي وقعت ويجري تبادل المعلومات والمعطيات حول آفاق المرحلة المقبلة بعيداً عن الحسابات الذاتية أو الحزبية.
2- السعي للتوصل الى خطاب إسلامي موحّد إزاء التطورات، وخصوصاً لجهة كيفية مواجهة الفتنة والابتعاد عن أية مواقف تهديدية باللجوء للسلاح أو العودة الى ما يشبه «احداث 7 أيار».
3- ضرورة البحث عن رؤية بعيدة المدى حول كيفية حماية المقاومة وتعزيزها في كل المنطقة (لبنان، العراق، فلسطين، أفغانستان..) والسعي للتوصل لرؤية موحدة لمواجهة المشاريع الأميركية - الاسرائيلية.
4- استعادة البرامج السياسية والاجتماعية والعملية التي تدافع عن مصالح الناس وحقوقهم.
إن وعي القوى الإسلامية بمختلف اتجاهاتها لخطورة المرحلة المقبلة وتداعياتها والسعي للتوصل لمشروع مشترك للمواجهة وحده كفيل بمنع الفتنة القادمة ويحمي المقاومة ويحقق المزيد من الانتصارات.}


قاسم قصير

منير الليل
09-07-2010, 12:10 PM
ما كان يسمى بالمقاومة الإسلامية، قد سقط منذ فترة، ومن سقوط لآخر. وهذا من فضل الله تعالى.. الذي يمهل ولا يهمل...

كما قال القائل:

قمامة إسمها مقاومة.