تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان في تركيا.. نكهة مميزة



مقاوم
08-28-2010, 02:45 PM
رمضان في تركيا.. نكهة مميزة


إسطنبول- أحمد الفاتح:


رمضان في تركيا شهر له نكهة مميزة، تختلف عن بقية دول العالم، وهي ترتبط بالأساس بالشعب التركي الذي يتميز باهتمامه الكبير بالشعائر الدينية خاصة في شهر رمضان، ولهذا فإن كل المساجد في البلاد تتحول إلى خلايا نحل مع بداية شهر الصوم.




وطوال أيام الشهر الكريم تعيش البلاد أجواء مميزة، بتوزيع الحلوى بعد الصلوات، ومشاعر الحب الذي يشيع بين الناس وروح الأخوة الإسلامية التي تتجسد في الوقفات بعد أداء صلاة التراويح، وتوجه الناس إلى بيوتهم بأعداد كبيرة بجو يشعرك بالجو الإسلامي الحقيقي.




الكثير من العادات الرمضانية الجميلة التي كادت تندثر في العديد من الدول العربية ما زالت موجودة هنا، فما زال المسحراتي يقوم بدوره؛ حيث يأتي قبل صلاة الفجر بساعة ويطرق على طبلته في نغمة غير مزعجة ليوقظ النائمين لشعيرة من شعائر الإسلام الجميلة، وهي السحور، وهذا الشخص الذي قد يكون امرأةً أو رجلاً أو طفلاً، ينعم عليه أهالي الحي بالأموال والطعام؛ حيث يأخذ منهم في آخر الشهر الكريم ما تجود به أنفسهم، وكذلك هنا أيضًا مدافع الإفطار الموجودة، والتي تتميز بقدمها في أغلب الأحيان فتوجد مدافع في مدن تركية كثيرة تبلغ عمرها مئات السنين.




مساجد إسطنبول










تعد إسطنبول من أكثر المدن التي تشعر فيها برمضان حقيقي بسبب كثرة مساجدها وكثافة سكانها، فترى فيها منذ بداية الشهر الكريم اللافتات التي تحمل عبارات التهنئة بحلوله، كما أن مساجدها العريقة التي تتزين لاستقباله تزدحم على آخرها بالمصلين حيث يصحب الأب والأم أبناءهم، ويذهبون إليها فور سماع نداء المؤذن، ويصلى الأتراك بوجه عام 20 ركعةً في التراويح متبعين بذلك المذهب الحنفي.




وفي أغلب المساجد يخفف الأتراك في صلاة التراويح، ولكن هناك أيضًا بعض المساجد تحرص على ختم القرآن الكريم خلال الشهر الكريم.




الجمعيات الخيرية



وتعد تركيا من أكثر دول العالم نشاطًا في العمل الخيري؛ حيث تضم مجموعة من الجمعيات الخيرية يصل عددها إلى 80 ألف جمعية، وقرابة 4 آلاف وقف، وكل هذه الهيئات تهب في رمضان، ولا يقتصر نشاطها في داخل البلاد فحسب؛ حيث تمد يدها بالعون للمحتاجين في العالم، وفي هذا الصدد يبرز دور حملة "بالتعاون يتغير العالم"، والتي أعلنها وقف المساعدات الإنسانية، والتي تهدف كما أعلنت المؤسسة إلى رفع روح الأخوة، بتوصيل احتياجات المعوزين إلى 120 دولةً حول العالم.




وهناك أيضًا جمعية ماء الحياة للتعاون والتضامن "CANSUYU" والتي تنظِّم حملةً تحت اسم "لأجل ابتسامة اليتامى ودعاء الأمهات.. افتحوا لهم مكانًا في موائدكم"، والتي تهدف إلى توصيل الإفطار للعائلات المحتاجة في داخل وخارج تركيا، كما أن من الحملات المميزة حملة اليد المعطلة، والتي تتولى جمع التبرعات خلال الشهر الكريم.




ابتكار جيد










جمعية منارة البحر رفعت في حملتها شعار "حان وقت المساعدة"، والتي تقوم من خلالها بتقديم الإفطار إلى المارين في الشوارع، ولا يقتصر مد يد العون للمحتاجين خلال شهر الصوم على الجمعيات الخيرية وحدها؛ حيث تقوم البلديات بتقديم العديد من أشكال العون.




موائد رمضان



من أكثر الأشياء التي تلفت النظر في تركيا خلال شهر رمضان شوادر الإفطار (موائد رمضان) التي تقام في الميادين العامة بضخامة تجعلها تسع آلاف الأشخاص، والفضل فيها يعود إلى البلديات التي تقوم بتأسيسها، وتحضِّر لها من قبل قدوم الشهر الكريم، وتقوم أيضًا بعض الجمعيات وبعض محبي الخير بإقامة هذه الخيام والشوادر حتى لا يبقى أحد بدون إفطار في شهر رمضان.




عادات وتقاليد



ويقوم أئمة المساجد في تركيا بعمل ختمات للقرآن الكريم "يطلق عليها الأتراك مقابلة"، فيقوم الإمام بقراءة القرآن ويفتح الناس المصحف وراءه، ويتبعونه ويختمه خلال شهر رمضان، ويكون هذا بعد السحور قبل الإمساك، وفي نهار رمضان تغلق أغلب المطاعم أبوابها احترامًا لحرمة الشهر الكريم.











وتختلف العادات والتقاليد من مكان إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى، ففي الكثير من المدن ينادى الفقراء إلى البيوت كي يفطروا مع الأهالي، ويتجمع الأقارب والأحباب ليتحاكوا ويتسامروا في ظلال الشهر الكريم..




وتتنوع الأكلات التركية في رمضان خاصة الفطيرة التي تختفي طوال العام ولا تظهر إلا في شهر الصوم، ويتسارع الناس إلى شرائها بالرغم من ارتفاع سعرها، ويقل الإقبال على شراء الخبز العادي في مقابل الفطيرة الرمضانية التي تحل محله، وتوجد لكل مدينة في تركيا عاداتها الخاصة، وأكلاتها المتميزة التي تستمر منذ القدم.




وتقوم جميع الأدوات الإعلامية بتوجيه كل جهودها لخصوص شهر رمضان حتى العلمانية منها، ويتم نشر أفلام حياة الأنبياء، ونقل الإفطارات من كل المدن ورمضان حول العالم وغيرها من هذه الأشياء.