تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فاصدعوا بالحق



بنت خير الأديان
08-28-2010, 08:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


كلامي في الجمل الاعتراضية

مشهد رواه ابن هشام في سيرته، ورواه مختصراً الإمام ابن حجر في الإصابة، ورواته ثقات، يقول الزبير بن العوام رضي الله عنه: اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوماً في مكة، وما زالوا مضطهدين في هذا الوقت، وما زالوا مشردين فقالوا: قريش لم تسمع القرآن يشهر لها به قط، فهل من رجل يسمعهم القرآن؟


- وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على حرص الصحابة الكرام على نشر دين الله وتلاوة كتابه على مسامع الأرض والجهر به فهو الحق الذي لا ريب فيه -

أتدرون من الذي أجاب بنعم؟! إنه هذا الغلام الفقير، الذي كان بالأمس القريب راعياً لأغنام سيد من سادات مكة
فقال ابن مسعود: أنا، فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: نريد واحداً له عشيرة تمنعه وتحميه إن أراد به أهل مكة شراً
فقال ابن مسعود : دعوني، فإن الله سيمنعني ويحميني

- فلم يأبه رضي الله عنه بكيد المشركين وهو يعلم أنه لن يمر يومه بدون أن يصيبه أذى إن كان هو الصادع بالقرآن -

وانطلق ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه في اليوم التالي في وقت الضحى، حتى أتى مقام إبراهيم -على نبينا وعليه الصلاة والسلام- ووقف ليقرأ القرآن بصوته الحلو العذب الرقيق

- وبدأ -

بسم الله الرحمن الرحيم، رافعاً به صوته، والمشركون يجلسون حول الكعبة، وظل يقرأ سورة الرحمن: الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ [الرحمن:1-4]
فنظر سادة قريش إلى بعضهم البعض وقالوا: ماذا يقول ابن أم عبد؟! تباً له إنه يتلو بعض ما جاء به محمد! إلى هذا الحد من الجرأة! يتلو على مسامعنا وبين أيدينا القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم،

- وكتاب الله أشد عليهم من وقع السيوف عند إشهارها لقتال -

فقاموا إليه وضربوا وجهه ضرباً شديداً عنيفاً حتى سال الدم الشريف على وجهه الأنور
وانطلق بهذه الدماء الطاهرة إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا: هذا والله ما خشيناه عليك يا ابن مسعود
أتدرون ماذا قال هذا الغلام الضعيف القوي؟!
قال: والله ما كان أعداء الله أهون في عيني من اليوم، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غداً
فقالوا: كلا، فلقد أسمعتهم ما يكرهون.
انتهى



انتهى المشهد لكن سمعه ما زال يتردد في آذاننا وآذانكم يا أهل بلادنا الغراء
يا أهل الضفة الغربية ويا أهل الثمانية والأربعين


يوم أن منعت قرانا في الداخل الفلسطيني من الأذان كادت قلوبنا تتفطر حزنا على أذان صلاتنا
وكان الأسرى يرفعون الأذان من السجون فيُضربون
ثم يفرقون فيبقون على نفس النهج ويستمر الأذان داخل السجن بل من سجون متعددة بعد تفريقهم
هكذا عهدنا أبطالنا الذين يجاهدون في سبيل إزالة هذا الاحتلال الغاصب وهم يعلمون أن السبيل الوحيد هو ( دين رب البريات )

ولما أن جاءنا خبر الضفة وما أدراك ما خبر الضفة
إنه خبر عظيم لو أنكم تعلمون
فقد تقرر التالي من قبل من يسمون بـ ( أبناء الجلدة )
وكثيرا ما أتبع هذه الجملة بجملة أخرى وهي ( الذين تبرأت منهم الجلدة )
خفض صوت الأذان – وربما منعه أحيانا – في المساجد خاصة القريبة من المستوطنات حفاظا على مشاعر العدو الصهيوني
فحين كنا نتكلم عن الداخل الفلسطيني كنا نعلم أن اليهود منعوا الأذان لأنهم ولأنهم ولأنهم ..
أما وقد حصل ممن يلبسون ثوب الإسلام
ثم يقولون : هذا التزام بالكتاب والسنة النبوية ( الشريفة )
ثم تمنع تلاوة القرآن بمكبرات الصوت
ثم يمنع الأئمة والخطباء ودور التحفيظ والفعاليات الرمضانية
فهذا خطب عظيم
ولازالت الجملة تترد : هذا التزام بالكتاب والسنة النبوية ( الشريفة )
بل أحسبها سنة دايتون التي لازالوا متمسكين بها وعاملين بمقتضاها حتى بعد استقالته

ويزيدون : نتحدى من لديه مُسكة علم أن يرد علينا
وإنا إذ نورد هذه القصة فإننا نرد بمُسكة العلم القليلة التي نملكها على من تحدى علماء المسلمين - خاصة في فلسطين - أن يرد على هذا المنكر العظيم الذي يلبسونه لباس الدين

فرحم الله ابن مسعود يوم أن جهر بالقرآن أمام كفار قريش ولم يخش في الله لومة لائم
ورحم الله من تلا هذه الآية مؤمنا بربها موقنا بها عاملا بما فيها
{ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ }
قال مجاهد: هو الجهر بالقرآن في الصلاة

فاصدعوا بالحق يا أهل الضفة
ولا عليكم ممن يضيمكم فوالله أنتم على الحق ما دمتم متمسكين بكتاب الله وسنته

عبد الله بوراي
08-28-2010, 03:51 PM
صدقتِ
جزاكِ الله خيراً
عبدالله

كل بترول العرب لا يمكن ان يضيء شمعه في غزه