تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإسرائيليّة لا ساميّة بامتياز



مقاوم
08-26-2010, 06:46 AM
الإسرائيليّة لا ساميّة بامتياز

كتب د. إبراهيم أبو جابر

http://qawim.net/images/stories/logoqawim/_exb.pngغدا مصطلح/مفهوم اللاساميّة عكّاز اليهود والكيان الإسرائيلي أيضا يتعاطونه كثيراً كمخرج ناجح ومجرّب من الأزمات والمآزق بأنواعها، ووصفة سحريّة سهلة لهؤلاء عند الحاجة.

هذا المصطلح تفنّن اليهود والإسرائيليون في استخدامه لكسب ود الرأي العام العالمي وتعاطفهم، لا بل والحرص على تقديم الأفضل من الخدمات ليهود العالم لحمايتهم من ممارسات يتيمة هنا وهناك، وردّات فعل طبيعية على ما يقوم به الكيان الإسرائيلي من جرائم عنصرية وغير أخلاقية ضد العرب والفلسطينيين.

شعار اللاسامية هذا الذي يعد سلاحًا احتياطيًا لدى اليهود والكيان الإسرائيلي كليهما، يجعل الحليم حيرانًا؛ لأن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، وهذا ربما لم يدركه الكثيرون: أليست الممارسات والأعمال والمجازر وتدنيس المقدسات الإسلاميّة والمسيحيّة، ونبش القبور وتجريفها وهدم قرى عربيّة بأكملها (مثال العراقيب، وطويل جرول وغيرهما)، وحصار ملايين الفلسطينيين وسرقة أراضيهم وغير ذلك كثير، أليست هذه الممارسات والأفعال قمة اللاسامية الإسرائيلية؟!!!

إن الكيان الإسرائيلي الذي يرتكب كل هذه الجرائم في حق الشعب الفلسطيني، سواء في الداخل أم في الضفة الغربية وقطاع غزة، مع العلم أن هذا الشعب-الفلسطيني- جزء من الأمة العربية السامية الأصول، هو كيان لا سامي بامتياز. فالفلسطينيون ساميون كاليهود من حيث الجذور، ولهذا فعلى العالم أن يدرك كذب وافتراء الكيان الإسرائيلي ومغالطاته في هذا الخصوص خدمة لمصالحه ومصالح يهود العالم.

إن اللاسامية الإسرائيلية حقيقة تعدّت كل المحظورات منذ حين في وقت فيه العالم أعمى البصيرة، أو أنه يتعامى عن ممارسات الكيان الإسرائيلي لمصالح مشتركة يتقاسمها الجميع، أو للميراث التاريخي الأوروبي القاسي بعد جرائم النازية في أربعينات القرن الماضي.

إن اللاسامية الإسرائيلية مسكوت عنها، في حين يقيم اليهود الدنيا ولا يقعدوها إذا ما رشق معبد بزجاجة حارقة أو كتبت على جدرانه عبارات معادية لليهود (مصطلحات لاسامية يسمونها)، أو صرخ أحدهم في وجه يهودي في باريس أو لندن أو برلين، أو نشر مقال في جريدة أو وسيلة إعلام ما، أو ألقيت محاضرة أو عقد مؤتمر ما لفضح ممارسات الكيان؛ فتجنّد دول وأجهزة أمنية وشرطية وتعقد المؤتمرات الصحفية، وتفتح الملفات القضائية، فالكل يطلب رضا هؤلاء ويستعيذ بالله من سخطهم.

إن مصطلح اللاسامية الإسرائيلية مسكوت عنه منذ أكثر من ستين عامًا، رغم كونه صارخًا ولا يحتاج دليلا عليه ولا برهانا، رغم قرار الأمم المتحدة الملغي الذي وصف الصهيونية بالعنصرية، في وقت تاجر به اليهود والكيان الإسرائيلي لعقود.

أليس حري بالعالم كلّه الآن وضع النقاط على الحروف لأول مرة منذ النكبة والإعلان بصوت مجلجل دونما وجل ولا تلكؤ:" الإسرائيلية هي اللاسامية" بأعمالها وممارساتها منذ العام 1948، أي النكبة، وحان وقت إنصاف الشعب الفلسطيني ووقف اللاسامية الإسرائيلية هذه ومحاسبة المسئولين عنها وتقديمهم للعدالة؟!!

· رئيس مركز أم الفحم للدراسات المعاصرة.

"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر