تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : منقول: تسجيل صوتي نادر للعلامة الفقيه سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله حول فتوى ارضاع الكبير



من هناك
08-01-2010, 12:13 PM
رحم الله سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وأسكنه فسيح جناته


ما هو الترجيح الفقهي للأحاديث الواردة في رضاع الكبير؟






بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في رضاع الكبير هل يؤثر أم لا، والسبب في ذلك أنه ورد في الحديث الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها-
أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أمر سهلة بنت سهيل أن ترضع سالم مولى أبي حذيفة وكان كبيراً، وكان مولىً لدى زوجها
فلما كبر طلبت من النبي - صلى الله عليه وسلم- الحل لهذا الأمر، فأمرها أن ترضعه خمس رضعات، فاختلف العلماء في ذلك
والصحيح من قولي العلماء أن هذا خاص بسالم وبسهلة بنت سهيل، وليس عاماً للناس، بل هذا خاصٌ بهما كما قاله غالب أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم-، وقاله جمعٌ غفير من أهل العلم، وهذا هو الصواب لقوله - صلى الله عليه وسلم-:
(لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء وكان قبل الفطام)، ولقوله النبي - صلى الله عليه وسلم-: (إنما الرضاعة من المجاعة)
رواه الشيخان في الصحيحين، ولقوله - صلى الله عليه وسلم-: (لا رضاع إلا في الحولين)، فهذه الأحاديث تدل على أن الرضاع يختص بالحولين ولا يؤثر الرضاع بعد ذلك، وهذا هو الصواب، والله جل وعلا ولي التوفيق.




--------------------------
الآن إلى تعليق احد الكتاب

أخي الحبيب، سلام الشوق والاخاء الصادق..

وشكراً لما أرفقته لي من تسجيل "نادر" لسماحة شيخنا العلامة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله حول ارضاع الكبير..

حبيبي، هذا اذا اعتبرنا ان الارضاع هو فقط بما يخص الحليب من الاناث.. وهي مسألة متداولة كثيرا هذه الايام واعفاني الله واياك من ان نكون بعض ضحايا هذه الموجات والهستيريا التي ترافقها..

ولكننا نحتاج الى رضاع آخر للكبار، لا أظنه موضع استفتاء أو نقاش أو جدل.. وهو يستحق، كم أنه ليس له مصدر واحد محدد..

نحتاج الى حليب السباع لكبار أمة خارت نفوسهم ولم تخر قواها.. حيث ان معظم ما تسأل عنه يتعلق بأمور مرتبطة بقوىً "ما" إما جسدية-عضوية وإما فكرية أو اجتماعية أوسياسية وإما غيرها والله المستعان..

ونحتاج حليب العزم لكبار مترددين منحلين.. تمر بنا أحداث جسام وهم كما هم، هذا إن لم ينقصوا شجاعة وحكمة.. ويزدادوا زوغاناً وزيغاً.

ولم تأت فرص لاستجماع الهمة والعزم كالتي مرت خلال السنوات الأربع الأخيرة وخصوصاً الاعتداء على جنوب لبنان الذي باء بفضائح مجلجلة للأعداء، ومن ثم الاعتداء على غزة وصداه المدوي الى الآن في آفاق الدنيا، ثم تفلق الفشل الغربي في العالمين العربي والاسلامي وخصوصاً افغانستان والعراق، مرورا بدافوس وموقف الكرامة العثماتركي، ثم أسطول الحرية..الخ..

كما نحتاج الى حليب الثقة بالنفس واستعادة المبادرة الفاعلة بدل البحث في الازقة والحواري عن سيارتنا القديمة لعلنا نصلح عطل محركها او عجلاتها.. وما درينا ان المشكلة ليست باستعادة منتجنا القديم.. بل باستعادة العقل الذي انتجه وكيّـفه مع احتياج زمنه وتميزه فيه..

كما نحتاج الى حليب إيمان واعتقاد مكررٍ ومبسترٍ ومنقىً..

مكرر مما علق به على مر القرون من عوالق حولته الى طقوس وممارسات تكاد تصبح عرفية أو "تقاليد" أو موجات وموضات..

ومبسترٌ من الشبهات التي تستخدم لزرع السم في الدسم ولتمريرها عبر جاذبية لونه الأبيض الناصع.. واخفائها كشبهات شفافة لا لون لها ولا طعم.. لكنها أفتك بشارب الحليب من الأعداء الخارجيين..

ومنقىً من الاستخدامات الخاطئة والممارسات المنحرفة.. التي تحول الصورة الذهنية الى ما يشبه.. الشر الذي لا بد منه..!!

وماهو الا الخير الذي لا بد منه ولكن أكثر الناس لا يعلمون.. البيضاء النقية، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك..

كما نحتاج الى حليب الوئام والمودة والرحمة.. نحيي به قلوب أسرنا وعائلاتنا، لتكون لائقة باسمها الأصيل أسراً مسلمة.. ولندرء به اسهال ما أسمي زوراً بـ"العنف الأسري" وهو كالحليب الخالي الدسم.. أسر بلا وئام مظنة الجفاف والجلافة واساءة العشرة.. فهو عنف ولكنه ليس أسرباً.. فهي أسر بلا مودة وهو عنف بلا أسر.. إلا من حيث الشكليات الاجرائية وما يسمونه بالرباط المقدس..الذي بات مربطاً وليس محضناً وشتان بينهما..

ولا تنس حليب الدعابة والتيسير وخف الظل.. التي تنعش السهنان وتوقظ الوسنان.. وتسهل عليه عيشه وتريحه في دينه.. بدل إشاعة روح العنت والعسر والتشدد والتجلف.. وتلبيسها لبوس الانتساب للدين وتعميم بعض ممارسات مبررة في زمانها وحيثياتها.. لتحويلها الى ثقافة مجتمع العبوس والتقطيب..!! حي!!

آه يا أخي.. لقد فتقت لي أموراً كثيرة بما يشغلون به الرأي العام.. تارة برضاع وأخرى بمشتقات محدثة من أشكال الزواج العابر.. وأخرى بجدلية قيادتها للسيارة وما يستتبع ذلك..!!

ولا يفوتني أن أذكرك أيضا بأننا نحتاج فيما نحتاج اليه ايضاً.. الى قطرات دسمة من حليب الاخاء الصافي.. الذي تتدفأ به مهجنا وتستنير بطاقاته عقولنا وأفكارنا.. وتتقوى بما يحويه من معادن وفيتامينات.. بنانا الاجتماعية والترابطية المحافظة على أشكالها الخاوية.. كبطاقة الهاتف التي فقدت رصيد الارسال والاستقبال.. وهي بحاجة الى تعبئة وشحن..لتعمل بالاتجاهين..!!

ويطيب لي أن أتغنى بمثل هذه المعاني،

رغم ما أسمعه من كثيرين، بأنهم إما فقدوها،

وإما لم يعودوا يستطعمون بحلاوتها،

أو أنهم باتوا يرونها من مواد الترويج والوعظ الديني التي تكاد تكون برأيهم "مثاليات شكلية"..!!

أما أنا فلا يزال طعمها طرياً ندياً تحت لسان وجداني..،

وأجدده باستمرار.. بطعمات ونكهات ولغات ولهجات مختلفة،

وأستروح منها رياح جنات النعيم..

وأستذكر معها صدق إنباء الحبيب المصطفى بأنها إحدى ثلاثة من وجدها وجد حلاوة الإيمان..!!

فلي ولك ولأحبابنا في الله أن نعيش بهذا..

ولغيرنا أن يختار من قواميسه المصنعة ما يشاء..

فلا الحقيقة هي هي ولا الطعم ولا الحلاوة..

ومن ذاق عرف.!!

محبك
عبد الحليم زيدان
"جدة"