تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أهل السنة الصومالية ... من وكيف ولماذا؟



مقاوم
07-20-2010, 08:51 AM
أهل السنة الصومالية ... من وكيف ولماذا؟

كتب أ. أحمد عمرو

http://qawim.net/images/stories/logoqawim/_exb.pngلا شك أن الإسلاميين يشكلون واجهة الحدث في أي بقعة من بقاع العالم الإسلامي حين تتاح لهم الفرصة، فحين تقع البلاد تحت وطأة الاحتلال فإن المتصدر لحالة الجهاد والمقاومة هم الإسلاميون كما في الحالة الأفغانية أو العراقية على سبيل المثال، وحين تغيب الحكومة أو تتعرض الدولة للانهيار فالإسلاميون هم من يشغل الساحة أيضًا، حتى في الدكتاتوريات فإن الفاعل الرئيس في الساحة السياسية هم الإسلاميون. وإذا أتيحت للشعوب الإسلامية الفرصة في الاختيار من خلال أجواء من الحرية والعدالة فلا شك أن الغلبة ستكون لهم.

وتبقى مشكلة الإسلاميين الأساس هي أنفسهم، فمصطلح "الإسلاميون" يحمل في ظلاله الكثير من التيارات والتكوينات والجماعات، ورُغم إن سياج المصطلح يجمعها إلا أن التباينات بينها والاختلافات تجعلها في حالة من التنافر والتضاد في الحركة، ما يؤدي في النهاية إلى ضياع الجهود سدى، وغالبًا ما تذهب الثمار نتيجة ذلك التبيان إلى غيرهم من العلمانيين أو القوميين ...إلخ، مع أن الواقع يشهد أنهم هم من بذل الدماء والأموال من أجل تحرير الأوطان من محتليها أو استنقاذها من أذنابهم.

وفي المشهد الصومالي تتجلى الصورة في أوضح أوضاعها، حيث تشهد الساحة الصومالية بعد كثير من الجولات سواء ضد الطاغية سياد بري أو ما أعقبه من احتلال دولي بقيادة أمريكية أو إقليمي بقيادة إثيوبية حالة من الصراع الإسلامي الإسلامي.

وحين نريد أن نقرب المشهد أكثر فإن الصراع المحتدم الآن، هو بين ما يعرف بالحكومة الصومالية يدعمها تيار صوفي من خلال ما اصطلح على تسميته (أهل السنة والجماعة) من جهة، وجماعة شباب المجاهدين والحزب الإسلامي من جهة أخرى.

والجديد هذه المرة في المشهد الإسلامي الصومالي هو دخول تيار صوفي في اللعبة السياسية بأداة عسكرية ومشاركة في السلطة.

فمن هي جماعة أهل السنة والجماعة الصومالية؟، وكيف ظهرت في الساحة ووصلت لبؤرة السلطة؟، وما هي الأهداف التي دفعت بذلك التيار إلى البروز بهذا الشكل؟...هذا ما سنحاول أن نجيب عنه.

أهل السنة حركة عسكرية من رحم الصوفية:

ظهر مصطلح "أهل السنة والجماعة" كجماعة صومالية بعيدًا عن مفهومه العقدي المعهود في كتب التراث، فـ"أهل السنة والجماعة" تنتمي بشكل عام إلى التيار الصوفي المتغلغل داخل نسيج المجتمع الصومالي، وإن كان قد شهد حالة من الانكماش في الفترة الماضية نتيجة ظهور التيارات الإسلامية خاصة السلفية منها والتي اهتمت في دعوتها بمجابهة الفكر الصوفي لما يحمله التيار السلفي من اهتمام بالجانب العقدي والذي يرى أن الصوفية تحمل كثيرًا من المخالفات العقيدة، وبوجه عام فإن التيار الصوفي شهد تراجعًا ملحوظًا منذ انهيار الدولة وسقوط نظام سياد بري، وكان أول ظهور لتنظيم أهل السنة والجماعة.

(في أواسط التسعينات من القرن الماضي حين برز تنظيم إسلامي جديد في مقديشو اسمه: " أهل السنة والجماعة" وكان يتزعمه الشيخ عبد الرزاق أحد علماء الطريقة القادرية الصوفية، وكان لهدا التجمع نشاط محدود بالنسبة لنشاطات الحركات الإسلامية التي كانت في أوج قوتها، وذلك لأن التصوف لا يشجع على المبالغة في البرامج العصرية؛ ولا على الدخول في المعتركات السياسية ، وكان لهذا التجمع مدرسة ثانوية اسمها " مدرسة المأمون"، ثم إن التجمع قد خمل نشاطه وأصبح اسما بلا مسمى) (1).

(أما الظهور الفعلي للجماعة كواجهة مسلحة يعود في أواخر عام 2008م حيث ظهرت في المناطق الوسطى واصطدمت مع حركة الشباب والحزب الإسلامي على خلفية قيام الأخيرتين على نبش مقابر بعض أقطاب علماء الصوفية وهدم مزارات في أكثر من مكان، وحظر المناسبات الدينية، ناهيك عن تهديد التجمعات الصوفية في الجنوب بالويل والثبور، الأمر الذي يرى كثير من المراقبين أنها كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ومثلت الدافع الأساسي الذي من أجله حمل كثير من أتباع بعض طرق الصوفية السلاح في وجه حركة الشباب) (2).

أسباب ضعف الصوفية بشكل عام قبل ظهور جماعة أهل السنة:

يدل التاريخ القريب أن التصوف كان سيد الموقف في الساحة الدينية الصومالية ـ شأنها شأن معظم الدول الإفريقية التي ينتشر بها الإسلام ـ خاصة الطريقة القادرية والطريقة الأحمدية.

وقبل ظهور "أهل السنة الصومالية" إلى واجهة الأحداث لم يكن من المتوقع أن يكون لفصيل صوفي أي دور في الحياة السياسية في الصومال، خاصة وأن ميزان حضور الصوفية بعد ظهور التيارات والحركات الإسلامية بدا ضعيفًا، حيث نجحت الجماعات الإسلامية من سحب البساط من تحت أقدام الطرق الصوفية بقوة، وتصدرت الواجهة، وفقدت الصوفية إلى حد بعيد قاعدتها الجماهيرية (ويمكن عزو انهزام الطرق السريع إلى عدة أسباب:

•ضعف حجج الجانب الصوفي في الدفاع عن سلوكيات وسمت في أدبيات التيارات الإسلامية في الصومال بـ"شركيات"، أو "خرافات" و"خزعبلات".

• تصاعد قوة التيار السلفي المسلح بحجج قوية، والذي ركز على مواطن الضعف الظاهرة لدى المتصوفة، كالنذر للقبور والطواف حولها، وادعاء كرامات الأولياء، والتملق للسلطة، وقصائد الشاعر الصومالي أبشر نور فارح "بعدلي" -وهو أحد تلاميذ الشيخ نور الدين علي الذي لعب دورا كبيرا في إضعاف كفة الطرق الصوفية- التي امتلأت بأسلوب مشحون بالتندر والفكاهة اجتذب الكثيرين من حظيرة التصوف.

• أن الجماعات الإسلامية استقطبت منذ بدايتها العناصر الشابة، وطلاب الجامعة، وحملة الشهادات المرموقة؛ باعتبارها حامية الإسلام من التشويه الداخلي المتمثل في الطرق الصوفية، ومن القوى العالمية المتربصة به كأمريكا، والاتحاد السوفيتي، ومتأثرة بخط اليقظة الإسلامية الصاعد في بلاد المنبع كمصر، والسعودية، والسودان، التي تعد روافد أساسية للحركات الإسلامية في الصومال.

• التيار الصوفي أصبح سيئ السمعة لعدة أسباب منها:

ـ التصاقه بنظام سياد بري الذي نشأت عدة جبهات لمحاربته، وعارضته العديد من القبائل، وهذا لا شك أفقده التعاطف الشعبي.

ـ النظام الحاكم أيقن أن من مصلحته وقوف الصوفية بجانبه في مواجهة القوى الإسلامية المناوئة له، ولذا عمل طوال الوقت على إلهاب وقودها ليظل مشتعلا، وهؤلاء كانوا يفتون بجواز إعدام النشطاء الإسلاميين، كما منعت وزارة الشئون الدينية -التي كان تتحكم فيها المؤسسة الصوفية- إدخال الكتب التي تناصر الأفكار السلفية مثل كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب، وشروحه مثل فتح المجيد.

ـ وأيضا فإن التيار الصوفي لم يلعب دورا كبيرا أثناء الحرب الأهلية في مجالات التعليم والإغاثة، بخلاف الجماعات الإسلامية التي قامت بدور فعَّال في مجال الإغاثة، وأخيرا حين جاء الاحتلال الإثيوبي.

فمن الواضح أن التيارات الإسلامية التي تتهمها الصوفية بالتطرف هي التي قامت بدور ملموس في الاستماتة ودحر العدو، واستفادت من ذلك ببروز قياديين من شباب الصحوة إلى الساحة السياسية والنضالية.

• السمة الغالبة على الطرق الصوفية في الصومال هي ظاهرة ‏(‏الانشقاق‏)‏ مثلها مثل بعض الجماعات الإسلامية المعاصرة، فمن رحم طريقتين هما: القادرية، والأحمدية، تولدت عشرات الطرق) (3).

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف وصلت تلك الحركة الصوفية إلى السلطة وإلى مركز الأحداث في الصومال رغم ما أوردناه من ضعف التيار الصوفي عامة في الفترات الأخيرة؟

أهل السنة إلى مركز الأحداث:

المتابع لظهور جماعة أهل السنة إلى وجهة الأحداث والنجاحات السريعة التي حققتها يدرك منذ الوهلة الأولى أن الأمر ليس مجرد ردة فعل عاطفية من قبل بعض أتابع الصوفية الذي لم يرق لهم هدم قباب وقبور مشايخهم فعمدوا إلى أسلوب المواجهة العسكرية تجاه خصومهم، فالقوة العسكرية الهائلة التي ظهرت بها الجماعة، والتنظيم العسكري وسيطرتها السريعة على عدة مدن في وسط وجنوب الصومال في وقت قياسي، يؤكد أن الظهور السياسي والعسكري لتلك الجماعة كان مفتعلا من قوى خارجية وداخلية تقاطعت أهدافها وليس مجرد رد فعل على يعتبرونه انتهاك لثوابتهم الدينية (4).

العوامل المؤثرة في بروز وانتشار أهل السنة والجماعة الصومالية:

أولاً: من العوامل التي ساعدت على انتصارات أهل السنة والجماعة التعاطف الجماهيري النسبي من أهالي المنطقة مع الحركة، وذلك للتخلص من حركة الشباب التي فرضت أحكامًا متشددة ربما في أعين البعض وجاءت كلها حزمة واحدة، ولم يتح للناس فرصة لتعلم الحق للتفريق بين الصواب والخطأ، بجانب أنه لم تأخذ النفوس فرصتها للإذعان للشرع ما أدى إلى تذمر فئات من الصوماليين ليست بالقليلة.

كم أن هناك هاجسًا من الخطاب الشامل لدى حركة الشباب وعزمهم على مواصلة الجهاد، في الوقت الذي كان الصوماليون في حاجة إلى انفراجة ومصالحة ليستطيعوا مواصلة حياتهم بعيدًا عن الحديث عن الجهاد العالمي، وهي اللغة التي تبنتها حركة شباب المجاهدين.

ثانيًا: كان لبروز أهل السنة كجماعة مناوئه لشباب المجاهدين دافعًا لانضمام عددًا كبير من فلول أمراء الحرب السابقين الذين ذاقوا مرارة الهزيمة على يد المحاكم الإسلامية وفقدوا كثيرًا من النفوذ والامتيازات التي كانت لهم. يشار إلى أن زعيم الحرب السابق "عبد وال" يقاتل هو ومليشياته جنبًا إلى جنب مع مسلحي أهل السنة والجماعة.

ثالثًا: يختلط الوضع في الصومال بين ما هي مبدئي أو عقدي وبين ما هو قبلي أو عائلي فالقبلية هي المهيمنة على الواقع في الصومال؛ فالصومال عبارة عن عشائر وقبائل، التوازنات مهمَّة بين القبائل المختلفة، فكما أن هناك قبائل تدعم حركة شباب المجاهدين في أطراف قبلية أخرى تدعم جماعة أهل السنة ليس بدافع الانتماء إلى نفس الفكر والمنهج لكن بدافع التنافس القبلي، أو الثارات القبلية.

ويرى بعض المراقبين أن الدور التي تقوم به جماعة أهل السنة الصومالية أشبه بالدور التي قامت بها العشائر العراقية في مواجهة المقاومة في ظاهرة ما يعرف بالصحوات، فيرى البعض أن جماعة أهل السنة ما هي إلى صحوات صومالية متدثرة بلباس الصوفية وبدعم من الجار الإثيوبي كما أن الصحوات العراقية كانت مدعومة إيرانيًا.

رابعًا: الظهور العسكري السريع والمفاجأ والصمود الذي أبدته الجماعة في مواجهة "شباب المجاهدين"يؤشر إلى وجود دعم ومساندة خارجية مستمرة، وبعيدًا عن التكهنات فإن المستفيد الأقرب من بروز أهل السنة والجماعة وإيقاف تمدد حركة شباب المجاهدين هي إثيوبيا، فأثيوبيا تسعى دائما أن تكون السلطة في الصومال في يد أطراف تابعة لها وهي منذ صعود المحاكم تسعى لإيجاد حليف يكون قادرًا على إيجاد توازن أمام زحف الإسلاميين، وفي المنظور الإثيوبي فإن حركة صوفية ستكون خيارًا صائبًا في مواجهة إسلاميي الصومال.

والذي يؤكد التحليل الذي ذكرناه هو تكرر نفي زعيم الطرق الصوفية الشيخ عمر فارح بأنه ليس بين جماعته وإثيوبيا إلا العلاقات العامة بين الصومال وإثيوبيا من حسن الجوار والعلاقات التجارية وما شابه ذلك، في الوقت الذي كشف فيه وزير الاتصالات الإثيوبي "بيريكيت سيمون" عن أن بلاده سمحت للميليشيات الصومالية الموالية للحكومة باستخدام أراضيها كقواعد عسكرية لشن هجمات على مقاتلي الفصائل الإسلامية المعارضة لحكومة مقديشو الانتقالية. والمفهوم ضمنًا أنها جماعة أهل السنة والجماعة.

لماذا أهل السنة؟

لقد جاء ظهور أهل السنة والجماعة نتيجة عدد من تقاطع المصالح بين القوى الداخلية المتمثلة في الحكومة الصومالية التي أضحت دون أنياب ولا تستطيع السيطرة إلا على أجزاء من العاصمة فقط، وقوى إقليمية وهي إثيوبيا المتأبطأة بالصومال شرًا، بجانب القوى الدولية المتابعة لشأن التيارات والحركات الإسلامية في العالم كله وتضع الخطط والإستراتيجيات التي تحول دون نمو أي تجربة إسلامية أيًا ما كانت وفي أي أرض كانت خاصة المسومة بالسلفية منها.

فعلى الصعيد الداخلي (الحكومة المؤقتة):رأت الحكومة الصومالية أن تحالفها مع أهل السنة والجماعة فرصة ثمينة، حتى تتمكن من مواجهة القوى المناوئة لها سواء الحزب الإسلامي أو حركة شباب المجاهدين، وذكر الرئيس شيخ شريف في اجتماع مع علماء وقادة من جماعة أهل السنة أن منهج أهل السنة والطرق الصوفية المعتدل هو المنهج القويم لتطبيق الشريعة الإسلامية في الصومال، والطريقة المثلى لمواجهة الغلو الديني والتطرف الفكري، وقدمت الحكومة تسهيلات عسكرية لأهل السنة في الأقاليم الوسطي وضُبط.

وعلى الصعيد الإقليمي (أثيوبيا): منذ سقوط نظام سياد برى والنظام الإثيوبي يحاول خلخلة الأوضاع الصومالية بدعم أمراء الحرب، واصطناع الزعماء القبليين الموالين وتوكل إليهم مهام حراسة حدودها، واستمرت سياستها تلك حتى ظهور المحاكم الإسلامية في الصومال عام 2006م التي قضت على ظاهرة أمراء الحرب المرتبطين بإثيوبيا. ومن يومها واثيوبيا تفتد لحليف قوي لها في الحكومة الصومالية وقد وجدت في أهل السنة الصومالية ضالتها بعد اندحار أمراء الحرب. فهدف الإستراتيجية الإثيوبية في الصومال هو (الحيلولة دون قيام أية قوة معادية أو منافسة لسياساتها في أي بقعة من الصومال ،سواء تحت راية إسلامية أو غير إسلامية ،ومن هذا المنطلق عارضت إثيوبيا الحكومات التي تمخضت عن المؤتمرات التي عقدت بعيدا عن توجيهها كحكومة الرئيس عبد القاسم صلاد حسن ورئيس وزرائه علي خليفة غلايط المقامة في عرتا بجيبوتي 2000 التي رفعت في بدايتها توجها وطنيا إسلاميا،وقد شكلت إثيوبيا تجمعا معارضا من أمراء الحرب ،ثم بالتنسيق مع كينيا سعت لعقد مؤتمر إمبغاتي ( قرية في كينا استضافت المؤتمر ) الذي تمخضت عنه حكومة الرئيس عبد الله يوسف أحمد ورئيس وزرائه علي محمد جيدي المعروفان بولائهما لإثيوبيا آنذاك) (5).

وعلى صعيد "الأهداف الدولية" أمريكا: مصدر الاهتمام الأمريكي بالصومال هو التوجه الإسلامي القوي الذي أوشك في السيطرة على السلطة في تلك الدولة المنهارة، وتتبين لنا النوايا الأمريكية في التقرير الذي أصدرته مؤسسة راند الأمريكية للأبحاث تحت عنوان "الإسلام الراديكالي(الأصولي) في شرق إفريقيا " توصي فيه بـ"تقليص نفوذ الحركات الإسلامية المتشددة عبر دعم القطاعات الصوفية لمساعدتهم في نشر تفسيراتهم للإسلام الذي يدين بالإرهاب" (6).

وكتب ديفيد مونتيرو الباحث في شئون الجماعات المسلحة مقالاً بصحيفة (الكريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية، تحدَّث فيه عن الوضع المتوتر في الصومال والحرب القائمة بين الإسلاميين أنفسهم، في ظل تطبيق غير منظم للشريعة الإسلامية في دولة يتنازع فيها الإسلاميون على السلطة.

مونتيرو قال: إن الحل الآن لتقويض نفوذ القاعدة في الصومال "هو دعم الجماعات الصوفية التي ليس لها أطماع في السلطة، خاصة أن تنظيم القاعدة والإسلاميين المتشددين هاجموا أماكن خاصة بالصوفيين في الصومال من قبل، وهناك خلاف بين الطرفين في أمور دينية كثيرة" (7).

فتقاطعت مصالح الجميع في دعم أهل السنة والجماعة باعتبارها حلاً أمثل لمواجهة الإسلاميين الساعين للسيطرة على مقاليد السلطة في الصومال وهو الأمر الذي لا تقبله أثيوبيا ولا الولايات المتحدة.

ويمكننا القول: إن الصراع الإسلامي الإسلامي هو الثغرة التي ولجت منها أهل السنة والجماعة الصومالية لإجهاض مشروع المقاومة وإن لم يفطن الفرقاء الصوماليين للواقع والأبعاد الدولية والإقليمية المحاقة بهم فسيظلون يدورون في حلقة مفرغة.

الهوامش:

1- أهل السنة والجماعة.. حركة إسلامية أم ثورة على "الشباب"؟ - بقلم أنور أحمد ميو.
2- ماذا تريد "أهل السنة " في الصومال؟-بقلم سالم سعيد
3- الصوفية في الصومال..''الطريقة'' تبحث عن دور.
4- إشارة إلى قيام شباب المجاهدين بهدم الأضرحة والقباب والتي يقدسها الصوفية ويعقدون عندها الموالد.
5- صوفية "أهل السنة والجماعة" بالصومال..من هم وماذا يريدون؟ الرابط (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1258880732036&pagename=Islamyoun%2FIYALayout#ixzz 0rOWcpvzy).
6- Angel Rabesa "Radical Islam in East Africa"الرابط (http://www.rand.org/pubs/monographs/2009/RAND_MG782.pdf/).
هذا البحث طويل ويصل إلى 111 صفحة ومن أخطر ما جاء فيها دعوة لاعتراف جمهورية أرض الصومال لكي تكون شريكا في جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة.
7- من موقع إخوان أولاين في تاريخ 25/6/2009

"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"

http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=7280&Itemid=1275

من هناك
07-20-2010, 02:50 PM
هداهم الله
لا حول ولا قوة إلا بالله