تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا يعني افتتاح مسجد في البوسنة والهرسك؟



عائشة محمد
07-18-2010, 02:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


ماذا يعني افتتاح مسجد في البوسنة والهرسك؟
11-7-2010


لا ريب أننا نحن المسلمين نعرف أن المسجد يحمل قيمة عظيمة لها كل الحقيقة والدلالة المعبرة في نظر الإسلام، فإذا قلنا إنه بيت الله وهو خير من بيوت البشر جميعا مهما صغر وكبرت كان هذا صحيحا حقاً، وإذا ذكرنا أنه موطن وبيئة عبادة الله والتمتع بمناجاته والتلذذ بالتقرب والرغبة والزلفى إليه أصبنا عين الحقيقة، فهو محضن الإيمان والذي يأوي إليه يتشرف بهذه الخلة كما في الحديث "إذا رأيتم الرجل يرتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان"، وإذا اعتبرناه الأساس المكين الذي يبنى عليه صرح العلم والتربية لما فيه صلاح الدنيا والدين فقد كان في تاريخنا المديد المجيد كذلك ،

وإذا فكر المسلم أن المسجد يكون المكان المبارك لانطلاق حياته الزوجية وأن من السنة إجراء عقد القران فيه عرفنا كيف يبدأ لإقلاع من هذا المدرج المعبّد للتحليق في الأحوال الشخصية للإنسان ذكراً كان أو أنثى، وإذا أدركنا أن المسجد هو الذي يوقظ الوعي وينبه من رقدة الغفلة ويرسل خطابه الرباني بين المسلمين ليعلمهم الحوار الداخلي لذواتهم فيصلحوا أنفسهم ويصلحوا ذات بينهم فيه من ثَم يصبحون قادرين على محاورة سواهم من أهل الأديان والفرق والملل والمذاهب والأفكار الأخرى التي قد تختلف مع الإسلام، أيقنا أن هذا المسجد بخطابه المميز يجعل من الخلاف مدخلا للائتلاف لا للاختلاف بالمفهوم الاستراتيجي المقاصدي البعيد المدى والذي يعتبر البشر فيه أسرة واحدة خلقهم الله ليتعارفوا ويتعاونوا قدر الإمكان وبما لا يؤثر أبدا على العقيدة.

بل إذا تأملنا حقا أن المسجد هو ميدان التدريب والتأهيل لبناء القوة وإعدادها المادي لتفويج الجماعات التي تنطلق كالأسود لمنع الشر وصد المعتدين وجدنا أنه كان كذلك وهكذا إضافة إلى معان وقيم خلقية تعطي للمسجد الأبعاد المثالية التي لا يمكن أن تقوم في غير هذا المكان الميمون، وكما قال صلى الله عليه وسلم "خير البقاع إلى الله المساجد" فإذا كان ذلك كذلك دل أن بناة المساجد على وجه الحق والحقيقة لا الظاهر والشكل هم المصدقون بالله والآخرة العاملون على الالتزام بمرضاته سبحانه (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)، "التوبة: 18".

وعرفنا مدى أهمية ترغيبه صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد لأنها ليست من الكماليات وإنما هي من ألزم الضرورات، وكيف لا تكون كذلك وهي المتعلقة مباشرة بالإيمان والإسلام وهي العلامة على وجود المسلمين وحضور السعادة في هذا الوجود، ففي الحديث "من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا أو مثله في الجنة..." إنه قصر وليس مجرد بيت بل وفي الحديث الآخر الذي رمز السيوطي إلى حسنه (بنى الله له بيتا أوسع منه في الجنة) فطوبى لمن يوفقه الله تعالى إلى هذا الخير الجزيل في أي بقعة ومكان في العالم، ولكنه إذا كان مفروضا علينا أن نقدم حتى في العمل الصالح الأولويات على غيرها فإنه يتحتم علينا أن نقدم البلاد المحتاجة إلى المساجد أكثر على غيرها، خاصة حيث تقطن الاقليات المسلمة أو تنكب بلاد أخرى بسبب خطير من الكوارث أو الحروب وما أشبه ذلك، لقد عشت هذه المعاني أو بعضها أمس السبت وأنا في زيارة إلى البوسنة والهرسك التي لم يبق أحد في العالم إلا وقد عرف قضيتها وذيول حربها المجنونة سابقا التي دمرت فيما دمرت وخربت ستمائة مسجد في عموم البلاد، وإذا كانت المصيبة أشبه بالقابلة التي تلد العبقرية والنهضة، فيجب أن ندرك أنه رغم قيام المسلمين في البوسنة أو من غيرها بإعادة عدد لا بأس به من المساجد وترميم المخرب منها، فإن الحاجة مازالت ماسة إلى العديد منها في مختلف المواضع خاصة القرى سيما بعد عودة كثير من المهجرين إلى بلادهم، حيث أصبحت الآن تنعم بالاستقرار والأمن والتعايش إلى حد مقبول .

ولقد تبلورت لدي هذه الأفكار لدى افتتاح أحد المساجد في قرية (وينيتا) التابعة لمدينة موستار حيث وجهت إلينا الدعوة للتشرف والمباركة بهذا الافتتاح الميمون، ووالله لقد كان مشهدا مؤثرا ومعبرا حقا، حيث ذهبت ومعي الأسرة للمشاركة في الاحتفال الذي حضره السيد نائب رئيس المشيخة الإسلامية في البوسنة د. مصطفى سيرتش وهو الأخ الشيخ نصرة، وكذلك المفتي السيد سعيد عن مقاطعة الهرسك وبعض الوزراء من المسلمين وكذلك من الكروات، وكانت كلمات وخطابات وأناشيد إسلامية أمام الحضور الآخرين من الضيوف الرجال والنساء بجمع جم غفير وكلهم آذان صاغية للتوجيهات والإرشادات وعجبت أنه بالرغم من أن هذا المسجد قد لا يتسع لأكثر من مائتي مصل أي إنه ليس كبيرا ولكنه جامع لأهل القرية إلا أن القوم تجمهروا واستعدوا بكل فرح وسرور ظاهرا وباطنا لهذا الحدث الكبير، وهذا هو شأن أهل البوسنة في المباركة بافتتاح المساجد حيث لم أنس أنني حضرت منذ سنتين سابقتين احتفالا مشابها لفتح بيت من بيوت الله وكان الحبور يسود الجميع، ولقد راودتني الخطرات لماذا لا يقام مثل هذا الاحتفال لهذا الأمر في معظم بلادنا، هل لأن ذلك بدعة لم تحدث في زمنه صلى الله عليه وسلم ولا زمن الصحابة الكرام، أم لأن البهجة والهيبة لمثل ذلك قد ذهبتا من حياتنا، وتذكرت قول ابن مسعود رضي الله عنه "ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن" وقلت ما المانع من ذلك إذا كان الحضور لذكر الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولتذكير المسلمين بأهمية المسجد ونصحهم في مثل هذه المناسبة للتعلق بالمساجد ومعرفة دورها كما أسلفت، سيما أنه ورد في الحديث الصحيح "فيمن يظله الله تحت ظل عرشه حيث لا ظل إلا ظله ورجل قلبه معلق بالمساجد..."، إلى غير ذلك من الفوائد فجنحت إلى أن هذه المناسبات يجب أن تستغل وتغتنم لمثل هذه المصالح في بلادنا وهذا أمر يقره الشرع والله أعلم، وكذلك العقل والعرف ما كان في الطاعة وخلا من أي منكر ومخالفة، هذا وكم فرح الإخوة البوسنويون بحضورنا رجالا ونساء فهم يحبون العرب ويقدرونهم جدا وهم بحاجة إلى نصرتنا ومؤازرتنا ماديا ومعنويا، إن هذا الاحتفال دفع بهم أيضا أن يقيموا وجبة كبيرة للغداء بسبب هذه المناسبة ولا يخفى ما لهذا من الترابط الاجتماعي والإيماني بين الناس، أقول الناس لأن عدداً من الكروات أيضا شاركوا في هذا الحفل وألقى واحد منهم كلمة أكد فيها استمراره بدعم عمل الخير وهكذا فالناس غيرنا ليسوا سواء كما هي نظرية القرآن الكريم، وإنني لمصرٌّ أن في هذه الأحفال في البوسنة أدلة دافعة على أن أهلها مصممون على العودة الحقة إلى الله كما هم مصممون على بقائهم في أرضهم ورجوع المهاجرين إلى بيوتهم، وهذه قد تجلت تماما بافتتاح المسجد الذي تشرفنا بحضور افتتاحه ولا أنسى تدفق الناس لدى خروجهم من المسجد على صندوق التبرعات بما جادت به أنفسهم، فشكرا لله على ما أولى وأنعم هناك، ويا أهل الإحسان لا تنسوا اخوانكم ومساجدكم كي تبنوا لأنفسكم قصوراً في الجنة، وشكرا لأخي فضيلة الشيخ صالح كولافيتش على ترجمته لكلمتي واصطحابي معه إلى هذا الحدث الكبير هناك.


http://www.dar-alarqm.com/vb/showthread.php?t=606

شاعر نبطي
07-19-2010, 11:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا
واذا سمحتم لي ببعض الاضافه
ان حديث اذ رايتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان في الحديث ضعف ولكن بلاشك ان المساجد يجب ان تؤسس على التقوى و للايمان والصلاة وللتقريب بين المؤمنين ورأب الصدع الحاصل في صفوف المؤمنين من فقر وحاجه ومرض حيث يلاحظ المصلون تغيرات اهل المسجد فيتعاونون على رأب الصدع والمساعدة بالحسنى