تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "الأزمنة" تدعو إلى : استرداد الإكليل الذهبي للقائد صلاح الدين الأيوبي



من هناك
06-17-2010, 03:21 PM
"الأزمنة" تدعو إلى : استرداد الإكليل الذهبي للقائد صلاح الدين الأيوبي





تعاريف:
صلاح الدين الأيوبي: هو القائد الملك الناصر أبو المظفر يوسف بن أيوب (1138 - 1193م)، مؤسس الدولة الأيوبية في مصر والشام، امتد سلطانه إلى شمال العراق وإلى بلاد اليمن. اشتهر في التاريخ بلقب صلاح الدين الأيوبي، حرر مدينة القدس يوم 2 تشرين الأول عام 1187 م من أفضل من عرفهم التاريخ وشهد بأخلاقه وعظمته أعداؤه قبل أصدقائه، ذاع صيته في أوروبا كمحارب شهم كريم الأخلاق أبي النفس، مثقف يحب العلم ويشجع العلماء، عمّر المساجد وأصلح الري وبنى القلاع والأسوار، مات وتوفي بدمشق.

عبد الحميد: هو عبد الحميد بن عبد المجيد الأول السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، وآخر من امتلك سلطة فعلية منهم (1842 م- 1918) أظهر روحاً إصلاحية، يعرفه البعض، بـ(أولو خاقان) أي (الملك العظيم) يعتبره كثير من المسلمين آخر خليفة فعلي للمسلمين لما كان له من علو الهمة للقضايا الإسلامية وما قام به من مشروع سكة حديد الحجاز التي كانت تربط المدينة المنورة بدمشق، والمساجد، والمدارس.. التي أقامها في البلاد، وكثير من العرب والمسلمين يقدّرونه لأنه خسر عرشه في سبيل أرض فلسطين التي رفض بيعها لزعماء الحركة الصهيونية.

غليوم الثاني: هو الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني )بالألمانية: Wilhelm II). ( 1859 – 1941 ) أول قائد غربي دخل دمشق سلماً. جمع بين لقب ملك بروسيا ولقب الإمبراطور الألماني، حاول أن ينافس الدول الأوروبية فزار بلاد الخلافة العثمانية، وعقد معاهدة مع روسيا... تحالف معه السلطان عبد الحميد الثاني، ودعي لزيارة اسطنبول ودمشق والقدس.. لبى الإمبراطور الدعوة سنة 1889. كان رجلاً متعدد المواهب وصف بأنه «جنرال وأميرال ورسام وموسيقار وراصد فلكي ومتنبئ فلكي... ».

لورنس العرب: هو الكولونيل توماس إدوارد (1888- 1935) ضابط استخبارات بريطاني اشتهر بدوره في مساعدة القوات العربية خلال الثورة العربية عام 1916 ضد الإمبراطورية العثمانية عن طريق انخراطه في حياة العرب الثوار إلى جانب شخصيات عربية مرموقة مثل الشريف حسين بن علي وأولاده الأمير فيصل وأخيه الشريف عليّ، الذين قادوا الثورة ضد السلطنة العثمانية وعرف وقتها بلورنس العرب. كتب لورنس سيرته الذاتية في كتاب حمل اسم "أعمدة الحكمة السبعة " دخل أول مرة إلى سورية عام 1909 وفي العام التالي عمل في التنقيب عن الآثار فيها، وفي الأول من تشرين الأول من عام 1918 دخل دمشق بعد انتصار قوات الشريف حسين المتحالفة مع القوات البريطانية على العثمانيين.

المكان والزمان:
المكان: دمشق حي الكلاسة، المدرسة العزيزية قرب الجامع الأموي ضريح القائد صلاح الدين الأيوبي.
التاريخ: صباح يوم الثلاثاء الواقع في 8 تشرين الثاني من عام 1898 م.

الإكليل:
بناء على دعوة من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني وصل إلى دمشق مساء يوم الاثنين في السابع من تشرين الثاني من عام 1898م الإمبراطور الألماني غليوم الثاني وزوجته الإمبراطورة أوغوستا فكتوريا في زيارة رسمية إلى دمشق تستغرق يومين يطلعان خلالها على معالم دمشق الحضارية.
وكان في استقبال الإمبراطور الألماني في محطة البرامكة والي دمشق ناظم باشا والوزراء وأهالي دمشق كبيرهم وصغيرهم. وأقام غليوم وزوجته في سراي العسكرية (وكانت تسمى أيضاً دار المشيرية وهي الآن قصر العدل) وهي من أشهر الأبنية الحكومية في دمشق وأقدمها، وتقع في الجنوب من المدينة، قرب قلعة دمشق.

قام الإمبراطور في اليوم التالي " الثلاثاء 8 تشرين الثاني " بزيارة الجامع الأموي وقاعة عبد الله بك العظم، وجامع نور الدين، وضريح صلاح الدين الأيوبي، وجامع السنانية، وعدد من الكنائس، ومحل حنانيا الرسول، والصالحية، وبعض ضواحي المدينة.

بعد زيارة الجامع الأموي قام بزيارة ضريح صلاح الدين الأيوبي اعترافاً منه بعظمة هذا البطل وقام بإهداء السلطان عبد الحميد ضريحاً من المرمر في غاية الروعة والجمال وهو موجود حتى الآن بقرب الضريح الخشبي الأصلي للبطل الأيوبي. ووضع إكليلاً من الذهب على ضريح صلاح الدين وبقي موجوداً إلى بداية العشرينات من القرن الماضي حيث سرقة لورنس العرب حين دخل دمشق مع الأمير فيصل.؟

لقد أحب غليوم الثاني دمشق وعظمتها وكبرياءها وأبطالها وقال جملته المشهورة قبل مغادرته دمشق وكررها مرتين: " ما على الأرض أجمل من دمشق ".
أراد الإمبراطور غليوم الثاني تقدير هذا البطل العظيم صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس من الصليبيين، واعترافاً منه بأعماله الكبيرة وسياساته العسكرية وجهاده في تحرير بلاده وطرد الغزاة.. قام بوضع إكليل ذهبي أحضره معه من ألمانيا على ضريح الأيوبي بعد أن كُتب عليه بالألمانية (غليوم الثاني قيصر ألمانيا وملك بروسيا تذكاراً للبطل السلطان صلاح الدين الأيوبي) وقيل إنه كتب عليه: "فارس بلا خوف ولا ملامة علّم خصومه طريق الفروسية الصحيح". وفي نفس اليوم ألقى الإمبراطور غليوم الثاني خطاباً بدمشق تحدث فيه عن القائد صلاح الدين الأيوبي قال فيه: ( أراني مبتهجاً من صميم فؤادي عندما أفتكر بأنني في مدينة عاش بها من كان أعظم أبطال الملوك الغابرة بأسرها الشهم الذي تعالى قدره بتعليم أعدائه كيف تكون الشهامة ألا وهو المجاهد الباسل السلطان الكبير صلاح الدين الأيوبي...).

السرقة:
دخلت القوات البريطانية بقيادة الجنرال اللنبي مدينة دمشق بصحبة الأمير فيصل بن الحسين الذي تولى قيادة الجيش العربي في 2 تشرين الأول عام 1918 م، إثر اندحار الجيش العثماني، وكان برفقة الأمير فيصل المدعو لورانس العرب، وأول ما فعله لورنس بعد دخوله دمشق زيارة ضريح صلاح الدين.؟ ولكن لم تكن غايته من هذه الزيارة كغاية الإمبراطور الألماني.؟ لتقديم الاحترام لهذا القائد الكبير، بل كانت لغاية أخرى.؟ ألا وهي سرقة الإكليل الذهبي الذي وضعه غليوم الثاني على ضريح صلاح الدين.؟ وهذا الإكليل موجود الآن في متحف الحرب الإمبراطورية في لندن ضمن مقتنيات المدعو لورنس العرب.؟!

لقد قام المدعو " لورنس العرب " بانتزاع هذا الإكليل الذهبي وأخذه معه إلى لندن، وفي يوم من الأيام أراد إهداءه إلى متحف الحرب الإمبراطورية في لندن، وهذا المتحف يضم مجموعة كبيرة من مقتنيات الحرب العالمية الأولى والثانية من معدات وأدوات عسكرية وأرشيف للصور الفوتوغرافية وأرشيف للتسجيلات الصوتية للاتصالات والتجسس خلال حروب الإمبراطورية البريطانية، وهو أشبه بموسوعة كبيرة تجول بها لمعرفة الماضي. تم افتتاحه في عام 1995م من قبل السير روبرت كروفورد بموقعه الحالي حيث كان بالسابق في قصر الكريستال وتم تأسيسه في عام 1917 م وتم إعادة تحديثه في عام 1953م، وبرز المتحف في عام 2005م كرمز وثائقي هام للماضي، خاصة عندما أقيم فيه معرض تاريخي هام عام 2006 م عن مقتنيات ومسروقات " لورنس العرب ".

تقدم "لورنس العرب" إلى المسؤول عن المعرض يقدم له مجموعة من مقتنياته منها ما هو مسروق ومنها ما هو مهدى إليه من الأعيان العرب... فطلب القيم على المعرض أن يقدم لورنس كتاباً يشرح فيه من أين حصل على الإكليل الذهبي.؟ فما كان منه إلا أن ذكر حقيقة هذا الإكليل وأنه أخذه " سرقه " من فوق قبر صلاح الدين.؟ وذكر سبب فعلته ب: " لأن صلاح الدين لم يعد بحاجة إليه..!».

هذه قصة سرقة واحدة، قام بها المستعمر.. قد لا تكون عند البعض بذات أهمية.. وقد يقول قائل، لقد سرق وقتل وصادر المحتل بشتى أشكاله وأنواعه كل شيء.. البشر والحجر، أنقف عند إكليل ذهبي.؟ حكاية سرقة الآثار من قبل المستعمر حكاية طويلة قد نبدؤها ولكن لا نعلم متى ستنتهي.؟ تصوروا معي المسلات الفرعونية تعرض في أهم العواصم الأوروبية، حجر الرشيد أين هو.؟ والقائمة تطول. ولكن أن نشعل شمعة خير من لعن الظلام، وأمة لا تعرف تاريخها لا يمكن لها بناء مستقبلها. ونحن أمة لها تاريخها الطويل العريض الضارب جذوره في أعماق الحضارة. نقول استردوا الإكليل الذهبي الذي أهداه الإمبراطور الألماني غليوم الثاني لضريح القائد الكبير والعظيم صلاح الدين الأيوبي. وللحديث صلة.




شمس الدين العجلاني - أثينا