تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لبناني مسيحي يقول: هل باتت الدولة التركية تمثلنا أكثر من حكومتنا



من هناك
06-12-2010, 03:54 PM
ألكسندر نعمة -

هل باتت تركيا تمثلنا، أكثر من حكومتنا التي باعتنا لمصالح دول لا تجد فينا سوى سلعة للبيع في أسواقها؟ وهل يعقل أن ننشد حكم العثمانيين من جديد بدل العمل على تثبيت سيادة وإستقلال لبنان؟

إنه لمن الصعوبة في مكانٍ ما أن تقرأ ما هو مخطط له للمنطقة الشرق الأوسط بمجرد أن تسمع بعد السياسيين ما زالت تتكلم عن ولاية الفقيه وسلاح حزب الله والخطر القادم على المنطقة، وأحداث 7 أيار، وخسائر العماد عون المتتالية مع ما يتضمن من إنسحابات من صفوف التيار، وإستضافتهم عبر الوسائل الإعلامية، فقط للإسترسال في الكلام.

طيلة الفترة الممتدة منذ ما قبل الإنتخابات النيابية وصولاً الى ما بعد الإنتخابات البلدية، لم أشعر يوميًا أنني بحاجة لكتابة شيء ما، فكل ما أسمعه وما أراه جعلني أبتعد كثيرًا عن واقع لم أجد فيه أكثر من لعبة شطرنج، معظم السياسيين عندنا عسكر لدى ملوك وملكات دول القرار!

أما وقد تتسآلون لماذا عاودت الكتابة اليوم بالتحديد؟

حدثان، فقط كفيلان بإشعال الثورة المكبوتة في داخلي.
الحدث الأول، قافلة الحرية المتوجهة الى غزة والإعتراض الإسرائيلي لها، أما الحدث الثاني فليس سوى إقرار مجلس الأمن العقوبات على إيران، ووقوف لبنان على الحياد لعدم التصويت ضد القرار !

إن موقف لبنان الهزلي من الحدثين، أو بالحري موقف حكومة لبنان البتراء أصلاً من الحدثين جعلني لا أتمالك نفسي وبخاصةٍ يوم سمعت معظم السياسيين يتكلمون عن الإعتراضي الإسرائيلي الهزلي على قافلة الحرية، فشعرت بكثير من الخجل.
حتى سألت نفسي، هل ما زال الإفتخار بلبنانيتنا قائمًا.

أين أنت يا جبران خليل جبران ؟، يوم قلت " لكم لبنانكم ولي لبناني "؟، هل كنت على يقين أنه وبعد 100 عام سيكون لدينا دولة تخجل من إنتصارها على إسرائيل، تخجل من شهدائها، تخجل بمقاومتها، تخجل من مياها وأرضها.

في تلك اللحظة تذكرت موقف اردوغان في الؤتمر الإقتصادي يوم توجه لشيمون بيريس، قائلاً أنه لمن الظلم أن تقتلوا أطفالنا في غزة، وأضاف أنه يخجل عندما يسمع إثنين من رؤساء وزراء إسرائيل يقولون له، أنههم يشعرون بسعادة غريبة، عندما يدخلون الى فلسطين على ظهر دباباتهم.

يومها عاد أردوغان الى تركيا والاف من الأتراك كانوا بإنتظاره، فرحين برجل أصبح بموقفه بحجم أوطان. يومها كان رئيس وزرائنا وأزلامه من السياسيين يجوبون العالم، ليأتوا بالمغتربين ليقترعوا للوائح مرشحيهم، ضاربين بعرض الحائط نصوص القانون والدستور والقيم.

بالأمس إمتلئ بحرنا بمياه أشرف الناس، وقف العالم بمعظم شعوبه، يندد بما حدث.
وقف العالم بشعوبه، يقول لإسرائيل كفى، أما في لبنان فلم نسمع سوى من يقول أنه إذا تحرك حزب الله، فستكون العواقم وخيمة.

بالأمس، زاد خجلي خجلاً، يوم سمعت أن لبنان وقف على الحياد، ضد قرار مجحف بحق إيران، الدولة التي إن إختلقنا مع مفهومها للحكم أو إعترضنا، فلا بد من وقفة ضمير نقولها، أنه لولا دعمها لنا، لما إنتصر لبنان، ولما إندحر الإسرائيلي عن أرضنا، ولما أفرج عن كل المعتقلين لديها مقابل بعض الجثث لدى حزب الله. ولما بات لبنان اليوم محكوم بتوازن إستراتيجي عادل، يمنع إسرائيل من أن تعتدي علينا، كما فعلت في العام 2006 و 2000 و1996 و 1992 و1982.

خجلي جعلني، أفتخر برئيس حكومة تركيا ودولة تركيا، على موقفها، وأخجل من حكومتي التي لم تمثلني يومًا. فكان حيادها وصمة عار على جبيني، وخنجر طعن به كل شهيد، إستشهد على مساحة الوطن دفاعًا عن أرضه وشعبه وقضيته.