تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما الداعي للكرامه ؟؟؟



سلطان المصري
05-24-2010, 09:29 AM
ما الداعي للكرامه ؟؟؟

ارتفع الاسلام علي اسلوب المعجزات الحسية فأتي والعقل الإنساني قد شب عن الطوق , ولان القرآن خاتم الرسالات السماويه إلي يوم القيامة كان معجزة عقلية باقيه يتحدي الله بها البشر في كل زمان , وشأن المعجزة الحسية أن تنتهي بوقتها وقومها وقد ندّد القرآن الكريم بطالبي المعجزة المادية من كُفار مكه (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً)( أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَالأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً)(أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً )(أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً ) الاسراء من 90 الي 93-- ودعاهم الي أستعمال العقل , ولم يعرف الرسول صلي الله عليه وسلم المعجزة الحسية , وكان احوج اليها حين أوذي وحين جُرح وقاتل , فقام بكل ذلك ومعه الصحابة بالمجهود البشري مؤيدا بدعوة عقلية . وإذا أهمل العقل البشري تعلق الناس بالمحسوسات , لذا تسود أساطير الكرامات في عصور الجهل . والكرامة فكرة حادثه في تاريخ المسلمين فلم يرد لفظها في القرآن , وإن كان ما كُتب عنها يجعلها في اهميه المعلوم من الدين بالضرورة , وقد تمسك بها أصحابها معرضين عن القرآن ودعوته العقليه , بل حاولوا التلاعب بآيات القرآن ليجدوا أصلا إسلاميا لأساطيرهم . وقد استدلوا بما حكي القرآن عن خوارق ليست لانبياء كما حدث لمريم وزوجة ابراهيم وصاحب موسي وصاحب سليمان , كأنما يعيشون تلك العصور غير مدركين ان القرآن إفتتح عصرا جديدا وأن ما حدث قبله وكان مناسبا لذلك العصر لا يصح أن يستمر في عهد القرآن ويتخذ دليلا ضده . وكرامات الصوفية ترفعهم فوق البشر والرسل وتقرنهم بالله سبحانه وتعالي وتعطيهم ما لله من قدرة تفوق قدرة البشر , وذلك هو السبب الحقيقي في اسناد الكرامة للولي 00 أن يكون إلها مع الله مع انه لا إله الا الله , ولا إله مع الله !! وتعطف المتصوفه فأسندوا كرامة هزيله لعُمر بن الخطاب – ما كان أغناه عنها – وفي مقابلها إنتحلوا الآلآف لانفسهم , وإذا كان عُمر صاحب كرامات يصيح في المدينه يا سارية الجبل , فسمِعه ساريه في العراق فلِم اتعب نفسه والمسلمين معه في فتوح مُرهقة تستلزم كرامات في كل خطوة ؟؟, ألم يعزل عُمر خالد بن الوليد حتي لا يُفتتن المسلمون به ؟؟ وألم يقطع عُمر الشجرة التي بايع المسلمون تحتها النبي بيعه الرضوان حتي لا تُصبح شجرة مباركه مُقدسه فيما بعد ؟؟ . والباحث في تاريخ المسلمين يجد العجب 00 كان المسلمون – وقت أن كانوا مسلمين بحق – فئة مستضعفة في المدينة ما لبثت أن اكتسحت العالم المعروف وقتها غزوا وفتحا في فترة قياسية لم يعرفها التاريخ وبدون خارقة واحدة , حتي إذا أنحسر الاسلام عن القلوب وزحفت العقائد القديمه في زي التصوف ضعف المسلمين حتي إذا غلبهم الصليبيون علي بلادهم , في ذلك الوقت المُظلم بدأت الكرامات عملها كمُخدر يخلق دُنيا من الاحلام . فأين كانت تلك الكرامات وقت قوة الإسلام والفتوح ؟؟ ولماذا لم توجه هذه الخوارق – علي فرض حدوثها – في مصلحة المسلمين في حروبهم ضد الصليبية والمغولية ؟؟ ثم ما الداعي للكرامة ؟ لقد وهب النبي معجزة ليستعين بها علي دعوته فلم يعط الولي – إذا كان هناك ولي – خارقة ؟ هل هو صاحب رسالة بعد النبي محمد علية السلام ؟ إذا كان لها داع – جدلا – فهل يصح هذا مع وجود المعجزة الكبري الخالدة وهي القرآن ؟ إننا لا ننكر القدرات الروحية لدي بعض الناس فهي محل البحث العلمي الحديث , ولكننا نقول إنها كباقي القدرات الانسانية الأخري , يشترك فيها المسلم والمسيحي والملحد فتخرج عن مفهوم الكرامة . وانظر اخي الحبيب الي نوعيه كرامات هؤلاء المتخلفين مقارنه بكرامه عمر بن الخطاب إن صح القول ! فسوف تجد ان هناك تخصصا في الكرامات بين الاولياء , فالبدوي مثلا جعلوه متخصصا في احضار الأسري من بلاد الفرنجه , وقد رفض المتبولي أن يعتدي علي هذا التخصص وأرشد المرأة التي طالبته بإحضار ولدها الأسير أن تتوسل بالبدوي (عبد الصمد – الجواهر 79 ) . لانه وحده الذي يأتي بالأسري من عند الفرنجه . وتنافس الصوفية في المزايدة بالكرامات فرُويت كرامة للشيخ خليل وهو يطير من بلده إلي جبال الزيتون , فقال له المرسي ( ليس الشأن أن تذهب لجبال الزيتون وتعود من ليلتك , ولكن أنا الساعة لو اردت أن آخذك بيدي واضعك علي جبل قاف وانا هنا لفعلت ) ( ابن عطاء لطائف المنن 57 ) . وهو القائل ( والله ما سار الأولياء والابدال من قاف الي قاف حتي يلقوا واحدا مثلنا , فإذا لقوه كان بغيتهم ) (ابن عطاء لطائف المنن 56 ) . ويقول ( ما جلست حتي جعلت جميع الكرامات تحت سجادتي ) (الطبقات الكبري للشعراني ج2 / 18 ) . ولقد اوتي الشعراني مقدرة عجيبة علي سبك الكرامات , وهو يُوردها أحيانا كغطاء يخفي به الإنحلال الخلقي للأولياء في عصره كما يبدو في ترجمته للمتبولي والحنفي وغيرهم , والغريب انه حين يذكر أحد الصالحين بصفات حسنة فلا نجد اثرا للكرامات ( كما في ترجمته للمرحومي – الطبقات الكبري ج2/ 95 والغمري ج2/ 127 ) . وكان الناس علي استعداد لتصديق الكرامات وتناقلها . فكان مجرد إشاعه كرامة ما كفيلا بتوجه الناس جميعهم إلي أصحابها زائرين ومعتقدين ومتوسلين ( السخاوي التبر المسبوك 338 ) . وبعض الكرامات صيغت لسد النقص أو جبر العجز لدي الاولياء , فالولي المقعد الشيخ احمد السطيحة قيل فيه ( إنه يلبس كل جمعة مركوبا جديدا يقطعه مع انه سطيحة لا يتحرك ) وتسللت زوجته ليلة فرأته قائما سليما من الكُساح فلما شعر بها زجرها فخرست وتكسحت وعميت إلي ان ماتت , !! وحتي لا يوصف الشيخ احمد السطيحة بالعجز الجنسي أيضا فقد ذكروا أنه كان في عصمته أربع نساء , وأنه خطب بنتا بكرا فأبت وقالت : أنا ضاقت علي الدنيا حتي أتزوج بسطيحه , فلحقها الفالج إلي ان ماتت . وطلبتة بنت بنفسها فقيل لها يا أمرأة المكتسح وعايروها فدخل بها الشيخ وازال بكارتها فملأ الدم ثيابها ورآه الناس . ( الطبقات الكبري للشعراني . ط صبيح ج2/ 123 ) . والملاحظ عامة أن ادعاء الكرامات قد أستهلكه المتصوفة في نواحي تآفهة غير نبيلة تعكس حياتهم وتفكيرهم , فلم يحظ الجهاد مثلا بأقل القليل من إدعاءاتهم الكثيرة بقلب الاشياء ذهبا , مما يفضح نفسية المتصوفة الغارقة في احلام الوصول للنعيم الدنيوي بدون كد أو تعب . ولابد أن تنتهي تلك الكرامة بزهد الولي فيما قلبه ذهبا حتي لا يطالبه احد بالدليل علي ادعائه برجوع الذهب إلي حالته الاولي , وحتي يتأكد زهدهم وأنهم إنما تركوا الدنيا وزينتها مع قدرتهم علي الثراء السريع , علي ان تلك الكرامات بما صاحبها من دعايات حققت أهداف الصوفيه ووطدت نفوذهم وأكدت الاعتقاد فيهم وفي تصريفهم .

ولا نملك سوي ان نقول هكذا دأب الصوفيه – فالصوفية مرتبطة ارتباط وثيق بالخرافات والاكاذيب .

من ثمرات الكتب

صرخة حق
05-24-2010, 01:07 PM
وإلى من يرجع أصل تكوينهم وبدايتهم الخرافية ؟!

أو بالأحرى من الذي تلقف العبّاد المبتعدين عن العلم وأدخل ما أدخل لهم ؟!