تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ر م ض ا ن ....... ه ذ ا ه و



بشرى
10-29-2003, 02:58 PM
عامٌ كامل دار دورته وها هو رمضان على الأبواب، وكل الناس على اختلاف آرائهم يترقبون رمضان.. ما هو رمضان هذا الذي كثر الحديث عنه؟؟؟

- هل رمضان شهر صيام تعبدي شكلي يتوقف فيه المسلمون عن الأكل والشرب وغيرها من المحرمات خلال الصيام وحسب؟
- هل رمضان شهر يأتي في العام مرة ويحمل معه الفوازير وسهرات الخيم الرمضانية والإفطارات والسحور؟
- هل رمضان شهر الدوام القصير في المكاتب والمدارس وموسم البحث عن ثياب جديدة للعيد القادم بعد ثلاثين يوماً؟
- هل رمضان شهر التبرعات العلنية بحيث تتسابق المؤسسات في البذخ والإعلان طمعاً في تحقيق اعلى نسبة من العائدات وتأمين المتبرعين؟

كلا كلا كلا.. رمضان أكبر من ذلك كله.. رمضان هو موسم خير وموسم بركة وموسم عبادة وموسم تقرب من الله بحيث نكون في ضيافته على مدار شهر كامل.

الله يريد منا أن نكون أقرب إليه في صلاتنا والإكثار من الصلاة.
الله يريد منا أن نتحسس آلام المساكين وجوعهم وتعبهم، يريد منا أن نرتقي روحياً ونقترب منه ونسمو بأخلاقنا مع الصيام ونخفف عن أنفسنا أعباء الحياة المادية ونساعد كل محتاج كي نخفف عنه وطأة المعيشة دون أن نحرجه بعطائنا الذي هو واجبنا تجاهه.

الله يريد منا أن نقرأ القرآن كي نعتبر ونتذكر أن الإسلام دين بناء ودين حضارة ودين رحمة. الله يريد منا أن نعرض للناس خير الأخلاق التي يعلمنا إياها القرآن وأن نساهم في بناء صرح الحضارة العالمية وإغناء الفكر البشري.

كل مسلم هو شمعة صغيرة في كوكبة الامة المنيرة. يجب أن نتعلم في رمضان كيف يشع المسلم لينير الدرب لغيره، كيف يذوب ويفني أيامه طمعاً في رضى الله وسعياً لبناء عالم أفضل.

لقد ألصق الآخرون بالإسلام صفات سلبية كثيرة خلال الأعوام الثلاثة الماضية والبعض منا ساعدهم في ذلك ونظر الناس إلينا على أننا لسنا دعاة تحضر.

ليكن رمضان هذا العام موسماً كي نثبت للعالم كله:
أن المسلم إنسان عادي لكن طموحاته غير عادية.. أن المسلم إنسان محب وحبه للناس فريد في هذا العالم.. أن المسلم إنسان يعبد الله الذي يرحم ويغفر ويسامح..

ليكن رمضان هذا العام:
موسم عودة إلى الله.. درب طاعة إلى ظل الرحمن يوم الحساب.. وسلية لشرب شربة من يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم لا ينفع المال ولا الأولاد ولا الجاه. لا ينفع في ذلك اليوم إلا النقاء وطهارة العمل.

لا بدّ أن نستعد والاستعداد الحقيقي لا يكون إلا في:
فَهم أن الصيام غايته (التقوى) التي تعني الالتزام بشرع الله، فما لم يؤدّ الصيام إلى تغيير حقيقي في النفوس فهو صيام شكلي غير مثمر.

الاستفادة من هذه الدورة السنوية لتصفية القلوب وتوثيق صلتها بالله، وتقوم العبادات في رمضان بدور كبير جداً في هذه التغذية.

إحداث نُقلة نوعية ـ شعورية أولاً ثم فكرية ثانياً ثم تنفيذية ثالثاً ـ في الصلة بالقرآن: أو بمعنى آخر (إحياء حقيقي لشعار: القرآن دستورنا) ولا تتحقّق هذه النُقلة بالإكثار من تلاوته فحسب وإنما بتلاوته بتدبُّر بنيّة التلقي عنه ثم الانطلاق للتغيير وللإشعاع ولتجديد هذه الحضارة المتميزة