تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عقبات في طريق السعادة الزوجية... موضوع يستحق القراءة



بشرى
10-29-2003, 01:26 PM
لا شك أن الحياة الزوجية شركة بين الزوجين، تحتاج هذه الشركة إلى بذل وعطاء من كلا الطرفين حتى تنجح وتزدهر وتتخطى العقبات التي تحول بينها وبين الوصول إلى أهدافها.
إذاً لا ننكر إطلاقاً أن المسؤولية تقع على عاتق الزوجين، فلكل منهما دوره الذي سيسأله الله عنه يوم القيامة: أحفظ أم ضيع؟
لذلك أخص الزوجة أولاً، وأذكرها بمسؤوليتها ودورها في تخطي ما يعترض بيتها السعيد من عقبات.

أولا: المفاجآت غير المتوقعة:
إن من أسباب التعاسة الزوجية وجود مجموعة من التصورات الخيالية والأحلام الوردية حول الزواج في ذهن كلا الزوجين، ولكن الزوجة تفوق الزوج في هذه التصورات لطبيعتها العاطفية، وغالباً ما تصطدم بالواقع حين تجد العكس. وأقول للزوجة المؤمنة التي تبحث عن مفاتيح السعادة، وتريد تخطي العقبات أن عليها أن تهيئ نفسها للواقع وأن تكون عملية في تصوراتها؛ فالإنسان ليس معصوماً من الخطأ أو النقص؛ فالزوج مثلك تماماً يخطئ ويصيب، وفيه من الصفات الحميدة ما يجعلك تغضين الطرف عن الصفات التي لا تعجبك، فالواقع أن السعادة الزوجية والحب ينمو بين الزوجين، وتدعمه العشرة الطيبة والصحبة المخلصة وحسن التفاهم فهذا هو الواقع.

ثانيا: اختلاق النكد:
هناك العديد من الزوجات يحفرن قبر الزوجية بأيديهن حين يختلقن النكد بسبب وبدون سبب حتى تصنع مشكلة تتعس بها نفسها، وتحول حياة زوجها إلى جحيم بسبب الشكوى المستمرة من كل شيء، فمن سوء الأحوال المادية مرة ومن الأولاد أخرى، ومن إهمال الزوج لشؤون البيت ثالثة، وغالباً ما يكون الزوج هو الضحية الأولى لسماع هذه الشكاوى، وبعض الزوجات لا يحلو لهن بث الأوجاع والشكوى إلا حين رجوع الزوج من عمله مرهقاً، بدلاً أن يُفتح الباب ويجد ابتسامة مشرقة ويداً حانية وصوتاً رقيقاً، يجد وابلاً من الأخبار السيئة ومشكلات الأولاد والجيران والأقارب، ثم تقدم له الطعام وتطلب منه أن يأكل فيرد قائلاً: (لقد شبعت!).

ثالثا: الانتقاد المستمر:
الانتقاد الدائم للزوج في تصرفاته وأفعاله يعتبر البخار السام الذي يخنق الحياة الزوجية؛ بل قد يتعدى الأمر إلى السخرية من شكله الذي لا دخل له فيه، والذي هو من صنع الذي أتقن كل شيء صنعة، مما يفقده الشعور بذاته وإحساسه بالقوامة، فما أجمل أن تمنح الزوجة الصالحة زوجها الثناء المخلص، وأن تبدي إعجابها دائماً بخصاله الحميدة، وجهده المبذول من أجل إسعادها!.
وأهمس في أذنك قائلة: فلا تندمي حين يبحث زوجك عن أخرى تقدره وتحترمه وتعجب بمظهره وتصرفاته التي انتقدتها من قبل.

رابعا: التدخل المستمر في شؤون الزوج:
يحدث الاختناق حين تتدخل الزوجة وتضع نفسها في كل شؤون زوجها الخاصة مثل:
إلى أين أنت ذاهب؟ من قابلت؟ وقد يصل الأمر إلى تفتيش الجيوب ومكالمات الهاتف وفتح خطاباته حتى يشعر أنه محاصر ومراقب مما يفقده الشعور بالأمان، وفقده ثقة زوجته، وإذا انتهى الشعور بالأمان والثقة المتبادلة بين الزوجين؛ فإن السفينة ستغرق حتماً ولا أعني بذلك أن تهمل الزوجة شؤون زوجها؛ بل عليها أن تتدخل بالقدر الذي يشعره هو باهتمامها، فهو أيضاً بحاجة إلى أن يحكي ويبث لها همومه، ويتحدث معها عن طموحه وأحلامه؛ فيجد فيها الصديق الوفي والناصح الأمين، فيطمئن لها ويثق بها، بدلاً من أن يفر هارباً من هذا الحصار الذي كاد أن يخنقه.

خامسا: سوء الحوار:
الحوار هو جسر التواصل وحبل الترابط بين الزوجين؛ فإذا تصدع هذا الجسر أو انقطع هذا الحبل؛ فيكون من الصعب إصلاح هذا الخلل. إن توجيه اللوم وتبادل الاتهامات يؤدي إلى حدوث ما يسمى بـ"الصمت الزوجي" أو بمعنى آخر تتهدم لغة الحوار بين الزوجين؛ فتبدو الحياة فاترة كئيبة. فكلما كان الحوار هادئاً ومتصلاً بين الزوجين كلما زاد ارتباطهما ببعضها البعض، فعلى الزوجة المسلمة أن تتعلم كيف تدير الحوار بينها وبين زوجها إدارة ناجحة من غير توتر أو تبادل للاتهامات.
فحاولي أختي في الله الإنصات، وحسن الاستماع له حين يتكلم دون أن تقاطعيه حتى لو كنت تعلمين ما يقول، وعندما تتحدثين تخيري الكلمات المناسبة والأسلوب الهادئ لأن ارتفاع الصوت والغضب يقتل لغة الحوار بينكما.

سادسا: إرهاق الزوج بالمطالب المادية:
لقد أصبح التطلع إلى الأموال الطائلة والأثاث الفخم ومتع الدنيا هو السمة الغالبة لهذا العصر. وللأسف الشديد انزلقت الكثير من الزوجات وراء كل ذلك، وأصبح شغلهن الشاغل الحصول على الحلي الثمينة والسيارات الفارهة و... إلخ وهذا الطموح الزائد والتطلع إلى ما عند الأخريات والمقارنات الدائمة كان سبباً في إرهاق الزوج، وزيادة ضغوطه وتوتره، وبالتالي إحباطه الدائم لعدم قدرته على تحقيق هذه الأماني، وتلبية الرغبات التي لا تنتهي عند حد، مما يجعل الحياة الزوجية تتحول إلى جحيم.
لكن الزوجة المسلمة ترضى بما قسم الله لها، فالغنى غنى النفس والرضاء والقناعة كنز ثمين لا يمنحه الله تبارك وتعالى إلا لمن يحب من عباده، فعليك حبيبتي في الله أن تكوني عوناً لزوجك لا عبئاً عليه، ولتجعلي توجه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم منهاجاً تسيرين عليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا لمن هو فوقكم، فهو أجدر ألا تحقروا نعمة الله عليكم" رواه مسلم.
وتذكري كيف كان يعيش أفضل خلق الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات رضي الله عنهن