تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صلاح الدين الأيوبي .. نموذج للقائد المجاهد الذي وحّد الأمة



عبد المجيد
05-07-2010, 05:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

لقد دخل صلاح الدين الأيوبي في أجمل وأحلى صفحة من صفحات التاريخ الإسلامي ومن أكثرها إشراقاًَ .. تاريخ مشرّف تقر به عين الأمة ويتباهى أبناء المسلمين بالانتصارات الزاخرة التي حققها هذا القائد الإسلامي الفذ الذي كان من رهبان الليل وفرسان النهار .. وسيرته في ساحات الجهاد تعيد لنا سيرة خالد بن الوليد ونور الدين زنكي وسيف الدين قطز .. وفي العصر الحديث نتذكره كلما مررنا على اسم القائد المجاهد أسامة بن لادن والشهيد أبو مصعب الزرقاوي والقائدين الشهيدين أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر ..

اللافت للنظر أن الحركة الوهابية بقيادة ابن عبد الوهاب لم تفكر مطلقاً بالجهاد في بيت المقدس أو في غيرها من بلاد العالم الإسلامي . ولم ترد كلمة "الخلافة الإسلامية" في أدبياتها أبداً . كل الذي كانت تفكر به الحركة الوهابية هي إخضاع المسلمين لها بالقوة والتبشير بدين جديد منسوب للإسلام زوراً ، بل كانت الحركة الوهابية تنخر في جسد الخلافة الإسلامية حتى سقطت على يد العلماني الملحد كمال أتاتورك ، وبعد سقوط الخلافة الإسلامية شعر الخوارج في نجد بفرحة عارمة لأنهم ولأول مرة في التاريخ سيكون لهم دولة قوية قادرة على منع قيام الخلافة الإسلامية من جديد ، وسينعمون فيها بتطبيق كل الشعائر والتعاليم الوهابية التي غرسها فيهم إمامهم محمد بن عبد الوهاب .

لم يكن صلاح الدين يصف المجاهدين بـ"الفئة الضالة" كما يفعل شيوخ وعلماء أئمة الدعوة النجدية الذين قتلوا أهل الإسلام وتركوا أهل الأوثان وكانوا جسراً يعبر عليه اليهود والصليبيون لتدنيس بلاد المسلمين. لم يكن صلاح الدين يعطي صكوك الغفران التي تمنحها الكنيسة النجدية لأتباعها وأوليائها .

كان صلاح الدين الأيوبي "الكردي الأصل" لا يعترف بالحدود الجغرافية في أراضي المسلمين المقيّدة اليوم تحت اتفاقية "سايكس بيكو" ، فكانت كل بلاد المسلمين وطناً له، لقد كان مجاهداً عالمياً لا يعترف بالقوميات والجنسيّات الضيّقة . لقد كان ينادي بوحدة المسلمين واعتصامهم جميعاً بحبل الله .

لقد علّم صلاح الدين الأجيال المسلمة من بعده أن ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة , وأن الجهاد هو الحل والمفتاح الوحيد لطرد المحتل وإقامة دولة الإسلام .

لقد كان صلاح الدين سلفياً حقاً ، ولكن الكنيسة النجدية السعودية الوهابية تعتبره ضالاً مضلاً من أهل البدع بدعوى أنه كان "أشعرياً" ! وهكذا تتخذ الكنيسة النجدية من نفسها خنجراً يطعن في قادة الأمة المجاهدين ويقطع حبل الصلة بين المسلمين بعضهم بعضاً .

إن موقف الكنيسة النجدية السلبي تجاه القائد المجاهد صلاح الدين يتكرر مع القائد المجاهد أسامة بن لادن ، فهي تعتبره شيخاً من شيوخ الخوارج وأنه زعيم "الفئة الضالة" وأنه يستحق العقاب لأنه أعلن الجهاد وتحرير جزيرة العرب من المشركين .

إن تنظيم قاعدة الجهاد اليوم يجاهد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ولتقوم دولة الخلافة الإسلامية العالمية الكبرى التي بعودتها سيعود بيت المقدس وسائر بلاد المسلمين ، وسيدخل الناس في دين الله أفواجاً ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله . فنسأل الله أن ينصر القاعدة ويجعل في أمتنا ألف ألف صلاح الدين وألف ألف أسامة بن لادن .