تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ملف كامل عن التعدد



بشرى
10-27-2003, 10:40 AM
حتى السحر!!
إن الموضوع التعدد أو الزوجة قد ظلم بين معاول هدم كثيرة، منها وسائل الإعلام وبث مفهوم أن الزواج خيانة ونقض للعهد، وأنه ضد الوفاء للزوجة الأولى وكفران للعشير وعدم الشكر لها، وبين ممارسات خاطئة وظالمة لا تحترم مشاعر المرأة ونفسيتها كان يتزوج الرجل في السر على زوجته ثم تكتشف بعد وفاة زوجها أن شخصا غريبا عنها بدا يطالب بنصيبه بالإرث وأنه ابن المتوفي، ومنهم من يتزوج جهارا نهارا ويهجر الأولى ويهدد بالطلاق والممارسات من الرجال كثيرة ولكل فعل خاطئ ردة فعل خاطئة.

ويحدثني أحد أصدقائي من مدينة (بلوشستان) وهو من سنة إيران بأن التعدد عندهم هو الأصل وأنه لا توجد عندهم المشاكل الزوجية التي يسمع بها عندنا.

لماذا الرجل يعدد والمرأة لا تعدد؟
لقد استوقفتني امرأة وقالت لي: لماذا يعد الرجل والمرأة لا تعد؟
فقلت لها: ومن قال لك بأن المرأة لا تعدد؟
فاستغربت من سؤالي وشعرت بأنها قد صدمت، ثم تمالكت نفسها وقالت: أفهم من كلامك أنه يمكنني أن أعدد؟!
قلت: نعم، قالت: لم يقل أحد قبلك مثل هذا الكلام.
قلت: بل إن كل الفقهاء يقولون ذلك؟
قالت: وما زلت مصمما على رأيك؟!
قلت: نعم..
قالت: كيف ذلك؟!
قلت: يحق للزوجة في الشريعة الإسلامية إذا تعلق قلبها عاطفيا برجل آخر وأرادت الزواج منه أن تطلب من زوجها الفراق، أو أن تلجأ إلى القضاء فيفرق بينهما بالطرق التي نظمتها الشريعة في الفراق.
وقالت: وهل هذا الكلام صحيح؟
قلت: نعم..
قالت: ولكني أريد أن أعدد في الوقت نفسه بأكثر من رجل..
قلت: فإذا حملت ولدا فالولد يكون ابن أي زوج منهم؟
سكتت برهة ثم قالت: والله كلامك صحيح..
قلت لها: لأن عمود النسب عند الرجل فلذلك لو أجازت الشريعة تعدد الزوجات لأصبح عندنا فوضى في النسب..
قالت: ولكن نستطيع أن نسمح بالتعدد لبعض النساء اللواتي بلغن سن اليأس أو عملن عملية ربط عنق الرحم.
قلت: كلامك صحيح، ولكن كيف سنطبق نظام القوامة إذا كان للمرأة زوجان أو ثلاثة..
قالت: يا أبو محمد.. كلما فتحت عليك بابا أغلقته علي.
فقلت: يا أختي الفاضلة.. إن الله تعالى (عادل) فلا يظلم الناس شيئاً و

لكن هل يجوز التفضيل بين الأبناء ؟
يرى الإمام أحمد-رحمه الله– حرمة التفضيل بين الأولاد، ما لم يكن هناك داع أو مقتض للتفضيل فإنه لا مانع منه قال في المغني فإن خص بعضهم لمعني يقتضي تخصيصه مثل اختصاصه بحاجة أو زمان أو عمي أو كثرة عائلة أو اشتغاله بالعلم ونحو ذلك من الفضائل أو صرف عطية عن بعض ولده لفسقه أو بدعته أو لكونه يستعين بما يأخذه على معصية الله أو ينفقه فيها فإنه يروي عن أحمد ما يدل على جواز ذلك.
ولكن هذا يقدر بقدرة وهو في الحالات الاستثنائية الخاصة أما ما أشيع في زماننا هذا من تفضيل الذكور على الإناث في العطايا والهدايا فهذا لا يجوز شرعا وإنما العدل التام هو المطلوب وحديث النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك واضح فعن حصين بن عامر أنه قال سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما وهو على المنبر يقول أعطاني أبى أعطية وقالت عمرة بنت رواحة –أم النعمان– لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى رسول الله فقال إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحه عطية فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله!

أفكار تربوية تغرس في أبنائنا خلق العدل
1- تعرفهم بمعنى العدل وضده الظلم
2- يحرص الوالدان أن يكونا قدوه في تطبيق العدل أمامهما.
3- تعريف الأبناء بمواقف النبي صلى الله عليه وسلم في تحقيق العدالة.
4- التركيز على تدريس الأبناء سيرة الفاروق وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما لأنهما اشتهرا في تحقيق العدالة ولديهما قصص كثيرة.
5- الاستفادة من الأحداث اليومية والأخبار التي تنشر في الصحافة أو في التليفزيون بالتعليق عليها وما أكثر الاعتداءات التي فيها الظلم الواضح وخاصة على الإسلام والمسلمين.
6- توسيع معنى العدل بشموله العلاقات بين الحاكم والمحكوم وبين الوالدين والأبناء وبين الأخوة والأخوات وبين الأصدقاء والأحباب وعلاقته الإنسان بالأرض وعلاقته بالنبات والحيوانات.
7- ذكر قصص نهايات الظالمين والظلمة مثل نهاية فرعون والنمرود وأبى جهل وأبى لهب وهتلر ونهايات الأمم الظالمة مثل قوم لوط وقوم نوح وهناك قصص واقعية ومعاصرة كثيرة في نهايات الظلمة.

من كتاب (زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في واقعنا المعاصر) للأستاذ جاسم المطوع

بشرى
10-27-2003, 10:42 AM
ولكن القضية في رأي قد حسمتها الشريعة الإسلامية عندما أباحت التعدد للرجل وهنا نلفت النظر إلى الظاهرة لا ينبغي أن نتعامل معها بأسلوب: هل أنت مؤيد أم معارض؟ وإنما السؤال الصحيح: هل التعدد مناسب لك أم لا؟!

ثلاثة أنواع
في كثير من الأحيان يكون الأمر مباحا للإنسان ولكنه لا يستطيع فعله، وقد يكون حراماً ويضطر إلى فعله، فلا بد من مراعاة الظرف والمكان والذات عند تقديرنا للأمور والرجال في تجربة التعدد على ثلاثة أنواع:

*منهم من جرب وفشل فندم وتراجع وشعر بأن التجربة التي خاضها كانت أكبر من قدرته واستطاعته، وأنه عاطفي جدا فظلم الأولى على حساب الثانية أو ظلم الثانية على حساب الأولى.

*والنوع الثاني: من جرب التعدد ومازال يعيشه رغم مشاكله وهو على أمل أن تستقر الأمور وتهدأ العاصفة، وهو متحير بين المواصلة المسير أو التراجع.

*ونوع ثالث: جرب ونجح وأحسن التعالم والتصرف وبدأ ينصح غيره بالتعدد.

كيف نجح؟!
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف ينجح من عدد بين النساء؟! والإجابة عن هذا السؤال تحتاج منا إلى قدرات ومواهب كل رجل بالإضافة إلى الوقت الذي يمكن أن يعطيه لهذه المسألة الاجتماعية، ولهذا فإن القرار السليم في هذه المسألة أن يقيس الإنسان قدراته ومهارته في فن التعالم مع النساء، بالإضافة إلى قياس حاجته النفسية والاجتماعية إلى التعدد.

بشرى
10-27-2003, 10:43 AM
العـــــدل في التعــــدد (سودة بنت زمعة)

من أين استخرجنا هذا المفهوم؟
قالت عائشة رضي الله عنها: لما أسنت سودة عند رسول الله، خشيت أن يطلقها رسول الله فقالت: لا تطلقني، وأنت في حل مني فأنا أريد أن أحشر في أزواجك، وإني قد وهبت يومي لعائشة وإني لا أريد ما تريد النساء.

فأمسكها رسول الله حتى توفي عنها مع السائر من توفي عنه من أزواجه رضي الله تعالى عنهن. وفي رواية ابن سعد –رحمة الله عليه– أن سودة قالت للحبيب: لكني أحب أن أُبعث في نسائك، وإني قد جعلت يومي لعائشة.

وفي رواية مسلم: كان رسول يقسم لكل امرأة يومها وليلتها، غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة رضي الله عنها تبتغي بذلك رضى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونستفيد من هذه المواقف حرص النبي صلى الله وعليه وسلم على تحقيق مبدأ العدل وهو القائل (اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك).

والأمر الثاني الذي نستفيده من هذا الموقف سعة الأحكام الشرعية والنظام ألزواجي في الإسلام لحاجات النفس الإنسانية، فقد تنازلت سودة رضي الله عنها عن ليلتها حتى لا تجمل زوجها مسؤوليتها مع تحقيق رغبتها ببقائها مع زوجات الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وهكذا فالإسلام يلبي حاجات النفس الإنسانية المشروعة، ولعل الحديث كنز عندنا عن (زواج الميسار) وأعتقد من الخطأ أن نحكم عليه الآن، وإنما نترك الحكم عليه لكل بيئة ومناخ يصدرون الحكم بما يتناسب وحاجة المجتمع الذي يعيشون فيه.

التعدد بين الفشل والنجاح
لا تستطع أن نقول لكل زوج تزوج ثانية: ستكون سعيدا، كما أننا لا نستطيع أن نقول لكل من تزوج ثانية بأنك ستفشل في التعدد، ولهذا فإن التعدد لا قانون له في النجاح والفشل، خاصة في واقعنا المعاصر، فقد رأيت رجالا عمالقة فشلوا عندما تزوجوا بثانية، ورأيت رجالا ضعافا نجحوا عندما تزوجوا الثانية..

فالقضية ليس لها علاقة بالرجولة بقدر ما ينبغي مراعاة أمور عدة:
1-البيئة التي يعيش فيها الرجل.
2-شخصية الزوجة الأولى.
3-شخصية الزوجة الثانية.
4-شخصية الزوج (طريقة إدارته– عدالته– فقهه في التعامل مع الناس)
5-الوضع المالي للزوج.
6-وأمور خاصة بكل حالة.

وأعرف عائلات أخرى يعيش أفرادها في مشاكل كثيرة وبينهم حروب وعواصف، وأعرف زوجا طلق زوحتيه أكثر من مرة وجلس لوحده، ويزور كل زوجة مرة في الأسبوع من أجل أولاده وأصبح لديه فعل ضد الزواج وضد كل النساء حتى أصبح حالة كحال الأعرابي الذي نصح بالزواج من ثانية وقيل له من لم يتزوج اثنتين لم يذق حلاوة العيش، فتزوج امرأتين ثم ندم على ما فعل وقال:
تزوجت اثنتين لفرط جهـلي **** بما يشقى به زوج اثنتين!
فقلت: أصير بينهما خروفا **** أنعم بين أكـرم نـعجتين!
فصرت كالنعجة تضحي وتمسي **** تداول بيـن أخبث ذئبتين!
رضا هذى يهيج من إحدى السخطتين
وألقى في المعيشة كل ضر **** كذاك الضر بـين الضرتين
لهذي ليلة ولتـلك أخـرى **** عـذاب دائم في الليلتين