تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نبذة من حياة الخليفة ابي بكر(رض)



طالبة الحق
04-16-2010, 03:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إنه الصديق أبو بكر -رضي الله عنه-، كان اسمه في الجاهلية عبدالكعبة بن عثمان بن عامر فسماه رسول الله عبد الله، فهو عبد الله بن أبي قحافة،وأمه أم الخير سلمى بنت صخر.
ولد في مكة بعد ميلاد النبي بسنتين ونصف، وكانرجلاً شريفًا عالمًا بأنساب قريش، وكان تاجرًا يتعامل مع الناس بالحسنى.
وكانأبو بكر صديقًا حميمًا لرسول الله ، وبمجرد أن دعاه الرسول للإسلام أسرع بالدخولفيه، واعتنقه؛ لأنه يعلم مدى صدق النبي وأمانته، يقول النبي :"ما دعوت أحدًا إلىالإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر، إلا أبا بكر
ما عكم (ما تردد) عنه حينذكرته ولا تردد فيه"[ابن هشام].
وجاهد أبو بكر مع النبي فاستحق بذلك ثناء الرسول ( عليه إذ يقول: "لو كنت متخذًا خليلا؛ لاتخذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي" [البخاري].
ومنذ أعلن أبو بكر الصديق إسلامه، وهو يجاهد في سبيل نشر الدعوة،فأسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم: عثمان بن عفان، والزبير بنالعوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف-رضي اللهعنه-.
وكانت الدعوة إلى الإسلام في بدايتها سرية، فأحب أبو بكر أن تمتلئ الدنياكلها بالنور الجديد، وأن يعل الرسول ذلك على الملأ من قريش، فألح أبو بكر على النبيفي أن يذهب إلى الكعبة، ويخاطب جموع المشركين، فكان النبي يأمره بالصبر وبعد إلحاحمن أبي بكر، وافق النبي ، فذهب أبو بكر عند الكعبة، وقام في الناس خطيبًا ليدعوالمشركين إلى أن يستمعوا إلى رسول الله ، فكان أول خطيب يدعو إلى الله، وما إن قامليتكلم، حتى هجم عليه المشركون من كل مكان، وأوجعوه ضربًا حتى كادوا أن يقتلوه،ولما أفاق -رضي الله عنه- أخذ يسأل عن رسول الله كي يطمئن عليه، فأخبروه أن رسولالله ( بخير والحمد لله، ففرح فرحًا شديدًا.
وكان أبو بكر يدافع عن رسول اللهبما يستطيع، فذات يوم بينما كان أبو بكر يجلس في بيته، إذ أسرع إليه رجل يقول لهأدرك صاحبك. فأسرع -رضي الله عنه-؛ ليدرك رسول الله ( فوجده يصلي في الكعبة، وقدأقبل عليه عقبة بن أبي معيط، ولف حول عنقه ثوبًا، وظل يخنقه، فأسرع -رضي الله عنه- ودفع عقبة عن رسول الله ( وهو يقول: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟! فالتفتالمشركون حوله وظلوا يضربونه حتى فقد وعيه، وبعد أن عاد إليه وعيه كانت أول جملةيقولها: ما فعل رسول الله؟
وظل أبو بكر-رضي الله عنه-يجاهد مع النبي ويتحملالإيذاء في سبيل نشر الإسلام، حتى أذن الرسول لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة، حتى إذابلغ مكانًا يبعد عن مكة مسيرة خمس ليال لقيه ابن الدغنة أحد سادات مكة، فقال له: أين تريد يا أبا بكر ؟
فقال أبو بكر: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبدربي. فقال ابن الدغنة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يُخرج، أنا لك جار (أيأحميك)، ارجع، واعبد ربك ببلدك، فرجع أبو بكر-رضي الله عنه- مع ابن الدغنة، فقالابن الدغنة لقريش: إن أبا بكر لا يخرج مثله، ولا يخرج، فقالوا له: إذن مره أن يعبدربه في داره ولا يؤذينا بذلك، ولا يعلنه، فإنا نخاف أن يفتن نساءنا وأبناءنا، ولبثأبو بكر يعبد ربه في داره.
وفكر أبو بكر في أن يبني مسجدًا في فناء داره يصليفيه ويقرأ القرآن، فلما فعل ذلك أخذت نساء المشركين وأبناؤهم يقبلون عليه،ويسمعونه، وهم معجبون بما يقرأ، وكان أبو بكر رقيق القلب، كثير البكاء عندما يقرأالقرآن، ففزع أهل مكة وخافوا، وأرسلوا إلى ابن الدغنة، فلما جاءهم قالوا: إنا كناتركنا أبا بكر بجوارك، على أن يعبد ربه في داره، وقد جاوز ذلك فابتنى مسجدًا بفناءداره، فأعلن بالصلاة والقراءة فيه، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فإنهه،فليسمع كلامك أو يردَّ إليك جوارك.
فذهب ابن الدغنة إلى أبي بكر وقال له: إما أنتعمل ما طلبت قريش أو أن تردَّ إليَّ جواري، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرترجلاً عقدت له (نقضت عهده)، فقال أبو بكر في ثقة ويقين: فإن أرد إليك جوارك، وأرضىبجوار الله عز وجل.
وتعرض أبو بكر مرات كثيرة للاضطهاد والإيذاء من المشركين،لكنه بقي على إيمانه وثباته، وظل مؤيدًا للدين بماله وبكل ما يملك، فأنفق معظم مالهحتى قيل: إنه كان يملك أربعين ألف درهم أنفقها كلها في سبيل الله، وكان -رضي اللهعنه- يشتري العبيد المستضعفين من المسلمين ثم يعتقهم ويحررهم.
وفي غزوة تبوك،حثَّ النبي على الصدقة والإنفاق، فحمل أبو بكر ماله كله وأعطاه للنبي ، فقال رسولالله له: "هل أبقيت لأهلك شيئًا؟" فقال: أبقيت لهم الله ورسوله، ثم جاء عمر -رضيالله عنه- بنصف ماله فقال له الرسول: "هل أبقيت لأهلك شيئًا؟" فقال نعم نصف مالي،وبلغ عمر ما صنع أبو بكر فقال "والله لا أسبقه إلى شيء أبدًا" [الترمذي].
فقدكان رضي الله عنه يحب رسول الله حبًّا شديدًا، وكان الرسول يبادله الحب، وقد سئلالنبي ( ذات يوم: أي الناس أحب إليك؟ فقال: "عائشة" فقيل له: من الرجال، قال: "أبوها" [البخاري]. وكان -رضي الله عنه- يقف على جبل أُحُد مع رسول الله ( ومعهماعمر، وعثمان-رضي الله عنهما-، فارتجف الجبل، فقال له الرسول "اسكن أحد، فليس عليكإلا نبي وصديق وشهيدان" [البخاري].
ولما وقعت حادثة الإسراء والمعراج، وأصبحالنبي يحدث الناس بأنه قد أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج بهإلى السماء السابعة، قال المشركون: كيف هذا، ونحن نسير شهرًا حتى نصل إلى بيتالمقدس؟! وأسرعوا إلى أبي بكر وقالوا له: إن صاحبك يزعم أنه أسري به إلى بيتالمقدس! فقال أبو بكر: إن كان قال ذلك فقد صدق، إني أصدقه في خبر السماءيأتيه.
فسماه الرسول ( منذ تلك اللحظة (الصِّدِّيق).[ابن هشام]، كذلك كان أبوبكر مناصرًا للرسول ومؤيدًا له حينما اعترض بعض المسلمين على صلحالحديبية.
وحينما أذن الله تعالى لرسوله بالهجرة، اختاره الرسول ليكون رفيقه فيهجرته، وظلا ثلاثة أيام في غار ثور، وحينما وقف المشركون أمام الغار، حزن أبو بكروخاف على رسول الله ، وقال: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلي قدميه، لأبصرنا،فقال له الرسول : "ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما"[البخاري].
وشهد أبوبكر مع رسول الله ( جميع الغزوات، ولم يتخلف عن واحدة منها، وعرف الرسول فضله،فبشره بالجنة وكان يقول: "ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر، فإن لهعندنا يدًا يكافئه الله بها يوم القيامة"[الترمذي].
وكان أبو بكر شديد الحرص علىتنفيذ أوامر الله، فقد سمع النبي ذات يوم يقول: من جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر اللهإليه يوم القيامة"، فقال أبو بكر: إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه،فقال له النبي : "إنك لست تصنع ذلك خيلاء" [البخاري]. وكان دائم الخوف من الله،فكان يقول: لو إن إحدى قدميّ في الجنة والأخرى خارجها ما آمنت مكر ربي (عذابه).
ولما انتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى، اجتمع الناس حول منزله بالمدينةلا يصدقون أن رسول الله قد مات، ووقف عمر يهدد من يقول بذلك ويتوعد، وهو لا يصدق أنرسول الله قد مات، فقدم أبو بكر، ودخل على رسول الله وكشف الغطاء عن وجهه الشريف،وهو يقول: طبت حيًّا وميتًا يا رسول الله وخرج -رضي الله عنه- إلى الناس المجتمعين،وقال لهم: أيها الناس، من كان منكم يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان منكميعبد الله فإن الله حي لا يموت، فإن الله تعالى قال: (وما محمد إلا رسول قد خلت منقبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) [آل عمران: 144].
ويسرع كبارالمسلمين إلى السقيفة، ينظرون فيمن يتولى أمرهم بعد رسول الله (، وبايع المسلمونأبا بكر بالخلافة بعد أن اقتنع كل المهاجرين والأنصار بأن أبا بكر هو أجدر الناسبالخلافة بعد رسول الله (، ولم لا؟ وقد ولاه الرسول ( أمر المسلمين في دينهم عندمامرض وثقل عليه المرض، فقال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس" [متفق عليه].
وبعد أنتولى أبو بكر الخلافة، وقف خطيبًا في الناس، فقال:
"أيها الناس إن قد وليتعليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذبخيانة، والضعيف منكم قوي عندي حتى أريح (أزيل) علته إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيفحتى آخذ منه الحق إن شاء الله، ولا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم اللهبالذل، ولا يشيع قوم قط الفاحشة؛ إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت اللهورسوله، فإن عصيت الله ورسوله؛ فلا طاعة لي عليكم.
وقد قاتل أبو بكر -رضي اللهعنه- المرتدين ومانعي الزكاة، وقال فيهم: والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونهلرسول الله ( لقاتلتهم عليه. وكان يوصي الجيوش ألا يقتلوا الشيخ الكبير، ولا الطفلالصغير، ولا النساء، ولا العابد في صومعة، ولا يحرقوا زرعًا ولا يقلعواشجرًا.
وأنفذ أبو بكر جيش أسامة بن زيد؛ ليقاتل الروم، وكان الرسول قد اختارأسامة قائدًا على الجيش رغم صغر سنه، وحينما لقى النبي ربه صمم أبو بكر على أن يسيرالجيش كما أمر الرسول ، وخرج بنفسه يودع الجيش، وكان يسير على الأرض وبجواره أسامةيركب الفرس، فقال له أسامة: يا خليفة رسول الله، إما أن تركب أو أنزل. فقال: واللهلا أركبن ولا تنزلن، ومالي لا أغبِّر قدمي في سبيل الله. وأرسل -رضي الله عنه- الجيوش لفتح بلاد الشام والعراق حتى يدخل الناس في دين الله.
ومن أبرزأعماله-رضي الله عنه-أنه أمر بجمع القرآن الكريم وكتابته بعد استشهاد كثير منحفظته.
وتوفي أبو بكر ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين من جمادى الآخرة في السنةالثالثة عشرة من الهجرة، وعمره (63) سنة وغسلته زوجته أسماء بنت عميس حسب وصيته،ودفن إلى جوار الرسول
وترك من الأولاد: عبد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، وعائشةوأسماء، وأم كلثوم
-رضي الله عنهم-. وروى عن رسول الله ( أكثر من مائة حديث.رضيالله عنه وعن سائر صحابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم


__________________

صرخة حق
04-19-2010, 09:31 AM
جزاك الله خيرا على هذه المعلومات الطيبة جدا للصديق رضي الله عنه وأرضاه

وحبذا لو وثقت هذه المعلومات بالمراجع

وأيضا كم أرجو أن تكون هناك إضافات لما سجلته أختنا عن هذه الشخصية العظيمة الذي يأتي بعد الأنبياء والرسل مباشرة في منزلته عند الله تعالى

من هناك
04-21-2010, 06:21 AM
جزاك الله خيراً وشكراً للأخت صرخة حق على الإضافة المهمة ايضاً

طالبة الحق
04-21-2010, 03:51 PM
جزاكم الله خيرا
واشكرمروركم الجميل

صرخة حق
04-21-2010, 04:07 PM
وإياكم .. وحياك الله