تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا كانت بداية تشكيل المقاومة العراقية التي استمرت سبع سنوات من الاحتلال ولازالت



محمد دغيدى
04-10-2010, 03:01 PM
http://www.abunawaf.com/members/dukefleet/A03.jpg


http://www.hanein.info/vb/imgcache/11/101754_hanein.info.jpg








هكذا كانت بداية تشكيل المقاومة العراقية التي استمرت سبع سنوات من الاحتلال





ولازالت


كلشان البياتي



لا اذكر التاريخ بالضبط ، هل كان العاشر من نيسان أم الحادية عشر لكنها كانت الأيام الأولى من الغزو حين صار لغط في الشارع بأنّ الأمريكان احتلوا العراق ودباباتهم وهمراتهم تتجول في الشارع وجنودهم ينصبون مفارز أمنية في الطرقات ، لم يكن هناك تلفزيون لنسمع الإخبار ولا كهرباء ولا مولدات فقد توقف الزمن فلم تعد هناك حياة في بغداد .. حين وقف بسيارته أمام الباب وهرع الأولاد نحو الغرفة التي كنت احبس فيها نفسي حداداً على بغداد التي احتلت ودنس ترابها عملاء وخنازير إيران ... لحقت أمي بالأولاد الصغار أيضا وفتحت الباب وقالت لي مكررة كلامهم : يريدونك في الباب ، من هم لا تعلم ولا إنا اعلم ..
غسلت وجهي الشاحب وخرجت للطارق ، كان (س) داخل السيارة ، قال بالحرف الواحد : لا مجال للحزن ، انهضي إمامنا عمل اكبر من الاجتماعات والندوات ، فهمت بسرعة رغم أن ذهني كان متعباً من هول الكارثة التي حلت ببغداد والعراق برمته .. ناولني كيساً صغيراً وقال بالحرف الواحد: لقد بدأ العمل ، فهل تعملين معي .. أجبته على وجه السرعة : نعم أستاذ ، إنا معك حتى الموت ..
قال : هذا كاسيت فيه خطاب للرئيس صدام حسين ، مطلوب استنساخ اكبر عدد ممكن منه .. سنقوم بتوزيعه في الشارع ..
سألته : ماذا يتضمن الكاسيت ، قال لي : اسمعيه في الداخل ، سيعجبك جدا ، ويدخل السرور إلى قلبك .. قال لي : انتبهي : الوضع لم يعد امناً ، احذري الأمريكان والجواسيس ..
وضعت الكاسيت في المسجل ، وخرج صوت الرئيس صدام حسين وهو يلقي خطاباً ويوجه رسالة إلى الشعب يدعوهم فيه إلى المقاومة ويتوعد الأمريكان بالهزيمة ..أخذت الكاسيت وهرعت نحو اقرب مكتب تسجيلات وطلبت من العامل نسخ عشر كاسيتات لي ، شغلّ العامل الكاسيت واستمع إلى صوت الرئيس الشهيد ، ونظر لي وابتسم وراح يعمل بجد ونسخ الكاسيتات العشرة .. عندما سألته عن الثمن ، قال لي : توكلي على الله ..
جاءني (س) واخذ الكاسيتات العشرة وقال لي : انسخي كمية أخرى ، لنوزعه على رفاقنا ..
وحدثني (س) عن خلايا المقاومة التي شكلت في المنطقة ، وقال انه التقى بالرئيس الشهيد وكلفه بأمور عدة منها تشكيل خلايا المقاومة وتجنيد الشباب ..
كانت تردني إخبار كثيرة عن الاجتماعات واللقاءات التي كان يعقدها الرئيس الشهيد مع أعضاء القيادة والرفاق البعثيين وعسكريين بغية إعادة الأمور إلى نصابها والشروع بمرحلة جديدة من العمل البعثي المتضمن بالدرجة الأساس المقاومة المسلحة ضد القوات الأميركية ورفد المقاومة بمقاومين جدد ورصد تحركات الجواسيس الذين كانوا يشكلون الخطر الأكبر على حياة المقاومين لأنهم كانوا اليد اليمنى للقوات الأميركية في إضعاف المقاومة من خلال الإبلاغ ورصد تحركات المقاومين ..
وكنت اسمع عن تحركات القادة العسكريين وأعضاء القيادة ليس من الإعلام بل من مصادر مقربة جدا منهم ..
في العاشر من نيسان ، كانت تردني إخبار كثيرة عن فعاليات قامت بها مجاميع المقاومة في هذه المنطقة أو تلك ، في بغداد أو تكريت أو بيجي ..
ورغم أن القوات الأميركية كانت قد شرعت هي الأخرى بعمليات دهم لاعتقال قادة عسكريين وعناصر أجهزة أمنية والتي كانت تخشى وتتوقع منهم الانخراط في صفوف المقاومة وقيادة العمليات المسلحة ضدها ، كانت عناصر الأجهزة الأمنية ولاسيما ضباط الجيش وعناصر جهاز الأمن الخاص يواصلون العمليات المسلحة المقاومة ضد القوات الأميركية ..
استهداف القواعد التي تمركزت فيها القوات الأميركية بقذائف الهاوونات وقذائف اربي جي ، واستهداف طائرات الاباتشي والدبابات الأميركية والهمرات التي كانت تجوب الشوارع والدخول في اشتباكات مع القوات الأميركية كانت تحد بشكل يومي .
كنا نشاهد بعض تلك العمليات التي تحدث في الشارع ، شباب ملثمين يهاجمون رتل أميركي ويدخلون في اشتباكات مع الجنود الاميركان ، كنا نقف وننظر مبهوتين ، نشعر بفرح غامر وسعادة لا توصف ونحن نرى بأم أعيننا كيف يهاجم بضع شباب في عمر الورود – رتل أميركي قيصيبون دبابة منه أو همر ثم تأتي مروحياتهم بالسرعة العاجلة لتلملم أشلاء جنودهم قبل أن تنشر وسائل الإعلام فضائح هزيمتهم في الشارع العراقي المقاوم..
هذه شذرات من الأيام الأولى ، أيام ولادة المقاومة العراقية في الشارع العراقي الذي استمر سبع سنوات رغم كل الوسائل التي استخدمت لإجهاض هذه المقاومة واجتثاثها إلا إنها بقيت حية تنبض بالحياة والأمل في التحرير ..
تحية إلى مهندس المقاومة العراقية الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله.
وتحية إلى البعث العراقي الذي أسس نواة المقاومة العراقية وقادها ..
تحية إلى فراس وسرمد وحيدر وكريم وعبدالله ومثنى ومحمد واحمد وعلي وعثمان و بكر وعاصم وعامر الذين شاهدت بأم عيني وهم يحملون القذائف فوق أكتافهم ويشتبكون مع القوات الأميركية ويطلقون الصواريخ على الاباتشي ..



كلشان البياتي كاتبة وصحفية عراقية

محمد دغيدى
06-24-2010, 09:29 AM
و لا تزال المقاومة العراقية هى صاحبة الكلمة العليا على أرض العراق