تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : زعل عباس في سرت (ليبيا) ولكنه صمت في تل ابيب



من هناك
03-31-2010, 05:56 AM
في قمة سرت تواردت تقارير إعلامية تتحدث عن غضب وزعل رئيس سلطة رام الله محمود عباس، ولم يكن غضب الرئيس سببه أحوال الأقصى والقدس والتهويد الإسرائيلي المتسارع لها، ولا استهتار الاحتلال به وبسلطته وبالمبادرة العربية، ولا بمعاناة الفلسطينيين في غزة، بل كان سبب غضب عباس هو عدم استقبال القذافي له حين وصوله سرت أسوة بالزعماء العرب. مواقف عباس المضطربة والمتناقضة أصبحت من الأحداث الروتينية والتي لم تعد تثير الاستغراب أو تسترعي الانتباه.
في كلمته أمام قمة سرت قال عباس مخاطبا القادة العرب: "فلا شك أنكم تتابعون معنا كل التطورات الخطيرة، وتشاهدون وتسمعون ما تقوم به إسرائيل ضد القدس ومواطنيها، حيث تتصاعد منذ مدة الممارسات الاحتلالية الإسرائيلية ضد هذه المدينة المقدسة، بوتيرة وتكثيف لم يحدث منذ عقود. وأصبح هدم واحتلال البيوت وتشريد أصحابها، ومصادرة الأراضي وبناء الوحدات الاستيطانية، ممارسةً يوميةً تُنفِذ برنامج التطهير العرقي. وأصبح المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، هدفاً ثابتاً لحملة الاحتلال وللمتطرفين الإسرائيليين". عباس يتحدث عن ممارسات إسرائيلية لم تحدث منذ عقود متجاوزا حقيقة أن ما يحدث على الأرض هو نتيجة منطقية لتنسيقه الأمني مع الإسرائيليين ومفاوضاته العبثية والتي شكلت غطاءا لعربدة الاحتلال وتجاوزاته.
وعلى الرغم من صرخات عباس المحذرة والمجلجلة إلا أن الرجل عاد وفي نفس الكلمة ليشدد على "إننا نخوض مواجهة ساخنة على صعيد عملية السلام. فقد رحبنا بكل الجهود الصادقة الرامية لتحقيق السلام، ونرحب بالتوجهات التي أعلنها الرئيس أوباما، خاصة فيما يتعلق بحل الدولتين، وانخرطنا مع الإدارة الأميركية في جهد متصل لترجمة هذه التوجهات إلى واقع مع الحفاظ على منطلقات موقفنا الذي حددته القمم العربية ومبادرة السلام العربية". وهذا ليس جديدا على رجل أدمن المفاوضات العبثية لدرجة أنه شدد عقب لقائه في رام الله مع الرئيس البرازيلي على أن المفاوضات هي الطريق الأوحد للوصول إلى السلام، وذلك بعيد إعلان الاحتلال عن هجمة استيطانية جديدة وغير مسبوقة.
موقف سياسي جديد يظهر التناقض الصارخ وانعدام الرؤى لسلطة عباس كشفه تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان لصحيفة معاريف ورد السلطة عليه. فقد قال ليبرمان إن عباس حث إسرائيل على الإطاحة بحماس في حرب غزة ثم عاد وغير موقفه وأنحى باللائمة على إسرائيل في ارتكاب جرائم حرب. وذكر ليبرمان إن ذلك أثار شكوكا بشأن مدى ملائمة عباس كقائد يمكن أن تصنع إسرائيل السلام معه، واستبعد ليبرمان إلى حد بعيد فرص حدوث تقدم مع حكومة عباس.
الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة نفى بشدة الأمر متهما الحكومة الإسرائيلية بمحاولة تعميق المأزق الذي تواجهه الجهود التي ترعاها الولايات المتحدة لإحياء المفاوضات، وقال أبو ردينة "هذا كلام غير صحيح هو استمرار لحملة التشهير والتشويه للتهرب من عملية السلام وهذه سياسة التصعيد الإسرائيلية المستمرة هدفها التهرب من عملية السلام وهدفها تدمير الجهود وأخر مثال على ذلك موجة الاستيطان المستمرة والإهانات الموجه للإدارة الأمريكية كل هذه محاولة لخلق المناخ لتدمير أية فرصة لإنقاذ عملية السلام."
أليس عجيبا أن تعتبر السلطة تصريحات ليبرمان بأنها حملة تشويه وتهرب من عملية السلام وتدمير الجهود، وتستمع للرجل وهو يكرر استبعاده لحصول تقدم في المفاوضات أو قيام دولة فلسطينية، وتستمع لتأكيدات نتيناهو ومن الولايات المتحدة بأن القدس الموحدة عاصمة إسرائيل، ثم تصر بعد ذلك على حصر خياراتها بالتفاوض كسبيل أوحد في التعامل مع الاحتلال وتجاوزاته؟ وقبل ذلك وبعده تقوم بملاحقة المقاومة وإسقاط عناصرها من خلال تعاون أمني مع الاحتلال لا يتأثر بتعثر المفاوضات أو بتوقفها ولا بالاستهتار الإسرائيلي بالسلطة وبمبادرة السلام العربية.
الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة المركزية الأميركية أدلى ببيان يوم 17 مارس أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي، أوضح فيه أن عدم إحراز تقدم كاف نحو سلام شامل في الشرق الأوسط واستمرار الأعمال العدائية بين إسرائيل وبعض جيرانها يشكلان تحديات واضحة لقدرة القوات الأميركية المسلحة على إحراز تقدم بشأن مصالحها في المنطقة. وقال الجنرال الذي يقود القوات الأميركية التي تحارب في العراق وأفغانستان وباكستان إن الصراع يؤجج مشاعر مناهضة للأميركيين نظرا لوجود تصور عن تحيز أميركي لإسرائيل.
بترايوس يقول بأن الصراع في فلسطين يعطي المقاومين في أفغانستان والعراق زخما ودفعا لاستهداف الوجود الأمريكي ومصالحه في تلك المناطق. إي أن الشيء الوحيد، ظاهريا على الأقل، والذي يشكل دافعا للولايات المتحدة للضغط على حليفتها إسرائيل بالملف الفلسطيني هو مقاومة للوجود الأمريكي في دول بعيدة عن فلسطين. وفي الأمر مفارقة صارخة... عباس يستهدف المقاومة الفلسطينية ويصر على نبذها سبيلا ومنهجا في التعامل مع الاحتلال، فيما تشكل المقاومة –خارج فلسطين- عاملا أساسيا في معادلة الصراع في فلسطين وبشهادة بترايوس نفسه.
ياسر سعد

مقاوم
03-31-2010, 06:13 AM
السيف أصدق أنباءا من الكتب *** في حده الحد بين الجد واللعب

وداد
03-31-2010, 10:51 AM
بيض الصفائح لا سود الصحائف***في متونهن جلاء الشك والريب