تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حوار حول التجربة الاسلامية



من هناك
03-25-2010, 02:40 PM
حوار حول التجربة الاسلامية


حوار طويل ولكن شيق حول التجربة الاسلامية والحل الاسلامي.. تاريخ الحوار يعود الى 2004.
اهم بنود الحوار:


1- الاسلام عقيدة، فلا نحكم عليه من خلال فشل تجربة تطبيقه او نجاحها.

2- الاسلام صالح لكل زمان ومكان لأنه يتعاطى مع الانسان وجوهر الانسان لا يتغير.

3- الاسلام يعطي هامشا واسعا للاستفادة من تجارب الآخرين السياسية والعلمية والاقتصادية.

4- الفشل كان نصيب الحركات العربية كلها وليس الاسلامية على اختلاف مشاربها.

5- النجاح هو الثبات على المبادىء لا الانتصار العسكري فقط.

6- النهضة الاسلامية محاربة من اعداء الحق.

7- العدل والحرية والمساواة والشورى هي من صلب مبادىء الاسلام. اما الغرب فمبادئه وليدة المصلحة.

8- وجدت تجارب اسلامية ناجحة تطبيقيا في الماضي وتطبيقها وان كان صعبا فهو ليس اصعب من تطبيق الحل الغربي البعيد عن قيمنا. فعلينا استرجاع هذه التجارب و تطويرها لتلائم عصرنا بدلا من استيراد الدمقراطية الغربية ومحاولة تهذيبها من القوانين التي تخالف اعرافنا.


1- مفهوم العودة الى الاسلام


يسأل محاورنا: سمعنا عبارة "العودة الى الاسلام" مرات عديدة في سياق النقاش حول الامور السياسية في لبنان ووطننا العربي ، هل يستطيع احد ان يناقش هذه الفكرة وخاصة ان اناسا كثر يدعون هذه المحاولة من ابو سياف الى مقتدى الصدر الى بدر الدين الحوثي الى مفتي لبنان قباني. كيف تترجم هذه العودة سياسيا ، اجتماعيا واقتصاديا؟



الجواب

قد يسأل هذا السؤال لعدة اغراض، ومن نوعية الاشخاص المختارين يتبين لي بأن السؤال اما للتشكيك بحتمية الحل الاسلامي واما نتيجة احباط من الفشل المتكرر للحركات الاسلامية في مواكبة العصر.

1- يجب الا نقع في فخ الحكم على الاسلام من خلال تعاليمه السياسية او الاجتماعية، فالاسلام عقيدة قبل كل شيء ونحن مقتنعون بها فلن نحكم عليه من بضع تجارب فاشلة او من غياب المشروع الاسلامي المتكامل. ان الذي يحكم على الاسلام فقط من جهة نظمه السياسية او الاقتصادية ومقارنتها بالانظمة الغربية الرأسمالية او الشرقية الاشتراكية يكون كمن انتزع غصنا اخضرا من شجرة باسقة عملاقة هي الاسلام. لذا ترانا نفشل احيانا في اقناع الناس بتفوق النموذج الاسلامي الاقتصادي على الرأسمالية او على الشيوعية لأننا نمسك بفرع صغير من شجرة باسقة. لا بل ان فصل هذه الفروع عن العقيدة سيجعل هذا الغصن يذبل ويموت لأنه انفصل عن الشجرة التي تمده بالغذاء، شجرة الاسلام. فمن الاولى بدل اتهام الاسلام ان نتهم انفسنا لأن تخلف المسلمين اليوم مرده تقصيرهم في تطبيق الاسلام وفهمه والحرص على تعلمه. وكمثال بسيط أسأل أي قارىء من قراءنا نفس السؤال الذي اسأله لنفسي: هل تسخر عشر الوقت الذي تسخره لتعلم العلوم الدنيوية في تعلم الدين وقراءة المواضيع الدينية ؟ هل تلتزم بالاسلام في حياتك الاجتماعية مع كل ما يعنيه هذا الامر من هجر للمعاصي وتعويد النفس على الطاعة؟ فإن كان الجواب سلبيا وهو سيكون كذلك فعلام نلصق بالإسلام تخلفنا ونحن بعيدون عنه. ان غياب التصور الاسلامي الشامل لعصرنا الحاضر مرده تقصيري انا وانت ايها القارىء والنخبة المتعلمة المثقفة في المساهمة بهذا التصور لأن الاسلام لم يكن يوما ما نظاما كهنوتيا يتولى فيه العلماء فقط مهمة اعطاء الحلول ومهمة تحمل كل فشل في هذا الاطار، فكلنا رجال دين وكلنا نتحمل هذه المسؤولية.

2- وهذا لا يعني استخفافا مني بالنظم الاقتصادية والسياسية التي يقدمها الاسلام ولا يعني اني اقلل من اهميتها بل كل ما نرجوه ان تكون هذه الفروع تابعة للاصل لا منفصلة عنه، واعود لأكرر أن مهمتي كمسلم متعلم مثقف ان ابحث عن هذه الحلول وهذا ما نحاول فعله في هذا الموقع حيث نهدف ان شاء الله الى انشاء ندوة دراسات اسلامية نعالج فيها كل المسائل المستجدة من وجهة نظر اسلامية ونرجو من كل الاخوة القراء المشاركة معنا في هذا المجهود بدل ان نفقد الثقة في صلاحية الاسلام لكل زمان ومكان. واحب ان اؤكد هنا ان حديثنا عن المشروع الاسلامي المتكامل لا يعني بالضرورة ان الاسلام قد حدد سلفا كل جزئية من هذا المشروع لأن الاسلام عقيدة وايمان وهو عندما يتكلم عن السياسة والاقتصاد يضع جملة ضوابط ومعايير دون الدخول في الجزئيات التي يتركها متحركة لتناسب كل عصر فليس من الصواب ان نفترض بأننا يجب ان ننسف كل تجارب الحضارة وسائر الشعوب، فيمكننا الاستفادة من نظريات مالتوس و ادم سميث وحتى كارل ماركس لبناء نظامنا الاقتصادي شرط الا يتعارض هذا النظام مع المبادىء الاسلامية مثل تحريم الربا و بيع الغرر و احترام الملكية...

3- عندما نتحدث عن تجديد الدين او العودة الى الاسلام الصحيح نتحدث عن ثلاث فئات:

فئة تستغل هذا الموضوع لاهداف دعائية او لتمييع الدين كفئة السلطات والمثقفين المستغربين

فئة دينية متحمسة تؤمن بهذا الشعار ولكن لا تمتلك القدرة العلمية التي تؤهلها لحمل لوائه.

فئة مسلمة واعية تعمل بصمت لاجل صياغة موضوع التجديد.

ونحن نرجو ان نكون من الفئة الثالثة او على الاقل ان نؤسس لهذه الفئة في اجيالنا القادمة

.
2- مفهوم فشل التجارب الاسلامية


يسأل محاورنا: لسبب ما فشلت تجارب كل الحركات الاسلامية وحتى هذه التي لم تحكم لا نملك كثيرا من الامل فيها . وفي ضوء هذا الفشل اود ان اسأل هؤلاء الذين يستعملون عبارة "العودة الى الاسلام" ان يكونوا اكثر تحديدا وان يعطوا امثلة عملية لمفهومهم كي لا نخلط بينهم وبين التجارب الفاشلة

.

جواب

كلام جميل نوافق عليه الا انه يفتقر للنظرة الشاملة والتي تتلخص في الاسئلة التالية المتمة للسؤال.

1- هل الحركات الاسلامية هي التي فشلت فقط ام ايضا سائر الحركات العربية من قومية وقطرية وشيوعية وتغريبية ؟

2- هل نقيم الحل الاسلامي بالنظر الى فشل تجارب الحركات الاسلامية او نجاحها؟

3- ما هو تعريف الفشل؟ هل كانت حركة عمر المختار فاشلة لأن الايطاليين قبضوا عليه واعدموه ؟

4- مع الحرب الغربية ضد الاسلام هل من السهل النجاح في تطبيق أي مشروع نهضوي اسلامي ؟

اجوبة الاسئلة

1- بالنسبة للسؤال الاول فنحن نعرف تماما ان الدول العربية كلها باستثناء السعودية و السودان لا تدعي الحكم باسم الاسلام واكثر قادتها يفاخرون بالعلمانية او الاشتراكية دون ان يرتد ذلك ايجابا على تطوير الدول العربية. وكذا على صعيد المنظمات والجمعيات والاحزاب فقليل منها الناجح مهما كانت انتماءاته وكذا على صعيد الافراد ايضا. وكثيرا ما نسمع ان ناتج الدول العريبة مجتمعة لا يوازي ناتج دولة كاسبانيا وفي الاولمبياد الاخير لم يفز العرب مجتمعين رغم المصاريف الهائلة التي يدفعونها على الرياضة بالعدد من الميداليات التي حازته كوبا او اليونان او رومانيا ... فعندما نتبرم من فشل الحركات الاسلامية او الانظمة الاسلامية الا يحق لنا ان نسأل عن مدى النجاح الذي حققته الانظمة العلمانية والاشتراكية العربية مع احزابها؟؟؟ سيقول السائل ولكننا نعرف ان هذه الانظمة لم تطبق الدمقراطية او الاشتراكية بشكلها الصحيح ، فنقول صحيح وهنا لب المشكلة : الشعب العربي للاسف شعب استهلاكي فوضوي لا يطبق المبادىء التي ينادي بها سواء كانت اشتراكية، دمقراطية او اسلامية. نحن نطبق أي عقيدة نعتنقها تطبيقا ظاهريا ومصلحيا وتظل عندنا مجرد شعارات. واكبر دليل محاولة اميركا فرض الدمقراطية على العراقيين. انظروا ماذا كانت نتيجتها !!! الملايين يترحمون على ايام صدام. ولكن الكثير من محبي الغرب ما زال يراهن على الحلول الدمقراطية ويقول انها تحتاج للوقت. وبالمثل انا كمسلم لي الحق ان اراهن ايضا على الحل الاسلامي واقول بأن فشل الحركات الاسلامية مرده الى سوء التطبيق وعدم النضوج لا الى قصور الشريعة الاسلامية. باختصار انا لا ارى أي مبرر للوم الحركات الاسلامية او دعاة الحل الاسلامي على تأخر الدول العربية لأنها ما زالت حتى الآن جزءا صغيرا من الحركة العربية فكيف نحملها هي مسؤولية وضعنا اليوم وهي التي لم تحكم او يفتح لها المجال للتأثير على الشعب. وتشددنا في لوم الحركات الاسلامية لا يبرر الا باحد المواقف الثلاثة التالية:

أ‌-اما نحن نكره الدين و نعتبره افيون الشعوب ورمزا للتخلف ونخاف في الوقت نفسه من ان نجاهر بهذا الامر امام العامة الهمج كي لا نقع تحت طائلة تهجمهم فنتستبدل هجومنا على الاسلام بهجوم على الاسلاميين.

ب‌-واما نحن نحب الدين ونغار عليه جدا بحيث يؤسفنا ان نرى من يشوه هذا الدين العظيم من اناس يستغلونه كشعارات او يسيئون تطبيقه بسبب ضيق افقهم ومحدودية فقههم للدين. فنركز هجومنا عليهم لأنهم يسيئون الى قدسية الدين.

ت‌-واما نحن حالمون و متعطشون للحل الاسلامي وايام الخلافة الراشدة بحيث نقارن كل زعيم اسلامي بالخليفة عمر بن عبد العزيز او بصلاح الدين وهي مقارنة جائرة ولا ريب لأن هؤلاء الاشخاص ابطال لا يجود التاريخ بمثلهم في كل جيل.

2- بالمقابل اذا خرجنا من موضوع الوضع العربي العام واهتممنا فقط بالحركات الاسلامية لا نستطيع ان نحكم عليها بمنظار دنيوي بحت كما نحكم على أي عقيدة اخرى. فالعقيدة الشيوعية او العقيدة البراغماتية لا تستند الى أي خلفية غيبية بل يحكم على مصداقيتها مدى نجاحها او فشلها . فإذا وعدت الشيوعية الناس بجنة ارضية وفشلت في الحصول عليها مع تعدد التجارب ومع اعطاء الوقت لها للقيام بذلك فمعناها هي عقيدة فاشلة وهذا ما يبرر انهيارها السريع حيث رضي الروس ان يتخلوا عن سيطرتهم على العالم كي يتمتعوا بالحرية التي حرموا منها. اما الاسلام فلا تستطيع ان تقيمه بهذا الشكل فهو لم يعدك بجنة ارضية بل بجنة في السماء لا يتم تحصيلها في كثير من الاحيان الا بالشقاء في الارض لا لأن الشريعة الاسلامية قاصرة في حد ذاتها على اعطاء السعادة للجنس البشري ولكن لسبب آخر وهو ان الله سمح للشيطان باغواء البشر وبوجود الشر. ولما كانت تركيبة الانسان ميالة لاختيار مسار الهوى والضلال اكثر من مسار الهدى ترتب على ذلك ان تكون الفئة المؤمنة مضطهدة في اغلب الاحيان والعصور. لذا علينا ان نحكم على الفئة المؤمنة بمنظار آخر فإن نجاحها لا يتوقف على انتصارها انما على ثباتها على الحق. ومن هنا فإن عمر المختار فاز ولو خسر وحماس فازت ولو خسرت مرحليا. والصراع بين الايمان والشرك وبين الاحتلال والتحرير طويل بحيث لا تحسم المعركة في جيل واحد.

3- على اننا حتى اذا اخذنا معيار النجاح الفعلي على الارض سنجد ان حركات اسلامية نجحت في تحقيق انجازات مهمة على صعيد التحرير اكثر بكثير من الحركات العلمانية مثل نجاح المقاومة الاسلامية كل من لبنان وفلسطين ونجاح المقاومة الاسلامية الافغانية في طرد الروس على رغم الفوارق الكبيرة في القوى بين الجانبين. واذا اضفنا الى هاتين التجربتين نجاح الحركات التحريرية الاسلامية في مصر والجزائر نجد ان الحركات الاسلامية سجلت اكبر مقياس نجاح بين سائر الحركات التحريرية نظرا لما تحمله من قدرة كبيرة على التحمل والتضحية غير انها في معظم الاحيان اما تفشل في استثمار هذا النصر عندما تصبح في الحكم (افغانستان) واما تتخلى قهرا او طواعية لغيرها كي يقطف نتائج انجازاتها (مصر و تونس والجزائر)..

4- ولكن في كلا الحالتين هل يحمل الاسلاميون مشروع حكم؟ وهل مشروع الحكم هذا قابل للتنفيذ؟ في بعض الاحيان يكون مشروع الحكم ضعيفا لأن الحركات الاسلامية التي وصلت للحكم هي ضحية التهجير والاضطهاد، فعندما يشرد الروس الافغان والشيشان وعندما يشرد الاسرائيليون الفلسطينيين وعندما يشرد الاميركان العراقيين. فماذا ننتظر من حركات التحرير وليدة المخيمات؟ هل ننتظر منها ان تمتلك فكر ا متطورا منفتحا على الآخر؟؟؟ القضية قضية بيئة و ظروف. والاسلام دين واحد ولكن فقهه يختلف مع البيئة وبعض الاختلافات مقبولة وتظل ضمن دائرة الاجتهاد وبعضها مرفوض لأنه يخالف اسسا صريحة منه. والحكم على تجربة أي فريق لا بد لها من جهود ضخمة و دراسات موضوعية.

5- وفي عصرنا هذا يعتبر الغرب المشروع الاسلامي عدوا له وبالتالي ليس من السهل تحقيق انجاز مهم بالاضافة الى اننا لا نمتلك مشروعا موحدا للتعامل مع العولمة. فاما ان نأتي بحكم من خارج التاريخ واما نأتي بحكم باسم الاسلام ولا رائحة للاسلام فيه. ولا ننسى اننا اليوم في احلك الظروف ففي الايام الغابرة كان الصراع بين الروس من جهة والاميركان من جهة اخرى اما الآن فقد اتحد العالم كله لمحاربة الاسلام بدءا من المنظمات الجهادية وصولا الى الجمعيات الخيرية ومناهج التعليم.
3- تفاصيل الحل الاسلامي


يقول محاورنا: حسنا لنعرف النجاح عوضا عن ان نعرف الفشل. بالنسبة لي ، معتمدا على قواعد تطبيقية و نظرية ، النجاح لا يمكن ان يقوم الا عبر النقاط التالية:

1. تقرير المصير عبر انتخابات دمقراطية: انتخابات، تبادل السلطة، فصل السلطات.

2. الحريات الاساسية : الحرية الفكرية، حرية اقامة الاحزاب و حرية العقيدة.

3. الخدمات الاساسية مؤمنة للجميع وليس للاغنياء فقط مثل المدارس و المستشفيات ووسائل النقل والتأمين الصحي

4. حكم القانون: لا احد فوق القانون: كل الناس يملكون نفس الحقوق والواجبات.

في كلمة واحدة الدمقراطية حسب النموذج الاوروبي. لا شيء من هذا القبيل موجود في الدول العربية، او أي من الحركات التي ذكرتها وهذا سبب فشلها على ما اعتقد.

سؤالي الاساسي هو ان ندخل في تفاصيل "الحل الاسلامي" فقط كي نرى ان كانت هذه الشروط مضمنة فيه ام لا. وان كانت هكذا حدد لي من فضلك كيف بطريقة تطبيقية. لا اريد ان اخرج عن الموضوع الاساسي ولكن بالنسبة لحماس وعمر المختار دعني اشدد بأن هذه الحركات لا يمكن ابدا ان تؤمن عوامل النجاح تلك. بالنسبة للولايات المتحدة والتدخلات الاخرى في المنطقة ، انا اعتقد بأن الكثير كان يمكن ان فعله حتى مع الوجود الاميركي لأن معنا هامشا واسعا للمناورة.

الجواب

قبل الانتقال الى الموضوع الاساسي دعني اذكر بعض النقاط السريعة:

1- لا نستطيع تعميم الوصف بالفشل على طرف ما لمجرد انه فشل في ناحية معينة خاصة اذا لم تكن هذه الناحية هدفا اساسيا عنده، فمن هذا الباب اعتقد انه من الاجحاف ان نصف قوما جادوا بارواحهم للدفاع عن دينهم و ارضهم وعرضهم بأنهم فاشلون، فليس بعد التضحية ونكران الذات نجاح. ولأقرب الصورة الى ذهنك دعني اضرب مثالا لك من النموذج الاوروبي الذي تجله وتقدره. هل اتى المؤرخون ولاموا جان دارك لماذا لم تنتصر على الانكليز؟ هل لاموها لأنها لم تضع اسس الجمهورية الفرنسية؟ بالطبع لا فحركة جان دارك حركة تحريرية.

2- كما تفضلت: لا احد من الدول العربية يتبنى اسس النجاح التي ذكرتها مع كون معظمها يدور في الفلك الغربي او الاشتراكية فلماذا لا نعتبر ان الشعب العربي شعب من شعوب العالم الثالث ما زال في طور النمو والحركات الاسلامية ما هي الا جزء منه فمن الطبيعي ان تنشأ متاثرة بالبيئة المتخلفة.

3- من الخطأ ان ننظر الى الغرب كمثال اعلى. وأن ننادي بالصحافة على النمط الاوروبي وبالحكم على النمط الاوروبي وكأن ديننا قاصر عن اعطاء الحلول او المبادىء. هل الموضوعية في الصحافة هي اختراع الاوروبيين؟ عندما يأتي القرآن لينصف يهوديا اتهم بسرقة درع للمسلمين مع انعدام الشهود على براءته فأي شرعة تقوم بهذا الامر؟ عندما يوصينا رب العالمين ان لا نظلم الناس ولو كانوا اعداءنا "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا "، فأي شرعة تقوم بهذا الامر ؟ لطالما نسمع الناس يقولون بأن ما يحصل الآن من عدوان امريكي هو بسبب انهيار الاتحاد السوفياتي ويتحسرون عليه، الا ليتهم يتحسرون على انهيار الخلافة لأن مشاكلنا الحقيقة بدأت يومها (وبالانهيار نعني ايضا فترات الضعف وليس مجرد الغاء الخلافة). اليس جديرا ان ننطلق من تاريخنا الاسلامي وقيمنا بدل الانطلاق من معايير الغرب التي هي بالنهاية معايير مصلحية براغماتية متغيرة تقررها مصالح النخبة الحاكمة؟ اليس جديرا ان ننطلق يالاصلاح من حاجات المسلمين ومصالحهم لا من اجندة الغرب وتلبية مآربهم بمزيد من السيطرة ومسخ الهوية؟

4- ويكفي كي اؤكد لك نظريتي ان جميع ما ناديت به موجود ضمن الدين الاسلامي فلماذا نهرع الى المصطلحات الغربية؟

أ‌-تنادي بالدمقراطية وعندنا الشورى. تنادي بفصل السلطات ونحن جميع نعرف نزاهة القضاء الاسلامي وحرص القاضي الا يميل لطرف دون آخر كي لا يلقي بنفسه في النار. اما بالنسبة لتعاقب السلطات فالاسلام لا يقر بالتوريث ولا الحكم الملكي.

ب‌-الحريات الفكرية مضمونة في الاسلام اكثر من أي دين آخر فهو اعترف بأهل الكتاب واعطاهم الحماية ووضع نموذجا يحتذى لحرية العقيدة " لا اكراه في الدين" في حين كان الناس على دين ملوكهم في ذاك الزمن. ولكن شرط احترام اسس الدولة فكما حاكمت اميركا الشيوعيين فيها لأنها شعرت انهم يشكلون طابورا خامسا. وكما ترفض معظم الدول الاوروبية التشكيك بالمحرقة ومعاداة السامية يحق لنا ان نرفض قبول من يرتد عن الاسلام على ارضنا. لأن الارتداد من الحق الى الباطل لا يكون الا بغرض اثارة الفتنة وزعزعة النظام والتشكيك بالاسلام. لقد كان الاسلام واضحا في هذه القضية اما الغرب فيتلاعب ويضحك على الناس. يسمح بشتم الاسلام ونبيه بدعوى انها حرية فكرية ويرفض بحثا علميا (ويحاكم مؤلفه) لمجرد انه يسعى الى اقناع الناس ان عدد ضحايا المحرقة من اليهود لم يكن بهذا القدر الذي نسمع عنه. يسمح بحرية العري والاباحية ويمنع الستر والفضيلة بدعوى العلمانية فاي حرية هذه؟ انها حرية انتقائية وكاذبة. أي حرية تلك اذا كنت لا استطيع ان ارسل لاقاربي في اميركا أي رسالة اسلامية خشية ان يقرأها ال سي أي أي ويحاكموهم بتهمة الانتماء الى تنظيم متطرف. ان كان من نفع وحيد لاحداث نيويورك فهو انها فضحت الحرية الاميركية والاخلاق الاميركية والعدالة الاميركية للناس ولكن للاسف ما زال البعض ينظر باكبار للنموذج الغربي الاوروبي والاميركي.

ت‌-الخدمات الاجتماعية متوفرة في نظام الدولة الاسلامية عبر نظام الزكاة ويكفي انه في فترة الخليفة عمر بن عبد العزير رضي الله عنه لم يبق من يقبل الصدقة في البلاد وهذا وضع لم تصله اميركا حتى الآن حيث ما زال الفقر يخيم على كثير من احياء مدنها وخاصة مدن السود حيث الغي التمييز العنصري من النصوص ولم يلغ من النفوس. ويكفينا فخرا ان ان الاسلام قضى على التمييز العنصري من جذوره.

ث‌-حكم القانون: اين حكم القانون في الدول الغربية من النموذج الذي وضعه الاسلام حين قال رسوله الكريم "والله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها". اذكر لي فضيحة طالت مسؤولا غربيا او احد ابنائه وسجن على اثرها؟ دائما ما كان هناك كبش محرقة في قضايا الفضائح مثل "ايران غيت"، يذكر مايكل مور في فيلمه الاخير ان لا احد من ابناء النواب يحارب في العراق رغم تغنيهم اليومي بهذه الحرب، وجورج بوش نفسه تهرب من الخدمة في فيتنام. القانون وحده لا يكفي بدون الوازع الداخلي اذ يمكن الاحتيال عليه بطرق كثيرة اذا كنت تملك المال.
4- تفاصيل الحل الاسلامي


يقول محاورنا: ما تتحدث عنه هو مجرد نظريات للاسف دون تطبيق. انا لا يهمني من اخترع الموضوعية في الصحافة والدمقراطية. لقد طبقت في الغرب وطورت بينما ما زلنا نخضع للدكتاتورية في دولنا. علينا ان نكون عمليين هنا. بالنسبة للفشل فكنت في صدد التفكير في بعض الدول العربية التي حاربت الاستعمار و تخررت مع ذلك فهي الآن في وضع اسوأ. الجزائر، ليبيا وحتى يوغسلافيا. القضية هي اننا يجب ان نتعلم من اخطاءنا السابقة. ماذا بالنسبة لمن هم من غير اهل الكتاب وهم الاغلبية في العالم (الصين والهند)؟ ومن هم الطابور الخامس في بلادنا لأنهم ارتدوا عن الاسلام؟ ارجوك حدد.

بالنسبة لنظرتك الى الغرب. انا لم اقل ان الوضع هناك مثالي، كل ما قلته هو ان الوضع هناك افضل بكثير من وضعنا هنا واتأمل ان نصل يوما ما الى وضعهم ونحسنه. انت تنظر فقط الى نصف الكوب الفارغ في الغرب فيما الكوب كله فارغ في بلادنا. ولا تنس ان ابنة جورج بوش سجنت لأنها كانت تقود وهي مخمورة ، هل من الممكن ان يحصل هذا لابن موظف درجة خامسة في بلادنا؟

دعنا نكون عمليين، "حكم الله يكمن حيث تكمن مصلحة البشر”.

الجواب

1- انت تخطىء حينما تقول اني اتجاهل منجزات الغرب. كل امر فيه منافع ومضار حتى الخمر ولكن ما زاد ضرره على نفعه اعتبر ضارا. والتبعية للغرب مضارها اكبر من منافعها وانظر حولك لترى من راهن عليها اين اصبح. نحن لا مشكلة لدينا في اتباع النظم الغربية لأن الحضارة الانسانية حضارة واحدة ونحن نتعلم من تجاربنا الانسانية ونستفيد، فالعلم ليس له جنسية و النظام ليس له جنسية والثقافة ليست لها جنسية. لذا فلا مانع لدي من تعليم برمجة منتجات ميكروسوفت ولا امانع قراءة الكتب الغربية عن تنظيم الوقت ولن اتبجح لأدعي ان القرآن يغنيني عن كل التجارب الغربية لأن القرآن الكريم هدى ونور للبشرية و دليلها الى الصراط المستقيم ولكنه لا يشمل كل تفاصيل الحياة بل يترك هامشا مهما للطاقة الانسانية كي تساهم في اعمار الارض. ولكن مشكلتنا هي الانبهار الشديد بمنجزات الحضارات الغربية عندنا ووضعها نبراسا في نظرتنا الى الكون. السؤال الذي اطرحه على الناس: ان تعارض مطلب من مطالب انتمائك للاسلام مع مطالب الدمقراطية فماذا تختار؟ من طريقة كتابتك يبدو انك لن تتردد في اختيار الحل الغربي. انا بررت لك تحاملي على الغرب والآن دورك لتبرر لي تحاملك على الاسلام، واستعمال شبهات الغربيين ضد هذا الدين العظيم في سياق ردك.

2- اوافقك بأن الكثير من الدول العربية اصبحت في وضع لا يقل سوءا عن ايام الاستعمار لا بل هذا ما قلته سابقا في رسالة سابقة و لكن هذا كله يعود في نظري للبعد الحقيقي عن تطبيق روح الاسلام، شعوبا قبل الحكام.

3- عندما تقول بأني اتكلم في النظريات، ولا يوجد مثال تطبيقي يحق لي ان اسألك وهل كانت الامبراطورية الاسلامية التي سادت العالم لمدة قرون خيالا؟ ما صلح في الماضي لكي يؤسس دولة متحضرة يصلح في الحاضر لأن يكون كذلك لأن الاسس الاخلاقية لا تتغير فالانسان انسان وحاجاته واحدة مهما اختلف الزمان والمكان. وكل ما يختلف هو الوسائل في تحصيل هذه المنافع . وبما ان نقاشنا كان حول المبادىء والحقوق الاساسية للشعوب (حرية الفكر والعدل و الموضوعية...) فلا ارى ان طلبي العودة الى الاسلام كمصدر للتشريع و مصدر للقيم والاخلاق طلبا خياليا، لا بل ان مطلق امة تتخلى عن تراثها الأخلاقي تذوب وتفقد خاصيتها. ما ندعو اليه هو الانطلاق من جذورنا الاسلامية في الاصلاح لا من نظرة الغرب لنا او نظرتنا اليه. (على فكرة تتغنى امريكا دائما بثقافتها المسيحية-اليهودية مع كون المواطن غير ملتزي باحكام دينه)

4- لا اوافقك بعدم جدوى الاهتمام بمصادر القيم لأن اخذ قيمنا الانسانية من الغرب بدلا من القرآن معناه اننا نتخلى عن مهمتنا الاساسية فوق هذه الارض الا وهي عبادة الله. نحن نعلم ان الاخلاص لله في العمل هو سبيل النجاة. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى امرأة ينكحها او دنيا يصبيها فهجرته الى ما هاجر اليه. فان كنت تنشد ان تبني حضارتك بقيم الغرب فأنت تفكر في هذه الدنيا فقط واما ان كنت تنشد ان تبني حضارتك على منهج القرآن فستكسب الدنيا و الآخرة. صحيح ان ترك الخمر يعطينا نفس النتيجة صحيا سواء فعلنا ذلك خوفا من الله او لاتقاء الضرر ولكن الاول يعطيك ثواب الدنيا والآخرة والثاني لا يعطيك الا الصحة في الدنيا.

5- لن ادخل معك في الشؤون التفصيلية الصغرى قبل حسم نقاط الحوار الاساسية ، فلا معنى للدخول في موقف الاسلام من المشركين من غير اهل الكتاب او موقفه من الردة او موقفه من جواز تولي المرأة الحكم او الدمقراطية او الحرية... ان كنا لا نملك نفس الارضية. فحوارنا سيطول حول التفاصيل ونحن لم نحسم الاساس. لنفترض جدلا بأني اقنعتك بصحة موقف الاسلام في كل هذه الامور عدا واحدة، هل ستترك الحل الاسلامي وتتبنى الحل الغربي؟ الشريعة اوامر الله فإما ان تقبلها كلها واما فلا تعتبر عند الله مسلما لأن مخالفة الله في امر من اوامره هي كمخالفة الدين كله. " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم". نعم يحق لك ان تسأل وتتباحث حول هذا الحكم هل هو قطعي ام اجتهادي ولكن ان ثبت انتماؤه للقطعيات فلا مجال للنقاش فيه لأن اوامر الله ملزمة.

6- اذا هاجمنا الغرب في كتاباتنا فلا يعني هذا اننا مع الانظمة العربية. اذا كنت تضع حذاءك في الانظمة العربية فإني لا اجرؤ ان افعل هذا كي لا يتسخ حذائي. ذكرتني بصديق كان مؤيدا للغزو الاميركي على العراق ليحمل الدمقراطية والامن اليه (وانا اسأله اليوم اين هذه الدمقراطية؟؟؟ واين هذا الامن؟؟؟) فلما وقفنا ضد هذا الطرح، اتهمني باني بعثي. هكذا منطق "اما معي او مع اعدائي". ان تركيزي اليوم على مساوىء الغرب دون مساوىء الانظمة العربية لأني اجد الكثير من ابناء جلدتنا وقد غرتهم هذه القيم الزائفة فيما لا اجد اليوم من بين العرب من يجل الحكام العرب (على الاقل بين معارفي) فهؤلاء طغاة مكشوفون. ولكن الانظمة الغربية هي الانظمة الخادعة المزيفة التي تحمل السكين بقفازات من حرير و كم من ابناءنا من اغتر بها وبقيمها فانسلخ عن مجتمعه وعاش على امل اللحاق بركب الغرب في كل مبادئهم حتى انطبق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم "لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه". فمنهم من نجح فألغى هويته بالكامل وغير اسمه وكسمه، ومنهم من لفظه هذا الغرب ولم يعترف باهليته في الالتحاق به فظل مصنفا كمواطن درجة ثانية او كإرهابي محتمل.

7- واسمح لي بان انتقل من موضع الدفاع الى موضع الهجوم، انت تلوم الحركات الاسلامية على فشلها. فماذا قدم الفريق الذي يحمل افكارك؟ لماذا لم يطور الدول العربية؟

أ‌-انت تسأل ماذا قدمت الحركات الاسلامية وانا اسأل ماذا قدمت الحركات التقدمية الدمقراطية. قد تقول لي بأنها لا تلتزم تماما بالدمقراطية فأقول لك ولماذا لا تقبل اذن اقوالي بأن الحركات الاسلامية ايضا لم تلتزم بمبادىء الاسلام تماما، ام ان الاسلاميون مقدسون ولا يخطأون؟

ب‌-فإذا قلت لي بأنك الوحيد الذي يملك هذه الافكار فهذه مكابرة لأن افكارك ليست بجديدة، وعلى فرض انك وحدك فلماذا لا يجتمع الناس حول افكارك؟ هل لأن الاسلام يشدهم الى الوراء؟ انت تعرف ان من يتابعون ستار اكاديمي هم اضعاف متابعي اي برنامج اسلامي وانت تعرف ان بعض الدول العربية مثل تونس اكثر علمانية من دول الغرب فلماذا لم تتطور ولماذا ما زالت متخلفة؟ واذا اخذنا روسيا كمثال لدولة حاولت تطبيق الدمقراطية فلماذا ما زالت تحت خط الفقر ولماذا تصدر نساءها بنات هوى للعالم؟ الم تحاول تطبيق الدمقراطية؟ الا تتلقى مساعدات غربية مالية هائلة؟ واين التقدم الحضاري في اكبر دمقراطية في العالم الهند؟ ما نفع الدمقراطية ان ساقت تقدما تكنولوجيا في حين يعيش معظم الشعب تحت خط الفقر؟ اذا كانت اسرائيل بنظر الغرب الدمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط وهي التي تضرب عرض الحائط بقرارات الامم المتحدة وتغتصب الاراضي فما قيمة الدمقراطية؟ ان كانت تركيا تدعي انها دمقراطية وتسجن من يمس بعلمانية اتاتورك فأين الحرية والدمقراطية؟ ان كان من غير المسموح لك ان تشكك بقضية تاريخية مثل محرقة اليهود في دول اوروبا فأي دمقراطية هذه؟ ان كان العري مسموحا والحجاب ممنوعا فأي دمقراطية واي عدل هذا؟ وكيف تعيب علينا ان نرفض الردة عن الاسلام في نظامنا اذن وكل نظام يدعي الدمقراطية والحرية يحمي نفسه بالقوانين؟

ت‌-وحين تطالبنا بتفاصيل المشروع الاسلامي، اسألك اين تفاصيل المشروع الذي تدعو اليه؟ ام انكم تريدون حمل النظام الغربي كما هو وتطبيقه على الدول العربية؟ ان نظام الحرية الجنسية وحقوق المثليين هو من صميم الدمقراطية والحرية الغربية فهل تريدنا ان نسير في هذا الاتجاه؟ هل تناسب الدمقراطية شعبا مثل العراق غارق في الخلافات الاثنية والقبلية والمذهبية؟ حتى في لبنان هل ستنجح الدمقراطية الغربية؟ افرض ان الانتخابات ساقت ثلاثة رجال من الطائفة السنية الى المراكز الرئيسية الثلاث فهل سيقبل الموارنة؟؟؟

ث‌-قد تقول لي بأن مشروعي التحرري لا ينفذ قبل تغيير فكر الناس، حسنا اعطني مدة متوقعة لتغيير هذه العقلية. عشر سنوات، عشرين سنة؟؟؟ ولماذا لا تقبل مني عندما اقول لك بأن تطبيق الحل الاسلامي يحتاج الى وقت ايضا ويحتاج الى جهود لتغيير عقلية الناس؟ كيف يكون الحل الذي اطرحه نظريا ويكون حلك عمليا. هذا علما ان الارض مهيئة لمشاريع الغرب اكثر من الاسلام الذي يحارب في كل مكان ومن الكل: من الغرب و من الحكام العرب وللاسف من قبل بعض المثقفين المتنورين. اذا كان الحل الاسلامي نظريا لأنه ينطلق من تجربة في الزمن الماضي الى تجربة في الزمن الحاضر فالحل الغربي نظري ايضا لأنه يحمل تجربة من مكان ليحاول تطبيقها في مكان آخر مختلف تماما بطريقة تفكيره وتقاليده.

8- بالنسبة لموضوع ابنة جورج بوش السكيرة وما يدل عليه من تطبيق القانون على الجميع:

أ‌-هذا مثال ضدك لا معك، انظر ماذا حملت الدمقراطية للولايات المتحدة ؟ انسان غبي اجمع على غباءه الاصدقاء قبل الاعداء. وانظر الى حياته السابقة وغرقه في المخدرات والخمر وانظر الى تربيته الصالحة لاولاده. وانظر الى فشله المتكرر وجهله التام بابسط امور الثقافة العامة، وانظر الى الرئيس السابق كلنتون ومغامراته العاطفية.. انا لا يشرفني هذا النوع من الرؤساء.

ب‌-هل انت واثق انها لم تعامل معاملة خمسة نجوم؟ وانها لم تحجز في مكان فيه كل وسائل الترفيه من تلفزيون و كتب وهواتف؟ هل عوملت كما يعامل الزنجي حين يقبض عليه حيث ينهال عليه رجال الشرطة بالضرب؟ وهل الحبس لمدة ايام او الغرامة يعتبر دليلا على نزاهة القضاء ؟ ليتك اعطيتني مثالا صارخا عن قضية اهم من ذلك.

ت‌-ان جورج بوش ليس سوى لعبة في يد الاخطبوط الصهيوني، فلا مشكلة بالمساس به او بابنته، ولكن هل يمكن ان تمس بمصالح الاخطبوط الصهيوني ومافيات النفط؟؟؟ هل يمكن انتقاد اليهود دون ان تسمى معاديا للسامية؟؟ اذا كنت تملك المال وتملك وسائل الاعلام تتحول الدمقراطية الى لعبة بيدك وتغير رأي الشعب وتضلله فيختار ما تصوره له. هذه هي الدمقراطية التي تنشدها يا اخي . سيطرة المال على السلطة وتكييف القوانين لتناسب ذوي المصالح فإن كنت تتأمل غير هذا فأنت تعيش في مدينة افلاطون الفاضلة. ولا مانع اذا حققت مآربك ان تلهي العالم بشيء يسمى حرية الرأي ما داموا يتكلمون ولا يستطيعون ان يغيروا شيئا، فمن قواعد أي لعبة ان تترك هامشا للشعب الغبي كي يتسلى به ويظن انه يحكم نفسه بنفسه ، ففي بعض البلدان تكون حرية الرأي هي الطعم وبعضها الآخر يكون المكدونالد او البيتزا هت...

9- لا اعترف ولا اقر بهذه القاعدة "حكم الله يوجد حيث توجد مصلحة البشر" .. هذه قاعدة معكوسة.. كيف تجعل امر الله تبعا لهواك بدلا من ان يكون هواك تبعا لما جاء به الدين؟ من يعرف مصلحة البشر اكثر من خالق البشر؟من يحدد مصلحة البشر؟ البشر انفسهم؟ الانسان الذي لا يعرف كنه ذاته؟ والذي تختلف نظرته الى الكون من مجتمع الى آخر. اذا كنت لم اتفق معك على امر واحد فكيف اخضع لنظام تقيمه انت وكيف تخضع لنظام اقيمه انا؟ ما هو معيار الحق؟ هل هو هو مع الاكثرية؟ اذن سنعود الى لعبة المال والسلطة؟
10- واخيرا ان كنت تريد مني ان اكون عمليا اكثر من ذلك فاعطني ماهية الحل برأيك مع سبل تطبيقه . كيف نحسن الوضع العربي؟ باصلاح النصوص ام النفوس؟ وفي كلا الحالين اعطني مدة منطقية لتطبيق هذا المشروع سواء على صعيد تغيير الفكر العربي اوعلى صعيد تحديث قوانينه. اعطني هذه الوصفة السحرية التي تستطيع فيها ان تجعل من العالم العربي جنة

م. عزام حدبا
http://www.hayran.info/articles.php?catid=87&id=1674