تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بعد مكة والمدينة.. معتمرو روسيا في القدس



مقاوم
02-23-2010, 04:26 AM
بعد مكة والمدينة.. معتمرو روسيا في القدس











في خطوة تجاوزت نحو 93 عاما من الزمن لترد مسلمي روسيا إلى عادة أسلافهم قبل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وضع مجلس شورى المفتين في روسيا برنامجا جديدا للمسلمين الروس لأداء مناسك العمرة، يقضي بزيارة مدينة القدس الشريف بعد زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة.وفي تصريحات نقلها عنه موقع "صوت روسيا" الأسبوع الجاري، قال رئيس إدارة العلاقات الخارجية لمجلس شورى المفتين روشان حضرت عباسوف: "نخطط لشهر مارس المقبل، عندما تفتح المملكة العربية السعودية حدودها لأداء مناسك العمرة لأن يزور حجاجنا الأماكن الإسلامية المقدسة الثلاثة وفيها القدس الشريف".ومن الجدير بالذكر أن مسلمي روسيا قبل الثورة البلشيفية عام 1917 كانوا يؤدون فريضة الحج بالأراضي المقدسة، ثم يعرجون على مدينة القدس الشريف؛ ما كان يطيل أمد الرحلة لعدة أشهر. وأضاف عباسوف: "يستغرق برنامجنا المقترح لزيارة المدن الثلاث أسبوعا واحدا، فأولا تجرى زيارة مكة المكرمة والقيام بجميع مناسك العمرة، ثم المدينة المنورة والصلاة بالمسجد النبوي الشريف، وبعد ذلك التوجه إلى زيارة القدس والصلاة بالمسجد الأقصى المبارك".



وللقدس ومسجدها الأقصى مكانة كبيرة في قلوب المسلمين حول العالم لا تقل عن مكانة مكة والمدينة وحرميهما؛ وذلك نظرا لأن المسجد الأقصى ظل القبلة التي يتوجه إليها المسلمون في صلاتهم لنحو 18 شهرا قبل أن يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم باستقبال الكعبة المشرفة بمكة لتصبح منذ ذلك الحين قبلة المسلمين.



وكذلك يقترن المسجد الأقصى في وجدان المسلمين بالحرمين المكي والنبوي؛ حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى".




بعيدا عن "العال"





وحول برنامج تنقلات الرحلة التي قد تواجهها صعوبات بسبب سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على مداخل وحدود مدينة القدس، أوضح عباسوف: "لقد تم بالفعل إعداد البرنامج المقرر، وهو الطيران من موسكو إلى السعودية، ثم العاصمة الأردنية عمان، ومن هناك يستقل المعتمرون الحافلات للوصول إلى القدس عبر الضفة الغربية".



وأضاف: "وبما أن القدس غير مجهزة بالبنية التحتية فسيكون التجمع في العاصمة الأردنية التي يلاقي فيها حجاجنا كل المحبة والترحيب، ومنها نتوجه لفلسطين حيث نزور بيت لحم وأريحا وقبور الأنبياء وأماكن أخرى من الأرض المقدسة، وسيرافق كل فريق من الحجاج مرافق خاص من طرفنا".



ولفت إلى أنه قد التقى مرارا وتكرارا مع وزير السياحة في فلسطين، قائلا: "ونحن ندرس تجربة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، التي أرسلت العام الماضي 130 ألف حاج للقدس، كما أننا نعتزم تطوير هذا المشروع فهو هام بالنسبة إلينا كمسلمين؛ حيث سنتمكن من الصلاة في المسجد الأقصى، ومشاهدة المقدسات المسيحية، وهام بالنسبة للجانب الفلسطيني، الذي يهتم بتدفق السياح الروس كحجاج زائرين للأماكن المقدسة".



ويتضح من تصريحات رئيس إدارة العلاقات الخارجية لمجلس شورى المفتين أن برنامجه لن يستخدم طيران "العال" الإسرائيلي لزيارة المدينة المقدسة، ولكن هذا لن يعفيهم من الاضطرار إلى اللجوء لسلطات الاحتلال للحصول على تصاريح بزيارة القدس المحتلة؛ وهو السبب الذي يتجنب بسببه مسلمون وعرب زيارة القدس، كما تحظر الكنيسة الأرثوذكسية المصرية على أتباعها الحج إلى القدس حتى لا تضطر للتعامل مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.


منقول

من هناك
02-23-2010, 11:08 AM
ما هو الرأي الشرعي في زيارة القدس وهي لا زالت تحت الإحتلال؟

مقاوم
02-23-2010, 11:36 AM
تقصد ما هو الحكم الشرعي؟

إليك هذا المقال بعنوان: زيارة الأقصى دعم للفلسطينيين أم تطبيع مع اليهود؟ لعله يجيب على السؤال

بين الحين والآخر ونتيجة للصراع الدائر بين المسلمين واليهود حول المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تثار قضية زيارة المسلمين من خارج فلسطين للمسجد الأقصى، وجدوى هذه الزيارة بالنسبة لقضية القدس والمقدسات، والمسجد تحت سيطرة اليهود، وهل تجوز هذه الزيارة أم لا؟ وهل هي دعم للفلسطينيين؟ أم أنها نوع من التطبيع مع الكيان الصهيوني، خاصة وأن الزائر من خارج فلسطين والقدس سوف يحصل على تأشيرة دخول وتصريح بالزيارة من السلطات الصهيونية؟
والقضية ليست وليدة اليوم، فمنذ عامين أو يزيد أثارت الدعوة التي وجهها شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي إلى المسلمين لزيارة المسجد الأقصى المبارك، كوسيلة لدعم الانتفاضة الفلسطينية وجهاد الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، عاصفة كبيرة بين علماء الإسلام وجموع الأمة، وترتب عليها ردود فعل واسعة بين علماء الإسلام، وتجديد الخلافات بين المؤيدين والمعارضين لزيارة الأقصى وهو تحت احتلال الصهاينة، فالمعارضون للزيارة من العلماء يرون أن قبول السفر والزيارة بتأشيرة صهيونية فيه إقرار لسيادة الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، واعتراف بشرعية هذا الاحتلال البغيض، وأن هذه الزيارات ستكون في صالح إسرائيل وليس الفلسطينيين، وهو ما يرفضة علماء فلسطين أنفسهم الذين يرون أن زيارة المسلمين للأقصى وهو تحت الأسر الصهيوني نوع من التطبيع مع اليهود الذين اغتصبوا الأرض والمقدسات.

تأكيد للحق الإسلامي:
ولقد اختلف علماء الإسلام في حكم زيارة القدس والمسجد الأقصى في الوقت الحالي، وهي تحت الاحتلال الإسرائيلي، فبعض العلماء يرون إن زيارة القدس حالياً أمر مفيد لتأكيد حق المسلمين في القدس وربط المسلمين بالمسجد الأقصى، وتقديم الدعم المعنوي والنفسي لسكان القدس، وإظهار ارتباط المسلمين بالقدس أمام العالم أجمع، وإن عزلة القدس عن العالم الإسلامي برفض زيارتها تضعف في نظر العالم ارتباط المسلمين بالقدس.
في حين يرى فريق آخر من العلماء على رأسهم الدكتور يوسف القرضاوي، والدكتور أحمد عمر هاشم (رئيس جامعة الأزهر السابق) أن زيارة القدس من قبل المسلمين حالياً إقرار بسيادة الاحتلال واعتراف بشرعية الاحتلال، ودعوة للتطبيع مع إسرائيل بأخذ التأشيرات من سفارات إسرائيلي للدخول، ولا يخفى على أحد الفوائد الكثيرة التي ستعود على إسرائيل من سفر المسلمين إلى فلسطين بتأشيرة إسرائيلية، واستغلال اليهود لذلك إعلاميًا، وغزوهم الفكري لشباب المسلمين، ودعوا المسلمين إلى تجديد مقاطعة إسرائيل ورفض التطبيع.
وكان شيخ الأزهر قد فجر من قبل هذه القضية حينما أعلن عن قَبول الدعوة التي وجهها إليه "بركات الغرا" رجل الأعمال الفلسطيني لزيارة القدس، وخرق المقاطعة التي يفرضها المسلمون في جميع أنحاء العالم على زيارة فلسطين؛ لأنهم سوف يحصلون على تأشيرة إسرائيل في جوازات السفر، وقال الدكتور "سيد طنطاوي": "إننا سوف نؤيد الانتفاضة عمليًّا بالشراء والإنفاق في فلسطين".
وكانت هذه الدعوة الجديدة انقلاباً في موقف شيخ الأزهر، الذي سبق وأعلن أكثر من مرة أنه لن يذهب لزيارة المسجد الأقصى إلا بعد تحريره تأكيدًا لرفض التطبيع مع إسرائيل.
وأيده في موقفه الجديد (وزير الأوقاف المصري) الدكتور حمدي زقزوق، الذي أعلن ترحيبه بدعوة شيخ الأزهر لزيارة المسجد الأقصى، واستدل في ذلك بزيارة الرسول للكعبة المشرفة وهي تحت سيطرة كفار مكة ولم يمتنع عن زيارتها.
وأبدى "زقزوق" رفضه للفتاوى التي أصدرتها الجامعة الإسلامية في غزة، والتي تُحَرِّم زيارة المسلمين من خارج الأراضي المحتلة للأقصى المبارك؛ لأن ذلك سوف يكرس شرعية النظام الغاصب في إسرائيل.

الجهاد هو السبيل الوحيد:
في حين عارض الدكتور/ أحمد عمر هاشم (رئيس جامعة الأزهر السابق) الدعوة لزيارة الأقصى، وأكد على أن الجهاد هو السبيل الوحيد لتحرير المسجد الأقصى.
وشاركته الرأي الدكتورة/ آمنة نصير (عميدة كلية الدراسات الإسلامية السابقة)، والتي قالت: الجميع متفقون منذ سنوات على عدم زيارة القدس وهي تحت الاحتلال، ويشاركنا في هذا موقف الكنيسة المصرية التي ترفض زيارة المسيحيين لها إلا بعد تحرير المدينة المقدسة من دنس اليهود، وأضافت: إنني أخشى أن تقتل هذه الدعوة لزيارة المسجد الأقصى العداء في نفوسنا تجاه اليهود، كما أنه لا يمكن السيطرة على كل المسافرين إلى فلسطين وإلزامهم بتجنب زيارة إسرائيل التي تحاول جذب السائحين بكافة الوسائل،
وأوضح الدكتور أحمد شوقي الحفني (الخبير الإستراتيجي والأستاذ السابق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا) أن فتح الزيارات سيكون في صالح إسرائيل وليس الفلسطينيين، واشترط أن تتم هذه الزيارات بالتنسيق والتخطيط مع القوى الفلسطينية.
وأكد الدكتور عبد الغني محمود (أستاذ القانون الدولي بجامعة الأزهر) أن إسرائيل لن تسمح بدخول أي مسلم إلى القدس والأقصى، إلا إذا كانت تلك الزيارات ستحقق مصالحها، ودعا إلى تطبيق المقاطعة الاقتصادية ضد إسرائيل، وألا نغفل أن الجهاد بكل أشكاله هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، وتساءل ماذا يحدث لو أطلقت إسرائيل النار على الزائرين من الأطفال والشيوخ والنساء وهم يؤدون الصلاة؟!

علماء فلسطين يرفضون الزيارة:
وقد انتقدت رابطة علماء فلسطين زيارة المسلمين للمسجد الأقصى المبارك في ظل الاحتلال الإسرائيلي، ورأت الرابطة أن ذلك يعد دعوة للتطبيع مع العدو الصهيوني تحت ذريعة زيارة المسجد الأقصى المبارك ؛ لأن من سيزور المسجد الأقصى سوف يأخذ الإذن من سفارات الصهاينة المهجورة في الدول العربية التي تقيم "علاقات نجسة" مع الاحتلال.
وإن هذه السفارات ستفتح أبوابها ليتعامل معها أبناء المسلمين بشكل طبيعي، وسيدخل من يدخل إلى فلسطين تحت حراب الاحتلال ووفق أنظمته وتعليماته.
وقالت الرابطة في بيان أصدرته رداً على دعوة شيخ الأزهر السابقة لزيارة الأقصى - إن هذه الدعوة التي صدرت عن شيخ الأزهر تحمل في ظاهرها دعماً للشعب الفلسطيني وإعمارا للمسجد الأقصى المبارك، ولكنها في الباطن هي دعوة لها انعكاسات خطيرة ومدمرة على قضية الشعب الفلسطيني، مضيفة أن زيارة الأقصى من قبل المسلمين في العالم تحت حراب الاحتلال فيه إقرار لسيادة الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، وفيه اعتراف بشرعية هذه الاحتلال البغيض.
وأهابت رابطة علماء فلسطين بالأزهر للعدول عن الدعوة لزيارة الأقصى، ودعته إلى دعوة المسلمين إلى قطع العلاقات مع الصهاينة وتجديد المقاطعة العربية لدولة المسخ الصهيوني، وأهابت بالمسلمين أينما كانوا وبالشعب المصري على وجه الخصوص إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ورفض التطبيع ودعواته ودعاته.
كما أصدرت الرابطة فتوى بعدم جواز التطبيع مع العدو الصهيوني تحت أية ذريعة كانت ولو كانت زيارة المسجد الأقصى المبارك. واعتبرت أن من واجب المسلمين حكاماً ومحكومين أن يعدوا العدة، ويعملوا على تحرير القدس وتطهير المسجد الأقصى المبارك من دنس اليهود المحتلين، وعنده سيفتح المسجد الأقصى المبارك أبوابه لجموع الفاتحين المسلمين الذين يدخلون منتصرين مكبرين كما دخله من قبل عمر وصلاح الدين.
ومن جهة أخرى رفضت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زيارة المسلمين للمسجد الأقصى والقدس الشريف في ظل الاحتلال، وأصدرت الحركة بياناً أكدت فيه أن الزيارة تشرع للاحتلال وتعترف به مؤكدين على رفضها رفضاً قاطعاً مطالبين بضرورة وقف الجدل المتعمد والمكشوف في هذا الموضوع ، وحيت الحركة كل العلماء الرافضين لمثل هذه الدعوة في كل مكان.

حكم السفر لزيارة الأقصى:
وقد أفتى الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي بعدم شرعية زيارة القدس والأقصى في الوقت الراهن، وقال: إن الإسلام يفرض على المسلمين أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم، لاسترداد أرضهم المغصوبة، ولا يقبل منهم أن يفرطوا في أي شبر أرض من دار الإسلام، يسلبها منهم كافر معتد أثيم، وهذا أمر معلوم من الإسلام للخاصة والعامة، وهو مجمع عليه إجماعاً قطعياً من جميع علماء الأمة، ومذاهبها كافة، لا يختلف في ذلك اثنان.
وهذا الحكم في أي جزء من دار الإسلام، أياً كان موقعه، من بلاد العرب أو العجم، فكيف إذا كان هذا الجزء هو أرض الإسراء والمعراج، ومربط البراق، ودار المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله أولى القبلتين في الإسلام، وثالث المساجد العظيمة التي لا تشد الرحال إلا إليها؟!
إن هذا يؤكد وجوب الجهاد والقتال في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان، وإذا قصر المسلمون في الجهاد للذود عن أوطانهم، والدفاع عن حماهم، واسترداد ما اغتصب من ديارهم، أو عجزوا عن ذلك لسبب أو لآخر، فإن دينهم يفرض عليهم مقاطعة عدوهم مقاطعة اقتصادية واجتماعية وثقافية لعدة أسباب:
أولها: إن هذا هو السلاح المتاح لهم، والقدر الممكن من الجهاد، وقد قال الله _تعالى_: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" (الأنفال: 60)، فلم يأمرنا الله إلا بإعداد المستطاع، ولم يكلفنا ما لا طاقة لنا به، فإذا سقط عنا نوع من الجهاد لا نقدر عليه، لم يسقط عنا أبدًا ما نقدر عليه، وفي الحديث الصحيح: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم" متفق عليه.
وثانيها: إن تعاملنا مع الأعداء ـ شراء منهم وبيعًا لهم، وسفراً إلى ديارهم ـ يشد من أزرهم، ويقوي دعائم اقتصادهم، ويمنحهم قدرة على استمرار العدوان علينا، بما يربحون من ورائنا، وما يجنونه من مكاسب مادية وأخرى معنوية لا تقدر بمال، فهذا لون من التعاون معهم، وهو تعاون محرم يقينًا؛ لأنه تعاون على الإثم والعدوان، قال _تعالى_: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" (المائدة: 2).
وثالثها: إن التعامل مع الأعداء المغتصبين استقبالاً لهم في ديارنا، وسفرًا إليهم في ديارهم، يكسر الحاجز النفسي بيننا وبينهم، ويعمل ـ بمضي الزمن ـ على ردم الفجوة التي حفرها الاغتصاب والعدوان، والتي من شأنها أن تبقي جذوة الجهاد مشتعلة في نفوس الأمة، حتى تظل الأمة توالي من والاها، وتعادي من عاداها، ولا تتولى عدو الله وعدوها المحارب لها، المعتدي عليها، وقد قال _تعالى_: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء" (الممتحنة: 1)، وهذا ما يعبرون عنه بـ (التطبيع)، أي: جعل العلاقات بيننا وبينهم (طبيعية) سمناً على عسل، كأن لم يقع اغتصاب ولا عدوان، وهم لا يكتفون اليوم بالتطبيع الاقتصادي، إنهم يسعون إلى التطبيع الاجتماعي والثقافي وهو أشد خطرًا.
ورابعها: إن اختلاط هؤلاء الناس بنا، واختلاطنا بهم، بغير قيد ولا شرط يحمل معه أضرارًا خطيرة بنا، وتهديدًا لمجتمعاتنا العربية والإسلامية، بنشر الفساد والرذيلة والإباحية التي ربوا عليها، وأتقنوا صناعتها، وإدارة فنونها، وما وراءها من أمراض قاتلة فتاكة، مثل: (الإيدز) وغيره.. وهم قوم يخططون لهذه الأمور تخطيطًا ماكرًا، ويحددون أهدافهم، ويرسمون خططهم لتحقيقها بخبث وذكاء، ونحن في غفلة لاهون، وفي غمرة ساهون.
لهذا كان سد الذرائع إلى هذا الفساد المتوقع فريضة وضرورة: فريضة يوجبها الدين، وضرورة يحتمها الواقع.
وفي ضوء هذه الاعتبارات يرى القرضاوي أن السفر أو السياحة إلى دولة العدو الصهيوني ـ لغير أبناء فلسطين ـ حرام شرعًا، ولو كان ذلك بقصد ما يسمونه (السياحة الدينية) أو زيارة المسجد الأقصى، فما كلف الله المسلم أن يزور هذا المسجد، وهو أسير تحت نير دولة يهود، وفي حراسة حراب بني صهيون، بل الذي كلف المسلمون به هو تحريره وإنقاذه من أيديهم، وإعادته وما حوله إلى الحظيرة الإسلامية، وخصوصًا أنه يتعرض لحفريات مستمرة من حوله ومن تحته لا ندري عواقبها، إنما يدري بها اليهود الذين ينوون أن يقيموا هيكلهم على أنقاضه "ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين" (الأنفال: 30).
إننا جميعًا نحن إلى المسجد الأقصى، ونشتاق إلى شد الرحال إلى رحابه المباركة، فإن الصلاة فيه بخمسمئة صلاة في المساجد العادية، ولكنا نبقي شعلة الشوق متقدة حتى نصلي فيه _إن شاء الله_ بعد تحريره وما حوله، وإعادته إلى أهله الطبيعيين وهو أمة العرب والإسلام.
ويستطيع المسلم الذي يريد أن يكسب أجر مضاعفة الصلاة في المسجد الأقصى: أن يشد رحاله إلى المسجد النبوي الشريف، فإن الصلاة فيه بألف صلاة في المساجد العادية، أي أن أجرها ضعف أجر الصلاة في المسجد الأقصى.
بل يستطيع أن يشد رحاله إلى المسجد الحرام الذي هو أفضل بيوت الله على الإطلاق، وأول بيت وضع في الأرض لعبادة الله _تعالى_، والصلاة فيه بمئة ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد النبوي والمسجد الأقصى.
ومعنى هذا أن الصلاة في المسجد الحرام بمكة المكرمة تعدل مئتي صلاة في المسجد الأقصى، فمن اشتاق إلى المسجد الأقصى اليوم فليطفئ حرارة شوقه بالسفر إلى المسجد النبوي بالمدينة، أو المسجد الحرام بمكة، حتى يمكن الله الأمة من إعادة الحق إلى نصابه، ورد الأمانات إلى أهلها "وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ" (الروم: 4، 5).

لا سلام مع بني صهيون:
ويؤكد القرضاوي أن الزعم بأن السلام قد حل محل الصراع بيننا وبين بني صهيون، هو زعم لا يقوم على ساقين، والقدس لم ترد إلينا، بل لا زال قادة الكيان الصهيوني يعلنون أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولتهم، ولا زالوا يزرعون المستوطنات من حولها ويغيرون من معالمها، ولا زال المسجد الأقصى تحت رحمتهم، أو قسوتهم، ولا زال اللاجئون الفلسطينيون مشردين في الأرض.. ولا زال السلام المزعوم كله في مهب الريح، ولا زال.. ولا زال..
هذا لو قبلنا مبدأ السلام مع مغتصبي الأرض، فكيف وهو مرفوض شرعاً "لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ" (الأنفال: من الآية42).