تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تنظر إسرائيل إلى قائد شرطة دبي ضاحي خلفان؟



من هناك
02-21-2010, 05:23 AM
كيف تنظر إسرائيل إلى قائد شرطة دبي ضاحي خلفان؟







حلمي موسى -
أكثر معلقون إسرائيليون على شاشات التلفزيون من حني هاماتهم احتراماً وتقديراً لشرطة دبي وقائدها الفريق ضاحي خلفان. وينبع هذا التقدير، على وجه الخصوص، من نجاح شرطة هذه الإمارة، وتحت الأضواء، في أن تعرض على العالم بأسره، بالصوت والصورة، حقيقة أسطورة يحاول جهاز الموساد الإسرائيلي بناءها في الظلمة، فالدقة والسرعة التي أظهرت فيها شرطة دبي قدرتها على استعادة رسم صورة ما جرى أنتجت فيلماً حقيقياً بحبكة درامية حول الجريمة الإسرائيلية وبتركيز على الوجوه والأسماء.

وهكذا فإن أحد أهم جوانب التقدير لشرطة دبي أنها، وخلال أيام قليلة، أحالت البسمة الصفراء على وجوه القادة الإسرائيليين إلى ارتباك، وقلبت «مأثرة» رجال الموساد إلى فضيحة دولية مدوّية. ولهذا ذهب بعض الإسرائيليين إلى اعتبار أن الجريمة الإسرائيلية ليست «عملاً عبرياً»، وأن فعل شرطة دبي هو «عمل عبري». فالفعل المتقن، في نظر الإسرائيليين، هو فعلهم، حتى لو كان للآخرين، فيما أن الأداء السيئ ليس أداءهم، حتى لو كان فعل أهم الأجهزة لديهم.

وهكذا انقلبت صورة رئيس الموساد الجنرال مائير داغان، الذي كان قبل أسبوع، الأكثر جذباً للثناء في إسرائيل بسبب ما أثير من حديث حول تفعيله لأجهزة الموساد وقضائه على مخاطر تواجه إسرائيل وبأسلوب غامض. وفي الأسابيع الأخيرة أكثرت الصحف الإسرائيلية من التلميح إلى أن كل حادث غامض في سوريا ولبنان وغزة وطهران هو في الواقع ليس سوى حلقة من مسلسل يشرف عليه ويديره باقتدار داغان ورجاله. ولكن الوضع تغير بسرعة بعد عرض شرطة دبي العملية الإسرائيلية بالصورة التي تمتّ بها فعلاً، حيث بادر عدد من المعلقين الأمنيين لمطالبة الحكومة بإقالته.

ورغم أن الاتجاه الغالب في إسرائيل هو القول بأن الضجة الدولية القائمة حول جوازات السفر سوف تخفت بسرعة اعتماداً على قاعدة «القبول الصامت» بفعل الموساد ضد حماس، فإن هناك من يشدد على أن الخسارة كانت أكبر بكثير من الإنجاز. وفي الخلاصة يقول البعض بأن الإنجاز الإسرائيلي كان تكتيكياً، لكن الإخفاق فعلياً كان استراتيجياً. وذهب معلقون للقول بأن أداء الموساد الفعلي كما تبدى بالصوت والصورة، كان أقرب إلى فعل الهواة منه إلى فعل المحترفين.

وهكذا فإن سياق الهواة والمحترفين يعيد تسليط الأنظار الإسرائيلية نحو أداء شرطة دبي. ورغم أن بعض كبار الخبراء في التكنولوجيا لاحظوا مواضع قصور في أداء شرطة دبي إلا أن ذلك لم يمنع أكثرهم من إبداء التقدير. وهكذا كتب نحاميا شتاسلر في «هآرتس» عن الموساد أنه «تنظيم هواة يعيش في الماضي». وأشار إلى أن «مخططي العملية لم يأخذوا بالحسبان أن التكنولوجيا طارت إلى الأمام في السنوات الأخيرة»، وأن العالم تحوّل إلى دائرة رقمية.

ويكتب معلق أمني آخر في «هآرتس» هو يوسي ميلمان أن «الأمر مسألة وقت وأموال إلى أن تتمكن بيروت ودمشق وعمان من نصب شارات ممنوع الدخول للنشاط السري على أراضيها. فعندما تتحول هذه إلى «مدن ذكية»، أي عندما تنشر تكنولوجيا متقدمة وتنشر شبكات من كاميرات الأمان، فإن ما هو متوفر اليوم لن يبقى كذلك. فرغم عداء الأنظمة العربية فإن رجال الاستخبارات الإسرائيليين، خصوصا الموساد، لم يتعذر عليهم في الأربعين عاما الأخيرة التغلغل في عواصمهم». ويرى ميلمان أن عهداً بكامله قد انتهى فعلياً أو على وشك الانتهاء.

وفي «معاريف» أيضا كتب المعلق الأمني عوفر شيلح أن «الأمر المثير للاهتمام في قصة المبحوح ليس الهوية الحقيقية للعميلين «كيفن» أو «غيل» وإنما العالم الجديد للمراقبة وتحليل المعلومات الذي تبدى لنا. فشرطة دبي التي لا تحظى بذرة من الهالة التي تحيط بالموساد، أفلحت بصبر وأناة وحكمة في أن تركب سوياً صور كاميرات مختلفة في المطار وفي الفندق، وشذرات من مكالمات هاتفية على جهاز الهاتف الخلوي ومعطيات نظام مراقبة الجوازات, من أجل أن ترسم مسار القتلة. إن من أرسل هؤلاء أخذ بالحسبان أن هناك كاميرات في الفندق، والدليل هو القبعات والشوارب، لكن لم يخطر بباله أنهم عندما يقولون إن دبي «مدينة آمنة» يقصدون فعلاً الأخ الأكبر الذي لا يرى فقط وإنما يفهم أيضاً ما يرى».

وبعد أن يعدد المعلق الأمني في «هآرتس» أمير أورن مزايا الجودة في الفعل الاستخباراتي يكتب أن «في شرطة دبي عرفوا كل ذلك من دون أن يقرأوا عنها في موقع الموساد الإلكتروني، أو في كتب الإرشاد من وكالة الاستخبارات المركزية. وإذا أنهى قائد شرطة دبي عمله قبل نهاية هذا العام ووافق على الهجرة إلى إسرائيل، على نمط ستانلي فيشر (محافظ البنك المركزي)، يجدر أن يأخذ في حسابه بأنه مرشح لقيادة شرطة إسرائيل أو رئاسة الموساد»!