تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عن قاعدة لبنان (التوقيت والمدى)



ابو الفضل ماضي
02-20-2010, 04:08 PM
عن قاعدة لبنان (التوقيت والمدى)

شهد لبنان في العامين الماضيين، تطورات متسارعة إثر اقتحام حزب الله لبيروت في 7 أيار (مايو) 2008، فوقع الصلح الاضطراري بين الطرفين المتناحرين، حزب الله وحلفائه من جهة، وتيار المستقبل وحلفائه من جهة أخرى، في الدوحة (قطر)، واستتبع ذلك خطوات لإعادة تكوين السلطة المنهارة، رئاسة الجمهورية في ذلك الشهر، ثم إجراء انتخابات نيابية في حزيران (يوينو) 2009، وبعد مخاض طويل استمر أشهراً، تم تشكيل حكومة الائتلاف برئاسة سعد الحريري، ثم قام الحريري بزيارة دمشق ولقاء بشار الأسد، بضغط سعودي واضح وملحاح.
لكن كل هذا الاجتماع الظاهري كان له مبرّر وثمن، فالمبرّر الوقوف صفاً واحداً، في لبنان وسوريا ضد خطر القاعدة، والثمن هو تقديم التنازلات المتبادلة بين الطرفين المتصارعين: فحزب الله يعترف بالحريري زعيماً لأهل السنة، لأن الاستمرار بتهديد تلك الزعامة، كما حدث في السنوات التي سبقت، هو ما سيؤدي إلى ارتماء السنة في أحضان القاعدة، شعورياً أولاً وتنظيمياً لاحقاً. وبالمقابل، يتنازل الحريري عن المطالبة بضبط سلاح حزب الله، ما يشكّل اعترافاً ضمنياً بالأمر الواقع، بعد تخلي حلفاء الحريري في المنطقة والعالم عن نصرته في أحداث 7 أيار (مايو).
ماذا يعني هذا عملياً؟ يعني أن كافة الأجهزة الأمنية اللبنانية ستركّز جهودها على متابعة الخلايا الإرهابية المفترضة، رغم اختلاف أساليب الأجهزة وتوجهاتها وحاضناتها السياسية الطائفية، وقد تنافست هذه الأجهزة بعد ذاك الصلح المنوه عنه، على كشف الخلايا الإسرائيلية داخل الجسم الشيعي خاصة، وعلى رصد عملاء اخترقوا الجيش وهم برتب عسكرية عالية. وهي تركّز حالياً على تشخيص خطر القاعدة في لبنان، والاعتقالات المعلنة هي بالعشرات، وفي مناطق مختلفة، لكن هل المعتقلون حقيقيون بمعنى انتسابهم إلى خلايا القاعدة أم هو هوس الأجهزة في لبنان؟ إن التحقيقات والمحاكمات تشوبها شوائب كثيرة ومبالغات ذات أهداف سياسية وطائفية، لكن نمو القاعدة في لبنان، شعورياً على الأقل، هو ما يقلق حقاً الطبقة السياسية المتناحرة، فمن الصعوبة تصديق الأنباء المتواردة عن اعتقال شبكات أو شبه شبكات لعدم وجود المصداقية أساساً، ومن السهل تالياً تصديق أن عدداً كبيراً غير محدّد من جيل الشباب بات يرى في القاعدة نموذجاً للصراع مع الشيعة. لكن هل يدفع هذا إلى الافتراض أن بإمكان قاعدة الجهاد في لبنان أن تنطلق بقوة وتدخل ساحة النزاع؟
إن المعيار هنا ليس بقوة خلايا القاعدة في هذه المنطقة أو تلك، بل هو قياس شعبية القاعدة لدى أهل السنة، نوع هذا التأييد ودرجته، أي هل يرى المتعاطفون مع القاعدة (من سنة لبنان) فيها مجرّد عامل توازن مع "حزب الله"، دون استعداد للانخراط في الجهاد؟ أم أن هؤلاء مستعدون عَقَدياً ونفسياً للنفير الفوري لدى أول رصاصة؟
إن الجواب لا يحتاج إلى تأمل، فالساحة السنية غير مؤهلة وقد لا تتأهل لمثل هذا الجهد في وقت قريب، خصوصاً وأنه تنخر فيها تيارات إسلامية متضاربة الولاءات، ويسود فيها دعاة الارتزاق ومشايخ السوء، وليس فضائح المفتي محمد رشيد قباني وابنه غالب ببعيدة. ثم إن شعبية سعد الحريري لم تهتز كثيراً رغم الهزائم المتعاقبة وسقوط وعوده الواحد تلو الآخر، لعدم وجود البديل، والسؤال الجوهري هو متى تكون القاعدة بديلاً، ثم تأتي أسئلة كثيرة عن الانتشار الجغرافي ووتيرة الدعوة والظروف السياسية المناسبة للانطلاق والتوسع.
قاعدة فلسطينية:
بناء على ما سبق الإلماح إليه، تبدو المخيمات الفلسطينية هي المحضن الطبيعي لنشوء خلايا القاعدة ونموها ثم الانتشار فيما وراءها، فالفلسطينيون في لبنان محرومون من أبسط وسائل العيش الكريم، فهم لا يتمتعون بالحقوق المدنية ولا السياسية، وهم ممنوعون من مزاولة عدد كبير من المهن، ولا يمكنهم تملّك العقارات خارج المخيمات ولا يستطيعون البناء داخلها، ولولا السلاح الذي يحملونه ومستوى التدريب العسكري الذي يحظون به، لرُمي بهم خارج لبنان فوراً أو تدريجياً، تحت عنوان منع التوطين الذي يخلّ بالتوازن السكاني بين المسلمين والمسيحيين، وبين السنة والشيعة!
لكن من بين كل تلك المخيمات شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، يبدو مخيم عين الحلوة قاعدة الانطلاق الأفضل، فهو المخيم الأكبر سكاناً، وهو يجاور صيدا أكبر مدينة سنية في الجنوب، ويشكّل لها مصدر مَدَد وقلق في آن، كما يجاور قرى شيعية جنوباً وبعض القرى المسيحية المتناثرة غير المهمة حالياً. وهو معروف بأن القوى الفلسطينية المختلفة فيه لا تملك قراره منفردة، بعكس مخيمات صور الخاضعة لفتح، ومخيمات البقاع والبداوي في الشمال التابعة للحركات الموالية لسوريا، ومخيم برج البراجنة الداخل في دائرة نفوذ "حزب الله" في الضاحية الجنوبية، ومخيمي صبرا وشاتيلا، على طرف بيروت الجنوبي، المخترقين سكانياً بالعمال السوريين، وثمة تداخل فيهما بين أنصار "حزب الله" وأنصار تيار المستقبل.
على أن مميزات مخيم عين الحلوة والتي تسمح للمطلوبين اللجوء إليه بعيداً عن الأنظار، هي نفسها التي تجعله سجناً كبيراً لمن يلجأ إليه، وخاصة إذا ظلت خلايا القاعدة محصورة في العنصر الفلسطيني، فيما إمكانية الانتشار الميداني تفترض أولاً انتشار الفكر قبلها، ثم بروز أخطار داهمة تهدّد أهل السنة من "حزب الله" ثانياً، والاثنان غير متوفرين الآن بالشكل الصارخ كما كان الأمر قبل سنتين، لا سيما في زمن التهدئة والمصالحة، ما يعني أن على قاعدة الجهاد أن تبقى في مرحلة الكمون والاستعداد والإعداد، وأن لا تنزلق باتجاه معركة أخرى كمعركة نهر البارد، دون توافر مستلزمات الانتشار السابق ذكره، فمهما قوي التيار الجهادي في المخيم فهو في منطقة محصورة جغرافياً ومحاطة ببيئات غير صديقة أو معادية. وبالمقابل، فقد كان مهماً إظهار القوة لحركة فتح وللسلطات اللبنانية في الاستعراض الناري مؤخراً، كي يرتدع من يخطط لتصفية التيارات الإسلامية تحت عنوان مكافحة القاعدة[i] (http://www.saowt.com/forum/#_edn1)، حيث من المعلوم أن إضعاف تلك التيارات سيعني إضعاف المخيم ككل، وإخضاعه لسلطة الحكومة اللبنانية، وهذا يجعل من مهمة المخطّطين في لبنان وخارجه عسيرة على التنفيذ، دون إيقاع مجزرة أكبر من مجزرة نهر البارد.
قواعد اشتباك:
وعلى هذا، وبعد أن تمكنت التيارات الإسلامية في مخيم عين الحلوة من ترتيب أمورها إلى حد كبير، وكانت المعركة النارية اختباراً مهماً للقوة، فقد بات ضرورياً وضع قواعد الاشتباك مستقبلاً، حتى لا يدفعهم الآخرون إلى الظهور بمظهر من يخوض معارك عبثية يسقط فيها الضحايا الفقراء لبنانيين وفلسطينيين، في تلك المنطقة السكنية المزدحمة، فيقومون بتأليب الرأي العام في المخيم وخارجه ضدهم:
1- إظهار أشد الحرص على ردع المتهورين من أي جهة عن إقلاق أمن السكان دون أي داعٍ.
2- إظهار القدر العالي من الانضباط الذاتي ليكون الأفراد الملتزمين قدوة اجتماعية وكسب المزيد من الأنصار.
3- صياغة خطاب مناسب لاستمالة أهل السنة خارج المخيم، في صيدا أولاً، وفي سائر المناطق لاحقاً.
4- التعامل بحذر مع "حزب الله" الذي يفعل كل ما بجهده لاختراق المخيم بالأموال وأيديولوجيا المقاومة.
5- عدم تفريط القوة في معارك غير أساسية، وعدم التورط في معركة حاسمة قبل دراسة كل الاحتمالات، والمنافع والمضارّ.
6- إطالة فترة الإعداد والدعوة إلى أطول فترة ممكنة، وعدم الانتقال إلى المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة السابقة.
7- ربط ساعة الصفر لأي تحرك ميداني، بنضج الظروف السياسية والميدانية، والتي قد تظهر تباشيرها في أي لحظة.



[i] (http://www.saowt.com/forum/#_ednref1) http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1467&articleId=2178&ChannelId=34040&Author=محمد (http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1467&articleId=2178&ChannelId=34040&Author=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF) صالح

من هناك
02-20-2010, 05:12 PM
هل يتذاكى او يتباكى؟

مقاوم
02-21-2010, 07:27 AM
الإثنان معا

سائر في رحاب الله
02-21-2010, 09:54 PM
هناك شيء يدبر لمخيم عين الحلوة .... الله وأعلم .....

من هناك
02-21-2010, 11:31 PM
هناك اشياء كثيرة تدبر خلف الستارة والمسلمون يأكلون الطعم يوماً بعد آخر