تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "الأخبار" تكشف عن إقلاع سريع للطائرة الأثيوبية قد يكون وراء سقوطها



مقاوم
01-26-2010, 05:55 AM
"الأخبار" تكشف عن إقلاع سريع للطائرة الأثيوبية قد يكون وراء سقوطها


ذكرت صحيفة "الأخبار" ان هناك عددا غير محدود من الاحتمالات في شأن أسباب سقوط "البوينغ" 737-800 الإثيوبية. لكن معظم هذه الاحتمالات تتوزع على أربعة عناوين رئيسية:
1- خطأ تقني في الطائرة، وهو أمر قد يصعب كشفه في ظل سعي شركات تصنيع الطائرات إلى تبرئة صناعتها من أي خلل ومحاولة اتهام برج المراقبة في المطار أو الظروف المناخية بالوقوف وراء الكارثة، علماً بأن سمعة شركة بوينغ، في حال وجود خلل تقني، تكون على المحك في ظل المنافسة القائمة بين بوينغ وإيرباص، ما يؤدي إلى بذل الشركة جهداً جباراً لمنع توجيه أصابع الاتهام إلى الخطأ التقني في الطائرة. يشار هنا إلى أن صحيفة times البريطانية سارعت إلى نشر معلومات عن البوينغ التي لقيت مصيراً بشعاً قرب شاطئ بيروت، تشير فيه إلى أن الطائرة حديثة جداً، ودخلت حيّز العمل في حزيران 2007، ثم أجّرتها شركة بوينغ إلى الخطوط الجوية العمانية بين 21 أيار 2008 و8 أيار 2009، قبل أن تشتريها الخطوط الجوية الإثيوبية في أيلول 2009 من شركة أميركية. وحصلت آخر صيانة للطائرة في 25 كانون الأول الماضي، ولم يتبيّن وجود أية مشكلة تقنية.
2- خطأ بشري في الطائرة. وهنا ثمة احتمالان أساسيان يُتداولان:
- الخطأ البشري في قيادة الطائرة، إذ كشف أحد المراقبين في برج المراقبة في مطار بيروت لـ"الأخبار" عن إقلاع سريع للطائرة التي تجاوزت خلال 3 دقائق و42 ثانية ارتفاع تسعة آلاف قدم. وبحسب رواية المراقب، فإن برج المراقبة تنبّه إلى اتجاه العاصفة، فطلب من قائد الطائرة الاتجاه إلى اليمين، لكن الأخير اتجه يساراً رغم تكرار برج المراقبة نداءه مرتين. فدخلت الطائرة، يتابع المراقب، في مسار العاصفة، وخلال ثوانٍ قليلة، انحدرت ألفي قدم، ثم انقطع الاتصال معها، وشاهدها برج المراقبة تهوي عمودياً حتى ارتطمت بسطح البحر وانفجرت.
وبحسب "الأخبار"، فإن هذه النظرية لا تلقى تأييد معظم قادة الطائرات الذين يؤكدون أن الطائرة الخفيفة الحمولة (كحال البوينع الإثيوبية) يفترض أن تتجاوز ثلاثة آلاف وخمسمئة قدم خلال دقيقة واحدة. وبالتالي، لا شيء غريباً في ما يتعلق بسرعة الإقلاع. أما ذهاب قائد الطائرة يساراً رغم طلب برج المراقبة منه أن يذهب يميناً، فهو أمر طبيعي أيضاً، إذ لقائد الطائرة المقلعة الحق في التوجه كما يشاء، وعلى برج المراقبة تدبير أمره مع الطائرات الأخرى، علماً بأن بعض قادة الطائرات يرون أن الإقلاع العمودي في طائرة تمتلئ خزاناتها بالوقود وفي ظل مناخ عاصف قد يكون سبباً في حصول احتكاكات تؤدي إلى مشكلة كبيرة.
- إرهاق قائد الطائرة، وهو أمر مستبعد نسبياً، لأن آخر رحلة لقائد الطائرة كانت أول من أمس (آخر رحلة للطائرة كانت قبل نحو ساعتين، لكن آخر رحلة للطيار كانت قبل 36 ساعة)، إضافة إلى وجود طيّار مساعد، ما يلغي نسبياً هذه الفرضية. واشار أحد الطيارين في هذا السياق لـ"الأخبار" إلى أن القاضي إذا أخطأ يموت المتهم، والطبيب إذا أخطأ يموت المريض، أما خطأ قائد الطائرة فيؤدي إلى موته قبل غيره، وبالتالي لن يغامر قبطان بقيادة طائرة إذا لم يكن مطمئناً إلى تمتعه بكامل قواه الذهنية.
3- خطأ بشري على أرض المطار، إذ استنفر المعنيون في مطار بيروت أمس لنفي هذا الأمر. واشارت "الأخبار" الى ان "هؤلاء حاولوا تبرئة أنفسهم من خلال التأكيد أن قائد الطائرة تأكّد بنفسه من جهوزية طائرته ووقّع على دفتر السلامة والجهوزية (note book وlook book)، وقام بجولة سريعة حول الطائرة قبيل الإقلاع، مع الأخذ في الاعتبار أن شركة الطيران الإثيوبية متعاقدة مع شركة "اللات" التي أشرفت بنفسها على تجهيز الطائرة قبيل إقلاعها".
4- خطأ بشري في برج المراقبة. واشارت "الأخبار" هنا إلى أن وفداً من لجنة الأشغال والنقل في المجلس النيابي زار أخيراً برج المراقبة وخرج مفاجأً من "البؤس الموجود هناك، سواء أكان لناحية إرهاق الموظفين أم لناحية الوظائف الشاغرة أم في ما يخص التجهيزات، وأقلّها أسطول الإطفاء البري والبحري غير الموجود تقريباً. وقد أعدّ النواب تقريراً قاسياً لمناقشته مع المراجع المعنيين، فيما اشار المعنيون في برج المراقبة للصحيفة إلى أن دورهم القانوني يقتصر على إعلان فتح أو إقفال المطار، وتقديم المساعدة لمن يطلبها، مؤكدين أن الرصد الجوي الموجود في برج المراقبة موجود أيضاً أمام الطيار. وكان لافتاً، بحسب "الأخبار"، تهرّب المسؤولين في برج المراقبة من تحديد وجود حركة إقلاع وهبوط تزامناً مع إقلاع الطائرة الإثيوبية، فيما علمت "الأخبار" أن إقلاع الطائرة تزامن مع إقلاع طائرة أخرى متجهة إلى باريس.
5- الأحوال الجوية التي رأى وزير الدفاع إلياس المر أنها السبب وراء الكارثة، وسط كلام كثير عن إصابة الطائرة بصاعقة، علماً بأن هذا النوع من الطائرات مجهّز لمواجهة الصواعق. لكن المفارقة هنا أن المعنيين في برج المراقبة أكدوا عدم حصول انفجار قبل الارتطام، وجزم أحدهم بأن الطائرة هوت بداية نحو ألفي قدم ثم سقطت بطريقة عمودية، و"لم يسجّل حصول أي انفجار قبل الارتطام بالمياه". وذكرت مصادر رسمية أن سائق الطائرة حين فوجئ بالزوبعة حاول اختراقها، ما أدى إلى الكارثة.
ولفتت "الأخبار" الى ان الصندوق الأسود للطائرة إذا وُجد قرب شاطئ الناعمة، فلا يمكن إلا شركة "بوينغ" فكّ رموزه، مشيرة الى ان ذلك لن يكون قبل شهر على الأقل من العثور عليه، إذ يفترض أن يشارك في جلسة سماع تسجيلات الصندوق الأسود ممثلون للسلطات اللبنانية والإثيوبية والفرنسية والمنظمة الدولية للطيران وشركة "بوينغ". وبحسب "الأخبار"، "عندها فقط يكشف السر الذي يرجّح أن يبقى سراً ".