تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : احمد بن عبد العزيز بن باز يثور على الفتاوى القديمة حتى فتاوى والده الشيخ عبد العزيز بن باز



من هناك
01-23-2010, 10:43 PM
ابن باز: أبعاد سياسية وأمنية وراء تحريم قيادة المرأة السيارة بالسعودية


http://www.alarabiya.net/track_content_views.php?cont_id=981 99http://media.alarabiya.net/img/spc.gif

http://images.alarabiya.net/large_77190_98199.jpg
http://media.alarabiya.net/img/spc.gif

الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز



دبي – فهد سعود


رغم الانتقادات العديدة التي تعرض لها أخيرا، حول آرائه بشأن أكثر المسائل حساسية في الشارع السعودي، ومنها قوله إن قيادة المرأة السيارة حق من حقوقها، وأن فتوى والده لم تعد صالحة لتغير الحال، إلا أن الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز نجل مفتي السعودية الراحل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بقي متمسكا بآرائه دون تراجع.


وفي حديثه إلى "العربية نت" في الجزء الأول أكد تمسكه بآرائه، مشيرا إلى أن السياسة الإصلاحية للعاهل السعودي شجعته على الطرح، ونفى أي تزامن مقصود مع أطروحات الشيخ الغامدي الأخيرة حول إباحة الإختلاط. كما فجر مفاجأة حول ظروف فتوى والده بتحريم قيادة المرأة السيارة، وأن الظروف التي ولدت فيها كانت تستلزم ذلك وقتها:

http://media.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/23/98199.html#000)إلى الحوار
*ـ الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز .. يوصف من قبل البعض بأنه مفكر إسلامي، والبعض يرى أنه اتكأ في ذلك على سيرة والده كعالم من أبرز علماء الدين في السعودية .. كيف ترى ذلك؟
ـ الحمد لله كان لي شرف التتلمذ على يد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة، والنهل من علمه و الاستفادة من منهجه في الدعوة و العمل و المشاركة العلمية و العطاء الاجتماعي على مدى أكثر من عشرين سنة، مما كان له أبرز الأثر في. بالإضافة إلى أنني درست في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية و تخرجت فيها و حصلت على الدبلوم العالي منها و حصلت على الماجستير في الفقه الإسلامي منها كذلك، و كنت محاضرا في الجامعة أكثر من عشر سنوات، ولا شك في كون سماحة الشيخ رحمة الله عليه والدي حمّلني مسؤولية عظيمة و أحيانا حرمني من أن أقول كل ما أريد.

*- بشكل عام هل توقيتك في الخروج ببعض الآراء التي أثارت جدلا كبيرا يمكن أن يفسر بأنه بحث عن الخروج من عباءة والدك كعالم ومفكر مستقل، في الوقت الذي يتوقع أن تبقى راوية له إن صح التعبير؟
ـ منذ حياة سماحة الوالد رحمه الله وأنا أحاول أن أوصل صوتي وآرائي لسماحته والتي كانت تصل أحيانا، و واصلت بعد وفاته كذلك، و لا شك أن حماسي للمشاركات و الحوارات العلمية و الفكرية قد زاد منذ بدء الثورة الإصلاحية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كافة الاتجاهات وبخاصة الفكرية و الحوارية مع الذات والآخر و التي فتحت الأبواب وشحذت الهمم، وقد بدأت في التفاعل الإعلامي والكتابة الصحفية على وجه الخصوص منذ أكثر من ثمان سنوات.

http://media.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/23/98199.html#000)-الفتوى غير ثابتة
*- تبريراتك فيما يخص تباين الرأي عن الأخذ بفتاوى والدك بحكم تغير الزمن وظهور مستجدات، هل هو مبرر لما قلت؟ وهل تفاجأت بردود الأفعال عليك؟
-الأمور المستجدة أو ما يسمى بالنوازل يكون الحكم فيها بناء على دراسة الواقع و تصوره، وهذا الواقع قد يتغير إما بتغير الناس أو الأزمان أو الأحوال أو الأماكن، ولذلك الفتوى قد تتغير بتغير الزمان كما هو معلوم. والإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه ربما حُكي عنه في المسألة الواحدة أكثر من تسع روايات، و الإمام الشافعي لديه القديم والجديد، و غيرهم كثير من الأئمة و العلماء ممن كان لهم أكثر من رأي في المسألة الواحدة أو تراجعوا عن بعض أقوالهم وآرائهم لما تبدل الزمان وتغير الحال و أصبح لهم القديم و الجديد. وسماحة والدي الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه لديه مسائل عدة، فيها القديم و الجديد، مثل التليفزيون و التصوير بالفيديو واللذان أفتى بحرمتهما، ثم استقر رأيه أخيرا على أنهما مثل سائر الآلات يأخذان حكم ما يستخدمان لأجله و ينقلانه من حلال أو حرام .

*- ... وامتدادا لذلك كيف ترد على من قال تعقيبا عن مقالاتك وآرائك الأخيرة أنها تجسد ما أشار إليه الحديث الشريف "لا يزال الأمر في نقص حتى تلقوا ربكم "، وطلب منك الترفق بالعقول؟
ـ هذا الحديث و مثله قوله صلى الله عليه وسلم (لا يأتي زمان إلا و الذي بعده شر منه) هذا خرج مخرج العموم لكن لا يمنع من أن تكون بعض الأزمان أحسن من التي قبلها كما نص على ذلك أهل العلم، و الواقع و التاريخ شاهد بذلك.

http://media.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/23/98199.html#000)- لا أعرف الغامدي وهذا رأيي فيما طرحه
*- تزامن تقريبي بين طرحك وأطروحات الشيخ أحمد الغامدي عن الاختلاط. هناك من ربط بين التوقيتين. وكيف يمكن أن ننسب ذلك للصدفة. كلاكما طرق أمورا صادمة؟
ـ في الحقيقة أنا لا أعرف فضيلته شخصيا، و لم يكن بيني وبينه أي اتصــــــــال.

*- بالمناسبة .. كيف ترى أطروحاته الأخيرة حول الاختلاط وحجاب أمهات المؤمنين؟ وبرأيك لماذا لم يرد عليه رسميا أو من كبار علماء السعودية؟
ـ كل طرح علمي ومبني على أسس شرعية ويلتزم آداب الحوار وقواعد الخلاف وبعيد عن اتهام النيات و(الشَخصَنَة) و(الفسطاطية) فأنا أؤيده و أدعو إليه سواء اتفقت معه أو اختلفت.

http://media.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/23/98199.html#000)- "الوطن" أحرجتني :
*- في حديثك لـ "الوطن" السعودية عن عدم صلاحية فتاوى والدك لكل الحالات وخصوصا الاجتهادية، وصفت الأخيرة أنها هي التي لم يرد فيها نص من القرآن أو السنة، أو دليل صريح، هذا يعني أن الكثير من المستجدات أو مئات الفتاوى المنتشرة بحاجة لإعادة أو مراجعة بحكم تغير الزمان والحال؟
ـ في الحقيقة كان لي عتب على الوطن حينها، فقد وضعوا عنوانا (صارخا) بعبارة مجتزأة من سياقها، ومن يقرأ العنوان لوحده و لا يقرأ كامل الحوار يظن مباشرة أنني أقول أن فتاوى والدي غير صالحة (أعوذ بالله) و أنا لم أقل هذا الكلام و المشكلة أن الكثيرين ـ كسالى ـ لا يقرأون إلا العناوين، و أنا قصدت أن سماحته رحمه الله قد يفتي لشخص في مسألة معينة ولأسباب، أو في ظروف معينة قد يفتي له بشيئ، فهذه الفتوى قد لا تصلح لشخص آخر لمجرد المشابهة فقد تكون الظروف أو الأزمان مختلفة فلا يمكن التعميم، وهذا ما قصدته.

*- طبعا أنت اطلعت على أشهر المقالات لبعض الكتاب تحدثت عنك وبعضها حاول الرد عليك وقال أنك تعاني من خلط واضح. فهل كانت أحاديثك مغامرة غير محسوبة؟
ـ أخي الكريم الخلط كما يقول هذا حسب رأيه وهو لمن ألزم نفسه بكلام آخرين.

http://media.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/23/98199.html#000)- التطرف في الفكر :
*- حديثك عن الغلو والوسطية والتطرف وقولك أنها نتاج للتطرف في الفكر ومنه التعميم والإجمال والتكفير حيث أصبحت تطلق على كل شخص لا يدين بالإسلام. ذلك يراه مثلا الكاتب سليمان الخراشي اصطلاحا خاطئا، ويرى أن عدم ذكرك النصوص هو رد على نفسك بنفسك؟
ـ النصوص كثيرة جدا، فأنت ترى القرآن الكريم لم يسم اليهود و النصارى إلا بذلك، أو يجمعهم فيسميهم أهل الكتاب، و هذا في القرآن كله و كذلك في السنة النبوية. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن (إنك تأتي قوما أهل كتاب). الحديث، و لم أجد أنهم سُموا بغير ذلك لا في الكتاب و لا في السنة .

http://media.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/23/98199.html#000)- هذه شروط التكفير :
*- إطلاق وصف الكافر، كيف يمكن تجاوز عدم إطلاقه على من بلغته الدعوة ولم يؤمن؟ ما الفصل في هذه الجزئية التي اعتبرت من أكثر المآخذ على حديثك؟
ـ أنا لي ملاحظات على تعاريف (الكفر) التي اطلعت عليها ـ وأدعو إلى إعادة البحث والنقاش فيها ـ فتجد التعاريف إما أن تعرفه بضده أي (الإيمان)، أو تعرفه بأنواعه وصوره، مع أن الكفر ـ الذي نفهمه من النصوص ـ فيه جحود وممانعة وعدم قبول، وهذا لا يكون ابتدائيا وإنما طارئا. فالمولود يولد على الفطرة، فلا تكفير إلا لمن بلغته الحجة وجَحَدها وردَّها، وما رأيك الآن، هل العالم يسمع بالإسلام سماعا حقيقيا أم مشوّها؟ وهل يمكن أن يقال (بلغتهم أو قامت عليهم الحجّة)؟

*- لعلك لاحظت أن مقالك الأخير عن قيادة المرأة السيارة كان محل احتفاء. هل أرضاك الفهم العام لمحتواه؟ وهل طابق حقيقة ما هدفت له؟
- في العموم أظن أن المقصود من المقال وصل، وإن كان هناك قلّة قليلة قد حمّلت المقال ما لا يحتمل، و المقصود ليس قيادة السيارة فقط، إنما الحقوق الشرعية للمرأة و التي يتم اغفالها أحيانا بحجج بعيدة ومتكلفة ومُغرِقة في (الذرائعية).

http://media.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/23/98199.html#000) ظروف ولادة فتوى تحريم قيادة المرأة للسيارة
*- عن المقال أيضا تقول "أما من منع قيادة المرأة السيارة من مشائخنا الفضلاء في السابق فهو لاعتبارات لا أظنها موجودة الآن أو يمكن مناقشتها وإعادة النظر فيها". هل تدعو للسماح لها، وهل فعلا هذا الحق بحاجة لفتوى أم قرار سياسي؟.

ـ الفتوى الصادرة من سماحة الوالد رحمة الله عليه بخصوص قيادة المرأة السيارة قد لا يعلم الكثير من الناس الظروف والملابسات والأحداث الكبرى التي كانت تمر بها المملكة آنذاك. ففي عام 1990ـ1991 وحينما كانت المنطقة تشهد أعظم و أهم أحداث العالم في التاريخ المعاصر بعد الحربين العالميتين، و هي حرب الخليج الثانية و اجتياح صدام للكويت و قدوم الجيش الأمريكي و القوات المشتركة للمنطقة و حالة الرعب و الخوف والمستقبل المجهول وبداية الانفتاح الفضائي وقد تكالب علينا البعيد والقريب؛ في خضم هذه الأجواء المشحونة و في خضم تلك الأحداث السياسية والعسكرية السريعة و المتلاحقة، قامت مجموعة من النساء في مدينة الرياض بالتجمع و إعلان كسر القيود المفروضة عليهن في قيادة السيارة، وبالفعل نظمن مسيرة وقمن بقيادة سياراتهن، عشر أو أحد عشرة سيارة، على ما أذكر و قد واكب الحدث بعض القنوات الإخبارية العالمية مثل (السي إن إن) وغيرها، ولاشك أن مثل هذا الحدث كان صدمة بجميع المقاييس. فهذا الأسلوب في طرح القضايا والتعبير عن الآراء غير معمول به و خاصة من نساء، و لا يتوافق مع العادات الاجتماعية، أضف إلى هذا الجو السياسي المشحون والخوف والرعب ـ و لعل البعض يتذكر توزيع الكمامات المضادة للأسلحة الكيماوية.

و أهم من ذلك الخوف من الفتنة و الانقسام الداخلي في مواجهة العدو الخارجي والذي يتربص بنا على الأبواب، و بعد هذه الواقعة أو ما يمكن أن نسميه بالمظاهرة النسائية بيوم أو أيام تجمهر الآلاف، الغالبية العظمى منهم ممن يسمى بـ (المطاوعة) مساءً أمام دار الإفتاء في حين كان مجموعة من طلبة العلم و كبار العلماء مجتمعين في دار الإفتاء برئاسة سماحة الوالد رحمة الله عليه و كنت حاضرا معه، و في ظل هذه الظروف والأحداث والمؤثرات ومن مخاض تلك الأبعاد السياسية و الاجتماعية والأمنية ولدت الفتوى بتحريم قيادة المرأة السيارة، لذا لا يمكن انتزاع الفتاوى من سياقاتها و ظروفها وملابساتها.

*- ذلك الرأي ومثله في أحاديثك الأخير جعلت البعض يرى (وشهد شاهد من أهلها) يقصد على ما وصفه بالمذهب الوهابي. هل بالفعل فتحت لأصحاب هذا التيار على كل جهود والدك ؟ وتم وصف قولك بأنه لإبراء الذمة أمام الله؟.
ـ والدي مفتي المملكة العربية السعودية و علم من أعلام الأمة في التاريخ، ولست بحاجة لتأكيد ذلك و قد قدم الكثير علما و عملا ودعوة مما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. و نحن هنا لا ننتقد فتاواه ـ حاشا لله ـ فعلى يديه تعلمنا وبمنهجه أخذنا. وقد ذكرت لك قبل قليل ظروف و ملابسات تلك الفتوى بما يغني عن إعادته، و لكننا بحاجة دائمة إلى المراجعة و إعادة النظر و التأمل في الواقع و استشراف المستقبل و نقد الذات و لا يهمنا ما يقوله الآخرون.

من هناك
01-24-2010, 04:45 PM
أكد أن المؤسسة الدينية السعودية تواجه مأزقاأحمد بن باز : هيئة الأمر عجزوا عن الرد وأعمالهم تمس حريات الناس

http://www.alarabiya.net/track_content_views.php?cont_id=982 98http://media.alarabiya.net/img/pix_hi_fade.gif

- فوضى الفتاوى : (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/24/98298.html#002)
http://media.alarabiya.net/img/dot_next.gif- مساحة الاختلاف ومساحة الحرية : (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/24/98298.html#003)
http://media.alarabiya.net/img/dot_next.gif- هؤلاء هم السطحيون : (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/24/98298.html#004)
http://media.alarabiya.net/img/dot_next.gif - احترم الفوزان ولكن : (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/24/98298.html#005)
http://media.alarabiya.net/img/dot_next.gif- الهيئة تمس حريات الناس وسمعتهم : (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/24/98298.html#006)
http://media.alarabiya.net/img/dot_next.gifhttp://media.alarabiya.net/img/pix_low_fade.gifhttp://media.alarabiya.net/img/spc.gif
http://images.alarabiya.net/large_79515_98298.jpg
http://media.alarabiya.net/img/spc.gif
الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز (العربية نت)http://media.alarabiya.net/img/dot_blue.gif دبي – فهد سعود
أكد الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز، نجل مفتي السعودية الراحل والباحث في الشؤون الاسلامية، أن الفوضى تسود وضع الفتوى في السعودية، وكيف عجزت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرد عليه، موضحا أنهم لا يملكون ذلك.

وقال في الجزء الثاني، والأخير من حديثه لـ "العربية.نت": أنه يحترم الشيخ صالح الفوزان، ولكنه مقتنع بآرائه، ووجه نصيحة للمؤسسة الدينية في السعودية التي يراها مهددة بالغياب في حال استمرارها في وضعها الحالي.

وكان الشيخ أحمد بن عبدالعزيز بن باز قال في الجزء الأول من حديثة لـ "العربية.نت" أمس أن أبعادا سياسية وأمنية كانت وراء فتوى تحريم قيادة المرأة للسيارة، وأشار إلى أن الفتوى يجب أن تكون مرنة، نافيا معرفته بالشيخ أحمد الغامدي مدير هيئة الأمر بالمعروف في منطقة مكة المكرمة، ومؤكدا على أن "الوطن" السعودية أحرجته، كما أوضح شروط التكفير وغير ذلك.


http://media.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/24/98298.html#000)- فوضى الفتاوى :
*- عن الفتاوى، كيف يمكن تقنين حالة الفوضى التي تسودها، وكما قال بعض العلماء مؤخرا أن هناك فوضى في الجرأة على الفتاوى؟

ـ هذه الفوضى نحن الذين صنعناها، و لو تأملت حال سلف الأمة ما كانوا يفعلون ذلك وما كانوا يسألون هذه الأسئلة و ما كان الناس يتجرؤون على الفتيا كحالنا اليوم، لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم) وقال أيضا (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشاء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها) و هذا من جوامع الكًلِم).

*- هل ما زلت ترى أن برامج الإفتاء بحاجة لإعادة نظر وأنها تفتح المجال للسؤال عن أمور سكت الإسلام عنها رحمة بالناس فيغلب التحريم؟ ..لكن مؤخرا رأينا الفتاوى تميل للإباحة على حساب ما كان يعتبر ثوابت قبل فترة؟
- لقد تم تعظيم وتضخيم بعض القضايا بحيث أصبحت في حكم الثوابت التي لا يمكن نقاشها مع أنها لا تعدو كونها من مسائل الفروع ومما اختلف فيه العلماء منذ القديم، و أغلب ما يتم مناقشته و طرحه في الساحة هو من هذا القبيل، ووضع الأمور مواضعها و إعطاء القضايا حجمها الطبيعي وعدم تحميلها ما لا تحتمل هو الصواب.

*- الواقع الاجتماعي السعودي بقضاياه الشائكة والصعبة هل فرضت تغيرا في منحنيات الفتوى بالفعل؟ وهل ذلك يؤكد أن الاستقراء للنصوص في بداية هذا العقد لم يكن موفقا؟
ـ الواقع السعودي ربما استطاع أن يفرض على الفتوى إغراقا في التفاصيل وانتهاكا غير مبرر لمساحة المباح في الإسلام ، وهو يؤكد أن تعاملنا مع المستجد الحضاري لم يتجاوز استجداء ألفاظ النص الديني لا مقاصده الكلِّيِّة.

*-هل ترى أن المؤسسة الدينية حاليا تواجه مأزقا فعليا خصوصا بعد أطروحات الغامدي الأخيرة وقضية خطبة العريفي، نهاية بعدم قيامها بأي رد على أهم الآراء الدينية مؤخرا؟
ـ بما أن مصطلح المؤسسة الدينية غير محدد و عام، فسأجيبك إجابة عامة: نعم.

*- بنظرك ماذا تحتاج المؤسسة الدينية السعودية لتؤسس لحضور حقيقي لها وتدخل في الوقت المناسب؟
ـ تحتاج إلى فتح المجال للمدارس الفقهية المختلفة بالمشاركة، و إعادة تأمل و قراءة الواقع من غير مؤثرات، والاهتمام بالبحث عن مقاصد الشريعة وكلياتها، و اعتبارها.

http://media.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/24/98298.html#000)- مساحة الاختلاف ومساحة الحرية :
*- سبق وقلت "إن سياسة إقصاء الآخر وعدم الاعتراف به ونزع الصبغة الشرعية عنه وامتلاك الحق الأوحد في تفسير النص هي أهم صفات التطرف الفكري والذي يمارس لدينا في هذا البلد المبارك بشدة، من بعض العلماء وطلاب العلم" : كيف ذلك ؟ ومن أتاح لهم ؟ وكيف ترى مستقبله على المدنيين القريب والبعيد ونحن نعرف الجهود المتسارعة للدولة في احتواء التطرف وتجفيف منابعه؟.

ـ أخي الكريم لاشك أن لدينا ثوابتا لا نقبل المساومة عليها في العقائد و الأعمال، في الدين و الدولة، و لكن هناك مساحة واسعة مما يقبل الاختلاف و مساحة واسعة من الحرية في إبداء الرأي و التعايش السلمي، دعني أضرب لك مثالا واحدا لصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و هم يختلفون في تفسير النص في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم و يقرّهم صلى الله عليه و سلم من غير أن يتهم بعضهم بعضا بالمحادّة لله و رسوله أو بتتبع الرخص أو (بالمياعة) في الدين أو .. أو .. أو ..

فقد جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمر نفرا من أصحابه فقال ( لا يصلّيّن أحدكم العصر إلا في بني قريضة) فساروا و كاد وقت العصر أن يخرج و لمّا يصِلوا ، فقال بعضهم نصلِّي ثم نكمل المسير إذ قصده صلى الله عليه وسلم أن نسرع في المسير فقط ( و عملوا بمقاصد النص ) و قال آخرون لا نصلي إلا في بني قريظة كما أمر صلى الله عليه وسلم و لو خرج وقت الصلاة (و عملوا بظاهر النص ) ،

فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعِب على أحد منهم، أنظر كيف أقرّهم صلى الله عليه وسلم على اختلافهم في أمر عظيم وهو الصلاة و لم يشنّع على أحد، فمع كثرة البشر و اختلاف مشاربهم و تنوع مدارسهم و كثرة المستجدات و الحوادث لا يمكن حملهم على مذهب واحد و لا رأي واحد في تفسير النص ، و النصوص حمّالة أوجه، و المشكلة أن لدينا من يريد أن يحمِل الناس كلهم على رأي واحد ومذهب واحد و يظن أن العالم اليوم هو تلك القرية الصغيرة التي كانت تظم بين حنباتها عشرات الناس أو المئات قبل ستين أو سبعين سنة، و لاشك أن تصحيح المسار و إعطاء الآراء المزيد من الحرية و توسيع دوائر الحوار و مساحات النقاش يحتاج إلى تدرّج و وقت و جهد، و المشكلة أنه يحتاج إلى تضحيات كان من المفروض أن تكون فيما هو أهم من ذلك بكثير .

*- عن المسرح السعودي كتبت مقالا ثم سارعت للتوضيح أنك إنما كنت تقصد (مسرح الحياة) المسرح الحقيقي .. هل تعتقد أن الناس قد يقتنعوا برأيك خصوصا أنك أوردت أن والدك حضر مسرحيات ..فكيف لشيخ مثلك أن يخلط في الأمر ؟ أم أنك تراجعت بطريقة غير مباشرة لحساسية الأمر؟.
- يبدو لي بأنك لم تقرأ المقالين جيدا و أدعوك لإعادة قراءتهما .

http://media.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/24/98298.html#000)- هؤلاء هم السطحيون :
*- طبعا يرى الكثير أنك ستسدد الكثير من الفواتير لتوجهاتك الأخيرة خصوصا أن الاتهامات الأخطر تقول أنك أصبحت في يد الليبراليين والعلمانيين ؟ في ظل احتفائهم بكتاباتك؟.

ـ لاشك، فالإصلاح والتغيير لا يأتي بالمجان و استشعار الأمانة المسؤولية هو ما يشجّعني، و من يقول بأنني أصبحت في يد العلمانيين و اللبراليين هم السطحيون الذين لا يملكون من المؤهلات العلمية و العقلية ما يمكنهم من النقد الهادف و الحوار البناء و لا يحسنون إلا استخدام سلاح التصنيف و التهم المعلبة، و القوالب الجاهزة لمن لا يعجبهم رأيه، و التي أصبحت قديمة فالناس تقرأ و تفهم و تحاور و تناقش و لم تعد ترضى بالوصاية من أحد .

http://media.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/24/98298.html#000) - احترم الفوزان ولكن :
*- يقول الشيخ صالح الفوزان تعقيبا على مقالك (مصطلحات قديمة) في صحيفة الشرق الأوسط وخصوصا قولك أن الحكم على البلد بأنه بلد إسلام أو بلد كفر حكم اجتهادي واصطلاح فقهي يجب أن يتغير في هذا الزمان : ودعوته لك بالكف والتأمل قبل الكتابة ؟ وانك لا تفرق بين الأحكام الدينية والدنيوية؟.

- معالي الشيخ صالح الفوزان من كبار علمائنا وأتشرف بملحوظاته و نقده ، لكن ما طرحته في مقال "مصطلحات قديمة" مازلت مؤمنا به، فنحن لازلنا محكومين بعبارات و مصطلحات لم ينزل بها وحي و مضى عليها قرون لا يمكن إسقاطها على الواقع فمفهوم البلد و بلاد المسلمين و بلد الشرك و بلد الإسلام يصعب التعامل معها و اعتبارها في الوقت المعاصر ، فمفهوم الدولة والوطن والمواطن و تنوع أساليب الحكم وطرق الوصول إليه و كيفية إدارة الدولة و البرلمانات و المجالس النيابية والانتخابات والمنظمات القطرية و العالمية وغير ذلك مما و لا شك يصعب معه التزام تلك المصطلحات ، فأخبرني بالله عليك دولة كلبنان رئيس الدولة من ديانة أو طائفة و رئيس الحكومة من ديانة أو طائفة أخرى و رئيس مجلس النواب كذلك فبماذا تسمي هذه الدولة وفق المصطلحات القديمة بلد شرك و لّا بلد إسلام.

نحن بحاجة إلى إيجاد نظريات فقهية جديدة تتعلق بمفهوم الدولة و الوطن و الوطنية و العلاقات الدولية و المنظمات العالمية ذات البعد السياسي و الاجتماعي و الفكري و الحقوقي، نحن بحاجة إلى انتفاضة علمية و فكرية و إقامة ورش عمل دائمة و ندوات و حوارات و الجامعات تتحمل المسؤولية العظمى لنخرج بنظريات فقهية حديثة يمكنها أن تتواكب مع التطورات و الانقلابات الحضارية السريعة و المتلاحقة بعيدا عن الاستنساخ و ( القص و اللزق) كما هو واقع فيما يسمى ـ للأسف ـ بالاقتصاد الإسلامي، فما حدث للبشرية من انجازات حضارية مدنية في العصر الحديث ابتداء من الثورة الصناعية وأخيرا و ليس آخرا الثورة الرقمية لم تنجزه البشرية خلال آلاف السنين الماضية، ألا نحتاج إلى وقفة تأمل و مراجعة، ألا نحتاج إلى أن نؤسس لقواعد و نظريات مبنية على استقراء للشريعة الإسلامية و اعتبار مقاصدها الكلية، ألا نحتاج إلى أن نكون مبادرين باستباق الأحداث واستشراف و تصور المستقبل، لا أن نكون فقط متلقين و مصدومين مهمتنا و ابداعانا لا يتجاوز فقه النوازل .

*- ما حقيقة القصة المتناقلة عن شقيقتك وأنها نجحت من خلال نقاش طويل في جعل العلامة ابن باز رحمه الله يوافقها على أن مسألة الحجاب محل خلاف وبحاجة لإعادة بحث ونظر؟.
ـ لا . القصة ليست بالشكل التي ذكرت، و إنما كانت عادته رحمة الله عليه أن يشرب القهوة و الشاي كلما سنحت له الفرصة مع أبنائه، و في إحدى المرات سألته أختي عن الرأي الذي يقول بأن حجاب المرأة في كل جسدها ما عدا الوجه و الكفين و ناقشته في ذلك و هو رحمه الله يستمع إليها و يناقشها من غير أن يكون هناك اتهام للنيات أو قلة الديانة، ولم أقل بأنها أقنعته، عموما كان المقصود من المقال الذي ذكرت فيه هذه القصة أن تتسع صدورنا لسماع الآخرين ومناقشتهم وأن نبتعد عن اتهام نياتهم ومقاصدهم لمجرد أننا نختلف معهم أو لا تعجبنا آراؤهم، فهكذا تعلمت من والدي رحمة الله عليه.


http://media.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/24/98298.html#000)- الهيئة تمس حريات الناس وسمعتهم :
*- مطالبتك لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإحضار دليل على وجوب أمر الناس بالصلاة في الأوقات المحددة وأنه في إمكان الناس الصلاة في أي وقت في وقت الصلاة من بدايته إلى نهايته، وصف بأنه كان محاولة سريعة للظهور عبر الاصطدام مع الهيئة التي تواجه إشكاليات عديدة في النظرة المرسومة نحوها، هل كنت تبحث عن الشهرة السريعة ؟ وكيف انتهى هذا الأمر ؟

ـ أولا : أمر الناس بالصلاة و حثهم عليها من الأمور المحمودة فيتذكر الناسي وينتبه الغافل، إنما الإشكال هو في التجريم و الإلزام هذا ما دار حوله المقال . ثانيا : أنا كتبت أكثر من مقال يتعلق بالهيئة منذ أكثر من سبع سنوات و ليست هذه هي المرّة الأولى حتى أتهم بأنني أريد الاصطدام بالهيئة، ثم لا يخفى عليك أن بعضا من أعمال الهيئة يتقاطع مع حريات الناس و سمعتهم الاجتماعية و لابد من طرحها و مناقشتها كلما أتيحت الفرصة. ثالثا : قضية "البحث عن الشهرة" هو من الأجوبة المغلفة و الجاهزة لصرف الأنظار عن المقاصد الحقيقية لأي طرح جاد أو أفكار تستحق النظر والتأمل . رابعا : لم ينته الأمر إلى شيء لأني أظن أنهم لا يملكون الإجابة الكافية.

من هناك
01-24-2010, 04:55 PM
أكد أن المؤسسة الدينية السعودية تواجه مأزقا
أحمد بن باز : هيئة الأمر عجزوا عن الرد وأعمالهم تمس حريات الناس


أكد الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز، نجل مفتي السعودية الراحل والباحث في الشؤون الاسلامية، أن الفوضى تسود وضع الفتوى في السعودية، وكيف عجزت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرد عليه، موضحا أنهم لا يملكون ذلك.

وقال في الجزء الثاني، والأخير من حديثه لـ "العربية.نت": أنه يحترم الشيخ صالح الفوزان، ولكنه مقتنع بآرائه، ووجه نصيحة للمؤسسة الدينية في السعودية التي يراها مهددة بالغياب في حال استمرارها في وضعها الحالي.

وكان الشيخ أحمد بن عبدالعزيز بن باز قال في الجزء الأول من حديثة لـ "العربية.نت" أمس أن أبعادا سياسية وأمنية كانت وراء فتوى تحريم قيادة المرأة للسيارة، وأشار إلى أن الفتوى يجب أن تكون مرنة، نافيا معرفته بالشيخ أحمد الغامدي مدير هيئة الأمر بالمعروف في منطقة مكة المكرمة، ومؤكدا على أن "الوطن" السعودية أحرجته، كما أوضح شروط التكفير وغير ذلك.


http://media.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/24/98298.html#000)- فوضى الفتاوى :
*- عن الفتاوى، كيف يمكن تقنين حالة الفوضى التي تسودها، وكما قال بعض العلماء مؤخرا أن هناك فوضى في الجرأة على الفتاوى؟

ـ هذه الفوضى نحن الذين صنعناها، و لو تأملت حال سلف الأمة ما كانوا يفعلون ذلك وما كانوا يسألون هذه الأسئلة و ما كان الناس يتجرؤون على الفتيا كحالنا اليوم، لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم) وقال أيضا (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشاء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها) و هذا من جوامع الكًلِم).

*- هل ما زلت ترى أن برامج الإفتاء بحاجة لإعادة نظر وأنها تفتح المجال للسؤال عن أمور سكت الإسلام عنها رحمة بالناس فيغلب التحريم؟ ..لكن مؤخرا رأينا الفتاوى تميل للإباحة على حساب ما كان يعتبر ثوابت قبل فترة؟
- لقد تم تعظيم وتضخيم بعض القضايا بحيث أصبحت في حكم الثوابت التي لا يمكن نقاشها مع أنها لا تعدو كونها من مسائل الفروع ومما اختلف فيه العلماء منذ القديم، و أغلب ما يتم مناقشته و طرحه في الساحة هو من هذا القبيل، ووضع الأمور مواضعها و إعطاء القضايا حجمها الطبيعي وعدم تحميلها ما لا تحتمل هو الصواب.

*- الواقع الاجتماعي السعودي بقضاياه الشائكة والصعبة هل فرضت تغيرا في منحنيات الفتوى بالفعل؟ وهل ذلك يؤكد أن الاستقراء للنصوص في بداية هذا العقد لم يكن موفقا؟
ـ الواقع السعودي ربما استطاع أن يفرض على الفتوى إغراقا في التفاصيل وانتهاكا غير مبرر لمساحة المباح في الإسلام ، وهو يؤكد أن تعاملنا مع المستجد الحضاري لم يتجاوز استجداء ألفاظ النص الديني لا مقاصده الكلِّيِّة.

*-هل ترى أن المؤسسة الدينية حاليا تواجه مأزقا فعليا خصوصا بعد أطروحات الغامدي الأخيرة وقضية خطبة العريفي، نهاية بعدم قيامها بأي رد على أهم الآراء الدينية مؤخرا؟
ـ بما أن مصطلح المؤسسة الدينية غير محدد و عام، فسأجيبك إجابة عامة: نعم.

*- بنظرك ماذا تحتاج المؤسسة الدينية السعودية لتؤسس لحضور حقيقي لها وتدخل في الوقت المناسب؟
ـ تحتاج إلى فتح المجال للمدارس الفقهية المختلفة بالمشاركة، و إعادة تأمل و قراءة الواقع من غير مؤثرات، والاهتمام بالبحث عن مقاصد الشريعة وكلياتها، و اعتبارها.

http://media.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/24/98298.html#000)- مساحة الاختلاف ومساحة الحرية :
*- سبق وقلت "إن سياسة إقصاء الآخر وعدم الاعتراف به ونزع الصبغة الشرعية عنه وامتلاك الحق الأوحد في تفسير النص هي أهم صفات التطرف الفكري والذي يمارس لدينا في هذا البلد المبارك بشدة، من بعض العلماء وطلاب العلم" : كيف ذلك ؟ ومن أتاح لهم ؟ وكيف ترى مستقبله على المدنيين القريب والبعيد ونحن نعرف الجهود المتسارعة للدولة في احتواء التطرف وتجفيف منابعه؟.

ـ أخي الكريم لاشك أن لدينا ثوابتا لا نقبل المساومة عليها في العقائد و الأعمال، في الدين و الدولة، و لكن هناك مساحة واسعة مما يقبل الاختلاف و مساحة واسعة من الحرية في إبداء الرأي و التعايش السلمي، دعني أضرب لك مثالا واحدا لصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و هم يختلفون في تفسير النص في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم و يقرّهم صلى الله عليه و سلم من غير أن يتهم بعضهم بعضا بالمحادّة لله و رسوله أو بتتبع الرخص أو (بالمياعة) في الدين أو .. أو .. أو ..

فقد جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمر نفرا من أصحابه فقال ( لا يصلّيّن أحدكم العصر إلا في بني قريضة) فساروا و كاد وقت العصر أن يخرج و لمّا يصِلوا ، فقال بعضهم نصلِّي ثم نكمل المسير إذ قصده صلى الله عليه وسلم أن نسرع في المسير فقط ( و عملوا بمقاصد النص ) و قال آخرون لا نصلي إلا في بني قريظة كما أمر صلى الله عليه وسلم و لو خرج وقت الصلاة (و عملوا بظاهر النص ) ،

فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعِب على أحد منهم، أنظر كيف أقرّهم صلى الله عليه وسلم على اختلافهم في أمر عظيم وهو الصلاة و لم يشنّع على أحد، فمع كثرة البشر و اختلاف مشاربهم و تنوع مدارسهم و كثرة المستجدات و الحوادث لا يمكن حملهم على مذهب واحد و لا رأي واحد في تفسير النص ، و النصوص حمّالة أوجه، و المشكلة أن لدينا من يريد أن يحمِل الناس كلهم على رأي واحد ومذهب واحد و يظن أن العالم اليوم هو تلك القرية الصغيرة التي كانت تظم بين حنباتها عشرات الناس أو المئات قبل ستين أو سبعين سنة، و لاشك أن تصحيح المسار و إعطاء الآراء المزيد من الحرية و توسيع دوائر الحوار و مساحات النقاش يحتاج إلى تدرّج و وقت و جهد، و المشكلة أنه يحتاج إلى تضحيات كان من المفروض أن تكون فيما هو أهم من ذلك بكثير .

*- عن المسرح السعودي كتبت مقالا ثم سارعت للتوضيح أنك إنما كنت تقصد (مسرح الحياة) المسرح الحقيقي .. هل تعتقد أن الناس قد يقتنعوا برأيك خصوصا أنك أوردت أن والدك حضر مسرحيات ..فكيف لشيخ مثلك أن يخلط في الأمر ؟ أم أنك تراجعت بطريقة غير مباشرة لحساسية الأمر؟.
- يبدو لي بأنك لم تقرأ المقالين جيدا و أدعوك لإعادة قراءتهما .

http://media.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/24/98298.html#000)- هؤلاء هم السطحيون :
*- طبعا يرى الكثير أنك ستسدد الكثير من الفواتير لتوجهاتك الأخيرة خصوصا أن الاتهامات الأخطر تقول أنك أصبحت في يد الليبراليين والعلمانيين ؟ في ظل احتفائهم بكتاباتك؟.

ـ لاشك، فالإصلاح والتغيير لا يأتي بالمجان و استشعار الأمانة المسؤولية هو ما يشجّعني، و من يقول بأنني أصبحت في يد العلمانيين و اللبراليين هم السطحيون الذين لا يملكون من المؤهلات العلمية و العقلية ما يمكنهم من النقد الهادف و الحوار البناء و لا يحسنون إلا استخدام سلاح التصنيف و التهم المعلبة، و القوالب الجاهزة لمن لا يعجبهم رأيه، و التي أصبحت قديمة فالناس تقرأ و تفهم و تحاور و تناقش و لم تعد ترضى بالوصاية من أحد .

http://media.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/24/98298.html#000) - احترم الفوزان ولكن :
*- يقول الشيخ صالح الفوزان تعقيبا على مقالك (مصطلحات قديمة) في صحيفة الشرق الأوسط وخصوصا قولك أن الحكم على البلد بأنه بلد إسلام أو بلد كفر حكم اجتهادي واصطلاح فقهي يجب أن يتغير في هذا الزمان : ودعوته لك بالكف والتأمل قبل الكتابة ؟ وانك لا تفرق بين الأحكام الدينية والدنيوية؟.

- معالي الشيخ صالح الفوزان من كبار علمائنا وأتشرف بملحوظاته و نقده ، لكن ما طرحته في مقال "مصطلحات قديمة" مازلت مؤمنا به، فنحن لازلنا محكومين بعبارات و مصطلحات لم ينزل بها وحي و مضى عليها قرون لا يمكن إسقاطها على الواقع فمفهوم البلد و بلاد المسلمين و بلد الشرك و بلد الإسلام يصعب التعامل معها و اعتبارها في الوقت المعاصر ، فمفهوم الدولة والوطن والمواطن و تنوع أساليب الحكم وطرق الوصول إليه و كيفية إدارة الدولة و البرلمانات و المجالس النيابية والانتخابات والمنظمات القطرية و العالمية وغير ذلك مما و لا شك يصعب معه التزام تلك المصطلحات ، فأخبرني بالله عليك دولة كلبنان رئيس الدولة من ديانة أو طائفة و رئيس الحكومة من ديانة أو طائفة أخرى و رئيس مجلس النواب كذلك فبماذا تسمي هذه الدولة وفق المصطلحات القديمة بلد شرك و لّا بلد إسلام.

نحن بحاجة إلى إيجاد نظريات فقهية جديدة تتعلق بمفهوم الدولة و الوطن و الوطنية و العلاقات الدولية و المنظمات العالمية ذات البعد السياسي و الاجتماعي و الفكري و الحقوقي، نحن بحاجة إلى انتفاضة علمية و فكرية و إقامة ورش عمل دائمة و ندوات و حوارات و الجامعات تتحمل المسؤولية العظمى لنخرج بنظريات فقهية حديثة يمكنها أن تتواكب مع التطورات و الانقلابات الحضارية السريعة و المتلاحقة بعيدا عن الاستنساخ و ( القص و اللزق) كما هو واقع فيما يسمى ـ للأسف ـ بالاقتصاد الإسلامي، فما حدث للبشرية من انجازات حضارية مدنية في العصر الحديث ابتداء من الثورة الصناعية وأخيرا و ليس آخرا الثورة الرقمية لم تنجزه البشرية خلال آلاف السنين الماضية، ألا نحتاج إلى وقفة تأمل و مراجعة، ألا نحتاج إلى أن نؤسس لقواعد و نظريات مبنية على استقراء للشريعة الإسلامية و اعتبار مقاصدها الكلية، ألا نحتاج إلى أن نكون مبادرين باستباق الأحداث واستشراف و تصور المستقبل، لا أن نكون فقط متلقين و مصدومين مهمتنا و ابداعانا لا يتجاوز فقه النوازل .

*- ما حقيقة القصة المتناقلة عن شقيقتك وأنها نجحت من خلال نقاش طويل في جعل العلامة ابن باز رحمه الله يوافقها على أن مسألة الحجاب محل خلاف وبحاجة لإعادة بحث ونظر؟.
ـ لا . القصة ليست بالشكل التي ذكرت، و إنما كانت عادته رحمة الله عليه أن يشرب القهوة و الشاي كلما سنحت له الفرصة مع أبنائه، و في إحدى المرات سألته أختي عن الرأي الذي يقول بأن حجاب المرأة في كل جسدها ما عدا الوجه و الكفين و ناقشته في ذلك و هو رحمه الله يستمع إليها و يناقشها من غير أن يكون هناك اتهام للنيات أو قلة الديانة، ولم أقل بأنها أقنعته، عموما كان المقصود من المقال الذي ذكرت فيه هذه القصة أن تتسع صدورنا لسماع الآخرين ومناقشتهم وأن نبتعد عن اتهام نياتهم ومقاصدهم لمجرد أننا نختلف معهم أو لا تعجبنا آراؤهم، فهكذا تعلمت من والدي رحمة الله عليه.


http://media.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/articles/2010/01/24/98298.html#000)- الهيئة تمس حريات الناس وسمعتهم :
*- مطالبتك لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإحضار دليل على وجوب أمر الناس بالصلاة في الأوقات المحددة وأنه في إمكان الناس الصلاة في أي وقت في وقت الصلاة من بدايته إلى نهايته، وصف بأنه كان محاولة سريعة للظهور عبر الاصطدام مع الهيئة التي تواجه إشكاليات عديدة في النظرة المرسومة نحوها، هل كنت تبحث عن الشهرة السريعة ؟ وكيف انتهى هذا الأمر ؟

ـ أولا : أمر الناس بالصلاة و حثهم عليها من الأمور المحمودة فيتذكر الناسي وينتبه الغافل، إنما الإشكال هو في التجريم و الإلزام هذا ما دار حوله المقال . ثانيا : أنا كتبت أكثر من مقال يتعلق بالهيئة منذ أكثر من سبع سنوات و ليست هذه هي المرّة الأولى حتى أتهم بأنني أريد الاصطدام بالهيئة، ثم لا يخفى عليك أن بعضا من أعمال الهيئة يتقاطع مع حريات الناس و سمعتهم الاجتماعية و لابد من طرحها و مناقشتها كلما أتيحت الفرصة. ثالثا : قضية "البحث عن الشهرة" هو من الأجوبة المغلفة و الجاهزة لصرف الأنظار عن المقاصد الحقيقية لأي طرح جاد أو أفكار تستحق النظر والتأمل . رابعا : لم ينته الأمر إلى شيء لأني أظن أنهم لا يملكون الإجابة الكافية.