تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عندما يتشدق الرويبضة بالوطنية: عادل إمام مثالاً



مقاوم
01-18-2010, 12:58 PM
عندما يتشدق الرويبضة بالوطنية: عادل إمام مثالاً
كتب أ. محمود ناجي الكيلاني*



http://qawim.net/images/stories/galawi1.jpg


http://qawim.net/images/stories/logoqawim/_exb.pngنحن نحيا في عصر - ومع كل أسف - أقل ما يقال بحقه ، أنه عصر الرويبضة الذي نبأنا به رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف " ستكون سنون خداعات ، يُخوَّن فيها الأمين ويؤتمَنُ فيها الخائن ، ويكذَّب فيها الصادق ، ويصدَّق فيها الكاذب ، وينطق فيها الرويبضة ، قالوا:وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمور العامة " .

حيث نجد المنابر المتاحة ووسائل الإعلام المفتوحة تصنع في مطابخ القرار وتخرج من تحت أيدي طباخيها المهرة وتسوَّقُ لشعوبنا على أنها صاحبة فهم ورسالة ، وأقل ما يقال بحقها أنها فاسدة مفسدة هدفها الأول إضلال الأمة وحرفها عن مسارها الصحيح بطرق ملتوية وتحت لافتات عديدة ، ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ، تروق للبعض منا وتستهويهم بدوافع الجهل والفراغ - تربتي الإفساد الخصبة - وبالسعي لإثبات الذات بالتعلق بأي شعار كان ، تقزيميا أم تقسيميا أم غير ذلك ، وهي ثالثة الأثافي التي لا تعود علينا بالنفع كأمة مضطهدة ، وإنما تعيق تقدمنا وازدهارنا.

قبل يومين طالعتنا وسائل الإعلام بتصريحات وراءها ما وراءها من الفتن والدسائس لأحد صنائع النظام المصري ، والمدعو عادل إمام ، والمنعوت زورا وبهتانا بالزعيم ، في وقفة احتجاجية نظمها في مسرح الهرم ، أعقبت حادثة مقتل جندي مصري على الحدود الفلسطينية المصرية ( المقدسة ! ) ، بعد أن هالته الصدمة وظن أنه في كابوس ، كما قال وشبّه ، ليخرج بتصريحات وطنية من العيار الثقيل ؛ لإشعال حرب بسوسية رخيصة بين أبناء الجلدة الواحدة ، وقد بات بين عشية وضحاها يهتم بأمر الجندي المصري من يقضي حياته مستعبدا من قبل أسياده ، حاله كحال غيره من الجنود في بلداننا العربية والإسلامية ، حيث يموت ليحيا فلان وعلان،متربعا على أكتافه ومحميا ببندقيته ، فانيا عمره مستخدما لا أكثر ، والذي لطالما صوَّرَهٌ في أفلامه ومسرحياته على أنه عبارة عن إنسان ساذج أبله عديم العقل ومعطل التفكير.

ولم تتوقف لديه المسألة لهذا الحد بأن دماء الجندي تعنيه وتقض مضجعه وتدخله في كوابيس مزعجة ؛ بل تدعوه إلى الانتقاص من قدر الآخرين ومجهوداتهم ، بحبكة ركيكة وربط ساذج ، حيث تفوه بعبارات مسيئة بحق ذلك الرجل البريطاني جورج غالاوي والذي تعنى من المشاق ما تعنى لإيصال قافلة شريان الحياة إلى غزتنا الجريحة - والذي أسأل الله أن يمتن عليه بالإسلام لفحولته المفتقدة لدى كثير من أرانب الأمة – قائلا عنه : " إنه رجل مشبوه وتاريخه معروف ؛ حيث تقلب كثيرًا بين جهات مختلفة ولدي ملفه كاملا " مستدعيا من الذاكرة تلك المقولة : رمتني بدائها وانسلت.



http://qawim.net/images/stories/galawi2.jpg


وكأن تاريخه الأسود المليء بنضالات الضلال وواجبات الإفساد وكفاحات محاربة الإسلام ناصع البياض وغير مشبوه ويعطيه الحق لانتقاد الآخرين وتقليدهم أوسمة الشرف أو حجبها عنهم ، وهو ما يدلل وبشكل فاضح على أن وقفته الاحتجاجية ليست من أجل الجندي المصري القتيل ؛ بحشره المتكرر تصريحا وتلميحا لاسم غالاوي وقافلته والدندنة حولها ، وأن لها ما لها من الغايات والمآرب غير النبيلة ، والتي تدخل ضمن إطار التبرير لتخاذل النظام المصري وزبانيته والتسويغ لدورهم الهزيل تجاه أهل القطاع المحاصر ، مضيفاً بتصوير فني وهو البارع في التمثيل عبر تساؤل خبيث " كيف للقافلة أن تكون شريانا للحياة ، وتنهي رحلة دخولها لغزة بإزهاق حياة شاب بلا أيّ ذنب اقترفه إلا تنفيذ واجبه في حماية حدود بلده ؟ " غاضا الطرف عمن قتلهم النظام الجاثم على صدور أهلنا في مصر ، من أهلنا في غزة ، بمنعهم من الدخول عبر معبر رفح وعدم قيامه بواجبه لرفع الظلم عنهم ، ومتناسيا دماء عشرة آلاف أسير مصري قتلوا على أيدي الصهاينة ، وهذا الرقم على أقل تقدير ،إن لم نأخذ بإحصائية وحيد الأقصري محامي الأسرى المصريين بأن ما يزيد عن 60 ألف أسير مصري قتلهم الصهاينة بدم بارد.

ولو استرجعنا السجلات من سنوات قليلة لأنبأتنا بمقتل العشرات من جنود الحدود المصريين برصاص صهيوني مباشر وغير مباشر وعلى نفس الحدود ، ولم نر منه لا مؤتمرات ولا ندوات ولا وقفات احتجاجية كهذه ؟ وهو ما يدعونا إلى طرح هذه الأسئلة على حضرة الممثل! وعلى من حضروا وقفته مقتنعين بما يقول وليس خجلا من الاعتذار عن دعوته ، وبالنهاية هي موجهه لمن قد يأخذوا بكلامه ويتبنونه.

هل إسالة الدماء بين الإخوة جريمة لا تغتفر وإهراقها كأنهار من قبل اليهود مسألة فيها نظر ؟

وهل من المنطق أن يعاقب شعب بأكمله ويكون التحامل عليه لتصرف فردي ؟

إن كان كذلك ، فقد قتل منذ فترة قصيرة شاب غزي اسمه يوسف أبو زهري تحت التعذيب في إحدى سجون النظام المصري ، فهل يعني هذا بحال من الأحوال أن شعب مصر هم من قتلوه؟ لربما الإجابة : نعم؛ لصمتهم وعدم ردعهم لجلاده ....!!!

ولكن ، هل يبرَرُ مثلا أن يسعى البعض لتأليب القلوب ضد شعب مصر المسلم ثأرا لدماء ذلك الشاب ؟

الإجابة قطعا لا وبقوة ، ثم أين هي الحدود التي يدافع عنها ويتشدق بها ، حدود سايكس وبيكو ؟أم حدود كامب ديفيد ؟

وقد كانت غزة منذ عهد قريب جزءً من مصر بخضوعها لحكم نظامه الذي فضَّل رفع يده عنها وعدم تجديد سلطته عليها ؟

وأما بالنسبة لجندي الحدود الذي يخاطب العواطف المصرية ويستلهبها من خلال دمائه ليثوروا على إخوانهم ويؤيدوا ما يقوم به أسياده من تضييق الخناق عليهم ومباركة إقامة الجدار الفولاذي الإجرامي - لمنعهم من التواصل مع إخوانهم وتأمين حاجياتهم المعاشية وحتى القتالية غير المعيبة ولا المحرمة شرعا ؛ بل هي قمة الشرف والواجب الذي لا يعرفه متصنعوا الوطنيات أبطال الأضواء والميكروفونات في حال الرخاء وفئران الجحور حال الشدة - فله مهمتان أولاها حماية كيان الصهاينة من دخول شرفاء الأمة للقيام بواجبهم الجهادي في فلسطين بمقدمتهم المصريين ، من حيث الأقرب فالأقرب ، والثانية حراسة سجن كبير اسمه قطاع غزة يقبع فيه مليون ونصف مسلم ، فليس حامي حمى كما يريد أن يصوره ، وليست عيناه من العينان اللتان لا تمسها النار ، فهو يحرس في سبيل النظام وليس في سبيل الله ، إن كان يظن ذلك.

ولربما ذلك الجندي كان احد المضلَلين الذين يظنون أنهم يدافعون عن ارض مصر وهم في الحقيقة غير ذلك ، فأرض مصر جزء من هذه الأمة كما أرض الشام والمغرب والحجاز والقوقاز ومن مسَّ أيا منها كمن مس مصر والعكس صحيح ، مكملا تصريحاته بنبرة تهديدية وهنا قمة الأسى من كوميديان مهرج " لن نقبل أن نمتهن بعد اليوم من أحد . . . مصر حرة في حماية أراضيها بالطريقة اللي تعجبها " وهنا لا بد من وقفة أخرى كالتي سبقت مع إكمال الأسئلة ، فلم نسمع من الواد سيد الشغال لحزب مولاه اللاوطني جملة كهذه في حق الكيان الصهيوني الذي يمتهن كرامة إخواننا ليل نهار وبالمحصلة يمتهنه إن كان يعرف معنى الإخوة كما جاء في تصريحه مجازا " إخواننا الفلسطينيين " ؟ ليخفي ويغطي ما يود إيصاله ولإضفاء شيء من النبل على وقفته وأنه لا يكنُّ العداوة ولا الحقد وهو أسلوب مكشوف مفضوح يعرفه ابن الابتدائية .

ثم أين هي حرية الأراضي التي يدعيها وأبناء الكيان وضباطه يسرحون ويمرحون ويقضون عطلهم وأعيادهم في فنادق طابا وشرم الشيخ المقامة على أرض سيناء المحررة والمحددة بعدد الجنود وفق اتفاقية كامب ديفيد المشؤومة ولا يستطيع أيا كان أن يمسهم ولو بنظرة لا تعجبهم ؟

وأين صوتك إن كنت شريفا وحرا بحق وليس ادعاءً وتمثيلا ، في وجه القوات الأمريكية صاحبة القواعد الأمريكية المحتلة لبلادنا العربية والإسلامية ومنها مصر التي خرج من القواعد المقامة فوق أرضها في حرب الخليج الثانية 35 ألف طلعة جوية حربية أمريكية لتدمير العراق، وعشرة آلاف طلعة جوية حربية أمريكية لتدمير مواقع استراتيجية على ارض الصومال( من صحيفة العربي الصادرة في مصر بتاريخ 8/7/2001( وما زال الدعم لهذه القوات بكافة أشكاله وهي التي تتحين الفرصة لاحتلالنا ككل عسكريا ، لولا وجود فئة مجاهدة شريفة أرتها الويلات وأدخلتها في مأزق في مواطن العزة والجهاد ، وهو ما نستدل به بالمقابل ، لو كان هذا "الأحد "الذي لن يقبل التهديد منه صاحب قوة ومنعة كأمريكا مثلا ، فلن يتجرأ على أن يتفوه بكلمة تهديد واحدة ولا أن يقولها أسياده الذين يتمرمغون بتراب البيت الأبيض وتمسح كرامتهم ببلاطه ، ويهددون الضعفاء بكسر أرجلهم إن تخطوا الحدود كما وجه أبو الغيط تهديده لأبناء غزة .

والشيء بالشيء يذكر ، فهل يصعب على من أمضى حياته ممتهنا التمثيل أن يسوق الوطنية مهددا متوعدا بمشهد تراجيدي جماهيري عام ويعتبره لقطة من فيلم مدفوعة الأجر والرضا ؟ إن كان من هم أقل منه مهارة تمثيلية يتقنون سحب الأفلام ويسوقونها علينا كلما اقتضت الحاجة واجتاحت مصالحهم الشخصية نبرة شريفة ؟

فما صدر عنه أو تشدق به بالأحرى من تصريحات إقليمية وتهديدات تجزيئية تفتيتية تحت اسم الوطنية والخوف على مصالح الشعب أمر غير مستغرب فهي حالة قديمة قدم التاريخ ، ونراها تستفحل في عصرنا الرويبضي بامتياز ، والذي يُنحََّى فيه الشرفاء الموحدون لكيان الأمة والساعون لنهضتها والثائرون لنصرتها، وتقمع آراءهم وتصادر حرياتهم وتلمع فيه صور العملاء وأصحاب المآرب الضيقة ليتصدروا المجالس وشاشات التلفزة والصحف والإذاعات ويتكلموا باسم الشعوب ، في هذا العصر الذي تتبدل فيه المواقف كما تتبدل شراشف الأسِرَّة ولن أشبه بشيء آخر أكثر استبدالا؛ لأنها مواقف مبنية على مبادئ ولربما فيها ما هو حسن.

فعلى الدوام من يحيا على فتات نظام ما ، ويرتع في مراعيه ، يعيش رافعا لعلمه ولو أقام تحت قدمه أو على بوابة قصره صادحا مسبحا باسمه وضاربا في عصاه وبالمحصلة يصبح بمرتبته بناء على مثلنا الشعبي صادق الوصف : حاميْ الشَّيخِ شَيخ.

فيا ليتك أيها النكرة من سجل الشرفاء بقيت بعيدا عن الظهور الإعلامي وإجراء المقابلات الصحفية والتدخل بما لست أهلا له ، لأبقيت لنفسك شيئا من الاحترام لدى من تنتابهم هستيريا الضحك من مجرد حضور طلتك التهريجية ، وأنت أستاذ التهليس الذي أمضيت عمرك مستخفا بعقولهم بأنك دونجوان عصرك وفتى الأحلام الذي تموت الفتيات في دباديبه كما يقول إخواننا المصريون بلهجتهم العامية كناية عما يصيب العاشق من الهيام والوله ، ولكنك تأبى إلا أن تنهال عليك الردود والتعليقات وحتى الشتائم من هنا وهناك وأنت في خريف العمر لأجل أن تقول : أنا الزعيم وما زلت هنا وعلى أي صورة كنت ، وأظن أن كثيرين يشاركونني الرأي أنك قد دخلت في حالة من الخرف من جهة إسفافك وابتذالك عبر أفلامك الفاضحة التي نقرأ ما يكتب حولها ، دون مراعاة لكبر سنك وشيبتك وتجاعيد وجهك التي تحاول إخفائها بالصبغات والمساحيق ، ومن تقحمك لعالم السياسة وحشر انفك فيه من جهة أخرى.

وختاما نقول لك ولمن ساروا في ركبك أيها العجوز المراهق وباسم شرفاء أمتنا المقهورة التي تتجرع الألم تلو الألم ولا تؤمن بالحدود السايكسبيكوية المصطنعة وتبقى هاتفة حتى آخر رمق من حياتها إسلامنا أولا : أنت وأمثالك من تجار الوطنيات والإقليميات لستم منا ، ليس لخلاعتك - وقاحتك بالتعبير غير الليبرالي المتحرر - وحرفكم لأمتنا عن مسارها فحسب ، ولكن لقول رسولنا الكريم :( ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية ) فتب لله وارجع أو ابحث لك عن ارض تجد فيها عقول تالفة متهافتة تتلقف ترهاتك واقض ما بقي من عمرك فيها ؛ إن أصررت على التصريح والتشدق والتمثيل ، فالغالب من أمتنا ولله الحمد باتوا يتفهمون ما يحيق بنا من مكر خارجي وداخلي أشد وأنكى وأن لا عزة لنا ولا نصر إلا بالتمسك بالإسلام والتوحد تحت رايته ..

وحقيقة لو لم أكن قد تألمت من تصريحاته المليئة بالحقد والداعية للثأر من أهلنا في غزة وعدم التعاطف معهم بشكل لا يقبل الشك ، والتي لم أذكرها جميعا فالمقام مقال وقد طال ، مع ظني أن ثمة من زالوا يرعون السمع لما يقول ، لما كان ردي وغضبتي ، فلست من الذين يعيرون هذه الفئة اهتماما بشكل شخصي وأسعى دائما للتحذير منهم بشكل عام ، وعليه لا بد وأن تدرك شعوبنا وليس أن تعلم فقط ، فقد ولى زمن العلم السطحي ، أن كثيرا من هؤلاء أكانوا إعلاميين من أشباه عمرو دياب أو فنانين والتسمية الأصح ( فلتانين ) من زمرة اللاعادل واللاإمام دورا كبيرا في ضياع شعوبنا وقضيتنا الإسلامية وأن لديهم مهمة قذرة يسعون لتنفيذها ، وهم عبارة عن أدوات استخدمتها الأنظمة في إضاعة الأمة في الأوضاع الطبيعية عبر تسميم عقول أبنائها وتغييبها وإلهائها فيما لا يفيد ، وفي الأوضاع الحرجة عبر استخدامهم لتسويق وتعميم فكرة ما هدفها الأساس إبقاءهم فوق كراسيهم بصنع حالة من اللامبالاة والبلادة وعدم الاكتراث .

وفي الوقت الراهن تزداد الحاجة لهم بالنسبة للنظام الحاكم في مصر ، في ظل ما يعانيه من أمور ومستجدات ، أكان من مسألة التوريث أو من الأوضاع المعيشية أو من الملف الغزي ، مع ازدياد وعي أهلنا في ارض الكنانة لما يحاك لهم ولأمتهم من مؤامرات تستخدم فيها كافة السبل والأسلحة مدعومة بأبواق ميكافيلية حاقدة تسير وفق ما تقضيه مصالحها كمثالنا المطروح عادل إمام .

* كاتب إسلامي أردني.

"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"
http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=6288&Itemid=1275

من هناك
01-18-2010, 11:52 PM
افضل ما قام به عادل امام في حياته هو محاولته الإبتعاد قليلاً عن الشاشات ولكن للأسف لم يتحمل

أبو طه
01-19-2010, 05:57 AM
حقا إنه زمن الرويبضة