تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صراع ايراني اميركي على نفط العراق



ابن خلدون
01-17-2010, 08:27 AM
ظهرت تصريحات غريبة من مسئولين عراقيين بشأن بئر النفط في منطقة الفكه فبعض النواب والمسئولين منهم وكيل وزارة الداخلية أنكروا أي احتلال للبئر! في حين وزارة النفط إلتزمت السكون المشوب بالحذر! أما وزير المالية(باقري صولاغي) فقد طرح مصطلح (الآبار المشتركة) يؤيده بعض البرلمانيين. في حين طالب آخرون ابرزهم موفق الربيعي( كريم شاهبوري) بـ(تقاسم العوائد) مع الجانب الإيراني دون أن يوضحوا الأساس الذي بنوا عليه نظريتهم المجحفة. الأمر الآخرهو السكوت الذي لازم الأحزاب الموالية لطهران ومحاولة الضغط على وسائل الأعلام بصدد تهدئة الموقف وهي محالة باءت بالفشل بعد تصعيد الموقف من قبل المتظاهرين في محافظات كربلاء وبغداد والأنبار والبصرة وغيرها، حيث رفعوا شعارات مطالبين القوات الإيرانية الغازية بالإنسحاب الفوري وإستدعاء السفير الإيراني وتسليمه مذكرة أحتجاج.
كما اعترف كبار دهاقنتهم، الذين وصفهم المحلل السياسي غور فيدال(Gore Vidal ) بأنهم " عصابات غير منتخبة من رجال البترول والغاز
تصريح نائب وزير النفط الإيراني السابق(محمد نجاد حسينان) بأن " على إيران القيامبتطوير حقول النفط التي تتقاسمها مع العراق، بغية الحصول على تعويضات عن الأضرارالتي ألحقها نظام صدام حسين بإيران خلال الحرب العراقية- الإيرانية في الأعوام1980 ـ 1988" إذن الطبخة مبيته منذ كان حسينيان في وزارة النفط وليست وليدة أزمة الفكه. وعندما صرح عبد العزيز الحكيم بضرورة تعويض إيران ب(100) مليار دولار عن حرب الخليج الأولى ـ في الوقت الذي كان فيه الأمريكان يضغطون على دول العالم لشطب أو إعادة جدولة ديون العراق ـ لم تكن زلة لسان كما فسرها البعض
فقد طالب مجلس الشورى الإيراني مبلغ(1000) مليار دولارا كتعويضات عن حرب الخليج الأولى. من جهة اخرى صرح حسين إبراهيمي مسئول العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني بأنه وفقا لتقديرات الأمم المتحدة فإن بلاده " تطالب العراق بتعويضات عن خسائر الحرب تبلغ ألف مليار دولارا" وهناك مزج مقصود بين هذه التقديرات ومسألة التعويضات فالأمم المتحدة قدرت فعلا خسائر حرب الطرفين بحدود(1.19تريليون دولار أمريكي)، لكنها لم تصدر قرارا يحمل أي منهما مسئولية من بدأ الحرب
لماذا ترفض إيران عرض المشكلة على محكمة العدل الدولية إن كانت محقة في مطلبها؟ طالما أن حكومة المالكي موالية لها وستوافق على عرض المشكلة
يحدثنا الحسينيان بأن " الوضعالراهن غير قابل للإستمرار. إن النزاعات بين طهران وبغداد حول مدى اتساع حقول النفطالمشتركة والنزاعات الأخرى المتعلقة بالحدود يمكن أن تهدّد أمن المنطقةكلها" وهذا تهديد واضح بأن إيران يمكن أن تشن حرب ضد العراق بسبب الآبار المشتركة, وفيه تلميح بأن دول الخليج سوف لا تكون بمعزل عن هذه القادمة، ربما تمتد إلى اليمن والسعودية وفلسطين ولبنان وكل منطقة فيها خلايا نائمة أو أحزاب موالية لإيران!
أما لماذا تم أختيار هذا الوقت بالذات لإحتلال بئر الفكة والمطالبة بتعويضات الحرب؟ فالسبب كما وضحه لنا الحسينيان "هذه الحقول تمثّل، بالتأكيد، بعضاً منأكبر الإحتياطات الإيرانية ومن مصلحة إيران أن تحسم مسألة تعويضات الحرب فورا!وذلك قبل أن يستعيد العراق عافيته الإقتصادية والسياسية". إذن الموضوع يتعلق بإستعادة العراق عافيته فهو إعتراف بأنه سقيم حاليا! و في حال إستعادة عافيته فأنه سيقلب الطاولة على كل من عاداه وأستغل ظروف الإحتلال
فالمالكي رجل إيران وعمار الحكيم ومقتدى الصدر والطالباني والبرزاني وعادل مهدي وإبراهيم الجعفري وجلال الدين الصغير وصدر الدين القبنجي وعلي الأديب الزندي وموفق الربيعي وعلاء الدين الأعرجي وعباس البياتي وهمام حمودي وباقري صولاغي وحسين الشهرستاني والملة خضير الخزاعي جميعهم وجوه إيرانية بأقنعة عراقية. لذا فمثل هكذا برلمان وحكومة ذات ولاء مطلق لإيران حالة يصعب تكرارها في الإنتخابات القادمة
حصل الملالي على ما يسمى ب(توحيد الأبار النفطية) وهي الوثيقة التي تدوالتها وسائل الإعلام بعد أن كشفها وسربها لوسائل الإعلام وطنيون شرفاء. الوثيقة الآثمة مكتوبة بيد وزير النفط الشهرستاني يعبر فيها عن إمتثاله النموذجي لأوامر وتوجيهات أسياده ملالي إيران
الحسينيان" الله قد منحه موارد طبيعية وفيرة. وبناءً عليه، لا ينبغيأن يمثّل تعويض إيران عن الحرب مشكةً كبيرةً لاقتصاد العراق. ولهذه الأسباب، آمل أنيكون الحصول على تعويضات حرب من العراق على جدول أعمال المسؤولين الإيرانيين" فنظام الملالي يدرك جيدا بأن إحيتاطاته النفطية ستنضب خلال خمسين عاما على أكثر تقدير كما اشارت تقارير إستراتيجية ومراكز أبحاث متعددة. في حين إحتياطيات العراق بضمنها الآبارالمكتشفة وغير عاملة أو غير المكتشفة تمثل إحتياطي هائل يستمر لأكثر من (250) عاما لذا قيل "آخر برميل نفط يخرج من الأرض سيكون عراقيا
ولدى إيران كما أثبتت الوقائع قوة تفاوضية فائقة على إدارة الأزمات، ويمكنها بسهولة أن تجبر الولايات المتحدة على تقديم تنازلات أزاء الكثير من الملفات العالقة ومنها الملف النووي وتوازن القوى في الشرق الأوسط, وملف تنظيم القاعدة الذي ترعاه وتحكم القبضة عليه, بتوجيه واحد للتنظيم في أفغانستان من شأنه أن يقلب الطاولة على القوات الأمريكية ويشد الحبل على رقبتها. علاوة على ضرب المصالح الأمريكية في المنطقة وإثارة النزعات المذهبية الداخلية والأقليمية من خلال الأحزاب التي تواليها أو تحريك الخلايا النائمة في دول الخليج ولبنان وفلسطين واليمن والسعودية والسودان ومصر وسوريا وبلدان أخرى، أي أنها يمكن أن تتحول من حليف حالي للشيطان الأكبر إلى شيطان منافس يحول أحلامة إلى كوابيس
والجوكر ورقة ضغط أي مصدر قوة لإيران ومصدر قلق وإذلال للولايات المتحدة التي تدرك جيدا بأن فتوى واحدة من الخامنئي والسيستاني من شأنها أن تفيق الشارع الشيعي المخدر بأفيون المهدي المنتظر والمراجع الأجنبية في النجف! وتفتح باب الجهاد ضد الشيطان الأكبر على مصراعيه!
قوات الإحتلال الأمريكي رغم حجمها الهائل وتفوقها التقني والتسليحي، لكنها لا تستهين بالقوات الإيرانية سواء الموجودة داخل العراق كفيلقي بدر والقدس والحرس الثوري الإيراني وجيش المهدي وميليشيات الأحزاب الشيعية الحاكمة كحزب الدعوة بفروعه اليابسة وحزب الله وثأر الله وبقية الله وعصائب الحق وكتائب الحسين والعشرات غيرها، علاوة على عناصر المخابرات والقيادات الفاعلة داخل وزارتي الدفاع والداخلية التي يديرغرفتي حركتيهما بشكل مباشر الجنرال الفارسي سليماني. أو القوات الإيرانية الرابضة في معسكرات قريبة من حدودها مع العراق
فالولايات المتحدة وقفت عاجزة أمام تدخل إيران في الشئون الداخلية العراقية وتمويل وتدريب ودعم أجنحة الإرهاب الميليشياوي بما في ذلك تنظيم القاعدة رغم إدعائها بمحاربة الإرهاب. ولم تحرك ساكنا أمام تدفقق الأسلحة الإيرانية للعراق بما فيها صواريخ غراد وصوريخ أرض أرض داخل المدن العراقية. لم تندد الولايات المتحدة إلا عبر تصريحات خجولة جدا عن بشاعة وحجم التدخل الإيراني في العراق, وهي غالبا ما تكون بصفة المراقب عن كثب والمتريث! ولم تحرك طرفا أزاء رغبة نظام الملالي بإنتزاع مجاهدي خلق من العراق رغم وجود أتفاقية تعهدت بموجبها حمايه معسكر أشرف! وبقيت متفرجة على إنتهاكات الحرس الثوري الإيراني للمدنيين العزل بألبسة الشرطة العراقية خلال مداهمة المعسكر وإستهتارهم بحياة الناس وإختطاف عدد من الأشخاص وسرقة السيارات والأموال العائدة لضيوف العراق. ولم تحرك ساكنا إتجاه مطالب إيران بتعويضات حرب الخليج الأولى رغم أن إدارة الرئيس السابق بوش ضغطت بقوة على الدول الدائنة للعراق بغرض إطفاء ديونها أو التقليل منها أو إعادة جدولتها على أقل تقدير