الحد الأدنى...
بقلم: خ.ن.


(بينما أسترجع بعض الأحداث التي مررت بها مؤخرا ولم آخذ منها الموقف الذي كنت أتمنى أن أقوم به, خطر ببالي أن أكتب عنه علني أستريح من لوم نفسي)



إلى أرباب ثقافة الحد الأدنى..
إلى اللذين يريدوننا أن نرضى بالحد الأدنى
الحد الأدنى من الرواتب
الحد الأدنى من الكهرباء
الحد الأدنى من الطرقات المعبدة
الحدّ الأدنى من الحرية والعدالة
الحدّ الأدنى من حقوق الملكية الفكرية
الحدّ الأدنى من الهواء النظيف
الحدّ الأدنى من كلمة نريد


الحدّ الأدنى من الحدّ الأدنى..


ولا يقبلون بالحدّ الأدنى من السرقات
ولا بالحدّ الأدنى من احترام عقولنا
ولا بالحدّ الأدنى من الضرائب
أو بالحدّ الأدنى من الموقوفين ظلما
أو حتى بالحدّ الأدنى من تخلفنا عن الآخرين
والائحة طويلة لا مجال لسردها, بل سأكتفي بالحدّ الأدنى منها
ولكن مايخيفني ويغيظني ويـ...
هو من يرزح مثلنا تحت ضغوط الحدّ الأدنى وينتقدها مثلنا وعند التعامل معه, تجده لايريد أن يعطيك حتى ذلك (الحدّ الأدنى)!!
فيتهرب حتى من تسديد حدّك الأدنى
ويعاملك بأقل من الحدّ الأدنى من الاحترام
ويرد على الحدّ الأدنى من اتصالاتك
ولا يكتفي بالحدّ الأدنى من تأخيرك
ولا بالحدّ الأدنى من قدرة تحملك وصبرك
ثم تتفاقم الحالة حيث يوفر على نفسه الحدّ الأدنى من الاعتذار والحدّ الأدنى اللباقة ..


واليوم وبعد انتهاء صبري من تلكم الحدود الدنيا
أجدني أفكر بما عليّ فعله
ماهو الحدّ الأدنى من ردة الفعل التي علي اتخاذها؟؟
مثلا الحدّ الأدنى من اللكمات التي يجب أن تنزل على وجه (أبو الحدّ الأدنى)
أو كمية وقوة ومكان الركلات التي عليه أن يتلقاها..
أم أنه علي الاكتفاء بالحدّ الأدنى من الشتائم؟؟



ربما كل ما سأستطيع فعله هو الحدّ من عدد هذه الكلمات التي أكتبها
هي لعنة الحدّ الأدنى
أعتقد أن علينا محاربتها ومحاربة من يرفعون لوائها
فقد تصل عدواها وتنعكس على ذاتنا وحياتنا
فيكون الحدّ الأدنى من الحب
و الحدّ الأدنى من احترام الذات
والحدّ الأدنى من الصداقة والوفاء
...
كان هذا هو الحدّ الأدنى من ما يجول في خاطري