تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غزة بين الخزي العربي والمواقف الأوروبية



مقاوم
01-09-2010, 05:38 AM
غزة بين الخزي العربي والمواقف الأوروبية
كتب أ. ممدوح إسماعيل*


http://qawim.net/images/stories/eroaragaza01.jpg

لا يخفى دعم أوروبا والغرب دول وحكومات للعدو الصهيونى ولكن بعض المواقف الشعبية الأوروبية والغربية بجانب بعض المواقف للمسؤليين العرب تجعل كل عربى يشعر بالخجل والعار من مواقفهم المخزية، وتجعل كل انسان يفكر ويقول لقد حركت المشاهد والصور التى تفضح وحشية اليهود من يخالفوننا فى الدين والعقيدة والأرض والجغرافيا والعادات والتقاليد ولكنهم بشر يملكون مشاعر انسانية تتحرك وتشعر وتتألم ...

-------------------------

http://qawim.net/images/stories/logoqawim/_exb.pngفى يوم السبت 27 ديسمبر 2008م، قام العدو الصهيونى بحرب وحشية على قطاع غزة فأطلق طائراته وصواريخه ودباباته تقتل وتدمر كل شىء فاستشهد وجرح الآلاف ودمرت المنازل على الآمنيين وأشجار الزيتون وقتل الأطفال الرضع فى مشاهد هزت أقسى القلوب فى العالم وقاوم أهل غزة على قدر استطاعاتهم .

واندلعت المظاهرات فى العالم العربى تندد وتصرخ وتوقفت الحرب فى 18 يناير من السنة الجديدة وعاد المتظاهرون العرب الى بيوتهم بينما أهل غزة يدفنون شهدائهم ويضمدون جراحهم ويجمعون ماتبقىمن أنقاض بيوتهم حتى يحتموا من برد الشتاء فلا يجدون لهم مأوىإلا ايمانهم بالله وحقهم المغتصب وهم صابرون محاصرون .

وفى ظل الصمت العربى وتواطؤ مسؤليين عرب على حصار غزة خرجت من أوروبا بعض المواقف التى تعبر عن استيقاظ بعض الأوروبيين الى همجية ووحشية الصهاينة وقد تبلور ذلك في مواقف عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر:

1- الهجوم العنيف الذى تعرض له رئيس حكومة العدو الصهيونى السابق (إيهود أولمرت) خلال إلقائه لمحاضرة بجامعة شيكاغو بالولايات المتحدة بعد العدوان.

2- جامعة (ساسيكس) البريطانية تعلن أن اتحاد طلاب الجامعة قرر مقاطعة المنتجات الصهيونية داخل مرافق الجامعة، وبلغت نسبة التصويت للقرار 65%.(بعد العدوان جاء الرئيس الأمريكى إلى جامعة القاهرة وسط مظاهرة ترحيب وتصفيق رسمية ولم يعكر خطابه كلمة من مسؤل واحد تدين تواطؤ ادارته فى العدوان ؟؟).

3- خروج الآلاف من الشعب الأرجنتينيي فى مظاهرات احتجاج على زيارة رئيس كيان العدو الصهيوني بيرس للأرجنتين(بعد العدوان تعددت زيارات قادة العدو الصهيونى لعواصم عربية ولم يسمح المسؤليين العرب بخروج أى مظاهرة تدين اليهود).

4- تنديد تحالف يضم 90 منظمة وجمعية نمساوية غير حكومية بزيارة وزير حرب العدو الصهيوني "أيهود باراك" لفيينا.

5- وهو أهم مظاهر الاستيقاظ الاوروبى تجاه العدو الصهيونى موقف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف على العالم بتصديقه مشروع القرار الخاص بتبني تقرير "غولدستون" حول الحرب الصهيونية على غزة ووصفه لجرائم اليهود بجرائم حرب توجب محاكمة مرتكبيها وملاحقاتهم وتمت احالة المشروع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة (ومن المثير للمرارة أن مندوب فلسطين طلب تأجيل القرار فى فضيحة لم ولن ينساها التاريخ تفضح تواطؤ بعض المسؤليين العرب مع اليهود ) .

6- القضاء البريطانى يصدر قرار باعتقال وزيرة الخارجية السابقة (ليفني هربت) لتورطها فى جرائم حرب تجاه الفلسطينيين وبتدخل قيادى سياسى صهيو أمريكى تهرب ليفنى من لندن بجواز سفر مزور(من اللافت أن قادة العدو الصهيونى يدخلون ويخرجون من عواصم عربية مثال القاهرة وعمان والدوحة ولايتعرضون لأى ملاحقة بل يستقبلون استقبالات رسمية ويودعون من صالة كبار الزوار ودماء الفلسطينيين لم تجف على أرض فلسطين )

7-المواقف المنددة بالعدوان التى سطرتها القيادات التركية وعلى رأسها رئيس الوزراء التركى أوردغان فى ادانة وحشية الحرب بطرق مختلفة فى المحافل الدولية مما أذهل العرب والفلسطينيين أصحاب القضية ولم تكتفى تركيا بذلك بل ألغت مناورات كان مزمع تنفيذها مع الصهاينة (ولايفوتنى الاشارة إلى موقف أردوغان فى منتدى دافوس 2009 عندما اعترض على رئيس كيان العدو الصهيونى وترك المنتدى اعتراضاً على الممارسات الوحشية الصهيونية بينما ظل عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية جالساً فى مكانه بدون أى اشارة اعتراض )

8-ومؤخرا ً كان من أبرز الموقف الأوروبية مانشره الصحفي السويدي دونالد بوستروم عقب اعلان القبض على عصابة من الحاخامات اليهود فى نيويورك فى يوليو 2009 بتهمة تكوين عصابة دولية تتاجر فى الجثث والأعضاء البشرية على مستوى العالم فقد نشر مقالاً في صحيفة افتون بلاديت السويدية في 17 أغسطس 2009 وبجانب المقال صورة لجثة شاب فلسطيني بها أثار شق للصدر إلى البطن.

وفى المقال يذكر انه عندما كان في فلسطين عام 1992 شاهد وعاين سرقة اليهود للأعضاء من جثث الفلسطنيين تحت قيادة العدو أولمرت وكان وقتها وزيراً للصحة وذكر فى مقاله قصة شاهدها وعاينها وهى عملية قتل الشاب بلال احمد الغنام بواسطة الجيش الصهيونى واختطاف جثته ثم عودة الجثة بعدأيام مشقوق صدرها ناقصة بعض الأعضاء .

وقد جاء فى المقال بإحصاءات تفيد بأن 133 فلسطينياً قتلوا في العام نفسه الذي قتل فيه بلال (1992) خضع نصفهم لعملية تشريح وقد تعرض الكاتب لحرب من الصهاينة وتعرضت السويد لضغوط صهيونية للاعتذار ولكنها لم تعتذر .

ومن اللافت أن التلفزيون الصهيونى أكد هذا الخبر فى 19 دسمبر 2009وقال التلفزيون: إن أعضاء كالقرنيات والعظام -العظام الطويلة- إضافة إلى جلد الظهر كانت ينتزع من الفلسطينيين ومن دون موافقة عائلاتهم.

وأن المسؤل عن سرقة الأعضاء هو "يهودا هس" من معهد ابو كبير وهو مسؤول الطب التشريحي والقضائي في إسرائيل تولى ذلك من الثمنينات حتى عام 2000 (ويبقى التساؤل المحزن أين العرب من تلك الفضيحة والمهانة أين تحرك السلطة تجاه حقوق شعبها أين الجامعة العربية أين المنظمات الحقوقية العربية لاتكاد تسمع لهم همساً)

9- ظهور مقال شجاع فى صحيفة الديلى تلجراف البريطانية يوم 23 ديسمبر 2009 يدين جرائم اليهود وكاتبه شخصية سياسية أوروبية كبيرة فهو المفوض الأوربى للشئون الخارجية كريستن باتن وقد جاء فى مقاله الآتى:

ينبغي ألا ننسى الحقيقة الجوهرية وهي أن الحملة الإسرائيلية على غزة كانت حملة قوة محتلة على شعب محتل ، لا مجال هناك للنسبية الأخلاقية فيما يتعلق بقوانين حقوق الإنسان الدولية ، إسرائيل تظل قوة محتلة ، لهذا فهي تتحمل مسئولية تأمين وتوفير الحاجيات الأساسية لمن هم تحت الاحتلال".

الحصار جعل ثمانين في المائة من سكان القطاع يقفون في طوابير يومية لتلقي الإعانات الدولية ، كما تعاني غزة من انقطاع منتظم للتيار الكهربائي يستغرق لمدة تتراوح ما بين أربع ساعات وثماني يوميا".

وإذا ما استمر منع دخول مواد البناء إلى القطاع بهذه الوتيرة فهذا يعني أن إعادة البناء لن تتم قبل عدة قرون".

ووصف الحصار بقوله :"إنه تسهيل لعمليات تقويض مجتمع متحضر".

وقد ختم مقاله قائلا :" إن الفشل في ذلك يعني خيانة لأسر ما زالت تعيش فوق أنقاض منازلها ، بينما شاحنات مواد البناء على بعد بضعة أميال ، إن هذا يزرع بذور المرارة والصراع".(يأتى ذلك فى الوقت الذى يدافع فيه مسؤليين وصحفيين وكتاب وبعض شيوخ تابعين للحكومة المصرية عن اقامة الجدار الفولاذى على الحدود مع غزة لتشديد الحصار على قطاع غزة!!! )

10-مؤخراً اًخرج المئات من الأوروبيين بقافلة أطلقوا عليها شريان الحياة لمساعدة أهل غزة وتكبدوا كل أنواع التعب من أجل وصول القافلة لغزة(فى الوقت الذى لم يسمع أن الجامعة العربية أخرجت قافلة من شباب كل بلد عربى لفك الحصار عن غزة ؟؟)

ويبقى أنه رغم التعاطف مع الفلسطينيين الذى هز المشاعر الإنسانية فى العالم كله إلا أن الحكومة المصرية مازالت ماضية فى احكام القبضة على معبر رفح المنفذ الوحيد لأهل غزة ثم كانت الطامة الكبرى بناء جدار فولاذى بعمق 30 متر فى المنطقة الواقعة على الحدود المصرية مع قطاع غزة فقط وصمت حكام العرب مؤيد لذلك .

وأخيراً لايخفى دعم أوروبا والغرب دول وحكومات للعدو الصهيونى ولكن بعض المواقف الشعبية الأوروبية والغربية بجانب بعض المواقف للمسؤليين العرب تجعل كل عربى يشعر بالخجل والعار من مواقفهم المخزية ، وتجعل كل انسان يفكر ويقول لقد حركت المشاهد والصور التى تفضح وحشية اليهود من يخالفوننا فى الدين والعقيدة والأرض والجغرافيا والعادات والتقاليد ولكنهم بشر يملكون مشاعر انسانية تتحرك وتشعر وتتألم من ظلم الإنسان للإنسان أما بعض المسؤليين العرب فيبدو أنه ماتت النخوة والمروءة عندهم.....

تلك الصفات التى اشتهر بها العرب حتى فى جاهليتهم قبل الإسلام وتغنوا بها فى أشعارها ماتت على مائدة المفاوضات من أجل الحرص على المناصب والدنيا ، أو أنها نامت أوخدرت ولكن متى تنتبه وتستيقظ ؟و قنابل العدوان دمرت الآمان وصراخ الأطفال والمرضى والجوعىفى غزة أيقظ علوج الرومان بينما الكثيريين من مسؤليين ينتمون لعرب النخوة والكرامة لايستحيون شعارهم اذا لم تستح فاصنع ماشئت !!

* كاتب ومحامٍ مصري.

"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"