تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : «الحلم الأميركي» عندما يصبح متوحّشاً



من هناك
01-09-2010, 04:49 AM
«الحلم الأميركي» عندما يصبح متوحّشاً

يُقال عنها إنها كالمخلوقات الشريرة التي لا تُقهر في الأفلام الأميركية، أو كالشخصيّات «الملعونة» التي تتجمّع فيها كل الشرور. يصفها المزارعون الأميركيون بـ«المافيا» أو «الغيستابو» ويقيم لها سكّان الأرياف في الهند التعويذات كي تُبعد شرّها عنهم وعن حقولهم. هي الشركة التي تسمّم معظم المحاصيل الزراعية في أميركا والعالم تحت شعار «إنتاج أكثر لمواكبة الحاجة السكانية». اسمها «مونسانتو» Monsanto، وهي شركة عملاقة متعدّدة الجنسيات\، وأكبر مصنّعي المبيدات والمواد الكيمائية، وأول من أدخل وروّج للزراعات المعدّلة جينياً في العالم. من أبرز «إنجازاتها»: أمراض سرطانية، تشويه وإعاقة وتسمّم لكل من استخدم منتجاتها

صباح أيوب
«مونسانتو»، التي ولدت في بداية القرن العشرين (عام 1901)، تمثّل نموذج الشركات الأميركية المتوحشة التي أدركت منذ تأسيسها أنها في «أرض الأحلام»، حيث لا شيء مستحيلاً في سبيل تحقيق الأرباح. الشركة التي بدأت بإنتاج مواد كيمائية، تحوّلت مع الزمن إلى تصنيع المبيدات الزراعية الأكثر فتكاً، ثم إلى شركة تروّج للزراعات المعدّلة جينياً.

مسيرة «مونسانتو» الجديدة، أي في نسختها الزراعية، تشوبها محطات سوداء من فضائح وكذب وتزوير وتسميم، والتسبب بإعاقات بشرية وأمراض مميتة في أميركا والعالم. دعاوى قضائية جنائية تسطّر في حقّها ومعلومات مثبتة علمياً تدين جرائمها، ومصابون بأمراض سرطانية يشهدون على خطورتها. رغم ذلك لم يجرؤ أحد على محاكمة مسؤوليها لغاية اليوم، لكونها أحد أكبر اللوبيات الصناعية والتجارية في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وبريطانيا والهند.

تحت شعار مواكبة التقدم التكنولوجي وزيادة الإنتاج، باتت «مونسانتو» ملكة الـ«بيوتكنولوجيا»: 90 في المئة من الزراعات المعدّلة جينياً في العالم تنتجها وتسوّقها «مونسانتو»، 90 في المئة من بذور الصويا المعدّلة جينياً في الأسواق الأميركية، و70 في المئة من المنتجات الزراعية الأخرى المعدّلة أيضاً هي من إنتاجها.

ومن أشهر ما صنّعته الشركة العملاقة: مبيدات الأعشاب T -2،4،5 و DDT، Agent Orange وPCB ومبيد Round Up، وبذور Round Up ready، وهورمون النمو «بوفين» الذي سوّق تحت الاسم التجاري «بوزيلاك».

مبيد Agent Orange مثلاً استخدمته أميركا في الستينيات في حرب فيتنام كسلاح فتّاك. حين رشّت الطائرات الأميركية المناطق الجنوبية لفيتنام بـ 40 ألف طن من المبيد إيّاه (من صنع «مونسانتو») والنتيجة 3 ملايين شخص تسمموا وأصيبوا بأمراض سرطانية وتشوّهات جسدية، إضافة إلى إتلاف محاصيل الحقول كلّها.

مادّة الـ PCB السامّة مثلاً، التي تستخدمها الشركة كمبيد، سبّبت أمراضاً مميتة لمعظم سكان مدينة أنيستون في ولاية ألاباما، حيث تقيم «مونسانتو» بعض معاملها. كما سمّمت «مونسانتو» المياه الجوفية للمدينة بعدما دفنت تلك المواد السامّة في الأرض. في عام 2001 تظاهر أكثر من 20 ألف مواطن ضد «مونسانتو»، بعدما تفشّت أمراض سرطان الدماغ والرئة والأمراض الجلدية وأمراض السكري بكثرة بين السكان.

أمّا مبيد Round Up، فهو الاسم التجاري الذي تستخدمه «مونسانتو» لمادة غليفوسات، وهو مبيد الأعشاب الأكثر استخداماً في العالم منذ 30 سنة. لكن المنتج، الذي رُوّج له منذ إطلاقه في الأسواق (1976) على أنه «صديق للبيئة»، وأنه «يتحلّل بشكل كامل» و«غير مؤذ للمستخدمين والطبيعة»، تبيّن أنه عكس ذلك كلياً. فقد أثبتت الدراسات أنه يُعدّ مادة مسمّمة من الدرجة الأولى لمن يستخدمه، وهو يؤذي المزروعات والأرض والمياه الجوفية ويلوّثها تلويثاً كبيراً.

وأكّد الباحثون أن تأثير المبيد على الإنسان يعدّ «المرحلة الأولى المسبّبة لمرض السرطان». وبعد إثبات ذلك عام 1996، حوكمت «مونسانتو» بتهمة «الدعاية الكاذبة» وتزوير الأبحاث في نيويورك (عام 1996) وفرنسا (عام 2007)، حيث تبيّن أن الدراسات العلمية التي قدّمتها كانت مزوّرة، وأخفت خطورة المبيد. لكن «رواند أب» لم يُسحب من الأسواق، ولم تحاكم الشركة بل غُرّمت فقط بمبالغ مالية.

«مونسانتو» درست خطواتها بطريقة تجارية دقيقة. فهي بعدما أدخلت «Round Up» إلى الأسواق، صنّعت بذور «رواند أب ريدي»، وهي بذور صويا وذرة معدّلة جينياً لتقاوم مفعول مبيد «رواند أب». هكذا صنّعت «مونسانتو» السمّ والبذور المضادة له في الوقت نفسه. لكن البذور المعدّلة جينياً لا تخلو من الخطورة، وهي تحتوي أيضاً على مواد سامة تنتقل إلى الإنسان وتسبّب على المدى الطويل أمراضاً سرطانية وحالات تشوّه وإعاقة جسدية وتأخّراً في نمو الدماغ. لذلك، يُمنع في الولايات المتحدة أن تُذكر معلومة «معدّل جينياً» على المنتجات، وهكذا لا يستطيع المزارعون أن يكتشفوا الأمر إلّا بعد فوات الأوان. الأمر لا ينطبق على الدول الأوروبية، التي أوجبت وضع إشارة «معدّل جينياً» على المنتجات.

وفي 2008، ابتكرت «مونسانتو» هورموناً جديداً هو «هورمون النمو بوفين»، وسوّقته تحت اسم «بوزيلاك». وهي مادة هورمونية تُحقَن بها الأبقار لتدرّ كمية أكبر من الحليب. وبعد دراسات، تبيّن أنّ «بوزيلاك» يحتوي على مواد مميتة ومسببة لسرطان الثدي والبروستات والرئتين والكولون عند البشر. كما له تأثيرات سلبية على الأبقار. يذكر أن هورمون النمو «بوزيلاك» ممنوع في أوروبا وكندا.

نشاط «مونسانتو» لم يقتصر على أميركا وأوروبا وبريطانيا، بل تمدّد إلى حقول الذرة في المكسيك، حيث سبّب أوبئة قاتلة، وإلى البرازيل والأرجنتين والباراغواي. وقد أُنشئت في معظم تلك الدول جمعيات مناهضة للشركة انتشرت في الأرياف لتوعية الجيل الجديد من المزارعين على مخاطر منتجات «مونسانتو». أمّا في الهند، فقد انقضّت الشركة الأميركية العملاقة على أكبر مزارع القطن ورشّتها بالمبيدات، ثم زرعتها ببذور قطن معدّل جينياً. يُجمع مزارعو الهند على أن نبتات القطن الجديدة هي من نوع سيّئ، ولكنهم أُجبروا على اعتماد طريقة «مونسانتو» لأنها استولت على كامل الحقول واحتكرت السوق. وتسجّل في الهند ثلاث حالات انتحار في اليوم بسبب يأس مزارعي القطن وعجزهم عن منافسة «الوحش القاتل» «مونسانتو».



تحصينات داخليّة وخارجيّة

http://www.al-akhbar.com/files/images/p24_20100109_pic2.jpg
ذرة عملاقة «صنع في مونسانتو» (أ ب)


«مونسانتو» حصّنت نفسها من الداخل والخارج، فهي تضمّ في صفوفها أعضاءً من «إدارة الغذاء والدواء» الأميركية (إف دي اي). هذه الإدارة التي ترخّص وتراقب المنتجات الغذائية والأدوية في الأسواق الأميركية، لم تضع قوانين خاصة للمنتجات المعدّلة جينياً عندما أدخلت إلى السوق عام 1992 واعتبرتها «شبيهة بالمنتجات العادية».

يذكر أنّ أعضاءً من الإدارة الرسمية انضموا إلى «مونسانتو» وباتوا موظفين فيها، كما أن أحد محامي الشركة عُيّن موظفاً في «إدارة الغذاء والدواء»، حيث «خُلق» له منصب إداريّ. وتضمّ الشركة عدداً من موظفي البيت الأبيض والمحامين ومسؤولي المصارف الكبرى. أمّا خارجياً، فقد أنشأت «مونسانتو» شرطة خاصة بها، تبثّ الرعب بين المزارعين الأميركيين، ومن مهمّاتها مراقبة الحقول ومعاقبة المزارعين الذين يخالفون شروط تراخيص «الملكية الفكرية» التي اكتسبتها «مونسانتو» لتحافظ على حصرية تصنيع منتجاتها.

مقاوم
01-09-2010, 05:01 AM
وما خفي اعظم.

من هناك
01-09-2010, 05:11 AM
الله اعلم اين يوصلهم جشعهم وحبهم للمال. لكن قانون رب العالمين واضح وثابت.
وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا

مقاوم
01-09-2010, 05:18 AM
الله اعلم اين يوصلهم جشعهم وحبهم للمال. لكن قانون رب العالمين واضح وثابت.
وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا
إذا عجل بالخروج .