تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المسؤولية في الإسلام



مقاوم
01-07-2010, 11:06 AM
المسؤولية في الإسلام
كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته

منقول ولا أعرف كاتبه

إن الحمد لله، أحمده وأستعينه وأستهديه، وأعوذ بالله من شر نفسيوسيئات عملي، من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياًمرشداً..

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدهورسوله صلى الله عليه وسلم..

أما بعد:
فقد كنت أفكر ذات ليلة من لياليسنة 1388هـ. – لمناسبة ما – في مسؤولية الأمة الإسلامية أفراداً وجماعات عن القيامبواجبهـم كل فيما تحت يده.. قفز في ذهني الحديث الشريف: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عنرعيته).

وأخذت أتأمل فقراته، فسبحت في أطراف بحاره متأملاً تلك الروعةالنبوية الشاملة التي لم تدع منفذاً يفكر أي فرد من أفراد المسلمين أن يتسلل منهفراراً من مسئوليته، إلا سدت عليه إحدى جمل هذا الحديث، فكنت أردد كل جملة على حدةعدة مرات..
(كلكم راع وكلكلم مسؤول عن رعيته...
الإمام راع ومسؤول عنرعيته..
والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته...
والمرأة راعية في بيت زوجهاومسؤولة عن رعيتها..
والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته..
وكلكم راعٍوكلكم مسؤول عن رعيته..).

ولشدة ما أدهشتني ألفاظ هذا الحديث العظيم كنتأسأل نفسي هل قرأته قبل هذه الليلة..؟
ويكاد يكون الجواب: لا، لولا أن دليلاًمادياً قام على عكس هذا النفي، وهو حفظي لألفاظه التي كنت أرددها وأنا مستلقٍ علىسرير نومي في جنح الظلام..

وهكذا بت ليلتي إلى أن طرق سمعي صوت المؤذن يناديلصلاة الفجر.
وبعد أن صليت الفجر رجعت إلى سريري محاولاً إغماض أجفاني قليلاً،فلم يجرؤ النوم على ولوجها..

ثم قلت في نفسي: لا ينبغي أن تفوت هذه المشاعروتُنسَى.. بل لا بد من تسجيلها، لعل المسلم الذي يتمكن من الإطلاع عليها يستيقظقلبه لمسئوليته المنوطة به..

فاستعنت بالله تعالى وكتبت ما يسر الله لي حولهذا الحديث..
فكانت هذه العجالة التي لم يأخذ الحديث حقه منها، ولكنها تفتحالباب لذي علم غزير وباع طويل يستطيع أن يعطي المقام حقه..

وإني لأنصح كلمسلم ومسلمة أن يكثروا من تأمل نص الحديث نفسه، ففي ألفاظه من المعاني التي تملأالقلب وتثير المشاعر، ما لا يستطيع اللسان أو القلم التعبير عنها..

كيف وهيمن جوامع كلم الرسول صلى الله عليه وسلم؟.

وقد جعلت هذه التعليقات أربعةأبواب، حسب المسؤوليات المذكورة فيه:
الباب الأول: مسؤولية الإمام..
البابالثاني: مسؤولية الرجل..
الباب الثالث: مسؤولية المرأة..
الباب الرابع: مسؤولية الخادم..

ويشتمل كل باب منها على فصول ومباحث مفيدة، أرجو اللهتعالى أن ينفعني وإخواني المسلمين بها..
وأن يغفر ما زلَّ به القلم بدون قصدمني، وستر العيب من القارئ مندوب.. ونصحه ـ إن بدا له شيء ـ مطلوب، واللهالمستعان..
وهو حسبنا ونعم الوكيل..
وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلىآله وصحبه وسلم..


التقرير الثاني

المسؤولية

في ظل شريعةالإسلام يجد المرء نفسه مسئولاً أمام الله تعالى عن كل شيء، حتى على النعمة المنعمبها عليه. وتتوزع مسئولية المسلم في كل شيء، فهو مسئول عن نعمه، وعن بيته، وأولاده،والقيام بتربيتهم تربية سوية، وعن مجتمعه، ثم تأتي المسؤولية الجماعية ولوازمهامبتدأة بالإمامة الكبرى في تحكيم شرع االله، ومسئولية تربية الأجيال، ومسئولية قيامالبيت المسلم، ومسئولية الإعلام في نصرة الإسلام. ثم القيام بمسئولية النصيحة،والحفاظ على قيمة الوقت لاسيما في الإجازات.

صور منالمسؤوليات




إن الحمد لله، نحمدك ربي ونستعينك ونستغفرك ونتوبإليك، ونثني عليك الخير كله، سبحان ذي المنن والآلاء والعز والعظمة والكبرياء،المستحق لأعظم الشكر، وأجزل الثناء.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكله المنزه عن الأنداد والنظراء، والأمثال والشركاء، جعل كل راعياً ومسئولاً عنرعيته من الرجال والنساء، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله إمام الحنفاء،وقائد الأصفياء، وأفضل من شرع أسس الإصلاح والبناء، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلىآله الشرفاء، وصحبه الأوفياء، والتابعين ومن تبعهم بإحسان مادامت الأرض والسماء.

أما بعد:

فيا عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا، اتقوهسبحانه في أنفسكم ومسئولياتكم؛ فتقوى الله هي العز من غير جاه ونسب، والشرف من غيرمنصبٍ وحسب، هي الغنى من غير مال، وبها صلاح الحال والمآل.

أيها المسلمون: مقومات نهضة الأمم والمجتمعات، ودعائم تشييد الأمجاد والحضارات، يكمن في العنايةبقضية غاية في الأهمية، قضية تُعدُّ بداية طريق البناء الحضاري، ولبنة مسيرةالإصلاح الاجتماعي، والمتأمل في دنيا الناس اليوم وواقع الأمة المعاصر، يهوله ماتعيشه الغالبية الساحقة من شعوب العالم من حياة الفوضى واللامبالاة، وعلى الرغم منتوفر كثير من الإمكانات، وتسيير كافة التسهيلات، مما تقذفه رحم المدنية المعاصرة منوسائل التقنيات، وما يفرزه الواقع اليومي من شتى المغالطات، وكثرة المتناقضات، معنسيج المتغيرات والمستجدات.

كلما أنبتَ الزمان قناة ركب المرء في القناةسنان


والمسلم الحق يتلمس دائماً طريق الإصلاح ليعيد للأمة شيئاً منعافيتها، بعد أن اشتدت عليها الأزمات وكثرت عليها السهام والتحديات، وهنا يأتي بيتُالقصيد في قضيتنا المطروحة بحرارة كمخرج للأمة من نفق التيه المظلم، لتنهض منكبواتها، وتحقق طموحاتها، إنها قضية المسؤولية.

معاشر المسلمين: إنَّ كلَّلحظة من لحظات حياة المسلم تتجسد فيها المسؤولية بكل صورها، أفراداً ومجتمعات،هيئات ومؤسسات، شعوباً وحكومات، روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضيالله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته،فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعيةفي بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته؛ فكلمراع وكلكم مسئول عن رعيته }.......



معنى المسؤولية فيالإسلام



إخوة العقيدة: المسؤولية في الإسلام تعني أن المسلم المكلفمسئول عن كل شيء جعل الشرع له سلطاناً عليه، أو قدرة على التصرف فيه بأي وجه منالوجوه، سواء أكانتمسئولية شخصية فردية، أم مسئولية متعددة جماعية، فأما المسؤوليةالشخصية، فهي مسئولية كل فرد عن نفسه وجوارحه وبدنه، روحه وعقله، علمه وعمله،عباداته ومعاملاته، ماله وعمره، أعمال قلبه وجوارحه، وهي مسئولية لا يشاركه فيحملها أحد غيره، فإن أَحسن تَحقق له الثواب، وإن أساء باء بالعقاب.

روىالترمذي عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لا تزول قدماعبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل فيه، وعن ماله منأين أكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه }.

كما أن المرء -يا عبادالله- مسئول عن لسانه أن يلغ في أعراض البُرآء أو أن ينقل الأراجيف والشائعات ضدالصُلحاء، وعن قلبه أن يحمل الضغينة والشحناء، والغل والحسد والبغضاء: إِنَّالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].

أخوة الإيمان! وأما المسؤولية الجماعية فتتضمن أولاً: المسؤولية الكبرى في الإمامة العظمى؛ وفي تحكيم شرع الله في أرض الله على عبادالله، وكذا القيام بالمسؤوليات في الوظائف العامة عدلاً في الرعية، وقسماً بالسوية،ومراقبة لله وحده في كل قضية، وكذا الحفاظ على الأموال والممتلكات والمرافق العامة،فليست المسؤوليات غنماً دون غرم، ولا زعماً دون دعم، وسيتولى حارها من تولى قارها،في بعد عن الخلل الإداري، والتلاعب المالي، والتسيب الوظيفي، فلا تصان الحقوق إلابتولية الأكفاء الأمناء، والأخذ على أيدي الخونة السفهاء، قياماً بالمسؤوليةوالأمانة كما شرع الله، وتحقيقاً لما يتطلع إليه ولاة الأمر وفقهم الله، وهو مايحقق مصالح البلاد والعباد.

مقاوم
01-07-2010, 11:07 AM
المسؤولية الأسرية في تربيةالأجيال



وفي إطار المسؤولية الجماعية يأتي دور البيت والأسرة في حملمسئولية التربية الإسلامية الصحيحة للأجيال المسلمة، وكذا معاقل التعليم المختلفةفي تنشئة الطالبات والطلبة، ومسئولية المجتمعات في النهوض بالأفراد، ودور الإعلامفي تهذيب الأخلاق والسلوكيات.

إخوة الإيمان: إن مسئولية تربية الأجيال،وإعداد النساء والرجال مسئولية عظمى، وإن قضية العناية بفلذات الأكباد، وثمراتالفؤاد من النشأ والأولاد قضية كبرى يجب على أهل الإسلام أن يولوها كل اهتمامهم؛لأن مقومات سعادتهم -أفراداً ومجتمعات- منوطة بها.

وإنما أولادنا أكبادنافلذاتنا تمشي على الأرض.

ولذلك لا بد من الإعداد لها أيما إعداد، رسماًللمناهج، وإعداداً للبرامج، وتظافراً في الجهود، وتولية للأكفاء، لتتم المسؤوليةالتربوية سليمة من تعثر الخطى، بعيدة عن التناقض والازدواجية، محاذرة للتقليدوالتبعية، اعتزازاً بشخصيتنا الإسلامية، وشموخاً في مناهجنا الشرعية، مترسمين هديالقرآن الكريم ونهج السنة النبوية.

معاشر الأحبة: إنَّ البيت هو الركيزةالكبرى، وعليه المسؤولية العظمى في بناء الفرد، وتقع على كاهله تحديد شخصياتالأبناء، وتكوين ملامحهم الإيمانية، والفكرية، والروحية، والأخلاقية.

فياأيها المسلمون: ربوا أولادكم منذ نعومة أظفارهم على الإيمان بالله، واجعلوهميستشعرون الأبعاد الحقيقة لكلمة التوحيد، بحيث يكون إيمانهم نابعاً من يقينومعايشة، وإدراك لحقيقة الربوبية والألوهية، وفهم واضح لمعنىالعبودية.

معاشر المسلمين: إن كثيراً من الأسر مع شديد الأسف لا تعنى كثيراًبتأصيل الفهم العقدي الصحيح، زاعمين أن التوحيد من المسلَّمات البدهية التي لاتحتاج إلى مزيد عناية، وتلك -وايم الله- من التسطيح في النظرة، ومن نتائجها توهينالأسس العقدية الصحيحة في نفوس كثير من الأبناء.

والبيت لا يبتنى إلا لهعُمد ولا عماد إذا لم ترس أوتاد


فعلى الأسرة أن تجتهد في تصحيح سلوكياتأبنائها، وغرس المثل الإسلامية في نفوسهم، وتأصيل الأخلاق الحميدة التي جاء بهاديننا الحنيف، وليكن الأبوان قدوة حسنة لأبنائهم، فلا يكون هناك تناقض بين مايمارسونه من سلوك عملي، وبين ما ينصحون به أبناءهم في ظلام وكلام نظري.

وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه


وإنها لمسئوليةعظيمة أن يبني الأبوان شخصية أبنائهم على أساس العقيدة الصحيحة والاعتزاز بمبادئهموتراث أمتهم، محاطين بالإيمان والهدى والخير والفضيلة، أقوياء في مواجهة المؤثراتالمحيطة بهم، لا ينهزمون أمام الباطل، ولا يضعفون أمام التيارات الفكريةالزائفة.

فيا أيها الأباء والأمهات: اتقوا الله في أولادكم، كونوا قدوة لهمفي الخير، وإياكم ثم إياكم أن تكلوا عملية تربيتهم للخادمين والخادمات، فهم ضرر علىالأسرة لما يحملونه في الغالب من أفكار وأخلاق وعادات ثبت في الواقع خطرها، وثبتلدى كل غيور شرها وضررها، أبعدوهم عن قرناء السوء، تابعوهم في صلواتهم، وخلواتهم،وجلواتهم، كونوا الرقابة المكثفة المقرونة بمشاعل المحبة والحنانوالشفقة.

حذارِ أن تتسلل إلى الأسرة ألوان من الغزو الفكري والأخلاقي، فتهدمما بنيتموه، وتنقض ما شيدتموه، نشِّئوهم على الخير والفضيلة والهدى، والبعد عنالرذيلة والشر والردى.

أيها المسلمون: كما تشمل المسؤولية الأسرية حسناختيار الزوجين على أساس الدين والأمانة والخلق، قال صلى الله عليه وسلم: {إذاجاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير } رواهالترمذي وابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

وبهذا الاختيارالحسَنَ، ينشأ جيل من الأفراد الصالحين الذين يحققون العبودية الخالصة لله ربالعالمين.

كما تتضمن المسؤولية الأسرية، حُسنُ العشرة بين الزوجين، والقيامبالواجبات، وأداء الحقوق، والتعاهد على التربية، يقول سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُوَالْحِجَارَةُ [التحريم:6].

فكيف يهنأ والد بالعيش وهذا الوعيد الشديد يطرقسمعه، وهذه العاقبة المحزنة تهدد أولاده، ألا فليتقِ الله القوَّامون على النساء منالأزواج والآباء، فليربوهنَّ وليأخذوا على أيديهنَّ، ويلزموهن بالقرار في البيوتوالحجاب الشرعي، حتى لا يُفَتَنَّ ولا يَفتِنَّ، فيأتين على بنيان التربية منالقواعد، وإن من الخطأ كل الخطأ والخيانة في الأمانة، إهمال قضايا المرأة في حجابهاوعفافها واختلاطها بالرجال، والانسياق المحموم وراء الأزياء والموضات دون رقيب ولاحسيب.

وتتضمن المسؤولية الأسرية -يا عباد الله- تسهيل أمور الزواج وعدمالمغالاة في المهور وتكاليف الزواج، والإسراف والتبذير وما يقع من منكرات فيالأفراح.

فيا أهل العفة والغيرة والحياء! يا أرباب الشهامة والرجولةوالإباء! أليس هذا من الغش والخيانة، والتساهل في القيامبالمسؤولية.







مسئولية المجتمع في الحفاظ على سفينةالأمة



أمة الإسلام: وتقع على المجتمع مسئولية كبرى في الحفاظ علىسفينة الأمة، وفي تعميق الروابط فيما بين أفرادها من التواد والتراحم، والأخوَّةوالتفاهم، انطلاقاً من الركيزة الإيمانية لا من المصالح الدنيوية والعلاقاتالمادية، ولقد عُني الإسلام بالمجتمع وتشييد أركانه، بصورة متماسكة في بنيانه أمامالأفكار المسمومة، والآراء المذمومة، فليتواصى أبناء المجتمع على عبادة الله وحده،وعلى الاضطلاع بمهمة الدعوة الإسلامية والحسبة، وإعلاء راية الأمر بالمعروف والنهيعن المنكر أمام سيل المنكرات، وطوفان المحرمات، والأخذ على أيدي المستهترين، وإنَّالسكوت على الأيدي الآثمة هو في الحقيقة إثم أكبر من إثمها، وإجرام أبشع منإجرامها: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِوَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آلعمران:110].

وهذا ما ينبغي أن تدركه الأمة الإسلامية لتعرف حقيقتها وقيمتهاوتضطلع بمسئولياتها، وتعرف أنها أخرجت لتكون في الطليعة؛ لتكون لها القيادة؛ لأنهاخير أمة: وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّاللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحديد:25].




مسئولية الإعلام في تحقيقمصالح الأمة



أيها الإخوة المسلمون: أما وسائل الإعلام في عصر التفجرالإعلامي، وثورة المعلومات والتقنيات، فمسئوليتها من أعظم المسؤوليات، ولا سيماالقنوات الفضائية، والشبكات المعلوماتية، فالله الله -أيها التربويون- في استثمارهالخدمة ديننا الحنيف.

وإن الغيورين ليأسفون أشد الأسف على المهازل الرخيصة،والجنوح اللامسئول مسئول بهذه الوسائل الإعلامية إلى ما يفرز ضد الأجيال إلى ما لاتحمد عقباه، في أعز ما تملكه الأمة في قدرات شبابها وفتياتها، فإلى الله المشتكىولا حول ولا قوة إلا بالله!

معاشر الأحبة: إن للإعلام دوراً كبيراً فيتشكيل عقول الأفراد، وتحديد معالم الشخصيات، وتوجيه السلوكيات، وغرس القيم والأهدافبما يحقق المصالح الخاصة والعامة، فليتق الله القائمون على وسائل الإعلام المختلفةالمرئية والمسموعة والمقروءة، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فلا يقدم لأفرادالأمة ومجتمعاتها إلا كل ما يدعو إلى الخير والفضيلة، ويرسخ القيم الإسلاميةالأصيلة، والمبادئ القويمة، والمُثلُ العظيمة، وعليهم أن يستنقذوا أبناء هذه الأمةمن التشويش الفكري، والغبش العقدي، والعفن الأخلاقي، الذي ينعكس على حياتهمالعملية، وسلوكياتهم اليومية، مما تعج به سماء القضاء، ويرتج منه الأرض والأجواء،فرحماك ربنا رحماك!

أيها الإعلاميون: الأعلام نبض الأمة، ومرآة المجتمع،فراعوا مسئولية الكلمة، وأمانة الحرف، وموضوعية الطرح، وشفافية الحوار، ومصداقيةالرؤى، واعلموا أنه بالمبادئ والقيم وبالعقيدة والإيمان يتميز الإعلام عند أهلالإسلام، فكم تعاني المجتمعات البشرية اليوم من جرائم وحوادث، وكم تجرعت من ويلاتوكوارث، لماذا ارتفعت معدلات الجريمة بما يذهل العقول؟ لم يكن ذلك ليحدث إلا لماأهمل الإنسان مسئوليته.

إن من مسئوليات الأمة العظمى التصدي لألوان الغزوالسافر، ضد عقيدتنا ومقدساتنا، والإبانة عن الموقف الحق ضد الحملات، التي تشن ضدديننا وقيمنا ومبادئنا، والوقوف بحزم وحصانة، ورعاية وصيانة، لصد اخطبوط العولمةالمفضوحة، بالحفاظ على مميزاتنا الحضارية، وثوابتنا الشرعية، والتصدي القوي لماتقوم به الصهيونية العالمية، في دعم من القوى الدولية، ضد مقدساتنا في فلسطينالمسلمة، وما يقوم به أشياعهم في كشمير والشيشان ، فمسئولية مَنْ مواجهة هذهالغطرسة الصهيونية الآثمة؟ وهذه الهجمة العدوانية العنصرية ضد أمتناالإسلامية؟

إن كلاً منا على ثغر من ثغور الإسلام، فالله الله أن يؤتىالإسلام من قِبَله.







مسئولية نصرة الدين مسئوليةمشتركة



إن حقاً على أهل الإسلام أن يقوموا بمسئوليات في تحقيق نصرةهذا الدين بكل ما أوتوا من إمكانات، وأن تتكاتف في ذلك جميع القنوات.

الأسروالبيوتات، الأباء والأمهات، المدارس والجامعات، المساجد والإعلام والمنتديات،الشعوب والحكومات، والمجتمع بكافة فئاته، ووسائل الإعلام بشتى قنواتها مسموعها،ومقروءها، ومرئيها، الكل يؤد واجبه، في التربية والبناء، وغرس القيم والأخلاق فيالبنات والأبناء، ليخرج جيل مثالي من الرجال والنساء، وبذلك يتحقق الأمر المنشود،ويتجدد المجد المفقود، والتطلع المعقود، وما ذلك على الله بعزيز.

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواأَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْوَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [الأنفال:27-28].

بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإياكم بهدي سيدالثقلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافة المسلمينوالمسلمات من كل الذنوب والخطيئات، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفورالرحيم.






المسؤولية تجاه الأبناء فيالإجازة




الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له وسع كل شيء رحمة وعلماً وتدبيراً، وأشهد أن سيدناونبينا محمداً عبد الله ورسوله أرسله هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى اللهبإذنه وسراجاً منيراً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماًكثيراً.

أما بعد:

فاتقوا الله -عباد الله- وقوموا جميعاً بما أنتممسئولون عنه أمام ربكم، ثم أمام الأمة والتاريخ، فلقد علمتم عِظَم منظومةالمسؤولية؛ من الخدمة الصغرى إلى قمة الهرم في الإمامة العظمى.

واعلموا -يارعاكم الله- أن مسئولية النصيحة في هذه الأوقات ما يحدث من ظواهر اجتماعية، فيأوقات الإجازات، فيا أيها الآباء والأمهات: يا أيها الطلاب والطالبات: يا أيهاالتربويون في كافة القنوات: ماذا أعددتم لشغل الفراغ والأوقات مدة هذه الإجازات؟!

إن واجب النصح للأمة في هذه القضية المهمة ينبغي أن ينصب على كيفية شغلأوقات فلذات الأكباد، وثمرات الفؤاد بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع العظيموالخير العميم.

أيها الإخوة الأحبة في الله: إن فرص استغلال الوقت في هذهالإجازة -لا سيما للشباب والفتيات- كثيرة بحمد لله، فينبغي أن نحرص على الفرصالشرعية المباحة، والمناسبات المرعية المتاحة، وليحذر العباد من تضيبع الأوقات فيالمحرمات والمشتبهات.

ألا وإن أنَفس ما صُرفت فيه الأوقات؛ العناية بكتابالله تعلماً، وتعليماً، وحفظاً، وتدبراً، وفهماً، وعملاً، وتطبيقاً، والقراءةوالاطلاع على الكتب الشرعية النافعة، والالتحاق بالدروات العملية، والمخيماتالدعوية، والمراكز الصيفية، والمعاهد المهنية التي يقوم عليها أهل الخير والصلاح،والدعوة والإصلاح، بما يعود بفائدة كبرى في زيادة المعارف، وحفظ الأوقات، وتنميةالمواهب واكتساب المهارات.

ولا بأس بإدخال الفرح على الأهل والأولاد في سفرمباح في محيط بلاد الإسلام، ولنا مع السفر والمسافرين حديث قادم بإذن الله.

وألا وإن من غير المنكور وجود الأتقياء الأمناء في الأمة بحمد لله، ممنجدوا في أداء مسئولياتهم مستشعرين معية الله جلَّ وعلا فيها، حريصين على تقويةالوازع الديني وضمير الإحساس الإنساني في أداء حقوق الله وحقوق عباد الله، وبمثلهؤلاء يصلح حال الأمة، وتسعد مجتمعاتها بإذن الله، والله المسؤول أن يوفق الجميعلما يحبه ويرضاه، وإنه خير مسئول وأكرم مأمول.

ألا وصلوا وسلموا رحمكم اللهعلى معلم البشرية، المبعوث بالحنيفية، خير من قام بالمسؤولية، كما أمركم بذلك ربكمرب البرية، فقال تعالى قولاً كريماً: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَعَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُواتَسْلِيماً [الأحزاب:56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على حبيبنا وقدوتنا محمد بنعبد الله، وارض اللهم عن خلفاءه الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائرالصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم برحمتك يا أرحمالراحمين!

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَ الشرك والمشركين، ودمرأعداء الدين واحمِ حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مُطمئناً وسائر بلادالمسلمين.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيدَّ بالحقإمامنا وولي أمرنا، اللهم وفقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهموفقه ونائبه لما فيه صلاح البلاد والعباد، يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد.

اللهم كن لهم على الحق مؤيداً ونصيراً، ومعيناً وظهيراً يا جواد يا كريم!

اللهم وفق جميع ولاة المسلمين لتحكيم شرعك، واتباع سنة نبيك صلى الله عليهوسلم، اللهم اجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين.

اللهم انصر إخواننا المجاهدينفي سبيلك والمضطهدين في دينهم في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين وكشمير والشيشان، اللهم انصر إخواننا في فلسطين على اليهود المعتدين، والصهاينةالغاشمين.

اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك فوق كل أرض، وتحت كل سماءيا ذا الجلال والإكرام!

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنينوالمؤمنات، الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات.

اللهم اهدنالأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرفعنا سيئها إلا أنت: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِحَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201] .

عباد الله: إِنَّ اللَّهَيَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل:90].

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم،ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.......

من هناك
01-07-2010, 03:18 PM
جزاك الله خيراً

مقاوم
01-07-2010, 03:20 PM
وإياكم أخي الحبيب ورزقنا حسن العمل