تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شباب السلفية بين التمسّك بالسُنّة والتعصّب للمشايخ



من هناك
01-07-2010, 05:05 AM
بسم الله والصلاة على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه

إخوتي إن من يشاهد الساحة الإسلامية وما عليه من التفرق والتشتت والاختلاف يصاب بالحزن والألم الشديد على هذا الحال الذي انتشر في كل الأقطار بلا استثناء ، وأكثر ما يحزّ في النفس هو التفرّق الواقع بين أهل السنة ممن اختاروا طريق الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان طريقا لجنة الله ورضاه، وإلا فالتفرق بين غيرهم أكثر وأعمق .

ووالله الذي لا إله إلا هو إن التمسك الحقيقي بالكتاب والسنة ومنهج أصحاب النبي صلى الله عليه سلم هو الذي يجمع القلوب ويمنع التفرّق والتنافر ، وهذا من أهم صفات المؤمنين أهل السنة والجماعة كما اشتهر وصفهم بذلك ، فالجماعة من الاجتماع كما يقول العلماء ، وقد جاء في آيات كثيرة الأمر بالاجتماع والتحذير الشديد من التفرق في الدين يقول سبحانه : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ..}آل عمران103 وقال : {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}الأنعام159 وغيرها من الآيات والأحاديث في هذا الأصل المهم .

إذا لماذا نجد هذا التفرّق والتخاصم بين شباب السنة في بلادنا ،وكلهم دعاة إلى طريق واحد ؟؟

السبب الرئيسي هو غياب التأصيل والتأسيس الشرعي الصحيح ، والتربية السُنِّية على هذه الأصول والأسس وذلك لأسباب كثيرة منها ما يختص بظروف بلادنا المعروفة ومنها ما هو عام في الأمة الإسلامية ،ولكن سنحاول أن نذكّر بعضنا ونربي أنفسنا على هذه الأصول لنخرج من هذا الضعف والوهن بإذن الله سبحانه.

فمن هذه الأصول العظيمة في دين الإسلام المحبة في الله والبغض في الله ، فلو فهمنا هذا الأصل حقيقة وعملنا به في حياتنا لأصبحنا حقيقة ممن اعتصم بحبل الله ولم يتفرق ولنجحنا في آية الامتحان {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31، و إذا أردت أن تثبت على الإيمان والهداية فعليك بهذا الأصل يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أوثق عرى الإيمان : الموالاة في الله و المعاداة في الله و الحب في الله و البغض في الله عز وجل) .

بل إنك أخي وأختي لن تتمتع بحلاوة التزامك وإيمانك إلا إذا طبقت هذا الأصل مع المسلمين جميعا ،ففي الحديث النبوي (من أحب أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله) بل قال : (..لا تؤمنوا حتى تحابّوا ..) ، وستصل بإذن الله إذا طبّقت هذا الأصل إلى منزلة عظيمة يغبطك عليها النبيّون يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى : المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون و الشهداء) وهذه الأحاديث وغيرها كلها في صحيح الجامع الصغير .

إذا ما معنى محبة شخص في الله ؟ وكيف نطبقها في حياتنا ؟ وكيف تجمعنا مع إخوتنا وتزيل كل هذا التفرّق ؟

معنى المحبة في الله أن تحب هذا الشخص لأنه يفعل ما يحبه الله ورسوله ويتبع شرع الله في الكتاب والسنة وليس لشيء آخر وكذلك البغض في الله لأنه فعل ما يكرهه الله ورسوله ولا تبغضه لشيء آخر مهما كان .

فإذا رأيت شابا تظهر عليه علامات السنة ، وحريص على اعتقاد وفعل ما يُرضي الله ورسوله ومتّبع لسبيل المؤمنين ،فهذا الشاب يجب أن نحبه بقدر اتباعه لشرع الله .

فلا يجوز أبدا أن نضع أي ضابط آخر للمحبة والولاء مثل هل هو من الحزب الفلاني ؟ أو هل هو من الجماعة الفلانية؟ أو هل هو يتبع هذا الشيخ أو ذاك ؟ أو هل يقول بالمسألة الفلانية الاجتهادية ؟ وهل يخالف الشيخ الفلاني أو لا؟، فهذا ضلال وتفريق للمسلمين ،مهما كانت منزلة هذه الجماعة أو هذا الشيخ وإصابتهم للحق ، فمن أحب في هذه الأشياء وأبغض فيها ووالى وعادى عليها وامتحن المسلمين بها فهو من الذين فرقوا دينهم ،ولن يذوق حلاوة الإيمان .

بل لا يوجد في كل عقائد المسلمين أهل السنة ( وأن تتبع الشيخ فلان وتخالف الشيخ فلان ) ، فلا يوجد غير رسول الله صلى عليه وسلم الذي يجب اتباعه مطلقا ، وأما غيره من أولي الأمر من العلماء فنطيعهم فيما وافقوا فيه الكتاب والسنة .

وحتى لا أطيل عليكم الآن سأكمل لاحقا هذا الموضوع بأمثلة واقعية من أصول السلف الصالح وحياتهم وواقعنا وفهم كثير من الشباب المسلم للفرق بين اتباع النبي صلى الله عليه وسلم واتباع العلماء والمشائخ، وسأجيب بإذن الله عن مسألتين :

هل يمكن أن يكون اتباع ومحبة شيخ أو عالم بعينه علامة على المنهج الصحيح ومخالفته على الضلال ؟

ومتى يكون اختلافنا في مدح شخص أو ذمه موجبا للهداية أو الضلال ؟

من هناك
01-07-2010, 05:06 AM
إخوتي يقول إمام السنّة وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تأصيل رائع يجب أن يتفكر فيه كل شاب مسلم يحب الله ورسوله أكثر ممن سواهما : ( فَالْوَاجِبُ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ يُحِبَّ مَا أَحَبَّ اللَّهُ وَرَسُولُهُ : وَأَنْ يُبْغِضَ مَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِمَّا دَلَّ عَلَيْهِ فِي كِتَابِهِ فلا يَجُوزُ لأحَدِ أَنْ يَجْعَلَ الأصْلَ فِي الدِّينِ لِشَخْصِ إلا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا يَقُولَ إلا لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .

وَمَنْ نَصَّبَ شَخْصًا كَائِنًا مَنْ كَانَ فَوَالَى وَعَادَى عَلَى مُوَافَقَتِهِ فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ فَهُوَ { مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا } الآيَةَ

وَإِذَا تَفَقَّهَ الرَّجُلُ وَتَأَدَّبَ بِطَرِيقَةِ قَوْمٍ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ مِثْلَ : اتِّبَاعِ : الأئِمَّةِ وَالْمَشَايِخِ ؛ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَجْعَلَ قُدْوَتَهُ وَأَصْحَابَهُ هُمْ الْعِيَارُ فَيُوَالِي مَنْ وَافَقَهُمْ وَيُعَادِي مَنْ خَالَفَهُمْ

فَيَنْبَغِي لِلإنْسَانِ أَنْ يُعَوِّدَ نَفْسَهُ التَّفَقُّهَ الْبَاطِنَ فِي قَلْبِهِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَهَذَا زَاجِرٌ . وَكَمَائِنُ الْقُلُوبِ تَظْهَرُ عِنْدَ الْمِحَنِ .

وَلَيْسَ لأحَدِ أَنْ يَدْعُوَ إلَى مَقَالَةٍ أَوْ يَعْتَقِدَهَا لِكَوْنِهَا قَوْلَ أَصْحَابِهِ ولا يُنَاجِزَ عَلَيْهَا بَلْ لأجْلِ أَنَّهَا مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ ؛ أَوْ أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ ؛ لِكَوْنِ ذَلِكَ طَاعَةً لِلَّهِ وَرَسُولِهِ .

وَيَنْبَغِي لِلدَّاعِي أَنْ يُقَدِّمَ فِيمَا اسْتَدَلُّوا بِهِ مِنْ الْقُرْآنِ ؛ فَإِنَّهُ نُورٌ وَهُدًى ؛ ثُمَّ يَجْعَلَ إمَامَ الأئِمَّةِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ كلامَ الأئِمَّةِ .

ولا يَخْلُو أَمْرُ الدَّاعِي مِنْ أَمْرَيْنِ :
الأوَّلُ : أَنْ يَكُونَ مُجْتَهِدًا أَوْ مُقَلِّدًا فَالْمُجْتَهِدُ يَنْظُرُ فِي تَصَانِيفِ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنْ الْقُرُونِ الثّلاثَةِ ؛ ثُمَّ يُرَجِّحُ مَا يَنْبَغِي تَرْجِيحُهُ .
الثَّانِي : الْمُقَلِّدُ يُقَلِّدُ السَّلَفَ ؛ إذْ الْقُرُونُ الْمُتَقَدِّمَةُ أَفْضَلُ مِمَّا بَعْدَهَا .

فَإِذَا تَبَيَّنَ هَذَا فَنَقُولُ كَمَا أَمَرَنَا رَبُّنَا : { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ } إلَى قَوْلِهِ : { مُسْلِمُونَ } وَنَأْمُرُ بِمَا أَمَرَنَا بِهِ . وَنَنْهَى عَمَّا نَهَانَا عَنْهُ فِي نَصِّ كِتَابِهِ وَعَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَالَ تَعَالَى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} الآيَةَ فَمَبْنَى أَحْكَامِ هَذَا الدِّينِ عَلَى ثلاثَةِ أَقْسَامٍ : الْكِتَابِ ؛ وَالسُّنَّةِ ؛ وَالإجْمَاعِ) الفتاوى 20/8-9

ويقول واصفا وصفا دقيقا لسبب تفرقنا وتنافرنا مع ذكره العلاج والنجاة : (وَلِهَذَا تَجِدُ قَوْمًا كَثِيرِينَ يُحِبُّونَ قَوْمًا وَيُبْغِضُونَ قَوْمًا لأجْلِ أَهْوَاءٍ لا يَعْرِفُونَ مَعْنَاهَا ولا دَلِيلَهَا بَلْ يُوَالُونَ عَلَى إطْلاقِهَا أَوْ يُعَادُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُونَ مَنْقُولَةً نَقْلا صَحِيحًا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَلَفِ الأمَّةِ وَمِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا هُمْ يَعْقِلُونَ مَعْنَاهَا ولا يَعْرِفُونَ لازِمَهَا وَمُقْتَضَاهَا .

وَسَبَبُ هَذَا إطْلاقُ أَقْوَالٍ لَيْسَتْ مَنْصُوصَةً وَجَعْلُهَا مَذَاهِبَ يُدْعَى إلَيْهَا وَيُوَالِي وَيُعَادِي عَلَيْهَا وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ : ( إنَّ أَصْدَقَ الْكلامِ كلامُ اللَّهِ.. الخ )فَدِينُ الْمُسْلِمِينَ مَبْنِيٌّ عَلَى اتِّبَاعِ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ وَمَا اتَّفَقَتْ عَلَيْهِ الأمَّةُ فَهَذِهِ الثّلاثَةُ هِيَ أُصُولٌ مَعْصُومَةٌ وَمَا تَنَازَعَتْ فِيهِ الأمَّةُ رَدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ .

وَلَيْسَ لأحَدِ أَنْ يُنَصِّبَ لِلأمَّةِ شَخْصًا يَدْعُو إلَى طَرِيقَتِهِ وَيُوَالِي وَيُعَادِي عَلَيْهَا غَيْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا يُنَصِّبَ لَهُمْ كلامًا يُوَالِي عَلَيْهِ وَيُعَادِي غَيْرَ كلامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَا اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ الأمَّةُ بَلْ هَذَا مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الْبِدَعِ الَّذِينَ يُنَصِّبُونَ لَهُمْ شَخْصًا أَوْ كلامًا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الأمَّةِ يُوَالُونَ بِهِ عَلَى ذَلِكَ الْكلامِ أَوْ تِلْكَ النِّسْبَةِ وَيُعَادُونَ) الفتاوى20/163-165 وغيرها من المواضع الكثيرة

فبهذا الأصل يتبيّن إخوتي لنا بوضوح انحراف الجماعات لإسلامية كالإخوان والتبليغ وغيرهم ، الذين يحبون ويوالون من ينتمي لجماعتهم ولو كان عنده مخالفة للسنة وإجماع السلف ، ويكرهون أو لا يحبون من هو خارج الجماعة مهما كان محبا للسنة ويتبع الصحابة وإجماع السلف الصالح ، وهؤلاء أمرهم واضح ، ولكن المحزن والمؤلم أن يقع ذلك في من يدّعي اتّباع السلف الصالح والسنة فكيف يكون هذا ؟؟؟! قد يكون ذلك بسبب بعض الشبهات والأخطاء في فهم منهج السلف الصالح ، وسنبين بعض ذلك لعل الله يهدي به إخواننا وتجتمع قلوبهم على السنة بعد هذا التفرق

فقد تبين لنا من كلام ابن تيمية عن الأصل السابق أنه لا يمكن أن يكون أي أحد من المشايخ أو العلماء ميزانا مطلقا للهداية أو الضلال مهما بلغ من الصواب ، ومهما حصل على التزكيات من العلماء .

ولكن ..

يقول البعض: إن هناك من علماء السلف من وصفه العلماء أن من طعن فيه فهو مبتدع وأن محبته علامة على السنة وبغضه علامة على البدعة مثل أحمد بن حنبل والإمام مالك وغيرهما

فالجواب أن هذا الوصف ليس على إطلاقه أبدا ،سواء في العلماء المتقدمين أو المتأخرين وإن كان ظاهر اللفظ كذلك ،و لا يقصدون الإطلاق بل هو مخصوص بأن من طعن في هذا العالم من ناحية تمسّكه بالسنة واتباعه لإجماع السلف فهنا يكون الطاعن ضالا مبتدعا ولكن من تكلم فيه من غير هذه كأن يطعن في حفظه أو يصفه بالمتشدد في أحكامه أو ضلله في مسألة اجتهادية أو يتكلم فيه بسبب عداوات شخصية أو منافسة بين الأقران مع كون المتكلم يحب السنة ومنهج السلف الصالح فهذا الرجل لا يجوز أن نبغضه ونبدّعه ونُخرجه من منهج السلف بسبب كلامه في هذا العالم فقط ، وإن كنا نخطّئه في ذلك .

ويجب التنبيه هنا إلى أن هناك فرق كبير بين الطعن في عالم معين وبين الطعن في أهل السنة أو أهل الحديث بهذا الوصف ، فالأول يحتمل ضلال الطاعن وعدمه كما فصلنا ولكن الثاني لا يحتمل إلا ضلال الطاعن وانحرافه عن طريق السنة .

وكذلك يكون التفصيل عند السلف في مدح الأشخاص المنحرفين وأهل البدع ، فليس كل من مدح شخصا من أهل البدع يكون مبتدعا ، بل إذا مدحه لبدعته أو وافقه على انحرافه فالمادح يكون ضالا مبتدعا ، ولكن إذا مدحه في غير بدعته ، أو أحسن به الظن ، أو أحبه لحسنات أخرى عنده ، مع تصريح المادح في كل ذلك بعدم موافقته على بدعة الممدوح أو انحرافه ودعوة المادح لمنهج السنة والسلف الصالح ، فهذا المادح لا يجوز لأن نبغضه ونبدّعه ونخرجه من منهج السلف الصالح وإن كنا نخطئه في مدحه ذلك.

ولكلا الحالتين أمثلة كثيرة جدا في كتب الجرح والتعديل وكتب السلف ، وحتى لا أطيل أذكر مثالا لكل حالة

فهذا الإمام مالك بن أنس إمام أهل السنة ومن طعن في مالك من الحجازيين فهو ضال كما ورد عن بعض السلف ومع ذلك قد وقعت خصومة بين محمد بن إسحاق ومالك وطعن كل واحد منهما في الآخر ولكن لم يُخرج أحد ابن إسحاق من أهل السنة وكذلك ابن أبي ذئب تكلم في مالك كلاما شديدا في مسألة البيّعان بالخيار ومع ذلك هو من أئمة أهل السنة ،لأنهم لم يطعنوا في مالك بسبب تمسكه بالسنة ومنهجه ولكنهم تكلموا فيه لسوء فهم أو لتنافس الأقران أو غيره ،فلم يُخرجهم أحد من أهل السنة ،ولا حتى تلاميذ الإمام مالك بن أنس لم يتعصبوا لشيخهم.وكذلك قصة الإمام يحي الذهلي مع الإمام البخاري وغيرها .

وفي الحالة الثانية كذلك يوجد راوي للحديث يسمى جابر الجعفي وهو شيعي منحرف يقول بالرجعة أي أن علي بن أبي طالب سيرجع وهذا ضلال ، هذا الراوي وثقه بعض العلماء وأحسنوا به الظن كسفيان الثوري وغيره ، وجرحه وذمه علماء آخرون لما تبيّن لهم ضلاله كالإمام شعبة ، ووقع الخلاف فيه حتى أن سفيان قال لشعبة : لئن تكلمت في جابر الجعفي لأتكلمن فيك !!، ومع ذلك لم يطعن أحد من السلف في سفيان الثوري أو يخرجه من أهل السنة أو يتهمه بالتشيع لأنه مدح جابر الجعفي ،لأن سفيان معروف بأصول السنة وقد مدح جابر في غير بدعته ،واختلاف السلف في التعديل والتجريح كثير ولم يضلل أحدهم الآخر بسبب ذلك .

إذا إخوتي سأتوقف هنا الآن وأسأل الله أن يكون هذا الأصل واضح وثابت وأن نربي أنفسنا عليه ظاهرا وباطنا كما قال شيخ الإسلام ، وسأتكلم لاحقا(في الجزء الثالث والأخير من مقالي بإذن الله) عن التطبيق العملي لهذا الأصل العظيم في واقعنا وسأجيب بإذن الله عن مسألتين :

هل يجوز للشاب المسلم السني أن يضلل كل من خالف أحدا من شيوخ السنة كالشيخ الألباني والعثيمين أو من دونهم كالشيخ ربيع المدخلي ومقبل الوادعي ،أو من دونهم كفالح الحربي أو غيره ، وهل من شروط المحبة والولاء والسنة محبة أي شيخ منهم وهل العكس صحيح ؟

هل كل من مدح شخصا منحرفا عن السنة أو مخطئا كسيد قطب أو حسن البنا أو رشيد رضا أو غيرهم ،هل يلزم من ذلك تبديع هذا الرجل وإخراجه من المنهج الحق ؟وهل كل من جرحه أحد شيوخ السنة يجب موافقته في ذلك ؟ وهل من شروط المحبة والولاء أن يتبرأ من هؤلاء ؟

من هناك
01-07-2010, 05:07 AM
إخوتي في الله

(هذا هو الجزء الثالث والأخير في موضوعي أسأل الله أن يوفقني لإتمامه ويتقبله مني)

إذا استقر عندنا الأصل السابق أصبح من المسلّم عند كل مسلم أنه لا يجوز أن نجعل أي شيخ مهما بلغ من الموافقة للسنة أن نجعله ميزانا للهداية والضلال وكذلك لا يجوز أن نضيف لأصول دعوتنا للكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح لا يجوز أبدا أن نضيف إليها الدعوة لأي شيخ معين فنلزم الناس باتّباعه ونحبهم إذا اتبعوه ونبغضهم إذا خالفوه فهذا من التفرق في الدين وعذابه عند الله عظيم.

وسأذكر بعض المشايخ على سبيل التمثيل فقط لا الحصر ممن له علاقة واضحة بما يحدث بين الشباب:

المثال الأول : إمام السنة الألباني

فمع كل ما بلغه هذا الإمام من تجديد السنة وإحيائها في كل مكان والدعوة إلى سبيل المؤمنين السلف الصالح إلى غير ذلك من فضائله ولكن لا يجوز أبدا أن نجعله أصلا من أصول الدين نوالي ونعادي عليه ، فنقول للمسلمين وبخاصة الملتزمين الجدد : من أحب الألباني فهو سلفي ومن أبغضه فهو منحرف عن السنة!! ، هكذا بإطلاق! ،فهذا ليس من الأصول بل نعلّمهم أصول منهج السلف الوارد في عقائد السلف كالعقيدة الواسطيّة وغيرها ،ثم نرشده للعلماء الذين يدعون لهذا المنهج الحق ،ولكن كلامهم يُعرض على الكتاب والسنة فما وافقهما أخذه منهم وما خالفوا فيه ردّه ،ولا شك أن من يبغض إمام السنة الألباني في الغالب يكون منحرفا عن السنة ولكن ليس دائما.

لأن هناك من مشايخ السنة الذين يدْعون إلى التمسك بالسنة ومنهج السلف ومع ذلك يشتدّون في انتقاد الألباني لسوء تفاهم أو غيرة بين الأقران أو حسد كما قال عنهم الشيخ العثيمين فيقولون مثلا:الألباني ليس فقيه وأنه متساهل في تحسين الأحاديث وغيرها من الدعاوى الخاطئة ،وهذا رأيناه بأعيننا عند دراستنا في الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية ،فهؤلاء لا يجوز إخراجهم من اتباع السلف بسبب كلامهم أو كرههم للإمام الألباني ، بل نحبهم لاتباعهم للسنة ونحب الألباني كذلك ،ولكن من طعن في الألباني من ناحية تمسكه بالسنة وتعظيمه للسلف الصالح فهذا ضال منحرف إما عقلاني معتزلي أو حزبي أو خارجي أو مذهبي متعصب أو غيره.

المثال الثاني : الشيخ ربيع المدخلي

لا شك أن الشيخ ربيع يتّبع أصول أهل السنة والسلف الصالح بسبب حبّه لطريق السنة والسلف ودفاعه عنه وبغضه للبدع وأهلها ،وهذا واضح لكل من قرأ كتبه وسمع دروسه ،وقد رأيناه حريصا على السنة في صلاته وكثير من تصرفاته ،ومع كل هذا وغيره لا يجوز أن نحب إخوتنا المسلمين ونواليهم في الشيخ ربيع أو نبغضهم ونعاديهم فيه ، فهذه المنزلة ليست إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما أسلفنا، فلا يجب على أي شاب أن يحب الشيخ ربيع ،بل ولا يجب عليه أن يعرفه أصلا ،فكيف يكون حبه لربيع شرطا في ولائنا له ؟؟!!

ولكن... الذين يتّبعون الشيخ ربيع يأتون بمدح العلماء له ،وأن الألباني وصفه بإمام الجرح والتعديل ،وقال أن من ردّ عليه هو والشيخ مقبل إما جاهل أو صاحب هوى ،ويأتون بعبارة كتبها الألباني في موافقة الشيخ ربيع في رده على سيد قطب إلى غير ذلك من التزكيات ، ويريد هؤلاء الإخوة أن يأخذوا من هذه العبارات إلزام كل الشباب باتباع الشيخ ربيع وأنه لا يجوز مخالفته في جرحه للآخرين وأن حبه سنة وبغضه بدعة مطلقا ، وهذا الكلام غير صحيح وخطير ويخالف ما أجمع عليه السلف لوجوه كثيرة ، منها :

أولا -أن هذا هو نفس كلام مقلدة المذاهب المتعصبين من الأحناف والشافعيين والمالكيين والحنابلة ، فهم يأتون بتزكيات العلماء لأئمتهم وهي أوضح وأصرح وقالها من هو أعلم من الألباني ،ويذكرون منزلتهم ثم يُلزمون المسلمين باتباع إمامهم ويفرّقون الأمة بذلك وهذا هو الضلال المبين.

ثانيا -أن في هذا العصر وهذا الوقت من هو أعلم من الشيخ ربيع وأولى بهذا التعصب لو صح! ،فالشيخ ربيع طالب علم قوي ولكن لا يصل لمرتبة العلماء كالألباني وابن باز والعبّاد ، وهناك بعض من تكلّم فيهم الشيخ ربيع هم أعلم منه بالحديث والفقه وغيره وإن كانوا أصغر سنا منه ، وهذا لمسناه عندما كنا نسأله في مسائل متنوعة في الحديث والفقه وغيرها ،وحتى لو قلنا أنه عالم فهذا لا يبرر أبدا أن نفرض معرفته وطاعته على الشباب ونفرقهم بسبب ذلك فهذا حرام حرام.

ثالثا-أن عبارة الألباني هي : (حامل لواء الجرح والتعديل) كما سمعتها ،وحامل اللواء لا يلزم أن يكون إماما بل هو الذي أشهر مسائل الجرح والتعديل ، وحتى لو قال إمام الجرح والتعديل فهذا لا يعني أبدا أن نوافقه في أحكامه على الآخرين ،ونقبل كلامه في التحذير من الأشخاص و كل شخص ضلله الشيخ ربيع نجعله رجلا ضالا يجب على كل المسلمين عدم الأخذ عنه وهجره ، فهذا واضح البطلان لكل من له علم بقواعد السلف ،فهذا يحي بن معين إمام الجرح والتعديل بحق وبل وإمام الحديث والسنة ومع ذلك فالعلماء لا يقبلون بعض أحكامه على المحدثين لأنه متشدد في أحكامه فمثلا الضعيف يقول متروك واللين يقول ضعيف مقارنة بأحكام الأئمة المعتدلين كأحمد بن حنبل وغيره .

وكل من رأى أحكام ربيع المدخلي على الرجال وقارنها بالعلماء المعتدلين كالألباني وغيره ظهر واضحا أمامه تشدد الشيخ ربيع في الجرح ومع ذلك لا يصل إلى مرتبة ابن معين في العلم ولا قريبا منه، فمثلا العلماء يقولون هذا الرجل أديب جاهل ليس عنده علم بالتفسير والسيرة ،فيقول الشيخ ربيع بل هذا جهمي مبتدع خبيث ...الخ ،يقول العلماء هؤلاء الشيوخ تأثروا بالإخوان هم على السنة يقول الشيخ ربيع بل هم خوارج ضالون ..الخ ، فلا يجوز أن نلزم شباب السنة بموافقة الشيخ ربيع في أحكامه ونشتم من شتمه ربيع ونحب من أحبه ربيع ، فهذا انحراف وتمزيق للأمة ،فأنت إذا أردت أن توافقه في ذلك وظهر لك الدليل على صحة قوله فيجوز لك ذلك ولكن لا يجوز أن تجبر الإخوة عل ذلك ومن خالفك تهجره وتبغضه ، بل يجب أن تحب وتوالي كل من أحب الكتاب والسنة وحرص على منهج السلف ولو خالف الشيخ ربيع في كل أحكامه .

رابعا -أن الشيخ الألباني نفسه خالف ربيع في بعض أحكامه على الأشخاص ومنهم تلاميذ للألباني جرحهم ربيع المدخلي ،ورد عليه في تحميله كلاما للآخرين على غير محمله ، بل بعد قولته تلك في ربيع ومقبل الوادعي نصحه بعدم التشدد في الأحكام رحمة بالمتعصبين لهؤلاء الأشخاص.

خامسا -أن من أبغض الشيخ ربيع لتمسكه بالسنة واتباعه للسلف فهذا الشخص ضال مبتدع ، ومن أبغض أو كره الشيخ ربيع لغير ذلك كتشدده أو جرحه لأحد المشايخ ممن يحسن به الظن أو غير ذلك فهذا لا نخرجه من السنة بل نحبه ونواليه .

سادسا -أن هناك من مدح بعض المنحرفين عن السنة كسيد قطب ولكن لم يمدحوه في ضلاله كسبه للصحابة والقول بوحدة الوجود وغيرها بل أحسنوا به الظن ونظروا لحسناته أو قالوا أنه جاهل أو أخطأ وخالفوا الشيخ ربيع في أحكامه ،فهؤلاء لا يجوز تضليلهم بل هم من أهل السنة والسلف كالشيخ بكر أبو زيد والشيخ ابن جبرين وغيرهم

سابعا وأخيرا :أحذّر الإخوة من التقليد للأحياء لأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة بسبب كثرة الأتباع أو الشهرة أو غيرها كما قال ابن مسعود رضي الله عنه وغيره

المثال الثالث :فالح الحربي

نطبق عليه نفس الأصول السابقة ،ومن باب أولى ألا نتعصب لفالح الحربي وإن كان ظاهره حب السنة وترك البدعة ،ولكنه لا يُعرف بالعلم ونشر السنة ، بل لم نسمع عنه ونحن في المدينة أنه كان له درس في أي علم ، بل لم أره إلا في مجالس الشيخ ربيع يعلق على أمور هامشية كمدح كتاب للشيخ ربيع أو غيره ،وحتى لو قلنا أنه طالب علم فلا يجوز أبدا أن نوافقه في كل كلامه في الآخرين ونوالى ونعادي الشباب على كلامه.

وأخيرا ... إخوتي سامحوني على الإطالة في الشرح لحساسية الموضوع وأقول :

يعلم الله أنني أحب كل مسلم يحب اتباع الكتاب والسنة ويحرص على عدم مخالفة إجماع السلف الصالح وإذا قيل له هذه بدعة تخالف كتاب الله وسنة رسوله تركها وإذا قيل له هذا الفعل لم يفعله أحد من السلف تركه ، فهذا الأخ أحبه وأواليه وإن خالف فالح أو ربيع بل وإن خالف الألباني بل وإن خالف مالك أو أحمد بن حنبل في غير أصول الإسلام الثلاثة .

كما أني أبغض كل شخص لا يبالي باتباع الكتاب والسنة ويخالف إجماع السلف ويلتزم في دينه بطريقة غير طريقة النبي صلى الله عليه وسلم مهما كانت كطريقة حسن البنا أو الكاندهلوي أو النبهاني أو الجيلاني أو غيرهم ،وإن قال أنه يحب ابن باز والألباني أو ربيع أو العثيمين أو غيرهم ،ولكن لا أبغضه بغض الكفار .

وأرجو من كل الإخوة في الله نصحي وتذكيري بتعليقاتهم على هذا الموضوع مع التزام المنهج الأخلاقي والعلمي وإخلاص النية لله في البحث عن الحق والرحمة بالقراء وإرشادهم لما ينفعهم عند الله عز وجل

وأي أخ اقتنع بما في هذا الموضوع ويريد نشره في المنتديات الأخرى فله ذلك ولو ذكر المصدر يكون أفضل لعله يفيدنا ويفيد الإخوة في هذا المنتدى.

من هناك
01-07-2010, 05:13 AM
من البريد. لا اوافق على كل ما جاء فيه ولكن الفكرة الرئيسية موجودة في كل مكان. تخيلوا مثلاً ان ابن معين من الخوارج الضالين وان سيد قطب من المنحرفين عن السنة.

عبد الله بوراي
01-07-2010, 06:06 AM
إخوتي في الله

(هذا هو الجزء الثالث والأخير في موضوعي أسأل الله أن يوفقني لإتمامه ويتقبله مني)

إذا استقر عندنا الأصل السابق أصبح من المسلّم عند كل مسلم أنه لا يجوز أن نجعل أي شيخ مهما بلغ من الموافقة للسنة أن نجعله ميزانا للهداية والضلال وكذلك لا يجوز أن نضيف لأصول دعوتنا للكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح لا يجوز أبدا أن نضيف إليها الدعوة لأي شيخ معين فنلزم الناس باتّباعه ونحبهم إذا اتبعوه ونبغضهم إذا خالفوه فهذا من التفرق في الدين وعذابه عند الله عظيم.

وسأذكر بعض المشايخ على سبيل التمثيل فقط لا الحصر ممن له علاقة واضحة بما يحدث بين الشباب:

المثال الأول : إمام السنة الألباني

فمع كل ما بلغه هذا الإمام من تجديد السنة وإحيائها في كل مكان والدعوة إلى سبيل المؤمنين السلف الصالح إلى غير ذلك من فضائله ولكن لا يجوز أبدا أن نجعله أصلا من أصول الدين نوالي ونعادي عليه ، فنقول للمسلمين وبخاصة الملتزمين الجدد : من أحب الألباني فهو سلفي ومن أبغضه فهو منحرف عن السنة!! ، هكذا بإطلاق! ،فهذا ليس من الأصول بل نعلّمهم أصول منهج السلف الوارد في عقائد السلف كالعقيدة الواسطيّة وغيرها ،ثم نرشده للعلماء الذين يدعون لهذا المنهج الحق ،ولكن كلامهم يُعرض على الكتاب والسنة فما وافقهما أخذه منهم وما خالفوا فيه ردّه ،ولا شك أن من يبغض إمام السنة الألباني في الغالب يكون منحرفا عن السنة لكن ليس دائماو.

لأن هناك من مشايخ السنة الذين يدْعون إلى التمسك بالسنة ومنهج السلف ومع ذلك يشتدّون في انتقاد الألباني لسوء تفاهم أو غيرة بين الأقران أو حسد كما قال عنهم الشيخ العثيمين فيقولون مثلا:الألباني ليس فقيه وأنه متساهل في تحسين الأحاديث وغيرها من الدعاوى الخاطئة ،وهذا رأيناه بأعيننا عند دراستنا في الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية ،فهؤلاء لا يجوز إخراجهم من اتباع السلف بسبب كلامهم أو كرههم للإمام الألباني ، بل نحبهم لاتباعهم للسنة ونحب الألباني كذلك ،ولكن من طعن في الألباني من ناحية تمسكه بالسنة وتعظيمه للسلف الصالح فهذا ضال منحرف إما عقلاني معتزلي أو حزبي أو خارجي أو مذهبي متعصب أو غيره.

المثال الثاني : الشيخ ربيع المدخلي

لا شك أن الشيخ ربيع يتّبع أصول أهل السنة والسلف الصالح بسبب حبّه لطريق السنة والسلف ودفاعه عنه وبغضه للبدع وأهلها ،وهذا واضح لكل من قرأ كتبه وسمع دروسه ،وقد رأيناه حريصا على السنة في صلاته وكثير من تصرفاته ،ومع كل هذا وغيره لا يجوز أن نحب إخوتنا المسلمين ونواليهم في الشيخ ربيع أو نبغضهم ونعاديهم فيه ، فهذه المنزلة ليست إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما أسلفنا، فلا يجب على أي شاب أن يحب الشيخ ربيع ،بل ولا يجب عليه أن يعرفه أصلا ،فكيف يكون حبه لربيع شرطا في ولائنا له ؟؟!!

ولكن... الذين يتّبعون الشيخ ربيع يأتون بمدح العلماء له ،وأن الألباني وصفه بإمام الجرح والتعديل ،وقال أن من ردّ عليه هو والشيخ مقبل إما جاهل أو صاحب هوى ،ويأتون بعبارة كتبها الألباني في موافقة الشيخ ربيع في رده على سيد قطب إلى غير ذلك من التزكيات ، ويريد هؤلاء الإخوة أن يأخذوا من هذه العبارات إلزام كل الشباب باتباع الشيخ ربيع وأنه لا يجوز مخالفته في جرحه للآخرين وأن حبه سنة وبغضه بدعة مطلقا ، وهذا الكلام غير صحيح وخطير ويخالف ما أجمع عليه السلف لوجوه كثيرة ، منها :

أولا -أن هذا هو نفس كلام مقلدة المذاهب المتعصبين من الأحناف والشافعيين والمالكيين والحنابلة ، فهم يأتون بتزكيات العلماء لأئمتهم وهي أوضح وأصرح وقالها من هو أعلم من الألباني ،ويذكرون منزلتهم ثم يُلزمون المسلمين باتباع إمامهم ويفرّقون الأمة بذلك وهذا هو الضلال المبين.

ثانيا -أن في هذا العصر وهذا الوقت من هو أعلم من الشيخ ربيع وأولى بهذا التعصب لو صح! ،فالشيخ ربيع طالب علم قوي ولكن لا يصل لمرتبة العلماء كالألباني وابن باز والعبّاد ، وهناك بعض من تكلّم فيهم الشيخ ربيع هم أعلم منه بالحديث والفقه وغيره وإن كانوا أصغر سنا منه ، وهذا لمسناه عندما كنا نسأله في مسائل متنوعة في الحديث والفقه وغيرها ،وحتى لو قلنا أنه عالم فهذا لا يبرر أبدا أن نفرض معرفته وطاعته على الشباب ونفرقهم بسبب ذلك فهذا حرام حرام.

ثالثا-أن عبارة الألباني هي : (حامل لواء الجرح والتعديل) كما سمعتها ،وحامل اللواء لا يلزم أن يكون إماما بل هو الذي أشهر مسائل الجرح والتعديل ، وحتى لو قال إمام الجرح والتعديل فهذا لا يعني أبدا أن نوافقه في أحكامه على الآخرين ،ونقبل كلامه في التحذير من الأشخاص و كل شخص ضلله الشيخ ربيع نجعله رجلا ضالا يجب على كل المسلمين عدم الأخذ عنه وهجره ، فهذا واضح البطلان لكل من له علم بقواعد السلف ،فهذا يحي بن معين إمام الجرح والتعديل بحق وبل وإمام الحديث والسنة ومع ذلك فالعلماء لا يقبلون بعض أحكامه على المحدثين لأنه متشدد في أحكامه فمثلا الضعيف يقول متروك واللين يقول ضعيف مقارنة بأحكام الأئمة المعتدلين كأحمد بن حنبل وغيره .

وكل من رأى أحكام ربيع المدخلي على الرجال وقارنها بالعلماء المعتدلين كالألباني وغيره ظهر واضحا أمامه تشدد الشيخ ربيع في الجرح ومع ذلك لا يصل إلى مرتبة ابن معين في العلم ولا قريبا منه، فمثلا العلماء يقولون هذا الرجل أديب جاهل ليس عنده علم بالتفسير والسيرة ،فيقول الشيخ ربيع بل هذا جهمي مبتدع خبيث ...الخ ،يقول العلماء هؤلاء الشيوخ تأثروا بالإخوان هم على السنة يقول الشيخ ربيع بل هم خوارج ضالون ..الخ ، فلا يجوز أن نلزم شباب السنة بموافقة الشيخ ربيع في أحكامه ونشتم من شتمه ربيع ونحب من أحبه ربيع ، فهذا انحراف وتمزيق للأمة ،فأنت إذا أردت أن توافقه في ذلك وظهر لك الدليل على صحة قوله فيجوز لك ذلك ولكن لا يجوز أن تجبر الإخوة عل ذلك ومن خالفك تهجره وتبغضه ، بل يجب أن تحب وتوالي كل من أحب الكتاب والسنة وحرص على منهج السلف ولو خالف الشيخ ربيع في كل أحكامه .

رابعا -أن الشيخ الألباني نفسه خالف ربيع في بعض أحكامه على الأشخاص ومنهم تلاميذ للألباني جرحهم ربيع المدخلي ،ورد عليه في تحميله كلاما للآخرين على غير محمله ، بل بعد قولته تلك في ربيع ومقبل الوادعي نصحه بعدم التشدد في الأحكام رحمة بالمتعصبين لهؤلاء الأشخاص.

خامسا -أن من أبغض الشيخ ربيع لتمسكه بالسنة واتباعه للسلف فهذا الشخص ضال مبتدع ، ومن أبغض أو كره الشيخ ربيع لغير ذلك كتشدده أو جرحه لأحد المشايخ ممن يحسن به الظن أو غير ذلك فهذا لا نخرجه من السنة بل نحبه ونواليه .

سادسا -أن هناك من مدح بعض المنحرفين عن السنة كسيد قطب ولكن لم يمدحوه في ضلاله كسبه للصحابة والقول بوحدة الوجود وغيرها بل أحسنوا به الظن ونظروا لحسناته أو قالوا أنه جاهل أو أخطأ وخالفوا الشيخ ربيع في أحكامه ،فهؤلاء لا يجوز تضليلهم بل هم من أهل السنة والسلف كالشيخ بكر أبو زيد والشيخ ابن جبرين وغيرهم

سابعا وأخيرا :أحذّر الإخوة من التقليد للأحياء لأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة بسبب كثرة الأتباع أو الشهرة أو غيرها كما قال ابن مسعود رضي الله عنه وغيره

المثال الثالث :فالح الحربي

نطبق عليه نفس الأصول السابقة ،ومن باب أولى ألا نتعصب لفالح الحربي وإن كان ظاهره حب السنة وترك البدعة ،ولكنه لا يُعرف بالعلم ونشر السنة ، بل لم نسمع عنه ونحن في المدينة أنه كان له درس في أي علم ، بل لم أره إلا في مجالس الشيخ ربيع يعلق على أمور هامشية كمدح كتاب للشيخ ربيع أو غيره ،وحتى لو قلنا أنه طالب علم فلا يجوز أبدا أن نوافقه في كل كلامه في الآخرين ونوالى ونعادي الشباب على كلامه.

وأخيرا ... إخوتي سامحوني على الإطالة في الشرح لحساسية الموضوع وأقول :

يعلم الله أنني أحب كل مسلم يحب اتباع الكتاب والسنة ويحرص على عدم مخالفة إجماع السلف الصالح وإذا قيل له هذه بدعة تخالف كتاب الله وسنة رسوله تركها وإذا قيل له هذا الفعل لم يفعله أحد من السلف تركه ، فهذا الأخ أحبه وأواليه وإن خالف فالح أو ربيع بل وإن خالف الألباني بل وإن خالف مالك أو أحمد بن حنبل في غير أصول الإسلام الثلاثة .

كما أني أبغض كل شخص لا يبالي باتباع الكتاب والسنة ويخالف إجماع السلف ويلتزم في دينه بطريقة غير طريقة النبي صلى الله عليه وسلم مهما كانت كطريقة حسن البنا أو الكاندهلوي أو النبهاني أو الجيلاني أو غيرهم ،وإن قال أنه يحب ابن باز والألباني أو ربيع أو العثيمين أو غيرهم ،ولكن لا أبغضه بغض الكفار .

وأرجو من كل الإخوة في الله نصحي وتذكيري بتعليقاتهم على هذا الموضوع مع التزام المنهج الأخلاقي والعلمي وإخلاص النية لله في البحث عن الحق والرحمة بالقراء وإرشادهم لما ينفعهم عند الله عز وجل

وأي أخ اقتنع بما في هذا الموضوع ويريد نشره في المنتديات الأخرى فله ذلك ولو ذكر المصدر يكون أفضل لعله يفيدنا ويفيد الإخوة في هذا المنتدى.


،ولا شك أن من يبغض إمام السنة الألباني في الغالب يكون منحرفا عن السنة ولكن ليس دائما.......


اعوذ بالله من هذا القول إذا قولك ان من يبغض احد علماء الحق قد يكون ليس منحرفا ولقد أحسن من قال : إن الفراغ والشباب والجده ...... مفسدة للمرء أي مفسدة فقد روى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتّى إذا لم يبق عالمًا اتّخذ النّاس رءوسًا جهّالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا واضلوا "

* من نفس المصدر " وعليه "

من هناك
01-07-2010, 02:56 PM
على فكرة اخي بوراي،
الموضوع كتب في الشباب السلفي الليبي ولكنني حورته ليكون عاماً.

عبد الله بوراي
01-07-2010, 03:42 PM
بارك الله فيك وإنك لتعلم بأني أعلم ذلك
ولكن الذى لا أعلمه أو لا أعرفه هو تقيمك الشخصي للكاتب وخاصةً عندما يقول :_

سادسا -أن هناك من مدح بعض المنحرفين عن السنة كسيد قطب ولكن لم يمدحوه في ضلاله كسبه للصحابة والقول بوحدة الوجود وغيرها بل أحسنوا به الظن ونظروا لحسناته أو قالوا أنه جاهل أو أخطأ وخالفوا الشيخ ربيع في أحكامه ،فهؤلاء لا يجوز تضليلهم بل هم من أهل السنة والسلف كالشيخ بكر أبو زيد والشيخ ابن جبرين وغيرهم

من هناك
01-07-2010, 03:55 PM
سادسا -أن هناك من مدح بعض المنحرفين عن السنة كسيد قطب ولكن لم يمدحوه في ضلاله كسبه للصحابة والقول بوحدة الوجود وغيرها بل أحسنوا به الظن ونظروا لحسناته أو قالوا أنه جاهل أو أخطأ وخالفوا الشيخ ربيع في أحكامه ،فهؤلاء لا يجوز تضليلهم بل هم من أهل السنة والسلف كالشيخ بكر أبو زيد والشيخ ابن جبرين وغيرهم
الكاتب والله اعلم يحاول ان يعقلن الخطاب السلفي ولكنه اخطأ كثيراً في هذه العبارة.

عبد الودود
01-07-2010, 05:07 PM
السلام عليكم
لماذا لا يسمون أخطاء سيد قطب رحمه الله باسمها (أخطاء) ويطلقون عليها إنحراف وضلال حتى كتابه في تفسير القرآن يسميه بعضهم الضلال بدل إسمه الحقبقي الظلال , فربيع مثلا لا يطبق نفس أحكامه على شيخه الشيخ محمد أمان جامي مع أن كلامه وبعض كتاباته (محمد أمان جامي رحمه الله)إذا لم يحسن القارئ الظن به ضلله أيضا فهو يقول كلاما أشدا خطورة من كلام سيد قطب وبخاصة في وحدة الوجود المنسوبة لسيد ظلما وزورا, فنرى من ربيع أن سيد قطب رحمه الله إجتمعت فيه بدع الثنتين وسبعين فرقة ولا نرى مجرد تعليق على كلام شيخه رحمه الله (الكيل بمكيالين) وزد أن سيد قطب رحمه الله لم يشرع ولم يزكي لأي حاكم إعراضه عن شريعة الرحمن بل ومات من أجل الكفر بالطاغوت بمعناه الشامل والواسع.
يعني باختصار لايمكن لربيع ولا لغير ربيع أن يحط من قدرالرجل مهما حاول هو وغيره , فأنا مثلا لم أكن أسمع بسيد رحمه الله ولشدة الطعن الفاحش فيه أخذني الفضول للبحث عن سيرته وقراءة كتبه فوجدت الرجل صادق وجريء مع بعض الأخطاء التي لا يسلم منها أحد في أي زمان أومكان إذا كان من العاملين لا من القاعدين الجلادين.
أنا لا أؤمن بكل الأسماء الموجودة على الساحة إذا كانت تشتت صفوف المسلمين فهي دعوى جاهلية مقيتة , حتى السلفية أصبحت مطاطة ويختبئ ورائها الكثير ممن لا يعرفون إلا اسمها , فأصبحنا نرى سلفية جهادية وأخرى علمية وهلما جرا, أنا مسلم مؤمن أتحرى الحق قدر استطاعتي , فمن شاء تصنيفي بشبه ربما أو بهتان في بعض الأحيان فحسبنا الله ونعم الوكيل وهو خير الحاكمين.
اللهم ارحم سيد قطب واغفر له أخطائه واهدي ربيع وأتباعه إلى جادة الصواب.
اللهم ارحم محدث العصر الشيخ ناصرالدين الألباني واغفر له أخطائه واهدي المتعصبين له إلى جادة الصواب.

من هناك
01-07-2010, 06:52 PM
جزاك الله خيراً اخي عبد الودود على التعقيب. لا اردي ان ادخل في تفاصيل آراء ربيع لأنني لا اتابعه كثيراً ولكن المهم هو انه قد آن الأوان للتيار السلفي للبحث عن مخرج من محنة التكفير المضنية والتي ادت في احيان كثيرة إلى منهجية إخراج من الملة وبعد ذلك إخراج من الحياة.

هناك علاقة مباشرة بين عصبية التفكير ومنهجية التكفير. ولما يكفر الإنسان كل من عداه، يصبح قرار التفجير والتخلص من الأرواح سهلاً جداً فهؤلاء إما كفار او اعوان كفار.

من هناك
01-07-2010, 06:52 PM
جزاك الله خيراً اخي عبد الودود على التعقيب. لا اردي ان ادخل في تفاصيل آراء ربيع لأنني لا اتابعه كثيراً ولكن المهم هو انه قد آن الأوان للتيار السلفي للبحث عن مخرج من محنة التكفير المضنية والتي ادت في احيان كثيرة إلى منهجية إخراج من الملة وبعد ذلك إخراج من الحياة.

هناك علاقة مباشرة بين عصبية التفكير ومنهجية التكفير. ولما يكفر الإنسان كل من عداه، يصبح قرار التفجير والتخلص من الأرواح سهلاً جداً فهؤلاء إما كفار او اعوان كفار.

عبد الله بوراي
01-07-2010, 08:03 PM
الكاتب والله اعلم يحاول ان يعقلن الخطاب السلفي ولكنه اخطأ كثيراً في هذه العبارة.


وهل رأيت له من عقل حتى يُعقلن به
إنه علماني مُتخبط ( أو هذا ما يبدو لى ) والله أعلم