تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نموذج القيادة الميدانية كما يحددها ميزان التقوى



السيد مهدي
10-21-2003, 01:59 AM
نموذج القيادة الميدانية كما يحددها ميزان التقوى:
----------------------------------------------
في موضوع ميزان التقوى حددنا الميزان الذي يحدد لعالم الدين صفاته وخصاله وإنصياعه التام لأوامر الله ونواهيه لتؤهلة للقيادة التي يرتضيها الدين في الدعوة لدين الله!!

وعندما يتصف المسلم الواعي بهذه الصفات أو بعضا منها ويحاول جاهدا للوصول إلى أكبر عددا منها يكون قد تأهل للتصدي والقيادة وكان جديرا بأن يتبع ويطاع في كل شيء.

وقد يطرح التساؤل بهذا الصدد(وهذا التساؤل جدير بالتمعن والدراسة)من أين لنا بمن هذه صفاته وخصاله !؟.إذ قلما تتوفر هذه الصفات والخصال المباركة المعطاءة في رجل!!

وندرة هكذا رجال في الحياة تجعل تحقيق صفة التقوى الحقيقية عند القادة ضرب من الخيال والتمني فالشوق للكمال شيء وعيش الواقع شيء آخر!!..

إذا صح هذا! أيضا يصح أن يكون وجود القائد الحقيقي الجدير بالإتباع والطاعة نادرا جدا.

لذلك يجب الحذر الشديد من الإندفاع والجري خلف الشعارات التي يطرحها الإنتهازيون ومدعي القيادة والتصدي.

ولكن من جهة أخرى لا يجب اليأس من خلو الميدان من القادة الحقيقيين المتفانين في خلق الواقع الإسلامي بل يجب التيمن والتفاؤل بالمأثور من الحديث:

)لو خُلِيَت قُلِبَت (.

ومثالنا العملي وقدوتنا في الحياة شهداء الإسلام المجاهدين الذين صبروا وصمدوا للطواغيت من أمثال علماء الإسلام العاملين في الساحة فتاريخنا الناصع مملوء بالرجال الذين :

)صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا(33) سورة الأحزاب

ساحة الجهاد اللبنانية تشهد لأنوار خالدة تضيء الطريق لعشاق الشهادة من خريجي المدرسة الحسينية أبطال حزب الله . وساحة فلسطين بكتائبها الإستشهادية القسامية
(كتائب البطل الشهيد عز الدين القسام ).

وبعد قيام الثورة الإسلامية في إيران شاهد العالم وكل ساسة الدول كيف كان يعيش الإمام الخميني(رحمه الله)حياة الزهد والتقشف. ينام على الأرض ويجلس على فراش متواضع،مأكله مأكل الشخص العادي من البشر، وملبسه لم يتغير ولا حتى إسلوب حياته، وحتى زواره ومراسلي وكالات الأخبار سواء العاديين منهم أو ممن بعثت بهم أجهزة المخابرات والتجسس لمعرفة وإستطلاع شكل وأسلوب حياة الأمام ومقارنتها بحياة بقية ساسة الدول.

شاهد هؤلاء المبتعثين قيم السماء وتعاليمها ممثلة ومجسدة بحياة الإمام البسيطة(كما كتبوا وأخبروا العالم بعد الزيارة)في وقت أصبحت فيه قصور الشاه المقبور ملاجئ ومضاجع لجرحى الحرب والفقراء والمعدمين .

وإسلوب حياة الإمام الراحل العظيم هوإسلوب آيات الله العظمى من أتباع علماء مدرسة أهل البيت(عليهم السلام).ولئن تسموا بتلك التسمية وبلغوا تلك المنزلة الرفيعة المتميزة التي لا يبلغوها إلا في أواخر حياتهم الحافلة بالتقوى والجهاد وطلب العلم والتصدي لكل خروج على شريعة الله وتلاعب بها. فإن تسميتهم قد جاءت عن جدارة وتقدير من الأمة التي عرفتهم وخبرتهم طول سني حياتهم، ومعيشتهم بين ظهرانيهم فلم يلحظوا عليهم أية مخالفة شرعية أو هفوة حياتية.

فهم ملتزمون بالواجبات وممتنعون عن المحرمات وعاملون بالمستحبات وتاركون للمكروهات.
ومن هذا ظهر مفهوم :

)من كان مخالفاً لهواه، طائعا لأمر مولاه فعلى العوام أن يقلدوه(.

لقد كان الرسول(ص)لصحابته الكرام وللمسلمين بصورة عامة القدوة الحسنة والمثل الأعلى في الإتباع. وعندما يكون القائد، القدوة الحسنة يصبح الرمز الذي من خلال دراسة حياته تقيم الأمة. إذن يجب الإعتماد على الحقائق في تقييم أتباع المدارس الإسلامية وليس على الأوهام وعلى ما بثته أيادي الحقد والتعصب الأعمى.