نشرت وسائل الإعلام العربية خلال الأسبوع الأخير من عام 2009 خبرا ً يقول أن الآلاف من مسيحيي مصر احتشدوا أمام كنيسة العذراء في منطقة الوراق في الجيزة لرؤية مريم العذراء. و نقلت عن عشرات الأشخاص في العراق أنهم شاهدوا فارسا ً في السماء يحمل سيفا ً و خلفه سيدة بوجه نوراني هي فاطمة الزهراء .كما تناقلت وسائل الإعلام الروسية خبر ظهور آيات قرآنية و أحاديث شريفة على جسد طفل يبلغ من العمر تسعة أشهر في إحدى القرى الداغستانية .
بداية لا بد من التسجيل مدى الإحترام الذي يكنه المؤمنون لاسم السيد المسح و السيدة مريم العذراء و السيدة فاطمة بيد أن ما يبعث على الحيرة هو صدور مثل هذه الأنباء على فترات تاريخية متلاحقة مواكبة لتطور سياسي أو كابحة لتغيير اجتماعي فقد كان النظام السياسي العربي الراهن الذي جاء بعد استقلال الدول العربية منتصف القرن العشرين بارعا ً في الترويج لمثل هذه الأنباء لكي يصرف نظر السكان عن قضايا ملحة و راهنة .فقد راجت هذه الأنباء بعد نكسة حزيران 1967 حيث أخذ النظام في مصر بالترويج لها كما برزت مثل هذه الأنباء عام 1976 إبان الحرب اللبنانية إذ ذهبت كل طائفة لإبراز موروثها الديني و تبيان أنه حاضر و موجود شحذا ً للهمم أو تفسيرا ً لتقصير أو هزيمة .
ما نقوله هو ألا يلجأ البعض إلى تعميم الخداع البصري و الخيال الجامح إلى مطية لخداع المؤمنين فالإيمان له أركانه المتفق عليها و هذه الأنباء لا تغدو أن تضحي سحابة زائلة لكنها بلا ريب تفعل فعلاها في إشغال الناس عن قضايا أهم و أجدى .

صدقت فهذه كلها الاعيب ينشرها من يريد للناس ان تضيع في متاهات التقاليد البالية وان ينسوا دورهم في التغيير

لكن لا تغفلوا أن فينا سماعون لهم.