تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أعداء التوحيد .... قبل الهجرة وبعدها .....



سائر في رحاب الله
12-28-2009, 01:15 AM
أتمنى بدايةً من الإخوة الكرام .... مقاوم .... فاروق .... علي سليم .... بلال .... طرابلسي .... والأخوات الكريمات .... وكل الاعضاء الكرام أن يزودوني بنصائحهم القيمة ...


الحمدلله رب العالمين قاصم الجبّارين الذي سهل لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلا وأوضح لهم طرق الهداية وجعل إتباع الرسول عليهم دليلا

والصلاة والسلام على الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على هديه إلى يوم الدين .

بمولد محمد عليه الصلاة والسلام تصدّعت صروح الجاهلية وأشرقت الأرض بنور ربّها معلنة مجيء الرحمة المهداة.

عارض دعوته المستكبرون ، شتمه الحاسدون وحاربه الجُهّال الضالّون . آمن معه المستضعفون في مكة فأذاقهم الكفار شتى صنوف العذاب . إزداد الكرب وعَظُمَ الخناق إلى أن جاء الإذن بالهجرة من العظيم المتعال .

فكانت الهجرة حدثاً إستثنائياً أبطل الله بها مكر الكافرين ورد كيدهم إلى نحورهم ومنها إنطلق فجر الإسلام الجديد وبزغ نوره ليضئ الكون الفسيح مُعلناً ولادة عهدٍ رشيد بقيادة الصادق الأمين .

إن من يسبر أوراق السيرة النبوية المطهرة ، يتوقف ملياً أمام مشهد الهجرة ليرى معاني الشجاعة والتضحية والتوكل على الله والثقة بنصر الله ، تتجلى بأبهى حللها في إخراج متناسق لتجعل المشهد حدثاً شاملاً متكاملاً .فالمشهد بأحداثه المتعددة وصوره المتنقلة بين مكة والمدينة أراد أن يُبيّن لنا أن الحفاظ على العقيدة هو المبدء والهدف والأمل والغاية " وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم " ( الأنفال )

لهذا جاءت الهجرة من أجل إيجاد أرضٍ خصبة تحفظ العقيدة وتؤلف حاضنة صالحة لقيام مجتمع إسلامي قائم على أسس ثابتة .

لكن ماذا كانت ردة فعل المشركين ؟ هل إستكانوا ؟ هل أذعنوا واستراحوا ؟

إن الكفار من قديم الزمن إلى يومنا هذا لا يوفرون سبيلاً إلا سلكوه من أجل إخماد دعوة التوحيد " يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون " . فهم يعلمون زيف معتقداتهم وفساد منهجهم وأن مبادئهم الفاسدة تهرب فزعاً من القرآن وأن القرآن يمحق أباطيلهم ويحيلها إلى ركام .

فالمشركون من قريش أرادوا قتل الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بضربةٍ واحدة عند بابه فيتفرق دمه بين القبائل ، " وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " . لكن الله أخذ بأبصارهم ونجا رسوله الكريم .

ولنعبر إلى زماننا الحاضر ، فماذا نرى ؟
نرى أعداء الدين قد تكالبوا على أمة الإسلام من كل حدب وصوب . ففي فلسطين قتل وحصار وأفغانستان تشكو العويل والدمار والعراق يئن تحت الإحتلال والخراب ؛ وفي الشيشان قتل وإغتصاب وفي أصقاع المعمورة يهان المسلم تحت النعال .


واإسلاماه تكالبوا ...ليطفئوا نور الهدى ...حسداً شديد

واإسلاماه تكالبوا ...فحقدهم ملأ الفضا ....بل يزيد

واإسلاماه ...دمعة البنت التي هُتِكَ العفاف ...غصباً وعيد

واإسلاماه ...رجفة الطفل الذي نام ينتظر ...الفجر السعيد

إن المغول عندما احتلوا بغداد لم يتركوا فيها لا شجرا ولا حجرا فضلاً عن قتلهم لمليون إنسان في يوم واحد ( كما تقول الروايات ) ؛ لقد كان المغولي يأسر مجموعةً من المسلمين ثم يقول لهم ، انتظروني هنا حتى آتي بسلاحي لقتلكم ، فلا يتزحزح المسلمون من مكانهم من شدة خوفهم . إنه الذل والمهانة يسيطر على قلوب المسلمين .

ثم وبعد سنتين فقط ، قيض الله لهذه الأمة سيف الدين قطز الذي هزم المغول ودخل المغول أفواجاً في الإسلام " إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا "

كذلك القرامطة ، سرقوا الحجر الأسود وأبقوه في البحرين لمدة اثنان وعشرون سنة ، ثم عاد الحجر الاسود إلى مكانه وبقيت الكعبة وإنتهى القرامطة .

الإسلام قادم لا محالة وحكايا التاريح خير شاهد .

والأحاديث الشريفة خير مبشر بهذه العودة : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها " .


هذا وما كان فيه من صواب فمن الله وحده ، وما كان فيه من خطأٍ أو زلل فمن نفسي والشيطان ، فمن رأى شيئاً من ذلك فلا يبخل علي بنصحه .