الجزع والحزن لإستشهاد الحسين رضي الله عنه !!

المصدر: خاص مجمع مسجد الحاج بهاء الدين الحريري

إعداد الشيخ محمود أحمد سمهون
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه...
نعيش في رحاب ذكرى تتجدد مع كل مطلع سنة هجريّة، ذكرى تجمع بين الفرح والحزن، الفرح بصيام عاشوراء، السُنة التي سنّها لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فرحًا بنجاة سيدنا موسى عليه السلام من فرعون، والحزن باستشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه سيد شباب أهل الجنة، وابن بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وسيد من سادات المسلمين، ومن الصحابة الكرام الذي توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، وفي هذه الذكرى نرى الكثير من البدع، والشعارات الثأرية للحسين، وإظهار الجزع والحزن الذي أكثره تصنع ورياء، والذي ما أنزل الله به من سلطان، ولم نجده لا في كتاب الله، ولا سنة نبيه محمد s، فلماذا يُؤخذ يوم استشهاده يوم عزاء ونواح وبكاء وصراخ وعويل، ولا يتخذ يوم مقتل عليّ رضي الله عنه مأتمًا، حيث أنه استشهد يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان سنة أربعين، وعثمان رضي الله عنه أفضل من عليّ في عقيدتنا، وقد استشهد وهو محصور في داره في أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ست وثلاثين، وقد ذبح من الوريد إلى الوريد، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتمًا، وكذلك عمر بن الخطاب وهو أفضل من عثمان وعلي، قتل وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر ويقرأ القرآن، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتمًا، ورسول الله سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة، وقد قبضه الله إليه كما مات الأنبياء قبله، ولم يتخذ أحدٌ يوم موتهم مأتمًا، والذي هو أحق من كل البشر بأن نحزن لوفاته، وأنّ نحزن لفراقه...
خاب وخسر من قتل ومن شارك في قتل الحسين رضي الله عنه ومن معه، وباء بغضب من ربه، وللشهيد السعيد ومن معه الرحمة والرضوان من الله ومنا الدعاء والترضي...