تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رفقاً ((بالحوينيّ)) يا موت



علي سليم
12-20-2009, 05:12 AM
فاليوم هو الجمعة الثاني من شهر الله المحرم لسنة ألف وأربعمائة وواحد وثلاثين من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.

وأنا لم أصعد هذا المنبر منذ الخطبة الثانية من شهر شعبان من السنة الماضية ولم أكن مؤهلا اليوم لأن أخطب الجمعة.
لكنني أردت أن أصافح وجوهكم مرة أخرى، ولو تكلمت بكلام يسير، فإنني أتمنى أن أموت واقفا وأن أناضل عن ديني إلى آخر لحظة.

شعرت في هذه المدة التي مضت أنني بدون الدعوة لا أساوي شيئا، فأردت أن أستمتع بالحياة مرة أخرى، فجئت إلى هذا المكان، لكي أقول كلاما أثبّت به نفسي أولا، ثم أبث الثقة فيكم مرة أخرى، وأقول إننا منصورون، وإننا لن نُغلب، حتى وإن كانت إمكاناتنا ضعيفة، ما دام معنا إيمان راسخ.
نحن ضيعاف نعم، وليس في أيدينا ما في أيد أعدائنا أو خصومنا، لكننا إذا رجعنا إلى الشرب الأول، إلى زمن الصحابة، زمن النبي صلى الله عليه وسلم أولا، وزمن الصحابة واستمسكنا بما كانوا عليه فأحلف بالله إننا لمنصورون.
أشرف الأعمال قاطبة أن تموت خادما لهذا الدين، وهذا هو مكن العز كلّه.
صدقوني إذا قلت لكم إنني كنت أشعر أن الرجل الذي يمسك بمكنسة في الشارع كنت أشعر أنه أفضل مني، إنه يقوم بواجبه وأنا عاجز مكبّل، فأردت أن آتي حتى لو تكلمت عشر دقائق.. أن آتي لأصافح هذه الوجوه مرة أخرى.
وأسأل الله عز وجل أن لا يحرمني من شرف الدعوة إليه والدلالة عليه، فإنني نظرت إلى المناصب كلها لم أجد أشرف من هذا المنصب، أن تكون خادما لدين الله عز وجل لا سيما في الغربة الثانية..
___________________________________

بهذ الكلمات افتتح كلامه فكانت بمثابة عصارة حياته الكريمة بعطائه...
أبو اسحاق الحوينيّ ذاك المسمّى الذي أرقّ مضجع الروافض و أذيالهم فلم يهنأ لهم نوماً بله قيلولة في وضح النّهار ...
أبو اسحاق الحوينيّ بقيّة شامة الشّام ناصر الدين الالبانيّ فوالله لا تكاد تراه الاّ كأنّك ترى صاحب دعوة (التصفية و التربية) كأنّك أمام مؤلف السلسلتين الذهبيتين...

فهو أي شيخنا الحوينيّ امتداد لشيخنا الالبانيّ فكان عزاؤنا يوم أنْ انكسفت شمس العطاء و خسف قمر الجود و أمطرت سماء جهاد القلم و اللسان بموت محدّثٍ لفظه التاريخ إذ حريّ به أن يكون من أقران ابن معين و البخاري و علي ابن المديني و غيرهم فلم ينل صحبة المرافقة فنالها بتصحيحه و تضعيفه فلا تكاد ترى مصنفا ما الاّ و فيه رواه الامام أحمد و حسنه أبو دواد و صححه الألباني...

فكان عزاؤنا بذاك المصاب الجلل أنّ الحويني يسعى في الارض اصلاحا فظننا انّ موت الالبانيّ كان من قبيل أضغاث أحلام ...

أبو اسحاق الحوينيّ رحل في طلب العلم الى ذاك الجبل الراسي فلم يمكث عنده اكثر من بدوّ هلال و اكنماله ثمّ نقصانه فكان بعدها الالباني الآخر داس بقدمة أرض يوسف و يعقوب عليمها السلام...

أبو اسحاق الحوينيّ لا تجزع يرحمك الله فمنْ تمسّك بحبل الالباني سيناله أذى القوم في حياته و بعد موته فحالك كحال ابن القيم مع شيخه ابن تيمية رحمها الله تعالى..

أبو اسحاق الحوينيّ لا تيأس يرحمك الله فارحل الى ربّك بنفس مطمئنّة فقد تركت ميراثاٌ مخطوطا يوم أن تحسرعنه مياه الوقت سيقتتل النّاس عليه فهو بمثابة ذاك الجبل الذهبيّ يوم تنحسر عنه مياه الفرات...

أبو اسحاق الحوينيّ لا تبدّل لفظنا حفظك الله بيرحمك الله و إن كانت ذه الاخيرة تعقب الحيّ و الميّت بيد اكتسبت شهرة عقب الأموات...

أبو اسحاق الحوينيّ أهي نصيحة مودّع!!! صعدت المنبر فنلت من نفسك فكان حطّاب أدران النّاس أفضل منك!!!لا أزكيك على الله تعالى ففضلك علينا ممّا نعجز عن شكرك عليه فنسأل الله أن يتولىّ شكرك فهو الجواد و الكرم...

أبو اسحاق الحوينيّ إن صارعك الموت فكنتَ طريح الفراش فميراث علمك يشهد لك بالخير و كما تعلمنا منك أنّ المريض العليل يُعطى أجر الصحيح السليم بيد أنّ العذر أقعده..

أبو اسحاق الحوينيّ (وأقول إننا منصورون، وإننا لن نُغلب) زدتنا تثبيتا ثبتك الله يوم تتلعثم الألسنة فوالله عندما سمعنا ذه الكلمة شعرتُ أنّ الاندلس تزهو بحفظة كتاب الله و أحستت أنّ روما تحت راية الاسلام فأرجو من الله تعالى و هو الكريم أنْ يريك شيئا من نصره و غلبة أتباعه...

أبو اسحاق الحوينيّ رأيت وجهك تصبغة الصفرة و رأيت نورا يشعّ لا يرى ذاك النّور الا مؤمن بك و بدعوتك
رأيت ذاك الجسد يتوكأ على شيئ للضعف الذي فرضه الله على عباده و أخشى أن يكون وقوفك ذا بمثابة منسأة سليمان عليه السلام.

أبو اسحاق الحوينيّ سمعتُ عن الموت كيف يخطف الرضيع من بين ثدي أمّه و العروس من بين أحضان بعلها بيد لم اره البتة الاّ البارحة رأيته على وجهك أتمنّى أنْ أكون كاذبا في رؤياي ذه...
لم تصدق أذناي أنّ ذاك الصوت الضعيف هو نفسه ذاك الصوت الجوهريّ فإن القوة لله تعالى وحده...
لم تصدّق عيناي أنّ ذاك الجسد الهزيل هو نفسه ذاك الجسد القوي فإن القوة لله تعالى وحده...
تمنيتُ بياض يعقوب يوم ذهب اخوة يوسف بيوسف و ارجو من الله تعالى قميص البشارة.
كم رأيناك تضرب المنبر بكفك عندما تغضب لله تعالى و لم نتهيأ أن نراك تمسك بذاك المنبر حتى لا تسقط أرضا!!!
فاصبر يا حبيب قلوبنا فمضى على طريقك هذا حبيبك الالبانيّ و ابن باز و العثيمين و من قبلهما (أبو هريرة و عائشة) لطلما دافعت عنهما و قبلهما محمد صلى الله عليه و سلم

أبو اسحاق الحوينيّ لا ترحل عنّا بربّك فإننا من أحوج النّاس اليك لا تُحدث زلزلة برحيلك تزلزل افئدتنا التي لطالما ثبتها على الحق...
أسأل الله بقدرته أن يرينا بك شيحنا يوما ابيضا و أن تكمل مسيرتك بالدّفاع عن أصحاب النبيّ صلى الله عليه و سلم إنه خير منْ سئل و خير منْ أجاب...
و أسألك اللهمّ كما سألك عبدك آدم يوم أن رأى دواد عليهما السلام أن تأخذ من عمره لذاك فخذْ من عمر عبدك الضعيف العاجز عن خدمة دينك علي سليم لعبدك ابو اسحاق الحوينيّ...اللهمّ آمين

عبد الله بوراي
12-20-2009, 07:16 AM
ونسأل الله أن يمد فى عمركما , ولقد مسنا كل هذا الصفاء والنقاء و الإيثار والمحبة فى الله سبحانه
من طرفكم شيخنا الفاضل على سليم , وأنت من أهل العلم والفضل
فليس بمستغرب كل هذه الدرر
والأريحة الطيبة
فلك خالص الود وفائق التقدير
تلميذكم
عبدالله

علي سليم
12-20-2009, 12:13 PM
متعاك الله بالصحة و العافية حبيب قلبي الاخ بوراي...و اسال الله لك الجنة

سائر في رحاب الله
12-21-2009, 12:06 AM
زادك الله من علمه أخونا علي سليم وبارك الله فيك ......

ما أروع ما سطرت ......

إلى السيف السني ..... الحقيقة قد تكون صعبة ..... نعم ...... إنها الحقارة المتجسدة في أمثالك ......

أبت الحقارة أن تفارق أهلها :p......

سائر في رحاب الله
12-21-2009, 01:18 PM
كم تمنيت ان اجد فيكم شخصا اهلا للحوار

شخصا له عقل يحتكم للعقل او عنده شيء من العلم لنرده اليه

لكن يبدو ان هذا الامر عزيز في هذا المنتدى الذي تعود رواده على اسلوب الشتم و السب للهروب من حقيقتهم و سترا لفضيحتهم


هناك مثل يقول .... الذي يجرب المجَرّب عقلو مخرب ......

كل ما يقوله الأحباش حفظناه عندما كنا في المرحلة الثانوية لكي لا نقع في شراكهم ..... والفضل للمشايخ حفظهم الله تعالى .......

الآن ..... كل ما ستقوله لا قيمة له فكل النقاشات في صوت لم تكن لصالحكم ...... حتى في الجامعات الآن عندما نراكم تتكلمون فلا نقيم لكم وزناً سوى التحذير من معسول كلامكم .....

إنكم كالقنابل الصوتية ..... أصواتكم لا صدى لها ...... وفارغون من الداخل ......

فلا تعطينا درساً عن العقل ....... وكأنك وصي علينا ......

أين عقولكم أنتم ....... تكفرون .... سيد قطب ..... إبن تيمية .... الألباني ..... وغيرهم الكثير .....

تطعنون في خالد إبن الوليد ...... تسبون الصحابة .....

فبماذا تريد المناقشة ....... في الشبهات التي تأخذون بها ......

لقد أغناني الله عنها ...... الحمدلله .....

صرخة حق
12-23-2009, 02:59 PM
بارك الله فيكم إخواني

وجعلكم الله حرابا في حلق أعداء الله ورسوله

سائر في رحاب الله
12-24-2009, 09:18 PM
وبكم أختنا في الإسلام ......

رفع الله قدركم ..... وجعلكم ذخراً للإسلام والمسلمين ......

من هناك
12-25-2009, 01:39 AM
قلما تجدون عالماً لم يكفره الأحباش

عبد الله بوراي
12-25-2009, 03:00 AM
هو سؤال لماذا....................؟ نعم أخي لماذا يكفرون علماء الأمة كاااااااااااااااااااافة .............؟ فأإنا أعتمد على القليل من المراجع لمعرفتهم وكلها تشير الى ذلك . فليس فى الصحراء من أحباش حتى يحتك بهم الإنسان ويُسبر غور الواحد منهم " ولله الحمد "وجه مبتسم

علي سليم
12-25-2009, 05:09 AM
بارك الله في جمعكم...
رحمك الله يا اسامة القصاص قتلوه لانه سلفي و لانهم اتباع عبد الله الهرري...
و مثّلوا في جسده و ساحة مسجد طينال تشهد عليهم يوم القيامة حيث زرعوا قطعا من جسده هناك....
و قطعوا سبابة احد الشيوخ حتى لا يشير بها في تشهد اثناء الصلاة....
و غير ذا كثير..

عبد الله بوراي
12-25-2009, 06:21 AM
لاحول ولا قوة إلا بالله :mad:

علي سليم
12-27-2009, 05:14 AM
و حاول بعضهم معرفة عنواني و اتّصاله بزوجي عبر الهاتف...عاقبهم الله
و انا بصدد جمع سيرة اخونا اسامة القصاص الشاب العالم...فقط من يزودني بمعلومات.

سائر في رحاب الله
12-30-2009, 08:54 AM
لا تعبأ بهم ..... سر على بركة الله ....

تفضل يا أخ سليم ....

بعد ذكرك له .... قرأت عنه ....

شيخ الشام، وداعيتها المفضال، الأسد الهمام، والداعية الإمام، صاحب القلم الحسام، كاشف حقيقة اللئام، ومبين سبيل أهل الإجرام، ما دعا صافي السريرة إلا وللهدى اتبع، وما ناظر مبتدعاً إلا وغيره به قد ارتدع، وطالبي الحق بها قد انتفع، ناظرهم في كل مسألة، وكانوا عنها في حيدة، عجزوا وانكسروا .. فجاءت المناظرات القاصمة، والجولات الفاصلة، وبدأ طلاب الحق لرشدهم يعودون، وعن سبيل المجرمين يحذرون، ولسبيل المؤمنين يدعون، فكثر التائبون، وخرس الأفاكون، وهدأت فتنة الأحباش في بلادٍ شتى من ديار الشام، بفضل الله ثم بفضل الدعاة السلفيون المخلصون ..

حاورهم بالحسنى، فإن لم يجدي معهم بدأ بالأخرى، يدعوهم سراً وجهاراً، ليلاً ونهاراً، يدعوهم بالحوار والمناظرة، تارة مساجلة كلامية، وتارة مساجلة كتابية، وكان في هذه وتلك يسبك الحق بلفظ الإشفاق، ويبين بالدليل وحسن الحجاج، بالدليل النقلي، ثم يتبعه بالعقلي، وينزل حتى يفهم الغبي، وبلا شك بأنه قد فهمها الذكي، ولكن أهل الأهواء عامة يلغون العقل والتفكير، ويمارسون مهمة التحجير، ويهاجمون الغير بالتكفير، وعن ساحة الحوار بالتنفير، ومرشدهم قول فرعون {وما أريكم إلا ما أرى} .. والعجيب أن بعضهم يدعي للعقل التقديس، ولكن ما يلبث إلا ويخلطه بالتدنيس، فيقع في حيرة وتلبيس، وللحق بالباطل تدليس، وما هذه إلا سياسة إبليس ..

عجيب أمر هؤلاء .. والأعجب منه أمر الشيخ الذي هدد؛ بل قد جرت محاولات عديدة لاغتياله، حتى طاشت أفكارهم، وتناهت أحلامهم، أمام إفلاسهم، من الحجة والبيان، فعمدوا لسياسات الجبناء الأنذال، قتل الحق بالاغتيال، حسبهم أن الحق يحجب بكف الصبيان، وأنامل الولدان، وهيهات أن يحجب ضوء الشمس أنامل طفل صغير، ونذل حقير، وقد سبق أن أرشدهم قائلاً: ( نعم، أقولها، وإن آذت الأذان: لقد هددوني بالقتل، وأوعزوا إلى أحدهم بالفعل، وهم يجهلون أنني أرضى بأن يطاح برأسي مقابل رأسهم، وهم يظنون أن الله غافل عما يعملون، أو أن المسلمين عنهم لاهون، ألا إن الصبح قريب، وسبحان ربنا القائل:
{قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون، قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون} ).

هكذا يرى أن بذر الحق، تنمو على أشلاء الدماء، حينما أمهر الحق رأسه، ورضي بهداية قومه بأن يراق دمه، ومثله مثل سابقه القائل بعد موته: {يا ليت قومي يعلمون}.

إن الحق، لا يغيب بتمكين سلطات الظلم له، أو سكوت بعض أهل العلم عن نصره، أو إسكات القائلين به من خلال سياسات الترهيب والترغيب، ولا يحجب الحق، بحجب صاحبه بسياسات الإرهاب الفكري والجسدي، سواءً كان سجنا أو قتلاً أو تهديداً .. إن الحق يُضيء كلما أشتد أهل الأهواء بمحاولة حجبه عن طالبي الحق .. والنور كافي لتبديد الظلام، فهل يعي هذا اللئام، وأتباعهم من زمرة الجهال؟!!

شيخ الشام أسامة بن توفيق بن عبدالرحمن القصاص – تقبله الله في عداد الشهداء- من أهل الفيحاء طرابلس الشام، قد قام بمحاولات للحوار مع الأشاعرة، وبدأ دعوته في أوساط الشام، وكانت مناظراتهم معهم مفحمة، إلا حد أن أوصى كبارهم بتهديده، ومنعه من الحوار!!، بل تأمر عدد منهم لاغتياله، حتى تم لهم ذلك .. لأن الحق أبلج، والباطل لجلج .. وقبل هذا أراد أن يختم الحوارات بسجلٍ يدونه التاريخ شاهداً على إفلاسهم، وحجة دامغة تكشف زيف باطلهم، ولطالب الحق مورد وشفاء، ولأصحاب الأهواء شقاء، إنه دواء لكل أشعري فيه هذا الداء، وكلهم به قد أصابه الداء، فعاد إلى الحق في هذه المسائل جملة من أئمتهم، منهم والد إمام الحرمين الجويني –رحمه الله- صاحب الرسالة العليّة (رسالة في إثبات الاستواء والفوقية)، وتبعه عدد من أئمتهم وعلمائهم إلى وقتنا الحاضر، قد دوناها في مجموعة (العائدون إلى العقيدة السلفية)، لا شرقية ولا غربية، إسلامية سنية سلفية، من منهل الكتاب والسنة، بفهم سلف هذه الأمة ..

يحق لي أن أمتثل ذانك البيت الرائع:
لست منا يا أسامة .. أنت من نسل الصحابة
هذه الجسارة، والنصح لهداية الأمة، لا يحملها إلا الرجال الصادقون، صدقوا ما عاهدوا الله، استناروا فأناروا، وهُدوا فهَدوا، رفع الله منزلتهم في عليين ..

الشيخ أسامة سجل التاريخ، بمدادِ القلم، ودرس الأمة، بنصح أهل الفرقة، لقد أمهر الغالية بكتابه الفاصل (إثبات علو الله على خلقه والرد على المخالفين) أو كما أسماه صاحبه (إثبات علو الرحمن من قول فرعون لهامان) ..

لقد فتح البيان بقوله: (إنه من المصائب الكبرى ما يردده اتباع الجهمية في عصرنا الحاضر، وهو إنكار علو الله على خلقه، وإنكار استوائه على عرشه، معتمدين بذلك على عقول بعض الجهال، الذين أخذوا دينهم عن المحاولات الفلسفية والسفسطات الكلامية، وراحوا يردون دين الله بالشبهات، مما أدخل على فطر بعض الناس شوائب كثيرة، حتى اجترؤوا على كلام الله وكلام رسوله، وظنوا أن هذا تنزيهاً لله سبحانه وتعالى، وما هو بتنزيه فقد ظنوا التعطيل تنزيهاً، فعبدوا العدم، وقالوا أقوالاً، لا يجرؤ على ذكرها القلم)

لقد صاغ بعضهم أبيات فرد هذا العالم، الداعية، الخطيب، المناظر، والشاعر بعدة أبيات على نفس الوزن والقافية، يقول:
( فقد اتخذ بعضهم شيخاً لهم الذي قال مدعياً كما قال غيره:
اثنان من يعذلني فيهما *** فهو على التحقيق مني بري
حبّ أبي بكر إمام الهدى *** ثم اعتقادي مذهب الأشعري

قلت: هذا زعم منك، وإني لأقول لك:
بل أنت لا تصدقُ يا عبدري *** ها جئت بالمذموم والمنكر
إن كنت بالتعطيل له تابعاً **** قد عاد عن تعطيله الأشعري
أو كنت في شكٍّ وفي ريبة *** فانظر لهذا "كذب المفتري"
قد صور التاريخ عاراً، بدى ** في صورةٍ من صور الأعصُر
مثل المريسيِّ وجهمٍ نرى *** فيك وفي سيِّدك الكوثري)

لقد حاورهم نثراً وشعراً، بآية وحديث، ونقل وعقل، بأقوال العلماء والأئمة، ولم يجدي معهم نفعاً، عصابة غفلوا عن أمرٍ مهم، يقول القصاص عنه:
( لقد غفل الإمبراطور وعصابته، عن أن صفات الله لا تقاس بصفات المخلوقين، ولم يدركوا ما لعلوه سبحانه فوق خلقه، من آيات العظمة التي لا تحصى. فكيف يرد الدين، لقول الجاحدين الجاهلين؟!!
سبحانك ربي! هذا بهتان عظيم)

وأبان عن منهجه في الدعوة حين قال:
(فنحن لا نحب الجدال ولا المراء، لأن الله ما غضب على قومٍ إلا أورثهم الجدل، ويعلم الله أنني عندما أسير في الطريق، أتذكر قوله تعالى: {وقل ربِّ أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون}.
ولكن الحاجة في بعض الأحيان، تستدعي المجابهة والمواجهة، ولا سيما عندما يوجد معهم، بعض المساكين، الذين يلبسون عليهم الحقائق، ويزرعون في أذهانهم الشبهات.
وبفضل الله تعالى – وهو ينصر دينه- تسقط حجبهم في كل جلسة مناظرة، الواحدة تلو الأخرى، والله يقول:
{فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون})

ثم أبان عن دائهم، كرأي الطبيب في المريض، أبان الداء، وأتبعه الدواء، حنان ورحمة وشفقة، فهو يبين ذلك قائلاً:
( وقد عرفت بحكم الاحتكاك المتواصل بهم، والممارسات المتلاحقة، أنهم لا يأخذون بظاهر النصوص، فهم يقرون بوجود الآيات والأحاديث، لكن يتأولون ذلك على غير حقيقته، الأمر الذي دفعني إلى أن أرد عليهم رداً عقلياً، يخصهم، لعلهم يرجعون عما هم فيه من التحريف، والله يعلم أنني لم أكن محباً لما خط قلمي، لميلي إلى أسلوب النصوص، ولكن الحاجة ماسة، وتستدعي مثل هذا النوع من الردود، وهو أمر بحسب الضرورة، لا سيما أن المسلم بحكم طبيعته، لا ينبغي – في حيز العلاقات- أن يخلو من رابطتين:
- رابطة العبادة، وتكون بين العبد والمعبود
- ورابطة الدعوة إلى العبادة، وتكون بين العبد والعبد.
وليس في التوحيد أنانية، حتى يستأثر العبد به دون سواه، بل عليه أن يوحد الله، وأن يدعو غيره إلى توحيده.
هذا، ولما عرفت من أنهم لا ينكرون النصوص؛ بل يؤولونها، كان الأمر مستدعياً، أن يرد عليهم ردٌّ يلزمون به، وإن كان عقلياً، والضرورة تعظم عندما يعلم المسلم أن رجوع أحدهم عن غيه، إنما هو رجوع لخلق معه؛ بل إحاله دون وقوع أناس في هذا الشرك، ن أحدهم لابدَّ من أن يدعو إلى ضلاله أناساً كثيرين)

هكذا يبين عن منهجه، وعن دعوته، وعن سيره، وما قصده مناصحة أكابرهم، إلا رأفة بالهمج الرعاع المريدين لغير سبيل، غرهم أهل التجهيم ..

ولفت انتباه الكرام، إلى سبب تسمية الكتاب فقال:
( والسبب الذي دفعني إلى تسمية هذه الرسالة بـ(إثبات علو الرحمن من قول فرعون لهامان). هو أنني قصدت إظهار سفاهتهم، من خلال بيان شبههم لفرعون، الذي كان يرد العلو، ويكذب موسى عليه السلام.

ولقد وجدتني أمام تلعثم ظاهر وعجز كلي من هؤلاء المكابرين، كلما ألقيت على مسامعهم آية فرعون، أو قوله لهامان، مما دل على أنه لا مجال عندهم للإنكار وتعطيل صفة علو الجبار سبحانه وجل شأنه.

وليست الرسالة مقتصرة على مدلول عنوانها؛ بل فيها الكثير من الأدلة القرآنية والسنّية، وفيها أقوال مستفيضة لعلماء الأمة، فما كان اسم هذه الرسالة إلا من قبيل ذكر الخاص من العام، أو لسبب بدء الرسالة بما يحمله العنوان.

وإنني كثيراً ما أسمع من أفواه الجهال قولاً – وإن كان واضح البطلان- يظنونه مخرجاً، وهو جوابهم عن قولنا: (الله في السماء) بأن هذا مقبول، ولكن ليس هو العلو الذاتي، وإنما علو قهر وقدر.

وبالنسبة لقول فرعون، فإنه يبطل بدلالته هذا الزعم، ويؤكد أن كل منكر لعلو الله هو فرعوني بإنكاره، ففي هذا القول ما يرفع الشبهات، التي تراكمت على القلوب حتى أعمت البصائر والأبصار، ولا يبقى أما الجاحدين سوى التسليم بعلو العليم على عرشه العظيم.

ونبدأ بسوق الأدلة، فانظروا وعوا، ولا تركنوا إلى الجهل، أو تأخذكم الحمية، حمية الجاهلية، واسمعوا مرة واحدة – وهذا رجاء منا- لغير شيخكم، فالله الهادي، وهو ينير السبيل).

وقد سرد المؤلف الأدلة من الكتاب والسنة، وأقوال سلف الأمة، والحجج العقلية، على إثبات العلو لله الواحد العلي .. ودونك الكتاب فهو منتشر في المكتبات .. ولعل الله يسهل لنا نشره عما قريب .. وللاختصار أربطك برسالة والد إمام الحرمين الجويني فهي توبة صادقة، ونصيحة صافية، تبعه بعدها أبنه إمام الحرمين كما في بعض الرسائل وأشرنا لها من قبل ..

ثم سرد بعضاً من مناظراته مع رؤوس الأشاعرة بالشام، فمنها:
( والمستغرب العجيب أنهم أصبحوا يتحاملون، حتى على مصابيح الأمة وأعلامها، سيراً على خطوات زعمائهم من المعتزلة والجهمية، ولا يبعد أن يصل بعضهم إلى تكفير حتى الأئمة الأربعة، فقد كنت في مناظرة معهم، فاستشهدت بما نقله العلامة ابن القيم، فقال لي متبجّح من بينهم، جاهل لا يعرف الألف من الباء: ومن هو ابن القيم؟ نحن لا نعرفه ..
فقلت له: هذا علم من الأعلام، وصاحب كذا وكذا.
فبادني بقوله: ومن هم مشائخه؟
فسبحــان الله! وكأن السفيه هو الذي سيحكم عليهم، أتراه يكون إماماً في الجرح والتعديل؟!!)

(وبعضهم قال لي في مجلس آخر: كل من قال: (الله في السماء) فهو مجسم مشبه كافر.
فقلت له: هذا يقوله شيخ المفسرين الإمام الطبري.
فقال: ومن هو الطبري، إنه كافر.
قلت: والإمام مالك وأحمد بن حنبل؟
فقال: ثبت ذلك عنهما؟
فقلت: نعم.
قال: هما كافران خسيسان، أخس من النصارى، إن كان قالا ذلك.
فسبحـــان الله! انظر كيف آل الغلو والجرأة بهؤلاء إلى ما نطقوا ).

(حتى وقال لي بعضهم في المجلس الذي انكروا فيه معرفة ابن القيم: كيف تأخذ العلم من الكتب؟
قلت: ومن أين آخذه؟ ثم إن الأمة اعتنت بحفظ هذه الكتب عن أصحابها، وهي مخطوطة منذ أمد بعيد بأكثر من نسخة، فكيف لا آخذ منها، وقال الله تعالى: {وإنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.
فقال لي المتخرص: العلم يؤخذ من الصدور لا من السطور، ويؤخذ عن رجل صاحب سند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعندما طالبته باسم هذا الرجل الموجود اليوم – وأنا أعلم من يقصد- غص بقوله أمام الملأ، ولم يطق أن يلفظ اسم شيخه لكراهة الناس له، والجميل أنني في هذا المجلس أتيته بقول لغوي، فقال: من أين جئت به؟
فقلت له مستهزئاً به: من السطور.
فقال لي: يا سبحان الله، انظر وخذ من ألفية ابن مالك، ولسان العرب.
فضحكت بملء فمي ولم يدرك الناس أولُ لماذا، ثم جاوبته فقلت: وهل ألفية ابن مالك ليست بالسطور؟ أم أن ابن مالك جاء إليك خاصة، وعلمك؟
فضحك الناس من حولنا واستصغروه ...)

وفي ختام الرسالة يذكر:
( قلتُ: والله بعد سرد ما ثبت به الدليل على علو العظيم الجليل، من كتابه وسنة نبيه وقول الأئمة وسائر الأمة، أصبح مثلهم مثل الذين يقول لهم ربهم: أنا في السماء.
فيقولون: لا يا ربنا، أنت لست في السماء، لأن هذا لا يجوز عليك ولم تقبله عقولنا.
وما أجمل قول الشاعر أحمد الصافي النجفي:
يعترض العقل على خالقٍ *** من بعض مخلوقاته العقلُ
وعلى كل فنحن أخذنا ديننا عن الصحابة والتابعين، وأثبتنا الأحاديث بالتلقي عنهم، وأما هؤلاء فقد جاؤوا بأقوال حديثه مرقعة، لا شأن لها برجالات الإسلام)

(علمنا بفضل الله تعالى أن كتاب الله، هو المرجع عند الاختلاف، حيث جعله الله نوراً وهدىً، وفصل فيه الأمور، وبيَّن كل شيء، وأما هؤلاء فقد جعلوه بتأويلاتهم مصدر الاختلاف والنزاع، وسبب التمزق والتفرق، تحار عنده العقول، ويشك فيه الفحول، لكل شيء فيه معنى خلاف ما هو معهود ومعروف من اللغة التي نزل بها.
فكيف يكون مبيناً ومفصلاً وهدى ورحمة، إن كانت هذه نتائج النظر فيه؟ مع أننا نرى الله تعالى يقول في بيانه: {حم، والكتاب المبين} )

( ونحن لا نفهم هذا القرآن إلا بلغته التي أنزل بها، وكذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يكونان حجة إلا بهذه اللغة العربية، وبها يحسم النزاع، فسبحان الله تعالى حيث قال: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم، فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء} ).

(وأنصحك يا أخي بأن تدع قول الرجال لقول النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تضع عقلك عبداً أسيراً لما ورد عن الله تعالى وعن رسوله عليه السلام فإن الذي تجهله يوماً تعلمه يوماً آخر، ولكن ويلك من ربك إن حكمت بما عندك، أو بما في نفسك، على ما تجهله أو على ما عند الله تعالى.

وكفى بك جهلاً أن تظن بنفسك يوماً ظن العصمة، أو أن تترك حقيقة المعاني والألفاظ، التي هي في كتاب الله وفي سنة رسول الله، لاصطلاح تعلمته من فلان أو علان.

أما رأيت أمامك، كيف أن هؤلاء حملوا لواء التنزيه، وهي كلمة شريفة المقاصد، بل لا يتم إيمان من دونها، ولكن تحولت بمفهومهم إلى تعطيل الله بتعطيل أسماء وصفاته).

وقد انتهى من تدوينه حُجته الأخيرة كتابةً في اليوم الأول من شعبان 1408 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذه السنة امتدت يد الغدر والإجرام، يد المفلسين اللئام، إلى الشيخ المجاهد بالقلم أسامة بن توفيق بن عبدالرحمن القصاص – تقبله الله في عداد الشهداء- حين لم يتستطيعوا مُحاججته، أو الرد عليه، أو الغلبة عليه ولو مرة!!

وهذا ديدن أهل الأهواء .. فمن يبين ضلالهم، ويكشف عوارهم، ويقطع كذبهم واسترزاقهم من كاهل الضعفاء المغلوب على أمرهم، الأتباع الرعاع .. وحين يكثر على يده المستنيرين، ويعود بعد بيان حُجته المضللين، ويثوب إلى رشده المتشككين .. تنطلق يد الإجرام .. محاولة إخفاء الحق –وهيهات- فإن قتل أسامة فنحن كلنا أسامة!! وإن مات رجل .. فأمهاتنا لم يعقمن عن ولادة الرجال ..

مسيرة في هذا العصر .. قضى نحبه في بيان الحق .. وكشف زيف الباطل .. وإنارة الخلق .. وقيام الحجة .. وإظهار المحجة .. وإبانة الهدى .. ودرأ الشبهات .. وقمع الكذبات .. ورد الاتهامات .. وبيان الحقائق .. الشيخ المجاهد إحسان إلهي ظهير الباكستاني .. وآية الله المهتدي أبو الفضل البرقعي الإيراني .. والشيخ المجاهد جميل الرحمن الأفغاني .. والشيخ المجاهد شمس الدين الأفغاني .. والشيخ المجاهد أسامة القصاص السوري .. والإمام المجاهد عبدالعزيز بن محمد آل سعود .. والإمام المجاهد سليمان بن محمد بن عبدالوهاب .. وغيرهم كثير رحمهم الله أجمعين وتقبلهم في عداد الشهداء ..
هذه الثلة الزكية أسرجت بدمائها نور التوحيد، وأخمدت نار الشرك والزندقة، وأخفت ملامح البدعة والضلالة، وأهوت بأصنام الجبت والطاغوت، من الأعراف والأسلاف والمشاهد وسخف العقول .. فكان دمائها طريقاً لمعرفة الحقيقة، ومصباحاً لنيل السعادة، وشعلة لأصحاب العقيدة الصحيحة .. هكذا كانوا .. ترخص النفس .. لأجل أن تحيا نفوس .. فلا حياة إلا بالتوحيد .. وإبطال التنديد ..

وليس أسامة هو مسك الختام .. بل ما زالت قافلة الدعوة تسير .. ولصوص الأجرام تحيك المؤامرات .. وتُعد الاغتيالات .. وتنشر الاتهامات .. لا وازع من يردع .. ولا سلطان لقوته الأفاك يخضع .. ولا خلق من الحياء ينفع .. فالله المستعان ..
وصلى الله على النبي الأمي الهاشمي، سيدي وحبيبي وقدوتي، بأبي هو وأمي عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع سنته إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

كتبها:
أبو عمر الدوسري (المنهج) – شبكة الدفاع عن السنة

علي سليم
12-30-2009, 02:04 PM
جزاك الباري خيرا...كفيتني عناء البحث...يرعاك ربي

من هناك
01-01-2010, 09:14 PM
http://www.muslemzad.com/play.php?catsmktba=13846

اكثر ما لفت نظري في اللقاء المتلفز:
* رفض الشيخ الحويني لباقة الورد في اول البرنامج لأنها بدعة واصر على انها بدعة لاحقاً لما تكلموا عنها. هل الورد هو البدعة او إهداء الورد؟
* القصيدة في آخر الحلقة من الأخ الضرير عبد الله (الذي انتشر تصويره الطريف في قراءة صورة الفاتحة في برنامج مسابقات للقراء. ما شاء الله صوته مهم جداً جداً).
* الكلام عن علم مصطلح الحديث والوضاعين
* احترام العلماء لبعضهم البعض (قصة الشافعي مع محمد بن الحسن الشيباني وقصة احمد مع بن راهويه).
* نصيحته للمتسرعين في العلم (وما اكثرهم) ومتى يصبح طالب العلم عالماً وكيف تكون حياة طالب العلم.

مقاوم
01-03-2010, 06:28 AM
لكن كيف علل الأمر حفظه الله؟ ما هو الدليل على بدعيتها؟
هي هدية المقصود بها إدخال البهجة على قلب المريض والبدعة تكون في العبادات.
أما لو قال فيها تشبه بغير المسلمين لكان الأمر أهون.

النت عندي بطيء ولا أستطيع إنزال أو مشاهدة الملفات الكبيرة.

منال
01-03-2010, 04:41 PM
السلام عليكم

نسأل الله أن يحفظ شيخنا ويبارك في عمره.


http://www.muslemzad.com/play.php?catsmktba=13846 (http://www.muslemzad.com/play.php?catsmktba=13846)

اكثر ما لفت نظري في اللقاء المتلفز:
* رفض الشيخ الحويني لباقة الورد في اول البرنامج لأنها بدعة واصر على انها بدعة لاحقاً لما تكلموا عنها. هل الورد هو البدعة او إهداء الورد؟
جعلتني أبحث لكن ما زلت متعجبة!
وأستمع للحلقة الآن.


لكن كيف علل الأمر حفظه الله؟ ما هو الدليل على بدعيتها؟
هي هدية المقصود بها إدخال البهجة على قلب المريض والبدعة تكون في العبادات.
أما لو قال فيها تشبه بغير المسلمين لكان الأمر أهون.

النت عندي بطيء ولا أستطيع إنزال أو مشاهدة الملفات الكبيرة.
هذا ما وجدت وزادني عجبا فإن أحب الهدايا إليّ الورود وكروت التهنئة!
1
السؤال :
نسأل فضيلتكم عن ظاهرة أخذت في الازدياد داخل المستشفيات ، وهي دخيلة على المجتمع المسلم ، حيث انتقلت إلينا من المجتمعات الغربية الكافرة ، ألا وهي - إهداء الزهور للمرضى - وقد تشترى بأثمان باهظة ، فما هو رأيكم في هذه العادة ؟.


الجواب :
لا شك أن هذه الزهور لا فائدة فيها ، ولا أهمية لها ، فلا هي تشفي المريض ، ولا تخفف الألم ، ولا تجلب الصحة ، ولا تدفع الأمراض حيث هي مجرد صور مصنوعة على شكل نبات له زهور ، عملته الأيدي ، أو الماكينات ، وبيع بثمن رفيع ، ربح فيه الصانعون ، وخسر فيه المشترون ، فليس فيه سوى تقليد الغرب تقليدا أعمى ، بدون أدنى تفكير ، فإن هذه الزهور تشترى برفيع الثمن وتبقى عند المريض ساعة أو ساعتين ، أو يوما أو يومين ، ثم يرمى بها مع النفايات بدون استفادة ، وكان الأولى الاحتفاظ بثمنها ، وصرفه في شيء نافع من أمور الدنيا أو الدين ، فعلى من رأى أحدا يشتريها أو يبيعها تنبيه من يفعل ذلك ، رجاء أن يتوب ويترك هذا الشراء الذي هو خسران مبين .

اللؤلؤ المكين من فتاوى الشيخ ابن جبرين ص58 .

2
أجاب عليها فضيلة الشيخ د.عبدالله آل سيف
السـؤال
انتشر في هذا الزمن ما يسمى: باقات ورد، خاصة عند دخولك المستشفيات، فما حكم إهداء الورد للمرضى، وهل هذا له أصل؟ ولماذا لا ينبه المسؤولون عن هذه الظاهرة حتى تُتحاشى؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فالتهادي بين المسلمين مشروع بقوله صلى الله عليه وسلم : (تهادوا تحابوا ) أخرجه البخاري في الأدب المفرد بسند حسنه ابن القطان والألباني ، وله شواهد لاتخلو من كلام في إسنادها بألفاظ مختلفة مثل حديث أنس - مرفوعاً :
161899 - يا معشر من حضر تهادوا فإن الهدية قلت أو كثرت تذهب السخيمة وتورث المودة
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن حبان - المصدر: المجروحين - الصفحة أو الرقم: 2/187
خلاصة الدرجة: [فيه] عائذ بن شريح يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد
ويزداد الترغيب فيها للمريض لما فيها من إدخال السرور على نفسه ، وقد ثبت طبياً أن زيارة المريض تزيد في قوة مناعته وتزيد من فرص علاجه فكيف إذا انضم لها هدية مناسبة مفرحة !
لكن ينبغي أن يهدي المرء الهدية التي يظن أنه يدخل السرور بها على قلب صاحبه ، فالطفل يهدى له من الألعاب ما يفرحه ، والكبير يهدى له بحسب ما يحب ويهوى من المباح ، وينبغي أن يهدى له النافع من الكتب والأشرطة أو الأدوات النافعة من الأقلام ونحوها ، وينبغي لأصحاب محلات الهدايا في المستشفيات أن يجهزوا مثل هذه الهدايا النافعة.
وأما الورود فإن كان يحبها ويرغب فيها وتدخل السرور على نفسه فلابأس بها أحياناً ، أما إن كان لاينتفع بها ولايهتم بها كما هو حال غالب الناس في مجتمعنا فتستبدل بغيرها
ثم إن كانت باهضة الأثمان وحصلت فيها مغالات ومباهاة فينهى عنها لما فيها من الإسراف والتبذير ، وينبغي أن تترك عادة الورود هذه ؛ لأنه يخشى أن تتحول لعادة وهو أن من زار مريضاً لابد أن يهدي له ورداً فيكون فيها من الحرج والضيق على الناس –مع المغالاة في أثمانها -وتضييع الأموال فيما لافائدة فيه كما ستمنع كثيراً من الناس ممن لايقدر على قيمتها من الزيارة، فيذهب المقصود الشرعي من الحث على زيارة المريض
فعليه يقال لايلتزم الإنسان الإهداء دائماً حتى لايكون عادة ، وإنما شاء أهدي أحياناً لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يهدي لمن كان يزوره من المرضى، بل كان يدعو لهم ويكتفي بذلك فالتزام الهدايا دائماً فيه نظر شرعي ، وعليه أن يهتم أكثر بما يشرع فعله من قول أو فعل مع المريض من الدعاء له ونصحه وتصبيره ، ثم لو ثبت أن إهداء الورود عادة من عادات الكفار ومن خصائصهم أو اقترن بها معتقدات دينية لهم فيمنع منها للتشبه على وجه التحريم،والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


شبكة المسلم

منال
01-03-2010, 07:25 PM
جميلة الأبيات التي قالها الشيخ عبدالله في نهاية اللقاء. بس كانوا يتركوها بصوته خالصا بدل الخلفية اللي مش وضحت الكلمات دي وعملت صدا شديد.

من هناك
01-03-2010, 09:05 PM
جميلة الأبيات التي قالها الشيخ عبدالله في نهاية اللقاء. بس كانوا يتركوها بصوته خالصا بدل الخلفية اللي مش وضحت الكلمات دي وعملت صدا شديد.
انا اوافقك تماماً لأن الشيخ عبد الله صاحب صوت قوي جداً ما شاء الله ونبرة واضحة جميلة ولا حاجة لهذه الأصداء التي تحب قناة الناس إضافتها (والمجد ايضاً).

لكن بعض العبارات فيها مجاملات زائدة جداً ولكننا نعذر الاخ عبد الله والله اعلم بحاله

مقاوم
01-05-2010, 08:19 AM
لعل المشكلة تكمن في غياب الأزهار والورود عن البيئة الصحراوية مما يجعل مسألة فهم كيفية إدخالها السرور والبهجة على قلب المريض صعبة للغاية وتبدو فعلا تبذيرا للمال.

أما من عاش بين الأزهار والورود والرياحين وشم عبقها واستمتع بألوانها الزاهية وأشكالها الرائعة فهو أقدر على تقدير أهميتها وكيفية رفعها لمعنويات من يراها ويشمها. بل هي استفزاز مباشر للتسبيح والتهليل والتفكر في عظمة خالق الأكوان سبحانه.

وعليه فإني أجد الفتوى الثانية التي أوردتها منال أقرب إلى الصواب والله أعلم مع العلم أن هناك أفضل من الورود وأنفع كهدية.

منال
01-06-2010, 04:10 PM
عمو مقاوم وهل الشيخ في بيئة صحراوية؟ هو في كفر الشيخ وهناك مزروعات أرض زراعية هي.

على كل ليس كل الناس تحب الزهور وتقدر قيمتها وتلتفت لعبادة التأمل. فربما ظنوا تقديمها لا نفع له قياسا على الأغلب.

شيخ علي سليم كيف يمكنني الارسال لحضرتك فقد ألغيتَ الخاص وأرسلتُ منذ فترة إلى الايميل الموضوع على صوت منامين، ويبدو ان الايميل لا يعمل.
المهم لي صديقة لها رؤية تقلقها وتود معرفة التفسير فكيف أرسلها؟
وجزاكم الله خيرا.

مقاوم
01-07-2010, 08:11 AM
كنت أقصد الشيخ بن جبرين الذي أوردت فتواه.