تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل هناك من نقاط إلتقاء بين الوطنية ... والتدين ....؟



عبد الله بوراي
12-16-2009, 01:39 PM
إذا سلمنا بان الإسلام شريعة عامة ليس لها موطن إلا القلب ولا موضع لها إلا فى الضمير, وبالتالى لا يمكننا تحيُزه
فى موطن ولا أن نحدده فى موقع , وذلك عكس الوطن فهو لفضاً يعني المكان الدائم للشخص والموضع الذى يقيم فيه
فى العادة ,
فكيف يتحول الإسلام الى مكان ........؟ وكيف يتبدل الإيمان الى موضع ....؟
ولا حاجة الى القول بان، الفارق جد كبير بين إيمان يقر فى القلب ويظهر فى الأعمال
وبين مكان يقيم فيه الشخص
أو موضع يستقر به
فهل مقولة أن " الإسلام وطن " صحيحة
وذلك لمن يرفع شعار إقامة " دولته " فى مكان " ما " ..............؟؟؟؟؟

وداد
12-16-2009, 07:48 PM
صراحة العنوان واضح لكن ما كتبته التبس..يعني ممكن التوضيح أكثر...

عبد الله بوراي
12-17-2009, 03:26 AM
صراحة العنوان واضح لكن ما كتبته التبس..يعني ممكن التوضيح أكثر...


المعذرة فى البدء واجبة وربما تكون مقبولة إذا كان لعدم تمكُن الكويتب من اللغة العربية " خير شفيع ".
وقبلها الشكر الكبير على جميل المساهمة والمرور التفاعلي على الموضوع

وفحوى هذا التسأؤل الذى يتمحور حوله الموضوع هو :_ هل من روابط تربط بين القطبين العظيمين ( الوطن والدين )............؟ وما إذا كانا قطبين متوافقين أم كانا أمرين متنافرين ...........؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الله

من هناك
12-17-2009, 03:40 AM
اخي بوراي
الوطن هو ارض وشعب ومؤسسات
الإسلام ليس وطناً بالمعنى القانوني ولكنه قد يكون وطناً بالمعنى المجازي للكلمة اي بمعنى الإنتماء

وداد
12-17-2009, 05:30 AM
لا اعتقد ان هناك التقاء بين الدين والوطنية بمفهومها الحالي إلا كما قال الأخ بلال بالمعنى المجازي لكلمة الوطن وهو الانتماء للإسلام حيثما حل دون اعتراف بحدود او شعوب ... لكن هناك التقاء بين الأرض والتدين ولا تنافر بينهما...و من المفروض ان يبقى الإسلام أعلى وأبعد من الوطنية والقومية ...
جزاك الله خيرا على التوضيح....

عبد الله بوراي
12-17-2009, 05:55 AM
بارك الله بكما وجزاكما خيراً
وعلى هامش ما تفضلتما به هل يمكننا أن نُسقط مقولة القائل أو مناشدته الدائمة ب " إقامة دولة الخلافة الإسلامية "
والعمل على ترسيخها ..........؟
فهل لنا أن نعتبر ذلك النداء مجرد شعار من أُناس حالمين ليس إلا ...........؟
وكيف تُقام مثل هذه الدولة فى بلد متعدد الطوائف كالبنان مثلاً ...........؟
وفى البعض يكاد يكون بحسب ما هو معروف( وهو موجود على أرض الواقع) فى اللغة الدولية بنظام APATRIDE

أرجو إفادتى جزاكم الله خيراً

فقد كثرت الأراء وتعددت الرؤى

وعبد الله محتار بينها

abuabdallah
12-17-2009, 07:05 AM
السلام عليكم,
لقد ترددت البارحة في ان ارد على هذا الموضوع,
و لكن بعد ان رأيت المداخلة الاخيرة للاخ عبد الله, احببت ان اقول التالي: لك الحق في ان تحتار فنحن في زمن الحيرة الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم

و لكن لا يوجد خيار في الامر.. فانت تقابل الوطنية العفنة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم و تقارنها بالخلافة التي بشر بعودتها صلى الله عليه و سلم. فهي بشارة. و ان كنت تعتبرها احلاما.. فاقول عليك ان تجلس بينك و بين نفسك و ان تراجع عقيدتك. هل انت مسلم ؟ ام من قبيلة سايكس بيكو ؟

abuabdallah
12-17-2009, 07:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الوطنية فكرة سياسية استعمارية خبيثة خطرة على الإنسان
الحمد لله حمداً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والشكر لله على نعمه التي لا تحصى وعلى رأسها نعمة الخلق والإسلام وحمل الدعوة، والصلاة والسلام على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين.
وبعد: الوطنية مصدر صناعي لكلمة الوطن، والوطن في اللغة محل الإقامة. والوطنية المستعملة من قبل القوى السياسية والمفكرين وعموم الناس هي اصطلاح غربي من ثقافة الغرب ومفاهيمه، وهذا الاصطلاح يتعلق بواقع معين وله مدلول يتصل بهذا الواقع، أما مدلول أو مضمون أو مفهوم هذا الإصطلاح أي الوطنية فهو إرتباط الإنسان بالإنسان على أساس الوطن، فالوطن هو أساس العلاقة بين الناس وعليه فإن الوطنية هي أساس الأخوة والتكتلات والأحزاب وأساس الشخصية والثقافة والعمل والفكر والدافع والغاية، وأساس الدولة الوطنية، ولهذا يقال حزب وطني، وحكومة وطنية، وثقافة وطنية، وأخوة المواطنة، والوحدة الوطنية، والعمل الوطني، والفكر الوطني، والشعور الوطني، وغايات الوطن، والشخصية الوطنية، وعلم الوطن، ودستور الوطن، وثقافة الوطن، ونحو ذلك.
فالوطنية هي أساس يربط الناس بعضهم ببعض الذين يقنطون وطناً معيناً بغض النظر عن دينهم أو أعراقهم أو مذاهبهم أو أفكارهم أو معتقداتهم، فالأمر الجامع لهؤلاء الناس هو الوطن، فالوطنية تجمع المسلم والنصراني واليهودي والشيوعي والبوذي وكل من يعيش في وطن واحد، وبما أن هؤلاء مختلفو العقائد والمفاهيم لذلك كانت الثقافة التي تجمع هؤلاء هي الثقافة الوطنية، وبما أن الوطن الذي هو محل الإقامة لا يتضمن أفكاراً ولا ثقافة ولا مفاهيم ولا دستور ولا أنظمة حياة، كالنظام الإقتصادي والإجتماعي والحكم والسياسة، لذلك كانت الثقافة المسماة بالثقافة الوطنية في العالم الإسلامي خصوصاً هي ثقافة الغرب الكافر المستعمر، فأدخلت الثقافة الغربية إلى العالم الإسلامي تحت شعار الوطنية، والكافر هو الذي قسم العالم الإسلامي من وحدة واحدة إلى أكثر من خمسين كياناً وهو الذي رسم حدود بلدان العالم الإسلامي ونصب عليها حكام عملاء، وهو الذي وضع علم الدول في بلاد المسلمين وهو الذي وضع مناهج التعليم ودستور البلاد، وبهذا كانت الوطنية ستاراً يخفي هيمنة وسيطرة الغرب الكافر على بلاد المسلمين فالحاكم المسمى بالحاكم الوطني هو في الحقيقة حاكم تابع وعميل للغرب، والإقتصاد المطبق هو الإقتصاد الرأسمالي، وأنظمة الحكم السائدة هي أنظمة الغرب كالديمقراطية التي هي شعار يطرح، أما الناحية الفعلية فهي الاستبداد والسيطرة من قبل الغرب الكافر عن طريق أدواته من الحكام وأعوانهم، أما التشريع الذي يقال إنه للشعب مع أن هذه الفكرة هي فكرة كفر في نظر الإسلام لأن التشريع في الإسلام لله حسب شرعه الوارد في الكتاب والسنة، إلا أن الواقع في العالم الإسلامي هو أن التشريع السائد هو تشريع الغرب الكافر.
وعليه فالوطنية فكرة سياسية أي فكرة يرعى شؤون الناس على أساسها، وبما أنها لا تشمل أنظمة تعالج مشاكل الحياة، لهذا فهي بالنسبة للعالم الإسلامي إطار إستعماري خبيث يراد منه عدة أهداف أهمها:
أولاً: حرف المسلمين عن عقيدتهم الإسلامية التي تعتبر أن العقيدة هي أساس ارتباط المسلمين بعضهم مع بعض وتعتبر أن غير المسلم كافر وهو عدو للإسلام والمسلمين ولا تجوز موالاته ولا يجوز الإستعانة بالدول الكافرة أو اللجوء إليها لحل مشاكل المسلمين، قال تعالى:" إنما المؤمنون أخوة" فالأخوة محصورة بالمؤمنين، فالعلاقة التي تربط المسلمين بعضهم ببعض هي علاقة الإسلام وأخوة الإسلام لا أخوة الوطن، فالنصراني واليهودي والشيوعي والبوذي والعلماني والرأسمالي كل هؤلاء في نظر الإسلام كفار، ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام:" المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقرُهُ".
ثانياً: حرف المسلمين عن أحكام الإسلام وعن تطبيق شرع الله عليهم وذلك تحت ذريعة الوطنية، فالوحدة الوطنية والدم الفلسطيني أو اللبناني أو غير ذلك هو ستار لدفع المسلمين عن التخلي عن أحكام الشرع وإرتكاب المحرمات بحجة الوطنية.
ثالثاً: زرع الثقافة الغربية الفاسدة في أبناء المسلمين تحت شعار الثقافة الوطنية لإبعاد المسلمين عن الإسلام ومفاهيمه ليبقى الكافر مسيطراً على عقولنا ونفوسنا وبلادنا.
رابعاً: إخفاء حقيقة أن الدول في العالم الإسلامي هي دول تابعة للغرب فكرياً وسياسياً وإقتصادياً وعسكرياً، أي أن العالم الإسلامي مستعمرة من مستعمرات الغرب.
خامساً: تكريس التجزئة للأمة الإسلامية بالحدود المصطنعة التي رسمها الكافر لتقسيم الأمة وتفتيتها إلى أكثر من خمسين دولة، وها هو يخطط إلى تقسيمها إلى أكثر من مائة دولة، لتبقى الأمة ضعيفة ومسيطراً عليها من قبل الكفار، وكل مقاومة أو جهاد ضده يكون غير قادر على طرده من بلاد المسلمين، لأن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينين، وهكذا، فتكون البلاد الإسلامية والأمة الإسلامية مفرقة ومقسمة فلا تتمكن من طرده من بلاد المسلمين لأن قواه جبارة وهائلة بالنسبة للوطن الواحد أما بالنسبة للأمة الإسلامية فهي قادرة على طرده وإقتلاع جذوره بل وملاحقته في عقر داره.
سادساً: تغيير الدوافع والأفكار لكل من يقاوم المحتل، فالأصل أن أي بلد يتعرض للإحتلال من قبل الكفار فيجب على المسلمين إعلان الجهاد ضده، وبما أن هذا هو الأمر الطبيعي عند المسلم وهو التحرك بدافع الإسلام وأفكار الإسلام، لذلك جاء الكافر بفكرة الوطنية ليكون الدفاع عن البلاد بدافع وطني وبأفكار وطنية وعن طريق حركات وطنية عميلة للكافر لكي يتمكن من المسلمين وهم مفرقين ومقسمين وليكون الدفاع عن البلاد تحت سيطرته فيحكم إستعماره وقبضته على بلاد المسلمين ويلغي أثر العقيدة الإسلامية في القتال ويلغي فكرة الجهاد.
فالوطنية شر قاتل وسم زعاف، وفكرة إستعمارية خبيثة من أجل أن تتمكن الدول الإستعمارية من فرض سيطرتها على المسلمين وديمومة هذه السيطرة، أما نظرة الإسلام إلى الوطنية، فالإسلام يحرم الإرتباط بين الناس على أساس الوطن ويوجب الإرتباط بين الناس على أساس مبدأ الإسلام العالمي الذي يدعو كافة البشر لإعتناقه والخضوع لشرعه عن طريق دولة الخلافة العالمية التي ليس لها حدود بل العالم كله هو مجالها، فالإسلام بعقيدته وأنظمته هو أساس الإرتباط بين الناس وأساس الأحزاب وأساس الدولة والثقافة والحضارة والشخصية والدستور والقوانين.
والإسلام لا يعترف بالوطنية بل ينبذها لأنه يشكل مبدأ عالمياً يصهر كافة الأوطان والشعوب والدول في بوتقة واحدة، فهو مبدأ ينتج عنه حزب عالمي وأمةعالمية ودولة عالمية بالإسم والفعل، فهو يصهر كل الكيانات في كيان واحد، ويصهرالأفراد والشعوب في أمة واحدة هي الأمة الإسلامية، وهذا ما تحقق عملياً مع دولة الإسلام التي أقامها الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة، فالدولة لم تكن محصورة في إطار المدينة أي في إطار الوطن وإنما توسعت حتى شملت معظم العالم، فلم يكن لدولة الإسلام خط طول أو خط عرض أو حدود يحدها شمالاً كذا وجنوباً كذا بل هي دولة عالمية ودولة وحدة وليست دولة إتحاد. يقول الله تعالى:" وما أرسلناك إلا كافة للناس"، ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام:" بعثت إلى الأحمر والأسود من الناس".
وهذا ما تحقق عملياً مع الأمة الإسلامية الموحدة فهي قد صهرت أهل الحجاز ونجد ومصر وبلاد الشام والبربر وغيرهم من الشعوب التي إعتنقت الإسلام وأصبحت جزءاً من الأمة الإسلامية. ومبدأ الإسلام هو الذي يشكل نظرة المسلمين وهو أساس ثقافتهم ومفاهيمهم وليس المبدأ الرأسمالي وثقافته. وحكم الله هو الذي يطبق وليس حكم الطاغوت كالديمقراطية والتشريعات الغربية، وراية المسلمين هي راية رسول الله راية العقاب، وعلم المسلمين هو علم رسول الله، وليس رايات وأعلام الدول الكافرة الإستعمارية، والإسلام هو أساس الدستور والقانون في الإسلام وليس الدساتير والقوانين الغربية الكافرةوالذي جمع بين الرسول عليه السلام وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي إنما هو الإسلام والذي باعد بين الرسول عليه السلام وبين عمه أبي لهب إنما هو الإسلام، فالإسلام هو الرابط بين الإنسان والإنسان بغض النظر عن الوطنية والقومية، فالإسلام لا يعترف بهما وينبذهما.
إن كل من له بصيرة في واقع الوطنية يدرك تمام الإدراك مدى مناقضتها للإسلام كل المناقضة، ولكن هناك بعض المضللين تابعين للغرب أو أدواته من الحكام الخونة والعملاء يروجون للوطنية بحجة أن الرسول عليه السلام كان يحب مكة أي يحب مكان إقامته وأنه كان يحب أن يمكث فيه لولا أنهم أي كفار قريش أخرجوه منها، والحقيقة أن حب الوطن بمعنى حب مكان الإقامة أمر طبيعي في الإنسان، فالإنسان بطبعه يحب المكان الذي يولد ويترعرع فيه، وهذ علاقة بين الفرد والوطن، وهذه العلاقة غير مفهوم الوطنية السائد في العالم، فالوطنية لا تعني حب الفرد لوطنه وإنما تعني إرتباط الناس بعضم ببعض على أساس الوطن، فهي رابطة بين الإنسان والإنسان وليست رابطة بين الفرد والوطن، ومن هنا يتبين بوضوح لا غموض فيه تناقض الوطنية مع الإسلام.
أما كون فكرة الوطنية فكرة إستعمارية فذلك لأن الإستعمار البريطاني والفرنسي، حين قام بغزو بلاد المسلمين بثقافته ومفاهيمه عمد على نشر فكرة الوطنية بين أبناء المسلمين، وكان عملاء الغرب هم الذين ينشرون هذه الفكرة الإستعمارية بين أبناء المسلمين لضرب الإسلام وتحطيم دولة الخلافة ولتمزيق الأمة وبلاد المسلمين إلى كيانات وطنية بحدود يرسمها الإستعمار، وفعلاً حين تمكنت بريطانيا رأس الكفر وعدوة الإسلام الأولى من هدم دولة الخلافة مزقت الأمة والدولة إلى أوطان ودول ليسهل أحكام سيطرتها على المسلمين ونصبت حكام عملاء لها سموا بحكام وطنيين، ورسمت الحدود المصطنعة للدول، ووضعت لهم الأعلام والرايات والدساتير ومناهج التعليم وغير ذلك، وأقامت حركات وطنية تقاوم الإستعمار لتكون هذه الحركات القوة التي تقوم بإحتواء خطر مقاومة الإستعمار على أساس الجهاد وعلى أساس الحركات المخلصة ليكون الدافع للمقاومة هو دافع وطني وليس دافعاً إسلامياً ومن أجل الإبقاء على تمزيق الأمة وتفتيت المقاومة وأحكام سيطرتها على المقاومة عن طريق الحركات العميلة للإستعمار تحت إسم الحركات الوطنية التي تقاوم الإستعمار.
وما زال الكافر يبث فكرة الوطنية في بلاد المسلمين ليحكم سيطرته عليها.
فيجب على الأمة نبذ الوطنية وكل ثقافة غربية وكل من يدعو لهما، والتمسك بالإسلام ووحدة الأمة وبالعمل للخلافة لتحقيق هذه الوحدة عملياً عن طريق حزب التحرير.
أما أن فكرة الوطنية فكرة خطرة على الإنسان، فذلك أن الدول الإستعمارية قامت بنشر داء الوطنية في العالم، واعتبروا أن كل دولة في العالم لها حدود فلا يجوز أن تتعداها، وذلك لجعل دول العالم منفردة وضعيفة وأجازوا لأنفسهم التوسع عن طريق إستعمار الدول والتدخل في شؤونها وفرض السيطرة عليها عن طريق هيئة الأمم وتحت شعاراتها الكاذبة والخادعة كحفظ السلام والأمن وحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب وخطر إمتلاكها للأسلحة النووية والمحافظة على التوازن ونحو ذلك من الشعارات التي تخدع فيها شعوبها وشعوب العالم، فالدول الإستعمارية والكبرى يحق لها إمتلاك الأسلحة النووية وممارسة الإرهاب والتدخل في شؤون الدول وإحتلال البلدان وإستعمار الدول بمبررات وذرائع وأفكار خبيثة لكي تبقى هي الأقوى وهي المسيطرة على العالم، فالوطنية إذن هي شعار إستعماري خبيث خطير على الإنسان لإنها تجعل نظرة الدول والشعوب والأفراد نظرة محلية، وتجعلها ضعيفة ومستهدفة من قبل الدول الإستعمارية وغير قادرة على الإنعتاق من ربقة الإستعمار كما هو حاصل مع دول أمريكا اللاتينية وبعض دول أوروبا وسائر الدول الضعيفة أما الدول الكبرى الإستعمارية فإنها تحمي نفسها من هذا الخطر بقوتها كما هو حاصل مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
والوطنية كشعور غريزي يظهر حين يكون هناك إعتداء على الوطن ولا يظهر هذا الشعور في حالة سلامة الوطن من الإعتداء الأجنبي بل تظهر الصراعات والمشاكل بين أبناء الوطن بفعل الدول الإستعمارية من أجل فرض سيطرتها على هذه الدول وعلى شعوبها وأحزابها وحتى أفرادها وبما أن هذه الدول المستهدفة من قبل الدول الإستعمارية لا يوجد لديها مبدأ يوحد كيانها وشعبها وأعمالها وثقافتها لذلك يسهل إستعمارها وفرض الهيمنة عليها أما الدول الإستعمارية فإنها تحمي نفسها بمنع الدول من التدخل في شؤونها وتوحد كيانها وشعبها عن طريق المبدأ الذي تعتنقه وهو المبدأ الرأسمالي، وبذلك تحمي نفسها من خطر الوطنية، وعليه فالرابطة الوطنية هي رابطة مؤقتة توجد في حالة الإعتداء أما في الحالة الأصلية والطبيعية فلا وجود لهذه الرابطة، وعليه فهي لا تصلح لربط الإنسان بالإنسان حين يسير في طريق النهوض، وطريق النهوض يحتم وجود أفكار مبدئية عالمية تدفع الإنسان من أجل إنهاض البشرية نهضة صحيحة تقوم على مبدأصحيح، والرابطة الصحيحة التي تربط الإنسان بالإنسان هي الرابطة المبدئية، والمبدأ الصحيح هو الإسلام فهو المبدأ الوحيد الذي يصلح لقيادة قطار العالم نحو الأمن والسلامة والطمأنينة والتحرير الحقيقي.
فالإسلام ودولة الخلافة هما السبيل لإنقاذ العالم من الفوضى والبؤس والشقاء والهلاك والإستعمار والفقر والفساد النفسي والعقلي والمعاناة والدوامة التي تعيش فيها الشعوب، والحلقة المفرغة التي تدور فيها.
فيا أمة الإسلام انبذي الوطنية والقومية والرأسمالية والطائفية والثقافة الغربية وانهضي من أجل تحرير العالم وسعادة الإنسان بالإسلام وعن طريق الخلافة العالمية فقد وصلت الحاجة للإسلام ولدولة الإسلام عند الغرب والشرق حد الجوع الملح، ودولة الخلافة أضحت حاجة ماسة للأمة الإسلامية فقد دقت الساعة وحان وقتها، لهذا يجب على الأمة أن تزمجر لكي تقيمها وتضحي بالغالي والنفيس من أجل بقائها وتوسعها لتشمل العالم كله.
بقلم:"أبو محمود".

abuabdallah
12-17-2009, 07:40 AM
إن أعلامَ دول ِالضرارِ إقرارٌ بالفرقةِ, وترسيخ ٌلها



بسم الله والحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آلهِ وصحبه ومن والاه, وتبع هداه, وسلك خطاه, وسار على نهجه إلى يوم يلقى الله.

الحمد لله الذي حكم, فما كان من حكم أحسن من حكمه .

ثمَّ الحمد لله الذي حسم, فما يكون أرحم من حسمه, لقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَ‌ٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) النساء.

نعم, لا خيرة لمسلم في أيِّ رأي من الآراء إلاَّ أن يأخذ بما قضى الله جلَّ في علاه لقوله: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا‏) الأحزاب .

اللهم أبعدنا عن الضلالة, ولا تجعلنا نرى الأمور بغير ما ترى, وبغير ما يرى رسولك صلوات ربي وسلامه عليه, ولا تجعلنا من العصاة, واجعلنا مولانا من الذين قالوا سمعنا وأطعنا ... ولا تجعلنا من الذين قالوا سمعنا وعصينا !!

أيها المسلمون: إني لكم ناصح أمين, أحبكم في الله ما أطعتمُوه, وأبغضكم فيه إن عصيتموه, وأخصُّ بالذكر أبناء الحركات الإسلامية وقادتها, والتنظيمات الوطنية وأمثالها, تلك التي ترفع رايات المنكر وتـُعلي شأنها, من حيث تدري أو لا تدري, وكذلك العامَّة والخاصَّة من أمَّة التوحيد الغيورين على الإسلام ووحدة أمته .

أيها الناس, ألا فلتعلموا: أن خير الكلام كلام الله تبارك وتعالى, وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم, وخير ما نبدأ به كتاب الله المبين, الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد لقوله: ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {103} ) آل عمران .

ويقول رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم: (من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات، مات ميتة جاهلية. ومن قاتل تحت راية عُمِّيَّة، يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقتل، فقتلة جاهلية, ومن خرج على أمتي، يضرب برها وفاجرها, ولا يتحاش من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده، فليس مني ولست منه).

أيها المسلمون: معلوماً لديكم أن أعلام دول الضرار جميعِها منكر, وهي حرام في شرع الله, لا فرق في ذلك بين علم المملكة العربية السعودية وعلم فلسطين !

ومعهم أعلام جميع دول الضرار بشقيها: الدول ِالعربية والبلاد الإسلامية, لأنها تؤكد على تقسيم بلاد المسلمين, وتمزيقها وتقزيمها, وترسيخ الفرقة بينها, ليس ذلك وحسب, بل إنها تجعلُ أبناء كلِّ قطر لا يكترثون بما يجري بالأقطار الأخرى, ولذلك فإن كل من يرفع علماً من أعلامهم ويدعو إلى ما يسمى بوحدة الوطن والمواطن, فهو آثم مصداقاً لقوله عليه السلام: (مَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ، يَدْعُو إِلَى عَصَبـِيَّةٍ، أَوْ يَغضَبُ لِعَصَبِيَّةٍ، فَقِتْلَتُهُ جَاهِليَّةٌ ).

أيها الناس: لا يخفى على العارفين منكم أن بريطانيا ( رأس الأفعى ) هي التي خطت ورسمت وجعلت من كل إقليم مُزقـَا ! وأطلقت على كلِّ مزقةٍ دولة, فإما مشيخة, أو إمارة, أو جمهورية, أو جماهيرية, أو مملكة, أو سلطنة !!!

وللأسف فقد استظلَّ كثيرٌ من المسلمين بهذه الأعلام التي ما أنزل الله بها من سلطان ولا يزالون حتى يومنا هذا !!!

فـَقـَتل المسلمُ أخاه المسلم استنصاراً لهذه الأعلام العُمـِّيَّة التي فرقت بينهم, وباعدت بين أسفارهم بالحدود التي خطها الكافر المستعمر, وصنعها على عين بصيرة ليَسهُل عليه اقتناصهم الواحد تلو الآخر, تماما كما يفعل الذئب بالشاة القاصية, ففرح الناس براياتهم المتعددة, وألوانها المزركشة, حتى وصلت منزلة ـ القداسة ـ !

ولم يدرك الكثير من الناس خطرها, وإجرام أصحابها ونفاقهم, فهم الذين مكنوا الكفار منا ومن رقابنا, وأعانوهم علينا وناصروهم, فقتـَّلوا أبناءنا, ورمَّـلوا نساءنا, وهتـَّكوا أعراضنا, ومكنوا الكافر المستعمر من خيراتنا, ونهب مقدراتنا, حين رفعوا رايات العهر وأعلام الضلال .
والقاعدة الشرعية تقول: كل ما أدَّى إلى الحرام بغلبة الظنِّ فهو حرام قطعاً .

وهذه الأعلام حرام حرام ... ولا كلام ... وجب تنكيسها وحرقـُها, إلى جانب العمل على رفع لواء رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم ورايته للأعالي بدلاً منها .

نعم: لنا راية خطـَّها محمد الأمين... ولنا لواء بيَّنَ ماهيته صاحب الأسوة ومحل القدوة عليه السلام .

فأما الراية ( راية الجهاد) فقطعة من القماش سوداء مكتوب عليها باللون الأبيض: ( لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله )

وأما اللواء (أي العلم) فقطعة من القماش لونها أبيض مكتوب عليها باللون الأسود: ( لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله )

ولنا فيه صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة, فلا تغتروا ـ بكلمة التوحيد ـ التي تعلو علم آل سعود ! ولا بكلمة ـ الله أكبرـ ما بين النجمتين ِالتي تعلو علم العراق .
ولا تغتروا أيضاً بعلم فلسطين بشقيه المتعلق بالسلطة الفلسطينية البائدة, أو علم حماس الأخضر الذي خـُط َّ بكلمة التوحيد, فكلمة التوحيد تقتضي الإلتزام بها, وليس مجرد رفعها شعاراً مجرداً.

فإن كنتم تظنون أو تعتقدون بوجوب تغييرها حفاظاً عليها حتى لا يدنسها اللـُّهَاة ُ!

فإن الواجب عليكم أن تغيروا الواقع الفاسد, ليكون موافقاً لكلمة التوحيد ومقتضياتها

فهل يجوز أن نقول بأن شارب الخمر حين يُسمي اللهَ يكون شـُربُه للخمر حلالاً ؟؟؟!!!

أو حين يقوم آكل لحم الخنزير بالفعل نفسِهِ فهل يُغيرُ من حكم الله شيئا ؟؟؟!!!

فالحرام حرامٌ وإن كثر القائلون به, وصدق الله العلي العظيم إذ يقول: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً {21} ) الأحزاب .

فالتأسي الحقيقي هو أن نأتي بفعله على وجهه من أجله, صلوات ربي وسلامه عليه .

فهل دول الضرار وأعلامها ؟! إعتصام بحبل الله ؟!

وهل دول الضرار وأعلامها ؟! من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!

أم كانت ولا تزال تدعوا إلى الفرقةِ والبغضاءِ والشحناءِ بين المسلمين!!!

وخلاصة القول: فإن الحل الوحيد المتعلق بأمة التوحيد يوجب عليها الخروجَ على هؤلاء الحكام الأنذال وخلعهم واستئصال شأفتهم, وقلعهم من جذورهم, ومبايعة أميرٍ للمؤمنين يحكمهم بكتاب الله الواحد, وسنة نبيه الهادي عليه السلام, فيرفع راية الجهاد راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ( راية العُقاب ), ويُنزل العِقاب بأمريكا الجائرة, وجميع الدول الأوروبية الحاقدة, ومنها صربيا المجرمة, وروسيا الفاجرة, و(إسرائيل العاهرة ) والهند الكافرة, والصين الطامعة, أولئك الذين قتـَّلوا المسلمين وفتكوا بهم وساموهم سوء العذاب.

وما كان لهؤلاء الطغاة أن يقوموا بهذه المجازر بحق المسلمين إلاَّ بخيانة حكام دول الضرار المتآمرين, لا بارك الله فيهم أجمعين

نعم: فهذه الرايات العُّمِّية ضرر وضرار على أمة التوحيد. فهي شعارٌ دالٌّ على فرقتها, وتباعد أسفارها, مخالفين بذلك القطع واليقين من كتاب الله المبين, وسنة الهادي الأمين, فقد روى مسلم في صحيحه عن عرفجة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أتاكم، وأمركم جميع، على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم، فاقتلوه). قوله: وأمركم جميع: أي مجتمع. وقوله: أن يشق عصاكم: معناه يفرق جماعتكم .

ولِلعِلم: فإن عَلـَمَ ما يُسمى بدولة فلسطين هو نفسه العلم الذي خطته بريطانيا الماكرة الحاقدة بألوانه المعروفة لعميلها الحُسين بن علي يوم أطلق رصاصته الأولى في صدر الإسلام مع بدءِ ثورته المشؤومة, أوائل القرن الماضي .
فهل من مُدَّكر ؟... وهل من مُعتبر ؟!

اللهم خلصنا منهم, وأرح الأمة من شرورهم, وأبدلنا بهم خليفة منا يحكمنا بكتاب ربنا, وسنة نبينا, فيحمل رايتنا, ويجاهد عدونا, ويحمل دعوتنا للناس أجمعين,
واجعل ربنا هذا اليوم قريبا, واجعلنا مولانا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .

وفي الختام مسك الختام, قوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{63}) النور.

ولقوله: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {7}) الحشر .

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

abuabdallah
12-17-2009, 07:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الهُوِيَّة الوطنية وَهْـمٌ لا واقع له!

نشرت جريدة المساء في عددها الصادر بتاريخ 30/06/2008 مقالاً للسيد إبراهيم أبراش بعنوان "إن لم ننجز الدولة فلنحافظ على ثقافتنا الوطنية"، تحدث فيه الكاتب عن الصراع الدائر بين قطبي الحكم في الضفة الغربية وقطاع غزة (فتح وحماس)، وعن انسداد الآفاق فيما يخص التسوية، وعن وجوب التشبث بالهوية والثقافة الوطنية الفلسطينية خوفاً من أن يضيعا في خضم هذا الزحام، لكن الذي لم يوضحه الكاتب هو ما يقصده بالضبط بهذه الهوية أو الثقافة، ويبدو أنه هو نفسه لا يستطيع أن يُعرِّفها بشكل دقيق حيث يقول واصفاً إياها: "هي حالة شعورية وغير شعورية، حالة روحانية تسري بين أفراد الأمة سريان الكهرباء، يحس بها أفراد الأمة وتفعل فيهم مفاعيلها دون أن يشاهدوها ويعرفوا سرها، ثقافة الأمة قد تجدها في الراية الوطنية وفي اللباس الشعبي أو الأكلة الشعبية وفي اللغة أو اللهجة، في تاريخ مشترك حتى وإن كان أطلال بيوت أو دور عبادة أو حتى منحوتات صخرية وبقايا عظام... حتى المعاناة على الحدود والمعابر والإحساس بالهوان أمام مقرات وكالة الغوث..."، فإذا كان أمر الهوية ملتبساً على الكاتب إلى هذه الدرجة، فكيف يمكنه أن يطالب الناس بالتشبث أو الدفاع عن شيء وهو لا يستطيع أن يضع أصبعهم على حقيقته وكنهه.

وسأحاول في عجالة أن أناقش وأضع تعريفات لما يسمى بالهوية والهوية الوطنية، حتى ندرك واقع هذه الألفاظ، ومن ثم نرى كيف يمكن التشبث بها.

إنّ تحديد معاني المصطلحات من الأهميّة بحيث إنّ إهماله قد يؤدّي إلى إجهاض كثير من الأبحاث والدراسات. ذلك أنّ الدراسة الّتي تستخدم مصطلحاً ما أو مصطلحات عدّة من تلك الّتي قد تتعدّد أفهام القرّاء لها، تحتاج في بدايتها إلى توضيح المعنى المراد أداؤه من المصطلح حين يرِد في نصوصها، وإلاّ فإنّ القارئ سوف يعجز عن الوصول إلى مراد الكاتب، الأمر الّذي سيحُول دون أداء الدراسة هدفَها المطلوب، وربّما أدّى غموض المصطلح إلى أن يفهم القارئ معنى آخر غير الّذي أراده الكاتب.

1/ الهوية:

لم ترد هذه اللفظة في المعاجم القديمة من مثل لسان العرب والعين والقاموس المحيط، وأوردها الجرجاني في "التعريفات" في سياق تعريفه كلمة "الماهية": أنها ما يميز الشيء عن الأغيار[1]، وأوردها الزبيدي في تاج العروس تحت باب "المعاني" نقلاً عن المناوِي في التوقيف[2]: المَعانِي هي الصُّورُ الذّهْنيَّةُ مِن حيثُ وضع بإزائِها الألْفاظُ، والصُّورَةُ الحاصِلَةُ من حيثُ أنَّها تقصدُ باللفْظ تسَمَّى: مَعْنىً، ومن حيثُ حُصولها من اللفْظِ في العَقْل تسَمَّى: مَفْهوماً، ومن حيث أنَّها مَقُولةٌ في جوابِ ما هو تسَمَّى: ماهِيَّة، ومن حيثُ امْتِيازها عن الأعْيانِ تسَمَّى: هَوِيَّة[3]. وجاء في معجم موسوعة إنكارتا الرقمية[4] في تعريف كلمة هوية (Identité) أنها: مجموعة المظاهر الشخصية الأساسية التي تميز الشخص أو الجماعة.

ومما سبق نقول إن هوية الشيء الواحد هو ما يميزه عن أمثاله من الأشياء، أما هوية الجماعة فهي صفة تتحقق فيهم بمجموعهم وتميزهم عن غيرهم أي أنها لا توجد في غيرهم.

وهنا نسأل ما الذي يميز أهل فلسطين عن غيرهم من الشعوب حتى يصح أن يعتبر هويةً لهم؟ ما الذي يميز الفلسطيني عن الأردني أو السوري أو اللبناني أو المصري؟ إن كان اللهجة، فاللهجات جد متقاربة أما إن شئنا التدقيق، فإن أهل فلسطين نفسهم تتعدد لهجاتهم، فلهجة الخليلي تختلف عن لهجة النابلسي وتختلف عن لهجة المقدسي وتختلف عن لهجة الغزواي، وما يُقال عن اللهجة يقال عن اللباس والعادات والأكلات الشعبية والتاريخ المشترك و ...، أما المعاناة على الحدود، فقد اشترك فيها كل المسلمون الآن بعد اشتداد ما يسمى الحرب ضد الإرهاب حيث أصبح كل مسلم أينما كان مسقط رأسه متهماً حتى تثبت براءته!

إذن فما الذي يميز الشعب الفلسطيني عن غيره من الشعوب؟ الإنصاف يقتضي أن نقول: لا شيء!

إن مسألة الهوية عند الشعوب هي مسألة جوهرية، لأن أي غموض فيها يفقد الشعب بوصلته، ويجعله غير مؤهل لتسلم القيادة مما يجعله بالضرورة تابعاً لغيره، وعليه كان من الضروري على المفكرين والمخلصين أن يبحثوا هذه المسألة بحثاً دقيقاً حتى يوضحوا لشعوبهم المقصود منها ومن ثم يجمعوهم على تصور واحد.

قلنا إن هوية الجماعة هي صفة تتحقق فيهم بمجموعهم ويمتازون بها عن غيرهم، وهذه الصفة يشترط فيها أمران:

v أن تكون ثابتة، أو على الأقل أمراً لا يلحقه التغير السريع (كاللباس أو الأكلات، فاللباس يتغير، والأكلات تختفي، ...) لأن ذلك يجعل الهوية دائمة التغير، وهذا لا يصح،

v أن تكون مرتبطة بأمرٍ راقٍ، فلا يصح أن تربط الهوية بأمر تافه، كالغناء أو الرقصات أو ...

فإذا اتفقنا على هذين الشرطين، فإنهما لا يجتمعان إلا في الدين / العقيدة / المبدأ الذي تعتنقه هذه الجماعة، وتسير وفقه في حياتها.

أما الثبات، فإن كل شيء يتغير في حياة الأمم إلا مبادئها، ومن النادر في تاريخ البشر أن نشهد هذا التغير، ولا يحصل ذلك إلا في حالتين:

v أن يظهر فساد المبدأ الذي تعتنقه وعجزه عن معالجة مشاكلها، وبالتالي يشتد تذمر الناس منه حتى يلفظوه،

v أن يظهر مبدأ أقوى منه، فيسطع بنوره عليه ويرديه صريعاً.


وأما الرقي، فإن أرقى ثروة تملكها الأمم على الإطلاق هي دون شك ثروتها الفكرية المنبثقة عن عقيدتها، ذلك أن "الأفكار في أية أمة من الأمم هي أعظم ثروة تنالها الأمة في حياتها إن كانت أمة ناشئة، وأعظم هبة يتسلمها الجيل من سلفه إذا كانت الأمة عريقة في الفكر العميق المستنير. أما الثروة المادية، والاكتشافات العلمية، والمخترعات الصناعية، وما شاكل ذلك فإن مكانها دون الأفكار بكثير، بل إنه يتوقف الوصول إليها على الأفكار، ويتوقف الاحتفاظ بها على الأفكار. فإذا دُمِّرت ثروة الأمة المادية فسرعان ما يمكن تجديدها، ما دامت الأمة محتفظة بثروتها الفكرية. أما إذا تداعت الثروة الفكرية، وظلت الأمة محتفظة بثروتها المادية فسرعان ما تتضاءل هذه الثروة، وترتدّ الأمّة إلى حالة الفقر[5].

وما دام الأمر كذلك، فإن هوية أهل فلسطين لا يمكن إلا أن تكون منبثقة عن عقيدتهم الإسلامية، وهم بذلك لا يتميزون بشيء عن أهل مصر والأردن والعراق بل والمغرب وإندونيسيا، فالكل مسلم يحمل هوية إسلامية، ولا قيمة للهجات أو الأكلات أو العادات المحلية...

وهنا أشير إلى مسألة ذكرها الكاتب وهي "أن مسألة الهوية ما زالت مطروحة بشدة في الولايات المتحدة بعد أكثر من 200 سنة على قيامها، وفي إسرائيل بعد 60 سنة على قيامها"، أي أن هاتين الدولتين لم يستطيعا لحد الآن وضع تعريف أو تصور لمفهوم "للهوية الوطنية" يوحد شعوبهما، وأقول أن هذا المشكل سيطرح بشدة عما قريب في الاتحاد الأوروبي أيضاً، أما بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة الأميركية، فإن الأصل في شعوبهما أنهم يتحدون في هوية واحدة وهي الناشئة عن العقيدة / المبدأ الديمقراطي الرأسمالي - بخلفية مسيحية- الذي يعتقدونه ويسيرون على هداه في حياتهم اليومية، إلا أن هذه الهوية المشتركة لهذه الشعوب لا تملك إمكانيات صهر القوميات والأجناس المختلفة التي تتكون منها دولهم في بوتقة واحدة، وإذابة المصالح الفردية أو الفئوية لصالح الجماعة الكبرى، ذلك أن النجاح في إسقاط الحدود السياسية بين الدول / الفيدراليات المكونة لهذين البلدين والرخاء المادي المتحقق منه لم يرافقه نجاح في بناء هوية موحدة، وهذا واضح من الحركات الانفصالية في قلب الدول نفسها في كل من اسبانيا (حركة إيتا) وفرنسا (حركة الباسك) وبريطانيا (الجيش الجمهوري الأيرلندي)، ومن النزعات الانفصالية في إيطاليا (عصبة الشمال) وبلجيكا (الصراع بين الفرانكوفونية والفلامان) والولايات المتحدة الأمريكية (تنامي الميليشيات المسلحة المناهضة للسلطة المركزية)، فإن كانت هذه الدول عاجزة عن دمج شعوبها في هوية واحدة فهي أعجز عن توحيد شعوب الدول الأخرى. والأمر لا يختلف كثيراً بالنسبة لإسرائيل، فقد نشأت الدولة عن طريق استقطاب قوميات متعددة، وهذه القوميات تجمعها هوية واحدة وهي الناشئة عن العقيدة / المبدأ الديمقراطي الرأسمالي لكن بخلفية يهودية، وهذا المبدأ كما قلنا غير قادر على دمج الأعراق المختلفة، وهذا هو سبب عجز هذه الدول كلها عن تحديد هوية موحدة لشعوبهم.

2/ الوطن:

جاء في قاموس العين في تعريف كلمة "الوطن": مَوْطِنُ الإنسان ومَحَلُّهُ، وأوطانُ الأغنام: مَرابضُها التي تأوي إليها، ويُقال: أَوْطَنَ فلانٌ أرضَ كذا، أي: اتّخذها مَحَلاًّ ومَسْكَناً يُقِيمُ بها، والمَوْطِنُ: كلّ مكان قام به الإنسانُ لأمرٍ[6].

وحب الأوطان والشغف بالمنشأ مما جُبلت عليه القلوب[7]، نقلت كتب السير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج مهاجراً من مكة نظر إلى البيت الحرام وقال: "وَاَللّهِ إنّك لأَحَبّ أَرْضِ اللّهِ إلَيّ، وَإِنّك لأَحَبّ أَرْضِ اللّهِ إلَى اللّهِ، وَلَوْلا أَنّ أَهْلَك أَخْرَجُونِي مِنْك مَا خَرَجْت[8]"، ونُقِلَ عن إبراهيم بن أدهم[9] أنه كان يقول: "عالجت العبادة فما وجدت شيئاً أشد عليَّ من نزاع النفس إلى الوطن"، وفي رواية: "ما قاسيت فيما تركت شيئاً أشد من مفارقة الأوطان"[10]. فحب الوطن حبٌّ فطري، والإنسان يتعلق بالأرض التي عاش عليها، ودرج فيها خلال صباه، وأَلِف أهلها، وسهولها، وجبالها، لأنها تحمل ذكرياته. كما قال الشاعر[11]:

وحبّب أوطان الرجال إليهم

مآرب قضاها الشبـاب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكَّرَتْهُـم

عهود الصبــا فحنّوا لذلكا

وقال الآخر[12]:

ثَلاثٌ يَعِزُّ الصَّبْرُ عِنْدَ حُلُولِهَا

وَيَذْهَلُ عَنْهَا عَقْلُ كُلِّ لَبِيبِ

خُرُوجُ اضْطِرَارٍ مِنْ بِلادٍ يُحِبُّهَا

وَفُرْقَةُ إخْوَانٍ، وَفَقْدُ حَبِيبِ

<DIV class=postcolor>
ولكن هذا كله يقصد به الوطن الذي هو الأرض التي عاش عليها الإنسان ونشأ فيها، وفيها قومه وعشيرته، وليس المقصود به الرقعة من الأرض المحددة بالحدود السياسية التي وضعها المستعمر، فالوطن بهذا المفهوم ليس له أي معنى عاطفي، وهذا واضح من تتبع مشاعر الناس وأحاسيسهم، فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يعلن حبه لمكة إنما يقصد الأماكن الذي درج فيها صغيراً ويانعاً وحملت ذكرياته بالإضافة طبعاً إلى بيت الله الحرام، وهو بالتأكيد لا يقصد الرقعة الجغرافية التي يتحكم فيها الكيان السياسي لدولة مكة (وهو كيان سياسي كافر)، ونفس الأمر يقال الآن، فالذي ترعرع في الدار البيضاء إذا تغرّب لن يَحِنَّ إلى الرباط أو إلى الجديدة، وإن كانا جزءاً مما يسمى كيان المغرب السياسي الذي يحمل جنسيته، وذو الأصول المغربية الذي نشأ وترعرع في بلد آخر غير المغرب لن تربطه بالمغرب مشاعر حنين جياشة كتلك التي تربط أباه الذي عاش في المغرب، وستجده يَحِنُّ إلى حيث نشأ، وهكذا، ... فربط الوطن بمفهومه العاطفي بالقطعة من الأرض المسيّجة بالحدود السياسية (التي خطّها المستعمر)، ربط متعسِّف، وأمر مخالف للغة ولحقيقة العاطفة الوطنية، وعليه فالحديث عن الوطن الفلسطيني أو الوطن المغربي أو غيرهما وتقييد ذلك بالحدود السياسية هو مغالطة وحرف للكلمة عن معناها.

وبناء على ما سبق، أقول أن الهوية الوطنية أي المرتبطة بالحدود السياسية أمر لا واقعَ محسوسَ له، وهذا الأمر كما ينطبق على فلسطين، فإنه ينطبق على كل بلاد العالم الإسلامي من المغرب غرباً إلى إندونيسيا شرقاً، وبالتالي فدعوة الكاتب للحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، طلب غير عملي، لأنه لا يمكن الحفاظ على شيء غير موجود أصلاً، وهوية أهل فلسطين هي عقيدتهم الإسلامية وهي التي يجب أن يحافظ عليها أهل فلسطين وباقي المسلمين في العالم.

على أنه لا ينبغي أن يُفهم من هذا أن الارتباط يجب أن ينحصر فقط بالمدينة أو الحي الذي درج فيه الإنسان، لكن المقصود هو فهم حقيقة ومعنى الوطن بالمفهوم اللغوي والعاطفي، أما الارتباط بالأرض وبالبشر فيجب أن يكون على أساس فكري عقائدي وليس عاطفي، وهنا تأتي العقيدة الإسلامية لتوضح الأسس الذي يجب أن يقوم عليها هذا الارتباط، فأما الأرض، فإن كل أرض دخلها الإسلام تصبح أرضاً إسلاميةً[13] يجب الحفاظ عليها والاستماتة في الدفاع عنها. وأما البشر، فإن كل من دخل في الإسلام أصبح أخاً لنا، له ما لنا وعليه ما علينا، يجب علينا نصرته والإحسان إليه والجد في رعاية مصالحه، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِى مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِى مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ[14]»، ويحرم المفاضلة بين المسلمين على أساس العرق أو اللون أو الموطن، ولا يقبل الله أن يُفاضَل بين المسلمين إلا على أساس التقوى، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[15]))، فلا فضل لجزائري على مغربي ولا لفلسطيني على مصري ... إلا بالتقوى، ولا قيمة للشعارات التي ترفع من مثل "الأردن أولاً" أو "لبنان أولاً" أو العراق أولاً"...، وقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلغ مثل في ضرب مفهوم الوطنية بالمعنى الذي يروج له الآن، حين قام بهدم الكيان السياسي الكافر لمكة حيث مسقط رأسه بالاستعانة بجند من المسلمين لم يكن يشكل منهم المهاجرون (أي ذوو الأصول المكية إلا قلة قليلة) بينما الباقون هم "أجانب" على مكة دون أن يلتفت إلى أي ناحية وطنية.

23/08/2008.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] "التعريفات" لعلي بن محمد الشريف الجرجاني (ت/ 816 هـ ، 1413 م)، مكتبة لبنان، طبعة 1985، ص 205.

[2] "التوقيف على مهمات التعاريف"، لمحمد عبد الرؤوف المناوي (ت/ 1031 هـ ، 1622 م) .

[3] "تاج العروس من جواهر القاموس"، للمؤلف: محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى الزَّبيدي (ت/ 1205هـ ، 1791م)، الناشر دار الهداية. باب "عني"، ج39، ص 123.

[4] معجم موسوعة إنكارتا الرقمية لسنة 2007.

[5] مقتبس بتصرف من كتاب "النظام الاقتصادي في الإسلام"، للشيخ تقي الدين بن إبراهيم بن مصطفى بن إسماعيل بن يوسف النبهاني (1914م- 1977م)، ص1.

[6] "العين"، لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (100 - 170هـ، 718 - 786م).

[7] الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، محمد بن علي الشوكاني (1173هـ ـ 1250هـ ، 1759-1834م)، ص 214.

[8] "الروض الأنف"، لعبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي السهيلي (508 - 581 هـ = 1114 - 1185 م) ، ج2، ص 314.

[9] إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر التميمي البلخي أبو إسحاق، من كبار الزهاد والمتصوفين، ت/ سنة 161 هـ ، 778م.

[10] "حلية الأولياء" لأحمد بن عبد الله بن أحمد الاصبهاني، أبو نعيم (336 - 430 هـ =

abuabdallah
12-17-2009, 07:48 AM
[11] أبو الحسن علي بن عباس بن جريح، الشهير بابن الرومي الشاعر (221هـ - 283 هـ).

[12] زهير بن أبي سُلمى ربيعة بن رياح بن قرّة بن الحارث بن إلياس بن نصر بن نزار، المزني، من مضر، ت/ 13 ق.هـ ، 609 م.

[13] عرف الفقهاء دار الإسلام بأنها كُل بُقْعَةٍ تَكُونُ فِيهَا أَحْكَامُ الإِْسْلاَمِ ظَاهِرَةً، وَقَال الشَّافِعِيَّةُ: هِيَ كُل أَرْضٍ تَظْهَرُ فِيهَا أَحْكَامُ الإِْسْلاَمِ أَوْ يَسْكُنُهَا الْمُسْلِمُونَ وَإِنْ كَانَ مَعَهُمْ فِيهَا أَهْل ذِمَّةٍ، أَوْ فَتَحَهَا الْمُسْلِمُونَ وَأَقَرُّوهَا بِيَدِ الْكُفَّارِ، أَوْ كَانُوا يَسْكُنُونَهَا ثُمَّ أَجَلاَهُمُ الْكُفَّارُ عَنْهَا. [الموسوعة الفقهية الكويتية، ج 20، ص 201].

[14] رواه أبو داود في سننه من طريق جابر بن عبد الله وأبي طلحة بن سهل الأنصاري رضي الله عنهم، وحسّنه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير.

[15] سورة الحجرات، الآية: 13.

عبد الله بوراي
12-17-2009, 09:53 AM
بارك الله فيك يا abuabdallah بس لولا هذه الحدة التى لا مبرر لها
فاصاحب الموضوع إ فتتحه راجياً لطفاً حُسن التوضيح ولم ( ولن ) يتعالى على أحد وإنما هو مُستفهماً من إخوانه
وأخواته بالصوت وعلى العام حتى تتوسع دائرة الحوار البناء .
ونعود الى ما شغله وكان سبباً فى هذا السؤال
فقد درس يافعاً ما جعله بين شك ويقين من أن مفهوم ( الدولة ) أو لفظ الدولة الذى لم يكن له من وجود فى المعاجم
المتوفرة لديه إطلاقاً وإنما وجد لفظ دوُلة بمعنى تداول الأمر أو الشىء بين أفراد متعددين كما فى الأية الكريمة (
ما أفاء الله على الرسول من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وأبن السبيل كى لا يكون
( دُولة ) بين الأغنياء منكم ) سُورة الحشر 59 .
ومع تدرج الأيام وكرها بدأ الناس يستعملون لفظ دُولة بالمعنى الذى نعرفه الأن والمحصور فى تداول السلطان
فى مكان معين أو إقليم بذاته . ناهيك عن التوسع فى مدلول اللفظ حتى كان يقال دولة فلان
( أى الزمان والمكان الذى دالت فيه السلطة ) ثم صار اللفظ مرادف للفظ الإنجليزي STATE فتحول
الى معنى الدولة ذات الكيان السياسي والنظام الإداري ونسى الناس ( المؤمنين ) منهم على أقل الفروض
أن المعنى الشامل أو التعريف الجامع المانع لها هو ( الأمر ) فمن يملك السلطة يملكهُ .
فالمواطنة فكرة إنسانية وشرَّعة دولية .. فالوطن مبنى ومعنى يشمل الجغرافيا والتاريخ والسياسة والواقع والماضى
والمستقبل
وعودة على هامش مداخلتكم الكريمة أود أن أستعلم كيف يمكن أن يصبح المواطن منتمى الى غيرهِ
أقصد كيف يكون منتمياً الى تنظيم ( ما ) لا إلى الوطن ............؟
وكيف سيكون ولآؤه لشخص أو الى أشخاص وليس للمواطنين جميعا وللناس عامة وللقانون بصفة خاصة........؟
وهذا يؤدى الى تبدد الجماعة الوطنية ( الشعوب ) أشتاتاً فلا يكون بينها أى رابط ,
ونكون قد فتحنا تسونامي العِداء والخصام
وهو أمر مُرحب به من عدو هدّام .
وبس
وبدون تجريح فى الرد ( لطفاً )
عبد الله