تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل الرسول أوصى بالخلافة لعلي ؟



عبد الله بوراي
12-15-2009, 09:11 AM
هل الرسول أوصى بالخلافة لعلي ؟

س / ما الحكم في قوم يزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالخلافة لعلي رضي الله عنه ويقولون أن الصحابة رضي الله عنهم تآمروا عليه؟
ج / هذا القول لا يعرف عن أحد من طوائف المسلمين سوى طائفة الشيعة وهو قول باطل لا أصل له في الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما دلت الأدلة الكثيرة على أن الخليفة بعده هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعن سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه صلى الله عليه وسلم لم ينص على ذلك نصا صريحا ولم يوص به وصية قاطعة ولكنه أمر بما يدل على ذلك حيث أمره بأن يؤم الناس في مرضه ولما ذكر له أمر الخلافة بعده قال عليه الصلاة والسلام " يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " ولهذا بايعه الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ومن جملتهم علي رضي الله عنه وأجمعوا على أن أبا بكر أفضلهم وثبت في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون في حياة النبي صلى الله عليه وسلم " خير هذه الأمة بعد نبينا أبو بكر ثم عمر ثم عثمان " ويقرهم النبي صلى الله عليه وسلم وتواترت الآثار عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول " خير هذه الأمة بعد نبينا أبو بكر ثم عمر " وكان يقول رضي الله عنه : " لا أوتى بأحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري " ولم يدع يوما لنفسه أنه أفضل الأمة ولا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى له بالخلافة ولم يقل أن الصحابة رضي الله عنهم ظلموه وأخذوا حقه ولما توفيت فاطمة رضي الله عنها بايع الصديق بيعة ثانية تأكيدا للبيعة الأولى وإظهاراً للناس أنه مع الجماعة وليس في نفسه شيء من بيعة أبي بكر رضي الله عنهم جميعا ولما طعن عمر وجعل الأمر شورى بين ستة من العشرة المشهود لهم بالجنة ومن جملتهم علي رضي الله عنه لم ينكر على عمر ذلك لا في حياته ولا بعد وفاته ولم يقل أنه أولى منهم جميعا فكيف يجوز لأحد من الناس أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول إنه أوصى لعلي بالخلافة وعلي نفسه لم يدع ذلك ولا ادعاه أحد من الصحابة له بل قد أجمعوا على صحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان واعترف بذلك علي رضي الله عنه وتعاون معهم جميعا في الجهاد والشورى وغير ذلك ثم أجمع المسلمون بعد الصحابة على ما أجمع عليه الصحابة؟ فلا يجوز بعد هذا لأي أحد من الناس ولا لأي طائفة لا الشيعة ولا غيرهم أن يدعوا أن عليا هو الوصي وأن الخلافة التي قبله باطلة كما لا يجوز لأي أحد من الناس أن يقول إن الصحابة ظلموا عليا وأخذوا حقه بل هذا من أبطل الباطل ومن سوء الظن بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن جملتهم علي رضي الله عنه وعنهم أجمعين .
وقد نزه الله هذه الأمة بالمحمدية وحفظها من أن تجتمع على ضلالة ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الكثيرة أنه قال : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة " فيستحيل أن تجتمع الأمة في أشرف قرونها على باطل ، وهو خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، ولا يقول هذا من يؤمن بالله واليوم الأخر ، كما لا يقوله من له أدنى بصيرة بحكم الإسلام .


[فتاوى إسلامية ج1،45]

عاشق المهدي
12-15-2009, 02:10 PM
هناك آيات كثيرة تدلُّ على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام نكتفي بآية الولاية وهي قوله تعالى:


(إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة/55)

والاستدلال بالآية يتوقف على مقدمتين :


1- معنـى الولـيّ :


وهو بمعنى الأولى، والولاية فيها تعني الأولوية في التصرف وأحقيَّة القيام بالأمر وهي كولاية الله ورسوله وهذا مقتضى العطف بالواو وقد شاع هذا الاستعمال في القرآن الكريم كقوله:


(وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) (مريم/5،6)


والمقصود هو من يكون أولى بحيازة الميراث والتصرُّف فيه.

قال شيخ الطائفة الطوسي رضوان الله تعالى عليه في التبيان:

“إن الله تعالى نفى أن يكون لنا ولي غير الله وغير رسوله والذين آمنوا بلفظة “إنما “ولو كان المراد به الموالاة في الدين لما خص بها المذكورين لان الموالاة في الدين عامة في المؤمنين كلهم قال الله تعالى “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” (التوبة/71)."

-”الذين آمنوا...”

لا يشمل إلا شخصاً واحداً وهذا واضح أيضاً ، إثباتاً لذلك قال الشيخ رحمه الله:

“ويدل أيضا على أن الولاية في الآية مختصة أنه قال: "وليُّكم" فخاطب به جميع المؤمنين ودخل فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغيره ثم قال ورسوله فاخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جملتهم لكونهم مضافين إلى ولايته فلما قال "والذين آمنوا" وجب أيضا أن يكون الذي خوطب بالآية غير الذي جعلت له الولاية. وإلا أدى إلى أن يكون المضاف هو المضاف إليه وأدى إلى أن يكون كل واحد منهم ولي نفسه وذلك محال. وإذا ثبت أن المراد بها في الآية ما ذكرناه".