تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سابين والحجاب المفروض عليها بسوط الحاجة للعمل



من هناك
12-08-2009, 03:48 PM
زينب عواضة -
عند زاوية لا تجيد التلصّص، تركن سيارتها. تنفث أنفاساً قلقة، وتستطلع الطريق. تنتشل من حضن مقعد سيّارتها الخلفّي اللباس الرسمي للمدرسة. ترميه على جسدها، وتغطي بالمنديل الهزيل شعرها الحريري. هذه يوميات سابين مع حجاب فُرِضَ عليها، حيث تعمل في مؤسسة تربوية إسلامية. تقول: «في البدء، حثّتني رغبتي في العمل على تقبل الأمر. فبدت الأمور سهلة: زيٌ شرعي عليّ ارتداؤه عند بلوغي أدراج المدرسة، ومنديل أضعه على رأسي. لكن مع الوقت، بدأت الصورة تنقشع».
درست سابين اختصاص اللغة والتواصل. ومجال هذا الاختصاص العمل في الحقل الإعلامي وفي التعليم أيضاً. لكن أكثر ما كانت ترغب سابين به هو العمل في التلفزيون... الموصد الأبواب. حاولت مراراً أن تطرق تلك الأبواب التي لن تُشرّع إلاّ «بالواسطة»، كما قيل لها! تقول: «لم يكن التعليم خياري الأول، لكن بعد أن أنهيت دراستي الجامعية، فوجئت بإحدى المؤسسات التربوية الإسلامية، تعلمني عن رغبتها بأن أعمل لديها كمدرّسة لغة فرنسية، بشرط أن أرتدي الحجاب خلال دوام العمل. أردت وقتها أن أدخل ميدان العمل بشدة، وظننت بأنّ الأمور لن تكون معقدة. لكنّ تلك السنة كانت من أكثر اللحظات حرجاً في حياتي».
في تلك السنة، كانت سابين تخرج من منزلها من دون حجاب، ومن دون الزيّ الشرعي للمدرسة أيضاً. وقبل الوصول بدقائق كانت تحوّل سيارة الأجرة إلى غرفة ترتدي فيها ثيابها. كانت تشعر بأنّ سائق الأجرة يزيد ارتباكها بنظراته المستغربة.

تعرضت سابين للكثير من الانتقادات في مكان عملها، بسبب عدم التزامها الديني الجليّ في نمط لباسها. تقول: «لم تكن الأزمة في مدى التزامي الديني الداخلي. كمدى إيماني العميق بأصول الدين مثلاً، أو بمنافع الصلاة، أو الصوم. الأزمة كانت في لباسي غير المحتشم والمخالف للشرع، برأيهم. كنت أشعر بأنهم يعطون للمعلمة المحجبة أفضلية. حتى معاملتهم كانت تتم بطريقة مختلفة. فمثلاً، عندما كان يحدّثني معلم ما، لم يكن يتّبع نفس الطقوس التي يتبعها مع المعلمات الملتزمات، فلا يخفض رأسه، أو يشيح بنظره. كأنه ليس بحاجة للتقيّد بطقوس الحديث الملتزم معي... لأنني غير محجبة!».

عادت سابين تبحث عن مفتاح حلمها للعمل في التلفزيون بعدما تركت العمل. واستطاعت هذه المرّة أن تؤمّن «واسطة». وقبل يومين من موعد اللقاء معها، شُنت حرب تموز على لبنان، وماتت «الواسطة» في الحرب. تقول: «أردت العمل بلا واسطة، كلّ ما أردته هو فرصة لأقيّم بها على أساس مؤهلاتي».
تلقت سابين بعد انتهاء الحرب اتصالا للعمل في مؤسسة تربوية إسلامية أخرى. فمؤهلاتها، لتعليم اللغة الفرنسية، تمنحها فرصاً للعمل وافرة. في بادئ الأمر لم ترد سابين العمل مجدداً في ظروف مشابهة لعملها السابق. لكنها أذعنت لاحقا. ربما لأن سوط الظروف قد يكون أقل حدة هذه المرّة، فهي الآن تملك سيارتها الخاصة، وهذا ما سوف يعفيها من نظرات سائق الأجرة الملتصقة بالمرآة.
تعمدت سابين الذهاب في اليوم الأول من دون أن تضع الحجاب. في المقابلة كانت الأجواء تبعث على الارتياح، ولم تُذكر أي شروط، ما عدا واحدا فقط: قبل أن تطأ قدماها أدراج المؤسسة عليها أن تكون مرتدية للحجاب.

تخجل سابين من أن ترتدي الحجاب أمام أدراج المدرسة. وذلك لأنها تشعر بأنهم سيرمونها بوابل من نظرات الإدانة.. لذلك تختار لنفسها زاوية صباحية، بعيدة قليلاً عن المدرسة، وترتدي ثيابها في السيارة. «هم أجبروني على أن أرتديه في الصباح وأخلعه بعد الظهر! أعلم أنّها مؤسسة خاصة ويحق لهم فرض ما يريدون. لكن لما نثور عندما نسمع بأنهم في الغرب يمنعون المحجبات من دخول الجامعة أو من العمل! أليسوا هم أيضاً أحراراً في مؤسساتهم الخاصة! نفعل مثلهم، ثم ننعتهم بأنهم متعصبون لا يتقبلون الآخر، ولا يحترمون الحريّة الشخصية للفرد..!».
فكرت سابين بارتداء الحجاب دائماً، كحل للتخلص من الازدواجية التي تعيشها. ففي الصباح هي محجبة، وبعد الظهر تعود إلى «نسختها» الأصلية. لكنها لم تجد في نفسها قبولاً، والمسافة بينها وبين «التحجب» صارت تزداد بُعداً.

منذ بضعة أشهر تفكر سابين في ترك العمل، على الرغم من أنها تقدّر الخبرة التي تكتسبها منه. لكنها لم تعد تحتمل العيش في شخصيتين. «في المدرسة أحرص على ما أقول وما أفعل، وحتّى كيف أفكر. أشعر بأنّي مشروع إدانة في أي لحظة. أعلم بأنّ الدين لا يؤخذ من ممارسات هؤلاء الناس. لكنّ أشعر أن الاحتكاك اليومي معهم صار يبعدني حتى عن الدين. فأنا شخص مضاد للإكراه، والدين هو أكثر المناطق التي لا ينفع فيها الإكراه...».

سـمـاح
12-08-2009, 04:56 PM
يبدو أن سابين تعيش على المريخ.

من هناك
12-08-2009, 11:42 PM
اظن انها في لبنان وتلك المدرسة الإسلامية التي توحمت عليها اسوأ منها
يريدون صبايا وخريجات جامعات معينة وغير متعصبات دينياً !!!! لأن التربية يجب ان تكون حرة ولكن لزوم البريستيج عليها ان تضع قطعة قماش على رأسها لا اكثر ولا اقل

غباء ليس بعده غباء

سائر في رحاب الله
12-09-2009, 10:40 PM
صحيح غباء ......

بئس هكذا مؤسسات تربوية تدعي أنها تسير على المنهج الإسلامي .....

هي عبء على الإسلام بتصديرها مفاهيم مقلوبة ......

يحاولون نزع القيمة الروحية للمعتقدات الدينية مع إبقاء الشكل ......

يعني تفريغ المضمون مع بقاء القالب المحيط به من أجل الزينة وفقط كزينة ......

تباً لهم ...... ولمن يدعمهم ......

الإسلام ظاهر رغم أنف الحاقدين ....... ولن يخلف الله وعده .....

الله أكبر جلجلت .......