تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يا بوتفليقة شوف



من هناك
12-04-2009, 03:56 AM
الراي يواجه السلطة: يا بوتفليقة شوف

رضا الطالياني أول من غنى الهجرة غير الشرعية في «البابور يا مون أمور» (حبيي القارب)ما زالت القنوات التلفزيونية والصحف الرسمية في الجزائر تمارس التعتيم والحظر على ثلاثة من أهم الأسماء الغنائية في بلد المليون شهيد. إنّهم بعزيز، والشاب عز الدين والشاب رضا الطالياني الذين تجرأوا على انتقاد رؤوس النظام الحاكم


الجزائر ـــ سعيد خطيبي
تتمثّل إحدى المتناقضات التي تميّز السّاحة الفنية في الجزائر، في حالة القطيعة الحاصلة بين وسائل الإعلام الحكومية وأكثر المغنين شهرةً في الأوساط الشعبية: ما زالت مختلف القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية والصحف الرسمية تمارس سلطة التعتيم على ثلاثة من أهم الأسماء الغنائية في الجزائر. إنّهم بعزيز، والشاب عز الدين والشاب رضا الطالياني.
يعتبر بعزيز أحد أهم الأسماء التي تشتغل في حقل الأغنية الساخرة في الجزائر. تعود بداياته الفنية إلى نهاية الثمانينيات. اشتهر بالعديد من الأغاني الملتزمة منها «يا حسرة كي كنت صغير» و«جومون فو» (بمعنى سأم). وقد تحوّل هذا الفنان منتصف التسعينيات إلى ناطق باسم شريحة واسعة من الطبقة البسيطة من المجتمع الجزائري. يعرفه الجميع بقبعته الخاصة وقيثارته التي ترافقه في كل مكان. في عام 1999، أطلق بعزيز مشروع أغنية «لالجيري مون أمور» (حبيبتي الجزائر) واستطاع أن يجمع أهم المغنين الجزائريين المقيمين في فرنسا، على رأسهم الشاب خالد. أغنية تداولتها وبثّتها مختلف المحطات التلفزيونية. لكن، بعد سنتين، وتحديداً في شتاء 2001، أُقرّ «الحظر» على بعزيز ومُنع بثّ أغانيه. والسبب أنّه تجرأ ــــ ضمن البرنامج الفني «مسك الليل» الذي يُبثّ مباشرة على التلفزيون الجزائري ــــ على أداء أغنية تتهجّم على السلطة السياسية وجنرالات الجيش الجزائري. هكذا، ومنذ عام 2001، فُرض الحظر على أشرطة بعزيز التي راحت تتداولها الأسواق سراً. مع ذلك، ظلّت أغنياته تشهد إقبالاً واسعاً بسبب قدرتها على محاكاة الراهن المعيش وجرأتها في انتقاد رؤوس النظام الحاكم القائم.
وفي شهر نيسان (أبريل) الماضي، حاول التلفزيون الجزائري، ومن خلفه السلطة الرسمية، استمالة بعزيز مجدداً من خلال عرض إحدى أغنياته «بلادي» التي تتغنى بالجزائر خلال فترة التحضير للانتخابات الرئاسية. لكنّ رد بعزيز جاء سريعاً وصارماً، إذ كشف أنّه لن ينتخب بل سيقاطع المرشحين الستّة للانتخابات الرئاسية. هكذا، أقفل الباب على أي مصالحة ممكنة. وها هو يُطلق منذ خمسة أشهر، ألبوماً جديداً حمل عنوان «ماروتي» واصل فيه انتقاد الساسة، وخصوصاًُ وزيرة الثقافة التي منعته، خلال السنوات الثماني الماضية، من حضور المهرجانات الفنية التي نظّمتها وزارة الثقافة الجزائرية.
التضييق على بعزيز لن يكون حالة يتيمة. إذ كرّت السبحة لتطال فنانين آخرين بينهم المغني الشاب عز الدين أحد نجوم الراي الجدد. منذ عام 2002، اكتسب عز الدين شعبية وحضوراً مميزين، وخصوصاً عبر أغنية «أش داني للغربة؟» (لماذا اغتربت؟). تلك الأغنية تتطرق إلى موضوعي الحب والغربة. لكن في عام 2007، وجد الشاب عز الدين نفسه في مواجهة أروقة المحاكم. فقد حُكم عليه بالسجن خمسة أشهر بسبب أغنية «شوف الحفرة (الظلم) شوف» التي يقول فيها: «يدولنا (يسلبوننا) في رزقنا والقانون يشوف. شوف الحفرة شوف. يبكونا أولادنا ويقيدوا أيادينا. ماجيسترا (القاضي) ضدنا والقانون يشوف. شوف الحفرة شوف. يا بوتفليقة شوف». على أثر تلك الأغنية، اتهمت «محكمة الشلف» (200 كلم غربي الجزائر العاصمة) المغني بقذف المسؤولين المحليين وسبّهم. وبعد خمس سنوات من النجومية، وجد الشاب عز الدين نفسه في السجن مع المنتج الذي أدين أيضاً بغرامة مالية تقدر بحوالى 10.000 يورو. وبعد الخروج من السجن، واصل الشاب عز الدين الغناء وإصدار الألبومات لكنّه ما زال ممنوعاً في القنوات والمهرجانات الرسمية.
تتجسد الحالة الثالثة في المغني الشاب رضا الطالياني، صاحب أغنية «جوزيفين». يُعتبر الطالياني أول المغنين الذين تناولوا في أعمالهم الهجرة غير الشرعية في الجزائر من خلال أغنية «البابور يا مون أمور» (حبيي القارب). رضا الطالياني ممنوع في وسائل الإعلام الرسمية بسبب موقفه الجريء إزاء قضية الصحراء الإسبانيّة التي تُعدّ محل نزاع بين الجزائر والمغرب منذ عام 1975 (بينما تطالب الجزائر بحق تقرير المصير، تصرّ المغرب على استعادتها باعتبارها جزءاً من أراضيها). في صيف 2007، وعلى هامش «المهرجان الدولي الأول للراي» في وجدة، لم يبدِ الطالياني حرجاً من الهتاف مع شباب مغربي والقول: «الصحراء مغربية»، ما استفزّ الساسة الجزائريين. لكنّ الطالياني شرح الموقف لاحقاً وقال إنّه لم يقصد الإساءة للمبادئ السياسية في الجزائر، لكنّه ما زال حتى اليوم ممنوعاً من الظهور. مع ذلك، لا يزال يحصد العشاق والمتتبعين وما زالت أغانيه متداولة تداولاً واسعاً في مختلف المناسبات والأفراح الخاصة في الجزائر.