من هناك
12-01-2009, 11:26 PM
أيهما أفضل القرض أم الصدقة؟
يرجى إبداء الرأي والتعليقات للتوصل الى الاجابة
وفقكم الله
السادة الأعضاء
سنقوم في هذا الأسبوع بإذنه تعالى بالإجابة على السؤال التالي: أيهما أفضل القرض أم الصدقة؟
من خلال أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، ثم نتبعه في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى بذكر أمثلة تطبيقية للقروض والصدقات
1- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه؛ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
)رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوباً: الصَّدقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهاَ. وَ الْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ. فَقُلْتُ: يَاجِبْرِيلُ! مَا بَالُ القَرْضِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ؟ قَالَ: لأَنَّ السَّائِلَ يَسْأَلُ وَعِنْدَهُ. وَالمسْتَقْرِضُ لاَ يسْتَقْرِضُ إلاَّ مِنْ حَاجَةٍ(.
سنن ابن ماجه/كتاب الصدقات /باب القرض/رقم2431
2- حديث ابن مسعود رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
(مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُقْرِضُ مُسْلِماً قَرْضاً مَرَّتَيْنِ إِلاَّ كَانَ كَصَدَقَتِها مَرَّةً).
سنن ابن ماجه/كتاب الصدقات /باب القرض/رقم (2430)
وابن حبان في صحيحه والبيهقي مرفوعا وموقوفا
3- عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إن السلف يجري مجرى شطر الصدقة) .
مسند الإمام أحمد بن حنبل/ مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه
- فضل القرض والصدقة وثوابهما ثابت في القرآن الكريم وفي آحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم القاضية بفضل المعاونة وقضاء حاجة المسلم وتفريج كربته وسد فاقته .....، والسؤال المطروح هنا هو لبيان التفاضل بين أجر القرض وأجر الصدقة.
- الحديث الأول يظهر منه ان القرض أفضل من الصدقة، بخلاف الحديثين الثاني والثالث فيدلان على أفضلية الصدقة.
- الحديث -1- من حيث الاسناد:
o قال في الزوائد: في إسناده خالد بْنُ يزيد ضعفه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائيّ وأبو زرعة والدارقطنيّ وغيرهم.
o حسنه السيوطي في الجامع الصغير
o قال عنه المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير:
"رمز المصنف لحسنه وليس كما قال فقد قال الحافظ العراقي: وسنده ضعيف وأصله قول ابن الجوزي: حديث لا يصح قال أحمد: خالد بن يزيد أي أحد رجاله ليس بشيء وقال النسائي: ليس بثقة."
· الحديث -2- من حيث الاسناد:
o قَال في الزوائد: هذا إسناده ضعيف. لأن قيس بْنُ روميّ مجهول. وسليمان بْنُ يسير، متفق على تضعيفه. والحديث قد رواه ابن حبان في صحيحه بإسنادٍ إلى ابن مسعود.
o قال الشوكاني في نيل الأوطار(كتاب القرض/ باب فضيلته): الحديث في إسناده سليمان بن بشير وهو متروك قال الدارقطني والصواب أنه موقوف على ابن مسعود
وفي الباب عن أنس عند ابن ماجه مرفوعا "الصدقة بعشرة أمثالها والقرض بثمانية عشر" وفي إسناده خالد بن يزيد بن عبد الرحمن الشامي قال النسائي ليس بثقة.
· الحديث -3- من حيث الاسناد:
صححه أحمد شاكرو الألباني في السلسلة الصحيحة 1553 صحيح بمجموع طرقه، وبصحيح الجامع1640
من المعلوم أن الشريعة الغراء ليس فيها تعارض، وأي تعارض يظهر لنا فهو تعارض صوري؛ بمعنى أنه إما أن يكون أحد النصين المتعارضين لا يصح، أوأن يمكن الجمع بينهما أو..........ليس هذا موضع التفصيل فيه، والمراد هنا درئ التعارض بين الأحاديث السابقة:
- فمن حيث السند الحديث الثالث أقواها سندا(=> الصدقة أفضل من القرض، فالقرض ثوابه يعتبر نصف صدقة فمن أقرض مبلغاً من المال فليعلم أنه كأنما تصدق بنصف هذا القرض .)
- ومن حيث المعنى:
الصدقة تبرع محض يقصد به ثواب الله - عز وجل- بالقصد الأول، ولا يراد منه عوض دنيوي أصلاً، فيخرج المتصدق من ماله ويقصد ما عند الله،
وأما القرض فهو دفع مال لمن ينتفع، ويرد بدله
وقد رجح ابن القيم –رحمه الله- أنه من باب الإرفاق والتبرع لا من باب المعاوضات، وفيه ثواب، لكنه لا يصل إلى ثواب الصدقة؛ لأن العوض وهو بدل القرض مقصود.
وقال النفراوي في الفواكه الدواني:( المعتمد أن الصدقة أفضل من القرض، لأن المتصدق لا يأخذ بدلها بخلاف المقرض)
- ويمكن الجمع بالقول أن القرض والصدقة لها أحكام بحسب الحال والأثر
قال في نهاية المحتاج:( يقال القرض فضل الصدقة باعتبار الابتداء لامتيازه عنها بصونه ماء وجه من لم يعتد السؤال عن بذله لكل أحد بخلافها ، وهي فضلته باعتبار الغاية لامتيازها عنه بأنه لا مقابل فيها ولا بدل بخلافه ، وعند تقابل الخصوصيتين قد تترجح الأولى وقد تترجح الثانية باعتبار الأثر المرتب.)
فالصدقة أفضل من حيث أن المتصدق قصد الثواب دون أي عوض دنيوي بخلاف المقرض
والقرض أفضل من الناحية الاقتصادية لأنه سيحرض المقترض على الاستثمار كي يتمكن من الانتفاع بالقرض ويعمل على رده، بينما لو كانت صدقة ربما استهلكها وانتظر غيرها
والله أعلم
يرجى إبداء الرأي والتعليقات للتوصل الى الاجابة
وفقكم الله
السادة الأعضاء
سنقوم في هذا الأسبوع بإذنه تعالى بالإجابة على السؤال التالي: أيهما أفضل القرض أم الصدقة؟
من خلال أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، ثم نتبعه في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى بذكر أمثلة تطبيقية للقروض والصدقات
1- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه؛ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
)رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوباً: الصَّدقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهاَ. وَ الْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ. فَقُلْتُ: يَاجِبْرِيلُ! مَا بَالُ القَرْضِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ؟ قَالَ: لأَنَّ السَّائِلَ يَسْأَلُ وَعِنْدَهُ. وَالمسْتَقْرِضُ لاَ يسْتَقْرِضُ إلاَّ مِنْ حَاجَةٍ(.
سنن ابن ماجه/كتاب الصدقات /باب القرض/رقم2431
2- حديث ابن مسعود رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
(مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُقْرِضُ مُسْلِماً قَرْضاً مَرَّتَيْنِ إِلاَّ كَانَ كَصَدَقَتِها مَرَّةً).
سنن ابن ماجه/كتاب الصدقات /باب القرض/رقم (2430)
وابن حبان في صحيحه والبيهقي مرفوعا وموقوفا
3- عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إن السلف يجري مجرى شطر الصدقة) .
مسند الإمام أحمد بن حنبل/ مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه
- فضل القرض والصدقة وثوابهما ثابت في القرآن الكريم وفي آحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم القاضية بفضل المعاونة وقضاء حاجة المسلم وتفريج كربته وسد فاقته .....، والسؤال المطروح هنا هو لبيان التفاضل بين أجر القرض وأجر الصدقة.
- الحديث الأول يظهر منه ان القرض أفضل من الصدقة، بخلاف الحديثين الثاني والثالث فيدلان على أفضلية الصدقة.
- الحديث -1- من حيث الاسناد:
o قال في الزوائد: في إسناده خالد بْنُ يزيد ضعفه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائيّ وأبو زرعة والدارقطنيّ وغيرهم.
o حسنه السيوطي في الجامع الصغير
o قال عنه المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير:
"رمز المصنف لحسنه وليس كما قال فقد قال الحافظ العراقي: وسنده ضعيف وأصله قول ابن الجوزي: حديث لا يصح قال أحمد: خالد بن يزيد أي أحد رجاله ليس بشيء وقال النسائي: ليس بثقة."
· الحديث -2- من حيث الاسناد:
o قَال في الزوائد: هذا إسناده ضعيف. لأن قيس بْنُ روميّ مجهول. وسليمان بْنُ يسير، متفق على تضعيفه. والحديث قد رواه ابن حبان في صحيحه بإسنادٍ إلى ابن مسعود.
o قال الشوكاني في نيل الأوطار(كتاب القرض/ باب فضيلته): الحديث في إسناده سليمان بن بشير وهو متروك قال الدارقطني والصواب أنه موقوف على ابن مسعود
وفي الباب عن أنس عند ابن ماجه مرفوعا "الصدقة بعشرة أمثالها والقرض بثمانية عشر" وفي إسناده خالد بن يزيد بن عبد الرحمن الشامي قال النسائي ليس بثقة.
· الحديث -3- من حيث الاسناد:
صححه أحمد شاكرو الألباني في السلسلة الصحيحة 1553 صحيح بمجموع طرقه، وبصحيح الجامع1640
من المعلوم أن الشريعة الغراء ليس فيها تعارض، وأي تعارض يظهر لنا فهو تعارض صوري؛ بمعنى أنه إما أن يكون أحد النصين المتعارضين لا يصح، أوأن يمكن الجمع بينهما أو..........ليس هذا موضع التفصيل فيه، والمراد هنا درئ التعارض بين الأحاديث السابقة:
- فمن حيث السند الحديث الثالث أقواها سندا(=> الصدقة أفضل من القرض، فالقرض ثوابه يعتبر نصف صدقة فمن أقرض مبلغاً من المال فليعلم أنه كأنما تصدق بنصف هذا القرض .)
- ومن حيث المعنى:
الصدقة تبرع محض يقصد به ثواب الله - عز وجل- بالقصد الأول، ولا يراد منه عوض دنيوي أصلاً، فيخرج المتصدق من ماله ويقصد ما عند الله،
وأما القرض فهو دفع مال لمن ينتفع، ويرد بدله
وقد رجح ابن القيم –رحمه الله- أنه من باب الإرفاق والتبرع لا من باب المعاوضات، وفيه ثواب، لكنه لا يصل إلى ثواب الصدقة؛ لأن العوض وهو بدل القرض مقصود.
وقال النفراوي في الفواكه الدواني:( المعتمد أن الصدقة أفضل من القرض، لأن المتصدق لا يأخذ بدلها بخلاف المقرض)
- ويمكن الجمع بالقول أن القرض والصدقة لها أحكام بحسب الحال والأثر
قال في نهاية المحتاج:( يقال القرض فضل الصدقة باعتبار الابتداء لامتيازه عنها بصونه ماء وجه من لم يعتد السؤال عن بذله لكل أحد بخلافها ، وهي فضلته باعتبار الغاية لامتيازها عنه بأنه لا مقابل فيها ولا بدل بخلافه ، وعند تقابل الخصوصيتين قد تترجح الأولى وقد تترجح الثانية باعتبار الأثر المرتب.)
فالصدقة أفضل من حيث أن المتصدق قصد الثواب دون أي عوض دنيوي بخلاف المقرض
والقرض أفضل من الناحية الاقتصادية لأنه سيحرض المقترض على الاستثمار كي يتمكن من الانتفاع بالقرض ويعمل على رده، بينما لو كانت صدقة ربما استهلكها وانتظر غيرها
والله أعلم