تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حجاج مصر ومباراة الجزائر



من هناك
11-29-2009, 01:54 PM
في خضم تداعيات مهزلة مباراة أم درمان بين الجزائر ومصر، أعلن الرئيس مبارك في خطابه الأخير أمام مجلس الشعب وبغضب ووضوح بأن حكومته لنتسمح بأن يتعرض المغتربون المصريون إلى إلاهانة. وقال سيادته: "لننسمح لأي كان بإهانة المغتربين المصريين لان كرامة المصريين هي من كرامةمصر"، مضيفا بأن "مصر لنتتهاون ابدا حين يتعلق الأمر بكرامة شعبها ومواطنيها". وإذا كان من النادر أن نرى الرئيس المصري غاضبا أو حتى مباليا حين يتعلق الأمر بحياة مواطنيه وكرامتهم في الداخل المصري والذي يشهد مآس مستمرة مثل تصادم القطارات وغرق العبارات وكوارث مرورية مروعة وانهيارات جبلية أو في العمارات تؤدي لسقوط العشرات ضحايا فساد الحكم وسوء إدارته للبلاد والعباد.

وإذا كان تفاعل السلطات المصرية مع ما حدث في الخرطوم -أو ما أشاعته وسائله الإعلامية وضخمته وهولته- كان استثنائيا وغير مسبوق، من إرسال الطائرات ونقل الجرحى والتفاعل مع الغلابة، مثيرا لمشاعر من الدهشة والاستغراب. غير أن أنصار الحكومة قد يردون بأن السياسة الداخلية لها خصوصيات وأن كرامة المصريين في الخارج تعتبر أولوية مطلقة.

وإذا كان المصريون يقولون بأن المية تكذب الغطاس، فإن ما يفضح ازدواجية الحكم المصري لم يطل انتطاره، فقد نقلت وسائل إعلام عربية خبر تظاهر نحو خمسمائة حاج مصري أمام مقر بعثة الحج المصرية في منى احتجاجا علىبقاء أكثر من عشرة آلاف منهم دون أماكن للسكنى مما اضطرهم لافتراش الأرضوالشوارع.وقال الحاج المصري أحمد السيد إن الحجاج حاولوا الاتصالبالمسئولين عنهم ولكن لا حياة لمن تنادي، ونقلت صحيفة "القدس العربية" الصادرة في لندن عن شاهد عيان قوله إنالمتظاهرين رددوا هتافات تندد بالحكومة المصرية وقيادة بعثة الحج الرسميةوتتهمهما بالتقصير وإهمال شئون حجاج مصر، في حين قال الحاجسمير حسني أن حجاج بلاده لازالوا حتى مساء السبت بدونمأوي وخاصة في ظل استمرار هطول الأمطار على المشاعر المقدسة مما يعرضهم لنزلات البردوالأنفلونزا وغيرها من الأمراض.

وإذا كانت أحوال الحجيج المصريين المؤسفة تكمل الصورة القاتمة عن سوء الإدارة وعن الفساد المنتشر في أرجاء مصر وأركانها، والذي أدى إلى تحويل حياة أغلبية المواطنين إلى بؤس ومعاناة دائمين، وإلى تقزيم دور مصر إقليميا ودوليا حتى غدت تتباهي بمديح إسرائيلي عن دورها في إحكام حصار غزة وتجويع أهلها. الغضبة المصرية الرسمية إثر المباراة المهزلة، لم تكن إلا حلقة في سلسلة من الخداع وتسويق الوهم وإلهاء المواطن المسحوق عن الفشل الذريع في الحكم والإدارة، ومحاولة للتعويض عن مواقف الحكومة المتخاذلة عربيا ودوليا وإسلاميا المتواصلة والتي نفتقد فيها الغضب المحمود والكرامة المنشودة.

* مرفق رابط لمقال قديم نشرته بعنوان "حين يغضب الرئيس مبارك!!"
(http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentID=8928)http://www.alasr.ws/index.cfm? (http://www.alasr.ws/index.cfm?)method=home.con&contentID=8928
ياسر سعد