تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ياليتني كنت.كوريا"



من خير امه
11-29-2009, 09:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى ، وعلى آله وصحبه الشرفاء .

وبـــعــــــــد ، فالناظر لواقع سياسة الدول العربية اليوم ، وركوعها وسجودها لعباد الصليب الأمريكان ، والصهاينة اليهود لا يجد مفرا من البراءة من هذه الدول وسياستها المذلة لمواطنيها ، ولا يجد في نفسه حرجا من الصدع بقوله : (يا ليتني كنت كوريا !!) .

نعم والله يقول ـ للأسف ـ : (يا ليتني كنت كوريا !!) .

وبلا ريب لا يقصد بذلك أن يكون ماركسيا أو بوذيا ـ والعياذ بالله ـ ؛ فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، وإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ، ولكن يقصد بذلك الإشارة إلى عزة الموقف السياسي الكوري أمام الغطرسة الأمريكية مقارنة مع موقف العار والذل في الدول العربية !! ونحن بلا ريب نتفهم ذلك .

فقد آل الأمر بالمسلم العربي أن يتمنى الخروج من هذا العار ولو عن طريق الخروج من جلده وأصله وفصله !! فيقول يا ليتمنى أعيش كوريا مسلما مرفوع الرأس ، لا أهاب من البيت الأبيض ، ولا البيت الأسود ، ولا شارون ولا موفاز . بدلا من أن أعيش عربيا ذليلا يركع للصهاينة والأمريكان ‍‍!!.

لقد قرر العديد من أبناء الدول المستعربة منذ عقود الهجرة من بلادهم التي لا تبرع أنظمتها في شيء على الإطلاق إلا ملاحقة الدعوة الإسلامية وشباب الصحوة ، وتصنيفهم على منهج العم سام بالإرهابيين والمتطرفين .

ثم كشر العم سام عن أنيابه وأرغد وأزبد وأطلق عبارة رعاة البقر الشهيرة : (إما أن تكون معنا أو ضدنا) ، فلم تتردد بعض الأنظمة طرفة عين عن تلبية النداء ، فقدموا فروض الطاعة العمياء للعم سام ، ولسان حالهم يقول : فداك يا عم سام البلاد والعباد والإسلام وجميع الشعائر والمقدسات !!.

فلم يجد الشباب العربي المسلم بعد هذه السياسة المذلة بدا من القول : (يا ليتني كنت كوريا !!) .

فلسان حاله يقول : أكون كوريا لا ترهبني التهديدات الصليبية ، ولا وعيد الصهيونية !!.

لا أريد أن أكون عربيا حارسا أمينا لمصالح الإمبريالية الأمريكية في المنطقة ! .

لقد تآمرت بعض الأنظمة السياسية بالأمس القريب مع عباد الصليب من أجل القضاء على دولة الإسلام في أفغانستان (دولة طالبان) ، فقدموا لعبّاد الصليب كل التسهيلات ، فكان ما كان .

أي دين وعقيدة هذه تحملونها في قلوبكم يا أيها المتمسلمون ؟!!! .

وأي عمالة وخيانة وغدر للأمة التي اصطفتكم بتدبير شؤونها ، فدمرتم فيها عقيدة الولاء والبراء ، ونهبتم ثرواتها لصالح إخوانكم صهاينة اليهود والصليب ؟!!! .

أتذكر كلمة مشهورة للمناضل المصري الكبير (مصطفى كامل باشا) : إن لم أكن مصريا ، لتمنيت أن أكون مصريا !!.

لقد عبر عن ذلك في مطلع القرن العشرين مع بداية انهيار الخلافة الإسلامية ، وبزوغ شمس الوطنية والقومية ، فراح يلتمس العزة في الوطنية كحال كل من فقد الهوية !!.

لقد أصابه الإحباط بسبب الاستعمار الإنجليزي للديار المصرية ، وانهيار الدولة الإسلامية ، فرأى النجاة في الوطنية !!.

ولكن لو عاش بيننا في هذا الزمان أجزم بأنه سيقول : إن لم أكن عربيا لتمنيت أن أكون كوريا !!.

كوريا الشمالية ، وما أدراك ما كوريا الشمالية !!! دولة ماركسية شيوعية لا تؤمن بإله ولا رسول ، ومع هذا وقفت شامخة أمام العم سام في زمن الانكسار والانبطاح للأمريكان من بني الإسلام !!.

كوريا الشمالية ، الشموخ في زمن الغطرسة الأمريكية !! .

يوم أن باع القاصي والداني في منطقتنا عرضه وشرفه للعم سام وهو يتظاهر بالإسلام ، وقف ماركسي ملحد بعزة وكبرياء وقال : لا للإمبريالية الأمريكية !! .

لقد أمرت الإمبريالية الأمريكية عملاءها في المنطقة بالتوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية ، فهرولوا إلى توقيعها بكل ذل وخضوع ولم يستطع أحد منهم رفع رأسه بقوله : وما بال الدولة الصهيونية ؟! .

إنهم خونة وعملاء يقفون في صف الصهاينة والأمريكان من أجل تحقيق المخطط الصهيوني والأمريكي في المنطقة ويستترون بمظلة (السياسة الحكيمة) ، فجردونا من أسلحتنا حتى ينحرنا عدونا من غير مقاومة !!. ولك أن تتأمل السيناريو العراقي والفلسطيني .

يذبح الشعب الفلسطيني ليلا ونهارا ، وتتقرب بعض الأنظمة العميلة للصهاينة والأمريكان بإبداء الحصار المتقن على الضحية ، وتعلن بين الفينة والأخرى عن إحباط عملية تسلل ، أو تهريب أسلحة !! .

أظهرت بعض الأنظمة وقوفها الكامل بجوار العم سام في حربه وإبادته للعراق . فكان رد وزير الخارجية الأميركي كولن باول في منتجع دافوس بسويسرا التصعيد والتهديد بحرب تحرق الأخضر واليابس ، وباحتلال العراق وتقسيم الغنيمة بين الشركات الأمريكية ، ووضع كرزاي جديد بدلا من صدام حسين الذي انتهت مدة صلاحيته.

وقد كان ما أراد ولم يستطع أي حاكم عربي رفع صوته بالاعتراض على العم سام ؛ خيفة من الكرت الأحمر !! .

فالجميع يلعب في ملعب العم سام !! .

والكأس كأس الأمريكان !! .

ونحن محترفون للعب للآخرين !! ولذلك دورنا في هذه اللعبة أن نجلس في صفوف المشاهدين ، ونكتفي بتمعر الوجه ومص الشفاه ، وللأسف لا ننال في نهاية الأمر ـ سواء كنا من المشاهدين أو اللاعبين ـ إلا الهزيمة أو جزاء سنمار !! .

بينما وقفت كوريا الشمالية رمز الماركسية والشيوعية أمام الإمبريالية الأمريكية بقوة وصلابة ، وهددت بأنها سوف ترد على أمريكا بالمثل ، فكان رد وزير الخارجية الأميركي كولن باول بأن واشنطن لن تشن حربا عليها ، وأنها على استعداد لإبلاغ ذلك بوضوح لبيونغ يانغ. وأوضح أيضا أن الولايات المتحدة مستعدة لإقامة علاقة بمستويات مختلفة مع كوريا الشمالية!!.

فانظر ـ رحمك الله ـ وقارن بين مواقف الفريقين ، وردت فعل العم سام !! .

وها هو بوش دمر العراق ، وأهلك الحرث والنسل ، فاكتفت الأنظمة العربية بالتفرج ومص الشفاه ومواساة الشعب العراقي بإرسال الأرز والطحين !!.

وأما كوريا الشمالية آخر الدول الماركسية ، فقد زادت حدة التوتر في العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة بشكل خطير للغاية، ولعل كوريا تصرفت عكس ما كان يتوقع منها، فبعد أن كانت قد أبدت استياء شديدا من وضعها ضمن دول محور الشر ـ وهي التي كانت تسعى إلى شطب اسمها من على قوائم الإرهاب الأميركية ـ جاءت ردة فعلها أكثر حدة من الصفعة الأميركية التي وجهت لها.

فعلى الرغم من الجهود الأميركية لحمل بيونغ يانغ على العدول عن تحريك برنامجها النووي لأغراض عسكرية واحترام معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية فإن المسؤولين الكوريين الشماليين ظلوا متمسكين بمواقفهم ويطالبون واشنطن بتوقيع معاهدة عدم اعتداء كشرط للاستجابة للمطالب الأميركية.

الشعب العراقي المسكين فتح غرف نومه لوكالة الطاقة الذرية ، بل لقد فتح مساجده ومكامن أسرار أمنه الوطني من أجل إرضاء هؤلاء العملاء ، فإذا بالبرادعي يعلن على رؤوس الأشهاد في تقريره في مجلس الأمن بأن العراق لا يتعاون بشكل كامل مع المفتشين !! .

ولكن يا برادعي ليس كل الطيور يؤكل لحمها ، فالنظام الكوري الماركسي الملحد الكافر ليس كالأنظمة العميلة الذليلة التي تلعق حذاء بوش وتتشدق بالإسلام ، فقد هاجمت كوريا الشمالية الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام محمد البرادعي وقالت : إنه ليس من مهام الوكالة ولا رئيسها حاليا مناقشة الأزمة في شبه الجزيرة الكورية.

وجاء هذا الهجوم في وقت تناقش فيه الوكالة الدولية ومقرها فيينا تحديد تاريخ لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة قرار بيونغ يانغ الانسحاب من المعاهدة الدولية للحد من انتشار الأسلحة النووية.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية في تقرير شديد اللهجة : إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست مسؤولة حاليا عن مناقشة هذه القضية، وأكدت أن مسؤوليتها في هذا الصدد انتهى زمنها ولن يعود مرة أخرى.

واعتبر التقرير أن محمد البرادعي يحاول من خلال مساعيه الرامية إلى تحقيق مناقشة دولية للأزمة في كوريا الشمالية الحفاظ على سمعته وتحسين صورته التي هزها قرار انسحاب بيونغ يانغ من المعاهدة.

ثم تأمل وقارن بين موقف جيران كوريا الشمالية (الروسي والصيني والياباني) من التهديدات الأمريكية لكوريا الشمالية ، وبين جيران العراق (إيران والكويت وقطر والأردن ..الخ) ، فبلا ريب لن يتردد أي عاقل يقف موقف الذل والخضوع أن يتمنى أن يكون كوريا .

فقد حذر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر لوسيوكوف في مقابلة مع القناة الأولى بالتلفزيون الروسي واشنطن من مغبة الحرب في شبه الجزيرة الكورية. وأشار إلى أن كوريا الشمالية جددت إصرارها على الدفاع عن سيادتها ومواجهة الابتزازات الأميركية والتهديدات الأخرى.

في مقابل ذلك تفتح دول إسلامية وعربية ذراعها مرحبة بعباد الصليب وأسلحتهم الفتاكة من أجل تدمير البلاد والعباد ، والله المستعان .

وآخر هذه النكبات والمهازل إعلان أحد سفراء الدول الإسلامية البراءة من الجهاد والمجاهدين ، لعقا لحذاء الكفار والصليبيين !! .

فهل بعد كل هذا الذل والعار يلام العربي المسلم على قوله : (يا ليتني كنت كوريا !!) ؟!! .

نسأل الله تعالى بمنه كرمه أن يعجل بنصرة الإسلام والمسلمين ، وتدمير العملاء والمنافقين .


منقول مع بعض التحفظ عليه